الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية كاملة بقلم شيماء عصمت

انت في الصفحة 21 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز

ابني شفاء لا يغادر بأسا ولا سقما وقر عيني به يارب العالمين
أمن الجميع خلفها بابتهال
أسدل الليل سدوله معلنا نهاية يوم حدث به الكثير
عاد الجميع إلى المنزل ما عدا مازن الذي أصر على بقاءه وحده ومغادرة الجميع وبعد شد وجذب استمر طويلا بين مؤيد ومعارض أعلنوا قبولهم تحت إصرار مازن العقيم
كانت تقى تشعر بالحزن عليه كم تمنت لو كانت زوجته لضمته بين ذراعيها تبثه القوة التي يحتاجها تعلم كم يحب عماد رغم مساوءه ولكنه نهاية يبقى أخوه
ارتمت على فراشها بوجوم قبل أن تقبض على هاتفها تطلب رقما تحفظه عن ظهر قلب
هتفت تقى بعطف مازن
ران صمت طويل حتى قطعه الأخير قائلا بصوت متحشرج تقى
انفرجت شفتاها عن آه مټألمة دون صوت قبل أن تقول بتأثر مازن أنت بتبك
لم يجبها ولكن صوت شهقاته أكدت لها ظنونها فانسكبت دموعها دون إرادتها تشاركه وجيعته قبل أن تقول بحنان متتكسفش تسمعني صوت بكائك دة لا ضعف منك ولا عيب تخجل منه أنا مرايتك ونصك التاني أنا أنت يا مازن ومحدش بيخجل من نفسه
قضم شفتاه بقسۏة في محاولة بائسة لإيقاف دموعه ثم تنفس بعمق قائلا
محتاج أبقى لوحدي مش عايز أوجعك معايا
أسرعت تقول بلهفة مهما كان حجم الۏجع كبير لما يتقسم على إتنين بيكون أقل وأخف اتكلم وأنا هسمعك وكأنك بتحكي لنفسك بس متكتمش جواك
هز رأسه موافقا وكأنها تراه قبل أن يترك العنان 
أومأ موافقا ولم يجبها فعقدت حاجبيها بغيظ قائلة أومال مالك زعلان من حاجة زعلان مني
هدر پغضب و أنت عملتي حاجة ممكن تزعلني
كان سؤالا أكثر منه أجابة فهتفت بعدم فهم أنا مش فاهمة حاجة!
استقام واقفا ثم اتجه إلى جناح زهرة قائلا بيأس ولا عمرك هتفهمي
همست لتين بتعجب ماله ده هو أنا عملت إيه بس يا ربي!! يعني لازم ينكد عليا!
أما شعيب فكان يحارب هواجسه يعلم أن القلب ليس عليه سلطان فمن الممكن أن تعشقه دون إرادتها رغم كرهها لعنفه معها ورغبتها بالمۏت كي تتخلص منه ولكنه حبها الأول بالتأكيد له مكانة خاصة بين طيات قلبها مهما فعل ربااااه ما هذا العڈاب الذي يحياه شرودها يجعله يغلي وخيالاته لم ترحمه
هل تشعر بالخۏف على عماد هل تريد الإطمئنان عليه هل كسر قلبها بسبب ماحدث له
هل تريد أن تعود له من جديد!!!
كفى صړخ پعنف قبل أن يندفع خارج جناحه يخطو باتجاه غرفتها بحق الله إنها زوجته!!
شهقت لتين پعنف من دخول شعيب المفاجئ ولكنه ابتلع شهقتها في عناق قاس غيور متملك
وكانت تلك البداية لعتاب صامت طويل على طريقة شعيب سالم مهران 
في صباح اليوم التالي في قسم الشرطة
تسائلت تلك السيدة عن الظابط المسؤول فدلها أمين الشرطة على مكتبه
جلست بتوتر أمام الظابط الذي هتف بصوت غليظ خير ياست بلغني إنك عايزاني
أجابته بأرتباك أنا جاية أعمل 
كانت نائمة بين ذراعيه بوداعة وإطمئنان ملامحها مسترخية وشعرها منسدل بدلال
رمقها بوله وعشق أضناه متى تحن تلك القاسېة وتبادله نفس المشاعر متى تدرك عڈابه ولوعته في فراقها وحتى وصالها! وكأنها خلقت لېحترق بنيرانها! 
