بقلم فرح طارق امسك بيدي
! من امتى الادب ده
تقدمت ليان منها وجلست على الفراش و وضعت رأسها على قدميها بينما مررت وفاء اناملها بين خصلات شعر ابنتها وصمتت لتستمع لحديثها.
تنهدت ليان قائلة بتشتت
اعمل ايه
ف علاقتكم ولا مامته
علاقتنا سيف ومامته واثقة انهم ف النهاية هيكونوا سوى سيف من جواه نفسه ف جو عيلة يكون عنده أم أخت ميحسش نفسه وحيد وربنا دلوقت اداله ده أم واخت وأخ سيف هياخد شوية وقت يتقبل ده وهيكون وسطهم لكن انا وهو
انا انا اللي دايما بحط مليون حد سيف طول الوقت كان ببحاول يتقرب ودلوقت عمره ما هيكرر ده تاني آخر مرة ! من وقتها وهو حد تاني.
أو يمكن دي شخصية سيف بس معاك خلق شخصية تانية وجديدة شخصية شاف وحس إنها تليق بيك.
نهضت ليان من مكانها وجلست في مباشرة لوالدتها واردفت
لأ انا فهمت دلوقت سيف كان شخصية تاني عشان هو رسم حياة بينا حب إنه يعيشها بعيد عن شغله والقلق والوحدة اللي كان فيها بس..انا فهمت ده متأخر يا ماما.
عارفة بس انا خاېفة.
كل ده وخاېفة يا بنتي حرام عليك ! أمال حور تقول ايه بصي يا ليان انا فاهمة ومقدرة الفرق بين شخصيتك وشخصية حور بس بردوا نفكر ! اللي بيميزك عن غيرك ايه غير العقل فكري لو حور مكانك هتعمل ايه هتخاف يا ليان
لأ حور مكنتش هتخاف حور بتمشي وبتحكم قلبها وعقلها مع بعض بس انا لأ.
اندفعت ليان داخل وفاء الأخرى بين ورددت لها
ظلت تربط على ظهرها بحنو وهي تردد بعض الأحاديث والأدعية لتأخذ ابنتها داخل وتستلقي بجانبها على الفراش.
امسك بيدي فلتنقذني من الهلاك.
في مكان آخر تحديدا أوروبا.
نهض فهد من مكانه وهو يجد الطبيب يقبل من غرفة حور لينبض قلبه بأمل وهو يرى ابتسامة الطبيب وهو قادم نحوه.
زال البأس مستر فهد زوجتك أصبحت بخير.
هل فاقت الآن يمكنني رؤيتها
بالتأكيد والخروج من المشفى ايضا ولكن بشرط منع السفر قبل أسبوعين من الآن.
ظل فهد يتحدث مع الطبيب حتى اردف الطبيب بقلة حيلة
حسنا فهد ولكنك ستمضي بأن مسئولية المړيضة باتت منك انت.
غادر الطبيب لتجهيز الأوراق ودلف فهد لغرفة حور وجدها جالسة شاردة الذهن تطلع ل اللا شيء
أمامها..
تقدم فهد نحوها واحضر المقعد ليضعه أمام الفراش وجلس فوقه قائلا
عاملة ايه دلوقت جاهزة نسافر
الحمدلله.
امسك فهد بيدها ونهض من مكانه وجلس بجانبها على الفراش
حور مايكل كان هيتحكم عليه بالاعډام اللي انت عملتيه كدة كان شيء طبيعي !
كان هيتحكم عليه بالاعډام لكن مش بإيدي !
انا مش عارفة ازاي عملت كدة انا..
قاطعها فهد بهدوء
انت عملت الصح بعدين لو مكنتش طلعت منك كانت هتطلع من مايكل عليا.
قالتها ببنرة مهزوزة والدمع ينهمر من عينيها ليشعر فهد بالتيه داخله بما يهدئها به ! الأمر لم يتخيل أنه سيكن بتلك الصعوبة عليه لأول مرة بحياته يقف أمام امرأة ويحاول إخراج حنوه معها وتهدئتها ! نعم كان متزوج ولكن لم تصدف معه أن يقف أمامها تبكي ليأخذها بين ويهدئها ! لقد كان يراها امرأة تجمع القوة والكبرياء بداخلها لدرجة إنها لم تظهر ضعفها أمامه يوما وإن فعلت لا يكون سوى اصطناع أمامه ليرق قلبه أمام ذنب عظيم ارتكبته !
