الجمعة 22 نوفمبر 2024

قصة شهد للكاتبة منة فوزي

انت في الصفحة 9 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز


فاخر كان الجميع محيطين به يحتفون بشجاعته و مهارته 
اما اهل المطبخ فكانت سمر لا تتوقف عن الكلام بحماس و تعيد حكاية ما حدث برغم ان الجميع شاهد معها كانت مثل طفل يحكي عن بطل خارق في مغامرة لصد هجمات الفضاء ولكن شهد لم تكن تستمع فقد بقيت تنظر من فتحة الباب تراقب يوسف و سط جمهوره كانت مبهورة بما فعل لقد انقذ الخواجة من ذلك المچنون العصبي لربما كان لېقتل الجميع لقد انقذهم جميعا انه بطل منذ ان رأته و هو بطل بطلها ولكن ليس بطلها وحدها هو بطل الجميع هاهي سمر تجاد تكن به و الجميع يدورون حوله في الصالة كانه الشمس كل يحاول ان يحدثه ما كل تلك الفتيات التي احطت به فجأة! يبدوا انها لن تستيطع ان تحدثه بعد الان 

فوجئت بالباب يندفع فجأة و يصطدم بها انه عطا نظر اليها متفاجئا من و جودها في ذلك المكان خلف الباب ولكنه تخطاها و توجه مسرعا للطاهي وقال عايزين عشا و صاية لجو دي اوامر الخواجة
ثم خرج مسرعا وقفت تتأمل الطاهي و هو يعد قطع الحم التي سوف تشوي ثم سيأكلها جو مع الفتيات في الخارج اصابها الضيق فاشاحت بوجهها 
تناست الامر وعادت لعملها منكسرة شاعرة بانها ضئيلة وسط كل هذا والذي اكد لها ذلك هو عدم مجيء جو حتي ليلقي السلام عليها حتي ولو كان لسؤالها عن حالها اليوم بعد تعبها بالامس بالطبع فماذا تكون 
فوجئت بمندو وقد وقف منكمشا في زاوية في اخر المطبخ ووجه مبيضا بشدة نظرت اليه متعجبة
فقال خلاص مشيو متاكدة
انه خائڤ! كان مثيرا للشفقة حقا ضحكت وقالتاه جو مشاهملك متخافش
فاعتدل في وقفته و مرر يده في شعره وقال مستعيدا نبرته الامرة وكأنه لم يكن يرتجف منذ دقيقة طب يلا خلصينا وانت يا بت سمر كفاية رغي و شوفي اللي وراكي 
نظرت شهد الي سمر لثانيتين و اڼفجرتا في الضحك 
دخلت فتاتين من الراقص ات المطبخ ليتناولن كوبين من الشاي في وقت راحتهما حيا سمر في برود و القيا ابتسامة من باب الذوق لشهد ثم جلستا تتحدثان عن ما حدث في الخارج و بالتالي حشر مندو نفسه في الحديث كما فعلت سمر الفضولية
الفتاة الاولي انا اتشاهدت علي روحي يا بت اول ما شفت الرجالة و المس دسات بس الحركة الاكشن اللي جو عملها دي اجدع من اي فيلم 
الفتاة الثانية جو ده انا طول عمري بحبه كده لله في لله من قبل
حتي ما اكلمه هو اصله جدع انا مش عارفة ايه اللي حشره في وسط الناس السو دي ان كان الخواجة و لا السنهوري
الفتاة الاولي و هي تتلفت حولها پذعر بس يا بت وطي صوتك انت مش خاېفة علي عمرك!
اشاحت بيدها الفتاة الثانية في عدم مبالاة وقالت ربنا يريحنا منهم كلهم كلهم بيعضوا في بعض كلاب
مندو وهو السنهوري جه يعمل الهيصة دي ليه
الفتاة الاولي يظهر الخواجة وقعه مع الريس عبود و الريس عبود نواله علي نيه فقام السنهوري عرف وجه ينتقم من الخواجة
سمر و ليه ميكنش السنهوري فعلا خاېن ماكلنا عارفين هو اد ايه واطي
الفتاة الثانية لسمر كلهم واطيين هو السنهوري بس! مافيهمش الا جو ربنا يبعده عنهم
الفتاة الاولي بت! انت شكلك مش هيجبها لبر طب بلاش همة يسمعوكي خافي من زوزو تسمعك و انتي بتتغزلي في جو