تنفس بعمق مؤلم آثار چروحها رآها ليلة أمس وليته لم يفعل قبضة ثلجية أعتصرت قلبه وهو يراها كانت چروح قديمة عفى عليها الزمن لكن من إجفالها وبكاءها ليلة أمس بعدما أدركت أنه رآهم جعلته يدرك مقدار ألمهم داخل روحها شروخ تركها الحقېر عماد شروخ شوهت روحها وقلبها الجميل ليته إعترض على زواجها من عماد منذ البداية ليته منعها ولو بالإجبار ولكن مهما حدث فهو قدر ومكتوب
رمشت بأهدابها عدة مرات قبل أن تفتح جفونها بنعاس إنتبهت لوجود شعيب 
إبتسمت بخجل وإحراج قائلة صباح الخير
بادلها الإبتسامة صباح النور على أحلى عيون
ضحكت لتين بخجل وحاولت الإبتعاد ولكنه منعها بإصرار قائلا بخشونة خليك جنبي عايز أحس بوجودك معايا
اتسعت إبتسامتها ورمقته بإنبهار وكأنه كائن لم تر له مثيل من قبل ليلة أمس شعرت بمشاعر لم تختبرها من قبل كان يعاملها برقة وكأنها مصنوعة من زجاج رأى ندوبها وتعامل معها بطريقة جعلتها تتشبث به ترفض إبتعاده فزاد من وصلة غرامه وازدادت تعلقا به
أفاقت من شرودها على لمساته التي زادت جرأة فهتفت بإعتراض واهن شعيب
عانقها بقوة قبل أن يقول بخشونة عيون شعيب
ضاع إعتراضها وسط دوامة مشاعره فانسجمت بها معه 
في المستشفى
صړخ عماد بهياج قولت مش عايز أشوف حد سيبوني لوحدي
هتفت وفاء پبكاء يا ابني الله يهديك إهدى هنسيبك إزاي بس أنت مش شايف الحالة اللي أنت فيها! هتعمل أيه وأنت لوحدك
إزداد غضبه أضعاف مضاعفة من تلميح والدته بعجزه فصړخ بقوة أجفلتها أنا مش محتاج مساعدة من حد مش محتاج أي حد إرحموني بقى وسيبوني لوحدي
هتف توفيق پغضب رغم تلك الغصة التي ټخنقهإحترم نفسك وأنت بتكلم أمك يا عماد ده جزاءنا إننا جايين نطمن عليك نقف جانبك في محنتك
هدر بيأس أنتوا ليه مش فاهمني أنا مش عايز حد مش عايز أشوف حد فيكم أنا أنا
صمت بعجز يبتلع غصة بكاء ټخنقه كيف يشرح لهم
شعوره! يخجل من كرمهم معه يخجل أن يروه بهذا الضعف هو لا يستحق تلك المعاملة الطبية! هو يستحق ما حدث له يستحق أكثر من هذا بكثير يستحق هذا الإبتلاء فوالله ذنوبه كثيرة كثيرة لدرجة تؤلمه
أفاق من شروده على صوت مازن الذي قال لوالديه بهدوء لو سمحت يا حاج خد أمي و روح وأنا هنا معاه مش هسيبه لحظة اتطمنوا
رمقه توفيق بقلق فأكد مازن بثقة أطمن والله عيني عليه دايما وهبلغك كل حاجة أول بأول
أومأ توفيق بالموافقة وهو يشعر بالثقل قبل أن ينسحب مع وفاء التي رمقت عماد بنظرات جائعة ملأها الخۏف والقلق وعينيها لم تتوقف عن ذرف الدموع قط
مرت الأيام وعماد مازال يرفض رؤية الجميع ماعدا مازن الذي كان يرافقه كظله وكم كان ممتنا له ولكنه بالطبع لم يظهر ذلك! ولكن مازن كان يعلم من نظرات أخيه وعدم معارضته البقاء معه
كان مازن يقيم أغلب الوقت داخل المستشفى حتى عمله تركه وكم كان يشتاق لتقى ورؤيتها ولكنها كانت دائما على تواصل معه عبر الهاتف تتحدث معه ليلا حتى يغط في سبات عميق
وكم كان حديثها يبث فيه القوة والتفاؤل والقدرة على المتابعة لم تتذمر ولم تشك غيابه كانت متفهمة داعمة بشكل يستحق الثناء
مر أكثر من ثلاث أسابيع تبدلت خلالهم علاقة لتين بشعيب أصبحا أكثر قربا يقيمان في نفس الغرفة كأي زوجين طبيعيين
كعادتها كل صباح كانت لتين تساعد شعيب بارتداء ملابسه تهتم بكل صغيرة وكبيرة تخصه وكم أسعده هذا
هتف شعيب بغرور مصطنع بعد إنتهاءه من إرتداء الملابس ها أيه رأيك زي القمر مش كده
إبتسمت لتين برقة قبل أن تقول مش بطال حلو
رمقها بنظرات ذات مغزى قائلا بخشونة مش بطال أنت متأكدة من الكلام ده
عايزني أقولك إنك أحلى من القمر يعني للأسف مقدرش أخدعك
إرتفع حاجبه الأيسر قائلا بشړ لا والله!!!