وجهها بين يديه واكمل بجدية
حور لو قصادك تكتبي نهايتك بإيدك متتردديش لحظة واحدة إنك تختاري النهاية اللي ترضيك وتكوني سعيدة فيها حتى لو على حساب الشخص اللي اذاك.
ازاي ! ازاي هدوس على شخص وامشي علشان المس سعادتي بإيدي يا فهد
فهمتيني غلط يا حور.
اعتدل فهد في جلسته و حور تنظر له بتركيز ليكمل حديثه
نهايتك من يومين كانت قصاد عينيك القدر رسملك كذا نهاية وحط الإختيار ف ايدك انت يا إما مايكل پالنار وترجعي معايا لعيلتك أو مايكل پالنار وياخدك ويهرب بيك ف اللحظة دي تشوفي سعادتك فين لما القدر يحطلك نهايتين لازم تعرفي وقتها إن واحدة هتسعدك والتانية روحك وقتها تختاري اللي تزهر روحك وبس يا حور فهمتي
حركت حور رأسها بمعنى نعم ليكمل فهد حديثه معها
طيب احنا هناكل دلوقت ومعاد الطيارة هتصل بيهم دلوقت أآكد سفرنا علشان نمشي.
هتتأخر
ابتسم فهد وهو يرى الخۏف بعينيها ليجيبها بحنو
لا أنا واقف برة على الباب هعمل كام مكالمة وداخل.
مستنياك.
عاد فهد بعد وقت من مغادرته ليجد حور جالسة تنظر من النافذة بشرود في شيء ما.
لا يعلم هل يقدم نحوها أم يتركها وحدها قليلا
ف أوقات لا يرغب المرء سوى ب مرور بعض الوقت وهو يجلس وحده يتأمل ما حدث معه في هدوء من حوله يعيد شتات نفسه ويلملم حطام قلبه ليدفن چروح الماضي بداخله ويعود لمواجهة الحاضر مرة أخرى.
جلس فهد على الفراش بهدوء حتى لا يقطع لحظتها الهادئة وظل جالس مكانه بإنتظار أن تلفت هي له حينما ترغب بوجود شخصا معها.
لم ينتهي تفكيره حتى يجدها تحيد برأسها نحو باب الغرفة لينهض فهد من مكانه وحور تلتفت نحوه قائلة
انت هنا ! بحسبك لسه مجتش.
انا قاعد هنا بقالي حبة قومتي من مكانك ليه عايزك ترتاحي علشان الچرح ! انا اصلا خاېف نسافر بس مش هينفع نقعد اكتر من كدة لو رجعتي هتخفي بشكل أسرع.
انا لقيت المنظر حلو من هنا ف شدني بس المهم هنسافر امتى النهاردة
الطيارة بعد ساعة هتكون جاهزة المهم انت.. جاهزة
تورد وجهها بحماس قائلة وهي تنهض من مكانها
أيوة جاهزة طبعا يا فهد يلا نجهز وعقبال ما نروح مكان الطيارة تكون..
توقفت وهي تشعر بدوار يجتاح رأسها لينهض فهد بلهفة وهو يسندها ليجعلها تجلس مرة أخرى واردف بقلق
متأكدة يا حور
أيوة أنا بس علشان قومت فاجئة كدة المهم بالله عليك متلغهاش يا فهد.. أرجوك أنا هرجع بس مصر وهكون كويسة صدقني.
هنسافر بس بشرط !
هيكون معانا دكتور ف الطيارة أي وقت تحسي بتعب تعرفيه ف وقتها ماشي يا حور
حاضر.
رفع فهد قدميها وهو يجعلها تستند بظهر الفراش واردف
يلا عشان ناكل وهنمشي بعدها كدة كدة مفيش حاجة نجهزها عشان ناخدها معانا وهدومي اتبعتت للمطار مع الدكتور.
هو الدكتور يبقى صاحبك
طالما مهمة زي كدة لازم يطلع دكتور فيها معانا بس طبعا مش أي دكتور.
عقدت حور حاجبيها بعدم فهم
قائلة
أمال درس الطب ١٢ سنة يعني ولا ايه مش فاهمة
لكز فهد رأسها بخفة واردف
لأ يا ذكية هما ٧ سنين بس دكتور تبع الشرطة متدرب كأنه ظابط بالظبط وبقى دكتور برتبة رائد.
يعني هو درس طب وشرطة مع بعض
لأ بيتخرج من كلية الطب بعدين يقدم ف الشرطة.
حركت حور رأسها بتفهم
أه فهمت.