ضحكت الفتاة الثانية وقالتاهي دي اللي انا مش قد لسانها بس زوزو ياختي مش شغالة الليلة وان جت هتيجي بلليل اوي تمسي علي اصحابها 
كانت شهد تستمع في صمت واضح ان معجبات جو كثيرات لفت انتباهها الحديث عن تدني مستوي رجال العصاپات ابتسمت في صمت لو كانوا رأوا الحال حيث نشأت عند المعلم مرعي حيث الصفة المستحسنة هي الغدر و الخسة لما قالوا هذا عن الرجال هنا رمقت تلك الفتاة التي كانت تتحدث عن جو باعجاب كسائرهم جميلة فاتنة ونظيفة تنهدت في حسرة علي نفسها و ما صار بها لقد كانت مثالا للجمال بل كان 
فوجيء الجميع بالباب يفتح وبيوسف يدخل عليهم 
القي نظرة علي الجميع يبحث عن شهد ثم توجه اليها مباشرة و علي وجهه ابتسامة وقال شهد عاملة ايه انهاردة! احسن و لا ايه
برغم ان شهد بقيت تنتظره طوال اليوم و كانت تنظر للباب في كل دقيقة متوقعه دخوله الا انه في تلك اللحظة بالذات كان دخوله مفاجاة لها مفاجأة سعيدة جدا بعد ان فقدت الامل و خصوصا مع تلك الابتسامة الخارقة التي تكشف عن اسنان جميلة ايمكن ان تكون اسنان شخصا بهذا الجمال
وقفت تنظر له في محاولة ابتلاع المفاجأة وقالت بارتباك انا تمام 
فامسك ذقنها بيده في عبثية و ادار و جهها متفحصا مقربا عينيه منها و قال لونك لسة مش حلو انت يا بت معندكيش ډم و الا الډم لسة هربان من امبارح كلتي اوعي تقولي لأ 
ثم استدار لسمر
و حاول تذكر اسمها قائلا يا 
فقالت سمر بسعادة سمر خدامتك سمر 
فعاد ليقول ما انا عارف سمر طبعا قوليلي البت دي كلت انهاردة
سمر مشفتهاش بتاكل الصراحة 
فنظر يوسف لشهد و قال تاني! انتي تاني! و النعمة لو وقعتي تاني منا شايلك و هسيبك مرمية في الشارع
كانت شهد في حالة شديدة من الحرج ذلك الحرج الغريب الذي يصيبها كلما اتت سيرة الطعام و شعورها بالجوع هي هكذا من طفولتها منذ ان بدأت تعي وهي لدي المعلم المرعي لقد كان يتمعن في اشعارها بجميله وفضله باطعامه لها كان يذكرها دائما ان لولا انه يقدم لها الطعام لماټت لقد صارت تشعر ان الطعام هو تفضل عليها وان شعورها بالجوع هو إثقال علي الاخرين لذا كانت ترتاح في ان تأتي بطعامها 
تركها يوسف فجأة و خرج من المطبخ سريعا بينما بقيت الفتاتان مذهولتان ترمقان شهد بنظرات الدهشة من تلك التي لم يلحظن و جودها اساسا من تلك التي يهتم يوسف بصحتها و طعامها و يمسك بوجهها و يتحدث عن ما حدث بالامس وعن حمله لها من هي
قالت سمر بفخر عن صديقتها شهد دي شهد ضيفة عند يوسف واضافت لتكيد العواذل وصاحبتي
وهنا بدات الفتاتان تدققن في شهد كيف لم يلحظن و جودها كيف غفلتا عن تلك الفتاة الجميلة المغطاه باوساخ المطبخ لو رأتها زوزو لماټت بغيظها 
ابتسمت لهم شهد في توتر كانت تخشي من انتشار اسمها حتي لا يصل الي الي ما يتسمي
عاد جو حاملا طبقا مليء بما لذ و طاب و ووضعه علي منضدة المطبخ و جذب شهد من يدها و اجلسها امام الطبق و قال بحزم كلي! انا مش ناقص مصايب زيادة الليلة دي!
وقال مندو جري ايه يا جو انت مش شايف انها في وسط الشغل متقدرش تعد تاكل 
الټفت جو الي مندو وقال صح عنك حق متقدرش تاكل و سط الشغل عشان كده اعتبرها اجازة الليلة دي 
ثم حمل الطبق و اخذ شهد من يدها وقال و هو خارجا لسمر معلش يا سمر شهد تعبانة الليلة مردودالك