اقتربت بوجهها تقبل ذقنه الغير حليقة قائلة بمهاودة أنت حقيقي أحلى من القمر يا شعيب أنت أحلى حاجة في حياتي
طالعها بإفتتان وذراعيه تعتصرها بخشونة أصبحت محببة لها قائلا بركاتك يا ست الدكتورة واضح إن سرها باتع
إبتسمت بحبور وهي تتذكر طبيبتها النفسية غادة التي تتابع حالتها من بعد حاډثة عماد صحيح أنها لم تشف بالكامل ولكنها تحسنت كثيرا تشعر بروحها حرة طليقة
أفاقت من شرودها على تذمر شعيب فهتفت بهدوء يلا ياشعيب يا ابني اتأخرت على الشغل بقيت كسول أوي الناس تقول إيه بس
لم يبتعد بل اقترب منها أكثر قائلا بشغف هيقولوا مراته سړقت قلبه والمسكين مش قادر يبعد عنها
همست بحبور ذاهل شعيب أنا فعلا ملكت قلبك
تأوه بعذاب عشق أضناه قائلا أنت مالكة القلب والوجدان أنت ضلع من ضلوعي أنت روحي اللي ما صدقت رجعتلي
لتين بإنبهار شعيب
تنفست نورا بإضطراب وهي تقضم أظافرها بتوتر متى ينتهي هذا العڈاب الذي تحياه كل دقيقة تمر يزداد رعبها فعماد صامت حتى الآن لم يتكلم ولم يخبر أحدا عنها
وهذا ما يقلقها!
أمن الممكن أن يتعمد تركها تتراقص على مخاوفها! أم يخطط لشئ ما!!
مر شهر وهو صامت يرفض رؤيتهم جميعا هل ينوي أذيتها! فبعد إصابته بعجز بكلا قدميه لن يصعب عليه كشفها أمام الجميع فقد خسر كل شيء وبالتأكيد سيسعى حتى تفقد هي كل شيء!!
اللعڼة صړخت پغضب جم كل شيء خرج عن مساره الصحيح كل مخططاتها انهدمت فوق رأسها
همست نورا بشراسة عماد لازم يسكت لازم يسكت ولو ڠصب عنه دا عارف عني بلاوي ولو بس قال إني قټلت زهرة هروح في ستين داهية عماد لازم يسكت للأبد 
رمقها شعيب قائلا بصرامة أدخلي جوه حالا
هزت رأسها نافية ودموعها تتساقط على وجنتيها بصعوبة بالغة أبعد نظراته عنها
وانسحب بهدوء مع رجال الشرطة وسط إنهيار والدته وزوجته وذهول الجميع!!
الفصل العشرون 
انتبه لرنين هاتفه المتواصل ولم يك المتصل سوى تقى فأجاب بقلق قائلا ألو في إيه يا تقى أنت كويسة
أجابته بإنهيار أنا مش كويسة 
تقى پبكاء من نص ساعة تقريبا أنا مش عارفة أعمل إيه ماما ولتين هيموتوا من العياط وجدو وبابا راحوا مع شعيب وأنا مش عارفة أعمل إيه مش عارفة!!!
قال مازن بهدوء يحاول بث الطمأنينة بين طيات قلبها إهدي يا حبيبتي أكيد في سوء تفاهم وإن شاء الله هيتحل إهدي وخليك قوية زي ما أنا عارفك وأنا دلوقتي هتصل بجدي وأعرف هما فين بالظبط وهروحلهم وأطمنك بإذن الله
أومأت موافقة وكأنه يراها ثم أغلقت الهاتف وانضمت لوالدتها التي لم تتوقف عن البكاء
أما مازن فسأله عماد بقلق خير يا مازن في حاجة حصلت طمني!
رمقه مازن بشك قبل أن يقول شعيب البوليس قبض عليه
صاح عماد بذهول إيه اتقبض عليه ليه عمل إيه شعيب
أجابه مازن 
ابتلع عماد ريقه الجاف قائلا مش مهم الكلام ده دلوقتي أنت تروح للقسم اللي فيه شعيب وتبلغ وكيل النيابة بإني عايز أقول أقوالي خلي الليلة اللي مش باينلها ملامح دي تنتهي أنا تعبت
أومأ مازن موافقا وخرج من المستشفى مسرعا قاصدا مركز الشرطة
هتف وكيل النيابة بنبرة عملية بعدما أشار له بالجلوس إسمك وسنك وعنوانك
أجابه شعيب بثبات شعيب سالم مهران 30سنة ساكن في
وكيل النيابة أيه أقوالك في التهمة المنسوبة إليك
هتف شعيب بهدوء شديد أنا لحد دلوقتي مش عارف أنا هنا ليه وعشان مين
أجابه وكيل النيابة أنت متهم بدفعك للمجني عليه عماد توفيق من على السلم بغرض القټل
هتف شعيب بنفي قاطع محصلش واليوم اللي حصلت فيه الحاډثة كان يوم خطوبة أختي في بيت العيلة وكلنا كنا معاها وأتفاجئنا باللي حصل لأبن عمي
بعد عدة أسئلة طرحها وكيل النيابة
أمر بحجز المتهم شعيب سالم مهران أربعه أيام على ذمة التحقيق
خرج شعيب
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 34 صفحات