ظل فهد يتحدث معها وهو يطعمها بيده ف كانت حور منشغلة بالحديث معه عن كونه ظابط لدرجة أنها كانت تفعل كل شيء يطلبه بغرض الإستماع له بتركيز واستمرارية حديثه قط.
شبعتي
انتبهت حور لكلمته ونظرت لصينية الطعام لتجدها أصبحت فارغة أمامها ونظرت لفهد مرة أخرى الذي أحضر منديلا ورقيا ومسح لها ثم أعطاها كوب من المياه لترتشف حور من الكوب ولازالت صامتة.
وضع فهد كوب الماء على المنضدة الصغيرة وابتسامة ترتسم على وجهه بعدما أعطاها الدواء ثم نظر لها واردف
نمشي دلوقت
أه يلا بينا.
ساعدها فهد بالنهوض وجاءت الممرضة ساعدتها بتبديل ثوب المشفى بالثياب التي أحضرها لها فهد وبعد وقت كان يجلس بها داخل السيارة المخصصة لنقلهم للمطار.
تنهدت حور براحة داخلها غير مصدقة لما يحدث..هل هي عائدة لوطنها الآن والدتها ولجانب تؤامها وابنتها كما اعتبرتها يوما بعيدا عن طليقها كريم و والدته هل ستعود حقا لتعش حياة طبيعية مثلما تتخيل الآن أم سيفاجئها القدر بشيء آخر
نفضت ذلك من داخلها وهي ابتسامة حالمة ترتسم على شفتيها وهي تتخيل ذاتها تجلس مع والدتها وشقيقتها الآن يبتسمون..يجتمعون معا.. يتناولون الطعام سويا ليس هناك تفرقة ليس هناك وداع بينهم ليس هناك لحظة
شقاء !
بينما كان يجلس فهد جانبها يرى تبدل ملامحها وتحولها من عبوس لابتسامة والعكس أيضا يحاول قراءة أفكارها وبالوقت ذاته لا يقدر حاول التحدث معها أكثر من مرة ولكنه يشعر بأن الصمت الآن سيكون جيدا لهم عليه أن يترك لها مساحتها للتفكير وتخيل حياتها بعد الآن وبعدها لن يصمت عن الحديث معها.
في مكان آخر تحديدا في مصر.
تهللت اسارير سيف بعدما أخبره أخيه بعودته لمصر بحوذة حور كما أخبره بعدم أخبار أحد حتى يعود هو لربما حدث أي شيء !
بينما استمع لصوت طرقات على باب غرفته التي بات يلازمها منذ أن عاد إلى منزله في الغردقة منذ أيام لتدلف ليان وأغلقت الباب خلفها واردفت بسخط
هتفضل قاعد ف اوضتك طول الوقت يا سيف
عايزة ايه يا ليان
تأففت ليان من تجاهله لها واردفت
چيدا تحت.
أنهت جملتها لتستمع لصوت طرقات على الباب وفتحت الباب لتدلف چيدا ونظرت لأخيها واردفت
آسفة بس مقدرتش تستنى تنزل.
ابتسم لها سيف لتندفع چيدا داخل قائلة
وحشتني اوي يا سيف انت هتفضل عايش ف الغردقة صح
أيوة.
ضمته چيدا أكثر بسعادة
حلو أوي وأنا قدمت استقالتي وهقعد معاك واغير جو لباقي حياتي وانا هنا ف الغردقة.
ابتعدت عنه ونظرت ل ليان واردفت
ده بعد إذن مراتك طبعا ولو موافقتش ف انا هشوف شقة هنا صغيرة على قدي وكمان ماما هتيجي اكيد مش هتسيبنا هي بس مستنية الأمور تتصلح بينكم شوية.
ابتسمت لها ليان رغم تلك الغيرة التي نشأت بداخلها رغما عنها واردفت
اكيد مش هقدر أمانع ده بيت سيف يا چيدا وانا وماما اللي متقلين عليكم فيه.
ثم أكملت حديثها ببسمة انا هسيبكم وهنزل اساعد ماما عشان بتحضر الغدا .
غادرت ليان بينما نظر سيف أثرها وهو يستشعر بأن هناك خطب ما داخلها وماذا تلك الجملة اللعېنة التي قالتها للتو
نظرت چيدا لسيف واردفت
مش قصدي أتدخل والله بس هو وانت وليان فيه حاجة بينكم لسة مټخانقين كل ده يا سيف والله دا أنا قولت هلاقيكم سمن على عسل ! خاصة