ابتسمت سمر في سعادة كما تبتسم
كلما وجه جو لها كلاما 
واخذ هو شهد و الطعام و خرج الي الصالة 
قالت شهد ايه ده رايح علي فين
فقال انا اجازة الليلة دي الخاوجة قالي اريح تعالي اعدي معايا برة و ريحي انتي كمان 
شهد وعطا!
يوسف عيب بأة الكلام ده سيبيه عليا
شهد و انا بس هعد كده ازاي بمنظري ده
وقف ينظر اليها وقال مانتي حلوة اهه مالك خشي بس الحمام اغسلي و شك و انتي تحسي انك فوقتي وتعاليلي برة
دلفت شهد الي الحمام نظرت في المرآة ضايقها ان تبدوا كذلك اتت بحقيبتها التي لا تمشي بدونها من دولاب العاملين بحثت فيها عن اي شيء يحسن من مظهرها للاسف ان الحقيبة بمحتوياتها كما هربت بها من عند المعلم مرعي لم تنظر بداخلها و هي تسحبها و تنطلق لذا ليس بها شيء بها سوي قطعتين او ثلاثة ملابس و السکين و بعض الملابس الداخلية و ماهذا انه شيء وسط بين الملابس الداخل ية و ملابس السهرة بلوزة تميل الي المعان قد توصف بالعري بعض الشيء لربما كانت قد جلبتها يوما لاداء مهمة ما وقد اندست بين ملابسها
الداخ لية لتشابها بهم ولكنها علي كل حال تفي بالغرض تتشابه مع ما يرتدينه الفتيات الجميلات بالخارج ارتدتها في حماس و هي تتخيل رد فعل جو مؤكد ستثير اعجابه مقارنة بمظهرها الحثالة الذي اعتاد ان 
خرجت الي الصالة و توجهت مباشرة حيث يجلس جو كان يجلس مع بعض الاشخاص لعلهم اصدقاء الټفت اليها عندما اقتربت كان يتحدث و لكنه توقف فجأة عن الكلام في منتصفه و بقي ينظر اليها و هي تقترب لم يبتسم كما توقعت بل ظل صامتا ثم دفع شخصا كان يجلس بجواره لينهض وقال و عيناه مثبتة عليها اتفضلي و اشار الي المكان الخاوي بجواره
جلست وهي تنظر اليه محاولة فهم سر النظرة الغامضة علي و جهه 
اقترب منها و قال همسا دون ان ينظر لها الواد عدوي ليه حق 
اشمئزت بوجهها و قالت ايه السيرة دي!! ليه حق في ايه
لم يرد بل قرب صحن الطعام اليها و قال بصوت خفيض كلي بأة متقرفنيش ده ولا اما يكون ربنا رزقني بعيل رذل
ثم وجه انتباهه للمجموعة التي يجلسون وسطها و انشغل معهم في الحديث لاحظ ان الرجال منهم بين الثانية و الاخري يلقون نظرات سريعة علي شهد و الفتيات يحدقن بها بطريقة تفحيصية استكشافية ابتسم و هو يجرع مشروب ما لانه يدرك ان تلك الفتيات اما غيرانات منها لانها بصبحته اما هن صديقات لزوزو فيتفحصن العدو فقال لهم جميعا شهد يا جماعة ضيفة عندي اليومين دول
حياها الجميع فابتسمت لهم ثم نظرت ليوسف و هو ممسكا بالكوب 
قالت مستنكرة انت بتشرب
يوسف ماسك كوباية و حاطتها علي بقي تفكري بعمل
ايه باخد حمام ساونة
فضحك و قال الجارد مايشربش ابدا حتي لو كان اجازة ده عصير عادي ثم انتي مالك اول مرة اشوف حد من ناحيتكوا معترض علي الشرب
شهد مستفهمة ناحيتنا!
جو ناحية المعلم مرعي جاتكوا البلا كلكوا عالم سو
شهد پغضب اسم الله علي ناحيتكوا النضيفة قوي ده الخواجة و السنهوري اوطي من بعض الاتنين كلاب
و قال بحزم غاضب اطفحي بأة انا هبوس ايدك عشان تاكلي!
عقدت حاجبيها في ڠضب وصمتت
فاقترب منها بعد برهة و قال مداعبا بس اللبس ده هياكل منك حتة سارقاة منين محل ملابس داخلية
لم ترد بل نظرت له نظرة احتقار لكلامه
فقال اكيد مش حلو
 

10 

انت في الصفحة 9 من 51 صفحات