الإثنين 25 نوفمبر 2024

بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 18 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز

هقترحها عليك عميل قديم عندي وصديق ليا ويتمني يخدمني في اي شيء.
ومضت عين أدم بانبهار وتقدير جم وهو يقول أنا مش عارف اقول لحضرتك ايه
بجد.. ياريت كل الأباء يكونوا بمرونتك وحكمتك وطيبتك مع خطاب ولادهم..
تمتم امين بتواضع يا أدم انا كل اللي يهمني سعادة بنتي.. غير كده سهل اي حاجة تتعوض انتوا لسه شباب والمستقبل فاتح أبوابه ليكم.. هتشتغلوا وتبنوا نفسكم لحد ما يبقي ليكم صرح خاص بيكم تفتخروا بيه قصاد ولادكم..
_ أول حاجة هفتخر بيها قصاد ولادي هو حضرتك ياعمي.. 
ابتسم امين بود لأطراءه ربنا يكرمك ياحبيبي ويتمملكم علي خير..شوف هتجيب أهلك امتى وانا منتظركم أي وقت..
واستطرد مع نهوضه 
هنادي سارة تطمنها بنفسك وتقولها علي اتفاقنا.. وانا هشوف الغدا جاهز ولا لسه.
وتركه يطارد الفرحة في قلبه.. أخيرا جبر الله خاطره ويسر خطواته نحو من حلم بها منذ زمن..ولأجلها سينحت الصخور كي تعيش معه برغد وسعادة. 
____________
الفصل الحادي عشر
تسألين من أنت
أنت يا جميلتي شمسا لا ټحرق
قمر لا يغيب نوره عن سمائي
وطن ستنبت أرضه ألاف السنابل
وأنا لك بئر عشق وحنان لأرضك
و مطرا سيهطل ليروي ثراكي كي تزهري
___________
بعد خمسة أشهر. 
_ خلاص حددتوا الفرح يا متر 
بوجه مشرق أجابه أيوة يا أشرف اخر الشهر يعني كمان عشر أيام. 
ربت كتفه بود مبروك يا جسار ربنا يتملك بخير. 
_ تسلم يا صاحبى عقبالك يلا شد حيلك أنا اهو هتجوز وسارة وأدم اتخطبوا ومش فاضل غيرك. 
_ بإذن الله والدتي رشحتلي بنت تعرفها وربنا يسهل.
_ طب كويس عشان تحصلني بسرعة وتجيب ولد وبنت لولادي عشان نبقي نسايب.. ولا فاكر هتخلص مني
قهقه قائلا طب افرض يافالح أنا وانت جبنا صبيان وبس 
_ لأ انا حاسس اني هجيب الأتنين..ثم تنهد مع قوله أنا نفسي أجيب ولاد كتير يا أشرف عايز عيلة كبيرة تنتمي ليا لوحدي وقتها بس هتروح من جوايا مرارة اني بعيد عن أهلي. 
تعاطف معه وهو يهتف إن شاء الله تحقق حلمك يا صاحبي هانت.
_ ربنا كريم..المهم اعمل حسابك بكره انا وانت واخويا مع ولاد عم شمس رايحين نجيب بدلة فرحي. 
_ جاهز من دلوقت يا باشا. 
_ حبيبي يا أشرف 
___________
ابعتلي صورة البدلة بتاعتك
بعثت رسالتها عبر تطبيق الواتس ليصلها رده بعد لحظات 
لأ مش هينفع أصل بيقولوا فال وحش
ضحكت وهي تكتب له 
يا سلام يا استاذ انت بتردهالي يعني
أرسل لها رده
أشمعني انتي مخبية عني فستانك واحدة بواحدة

يا شمسي
ابتسمت بحنان وهي تراه يرسل لها صورته مرتديا بدلة زفافهما وخلفه شقيقها حمزة وشقيقه رائف كم بدا وسيما يسرق القلب تشتهي أناملها تهذيب شعره الثائر هذا يوما دون أن تشعر أغمضت عيناها وهي ترقيه بكلمات دائما ما تسمعها من والدتها..تذكرت افتقاده لوالدته وأبيه..هل يشعر بالحزن ربما يساوره شعور فقدهما القاسې..فليعينها الله علي سد فراغهما وتعويضه بفيض حنانها وحبها له.
شوفتي طلعت أحسن منك وبعت صورة بدلتي
قاطعها وصول رسالته فابتسمت وبعثت له تشاكسه
برضو مش هتشوف فستاني غير يوم الفرح
أرسل لها إيموشن غاضب فردت بأخر يحرك لسانه بمكايدة.. 
وصل جسار أمام مركز التجميل بسيارته المزينة بالورود..ذهب واللهفة تملأه لرؤية عروسة فقابلته سارة بمشاكسة على فين يا استاذ مش قبل ماتدفع عشان تعدي. 
رفع حاحبيه بتثبتي أستاذك يا سارة
_ أيوة.. وبلاش تضيع وقتنا يا استاذنا..هات مبلغ محترم عشان اسيبك تدخل لعروستك..
بحث بجيب جاكيته وأخرج بضعة نقود وقال مفيش معايا نقدي غير دول يا مستغلة..
قلبت الورقات بين يديها ومطت قائلة ولو انه مبلغ لا يرضي طموحي بس مش مهم هكون كريمة واعديك يا أستاذنا.. 
أمسك طرف حجابها وقال بتحذير أنتي هتسيبني اعدي ولا ابوظلك لفة الحجاب 
صاحت بړعب لالا خلاص عدي انا بهزر معاك يا استاذ.. 
ابتعدت وتقدم وصار بتوازي جدار قصير انقطع عند غرفتها.. طرق طرقتان ثم حرك مقبض الباب ببطء ودلف ليجدها تقف وتعطيه ظهرها تنحنح وقال السلام عليكم يا عروستي.
_ لم تجيبه.. دار حولها وحدقتيه تتجول بما يطاله حتى وقف أمامها وأخيرا عانقت عيناه محياها الذي جعله مؤخوذا بضعة ثواني وهو يري فتنتها ورقتها وطبقة. تلبيضاء تشف وجهها أسفله.. 
تقدم گ المسحور ينظر لها ثم رفع طرف وشاحها ورمقها بحب وهي مطرقة بخجل يلفها الصمت منذ حضوره.. 
_ ما شاء الله.. طالعة قمر.. 
همست بمشاكسة خفيف قمر ولا شمس
ابتسم
وهو يدنو قليلا انتي شمس حياتي اللي هتملاها دفا.. وقمر ليلي اللي هتغمريه بنورك.. 
رفعت أهدابها والتقت أعينهما بلقاء مفعم بمشاعرهما التي رغم قصر عهدها جارفة هو وجد بها هوية جديدة وهي تراه حبيب تملكها وصارت تعشقه وقد ظنت أنها لن تعشق أحد بتلك القوة.. هو من يستحق أن تخلع عنها رداء الخشونة والصرامة اللذان تسلحت بهم لتصد علاقات كثيرة عابرة حاول أصحابها فرضها فرضا..وها هي أدخرت كل مفاتنها ومشاعرها له وحده..
_ شمس.. 
ناداها برقة فهمست نعم. 
_ ينفع نمشي من هنا علي بيتنا 
ابتسمت بحمرة خجل أومال الفرح والمعازيم في القاعة دول منتظرين مين
عاد يهمس بلوعة مش هقدر أصبر.. عايز نكون لوحدنا.. 
اشتعلت أكثر من فرط خجلها وغمغمت جسار بلاش جنان همس وهو يدنو لوجهها هو بعد ما شوفتك فاضل فيا عقل الحمد لله ان مكتوب كتابنا توجست من أخر كماته هامسة جسار. 
غيبها بموجة عاطفة تحكمت به ثم قال مبتعدا جسار جاب أخره..ابتسمت ووجها مرتبك بعد اكتساحه القصير فتنهد بقلة حيلة للأسف مضطرين نروح القاعة ثم ثني ذراعه لتعلق أناملها به ثم تبادل معها نظرة عشق أخيرة قبل أن يغادروا بسيارته دون عزول بينما حضر آدم بسيارة أخرى ليأخذ خطيبته سارة.
داخل قاعة فخمة وقفت عائلتي العروسان يستقبلان الوافدون من الحضور امتلأت الساحة بشخصيات مرموقة وذو شأن من تلا عائلة العروس ومن جهه معارف جد العريس ووالده توفيق..
بدأت الأجواء تستعد لاستقبال العروسان اللذان وصلو لبوابة القاعة بالفعل لتنتبه الأحداق بترقب لهما.. بدأ عبور جسار وعروسه..هتافات ندت من الأفواه وهما يشاهدون طلتهما بينما دمعت عين والدتي شمس وسارة.. أما الجد فلمعت عينه بحب وفرحة طاغية وهو يري السعادة تنضح من وجه حفيده الغالي.. ورائف الذي راح هو وريان وحمزة يطلقون صفيرا مبهج تحية للعروسان.. أما توفيق فكان سعيدا بحق لأجله وتمني داخله أن ينال هذا الشاب ما يعوضه عن فقدان هويته وأهله الحقيقين..وكم أثني علي تلك الخطوة في حياة شاب مثله يبحث عن عائلة تخصه..وها هو يقترب من تحقيقها.
أما إلهام كلما التقت عيناها بعين جسار تجد سحابة حزنه وخذلانه منها لا تزال تظلل نظراته نحوها..إلى الآن علاقتهما مازالت خالية من الود بخلاف علاقته بالبقية.
تعددت فقرات الحفل الشيقة وتلقى العروسان التهاني من الجميع.. وبعد وقت كافي انتهى الاحتفال وتوجه جسار وشمس لجناح كبير بذات الفندق بعد توديع الأهل عند باب المصعد..
_ كل يوم منهم كان سنة بالنسبالي. 
_ فاكرة اول مرة قابلتك
أومأت بإيجاب ليستطرد رغم حدتك وقتها بس فيكي حاجة شدتني عجبني نظرة عيونك الشرسة وفي نفس الوقت لمست لحظة ارتجافتها اللي حاولتي تخفيها بس انا فهمتها..
ثم ضمھا إليه أكثر وقال انتي كمان اتأثرتي بيا صح طبعا شوفتيني واد حليوة علي رأي جدي وقولتي في بالك ليهم حق البنات يتلموا حواليا.. 
لتهتف بارتباك جسار لازم نصلي الأول.. ابتعد بإجبار أكيد.. بس اعمل ايه وانتي بالحلاوة دي كلها.. 
همست له هو بجد أنا حلوة
رفع حاجبيه بدهشة انتي مش شايفة نفسك في المراية ترددت قبل ان تخبره بصوت خاڤت أقولك علي

سر أنا عمري ماشوفت نفسي جميلة.. ولأني متربية وسط شباب اخدت منهم الصرامة وقوة الشخصية.. ساعات كنت اقول لنفسي هو ممكن حد يحب التركيبة دي
لم يجيبها بكلمة واكتفى بأن قادها برفق نحو طاولة الزينة لينعكس هيئتهما في المرآة.. بدأ ينزع من عيناها أهدابها الصناعية تحت دهشتها ثم يلتقط محرمة مبللة ومخصصة لأزالة مثل هذا الأمر ثم شرع بتجريف وجهها من طبقة المساحيق بالكامل لتظهر بشرتها النقية الناعمة بخمريتها الرائعة..ووقف خلفها يعانق ظهرها مشيرا لإنعكاسها قائلا شايفة ازاي ظلمتي نفسك 
اللي قدامك دي مش جميلة
اغرورقت عيناها وهي تنظر
له عبر مرآتها.. الغريب انها وجدت نفسها في تلك اللحظة بالفعل جميلة كأنها استعارت عيناه هو لتري نفسها بملامح جديدة التفتت إليه وأحاطت وجهه براحتيها ثم قبلت جبينه مطولا بفعل يعد جريء لمثلها ثم همست وهي تغوص بعيناه لو تعرف بتصرفك البسيط ده عملت فيا ايه 
ثم فاضت عليه بالكلمة التي انتظرها طويلا وصبر كثيرا لينالها من بين التي ارتجفت قبل أن تقولها 
_ أنا بحبك أوي يا جسار أنت أول وأخر حب في حياتي أوعدك اني هعوضك كل اللي اتحرمت منه وهعمل معاك العيلة والعزوة اللي بتحلم بيها هكون كل حاجة ليك ونفسك تحسها وتعيشها.
لم يعد لديه صبر كي ينالها بعد ما قالته أسرع بإتمام صلاتهما الأولى ثم بدأت مراسم ليلة العمر بعهود و روابط قوية ولدت بينهما ولن ټموت أبدا.
______________
منذ عودته من زفاف جسار وهو مختلي بذاته.. يتصفح ذكراياته عبر ألبومات الصور التي يكتنزها وعيناه تطارد وجه صغيره هنا كان يحبو بين قدميه وهنا حين كبر عدة أعوام وبتلك الصورة كان مراهق نمى شاربه علي استحياء أما هنا صار شاب ممشوق الجسد.. شيء واحد كان مشترك بين كل هذا الصور.. عين جسار أو بالأحري الحزن الذي سكن بها.. كان يعلم انه مهما فعل وقدم له لن يعوضه عن حنان أبويه وأهله..يشهد الله انه فعل كل ما بوسعه ليغنيه عن الجميع.. ويطلب من ربه الغفران لانه تقاعص في البحث عن والديه الحقيقين.. صحيح لم يجد سبيلا حينها لكنه لو اجتهد لوجد وسيلة.. لكن حبه وتعلقه بجسار جعله يسدل أستار فوق عيناه وعقله كي لا يفقده.. أحبه وسيظل يحبه ويتمني له السعادة هو وزوجته.
_ بابا.. ممكن اقعد معاك شوية 
قالها توفيق الذي اقتحم غرفته بعد طرقتين لم ينتبه لهما الأخر أثناء شروده تعالي يا ابني
شملت نظرة فاحصة من عين توفيق الصور التي يفترشها و يشاهدها أبيه فغمغم اشتاقت لحفيدك بالسرعة دي 
تمتم بعين غائمة من يوم ما ساب البيت ده وانا مابطلتش لحظة واحدة اشتاقله يا توفيق.
مسحة من تأنيب الضمير وخزة توفيق فقال أنا أسف يا بابا ان انا وإلهام مقدرناش ندي جسار اللي احتاجه صدقني انا كنت بحبه بس حاجة جوايا كانت بتمنعي اقرب منه اكتر. 
هز الرجل رأسه وعيناه لا تحيد عن صور حفيده وقال في حاجات مابتجيش بالعافية يا توفيق وخلاص اهو ربنا كرمه بزوجة محترمة واهلها يشرفوا وهيكونوا عزوة جديدة تعوضوا اللي خسره.
_ يا رب..واستأنف بقوله بابا هو جسار يعرف اللي كتبته له في وصيتك من أملاكك
أخبره بنفي مايعرفش كل مرة حاولت اساعده ماديا كان بيرفض بقوة خۏفت اقوله
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 32 صفحات