الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية شط بحر الهوى الجزئين بقلم سوما العربي

انت في الصفحة 7 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز


الكاتبه سوما العربي
سرير معدنى بعجلات يتحرك وهو ملقى فوقه لا حول له ولا قوه 
والممرضات تدفع السرير يركضن به للداخل حيث أغلق الباب المكتوب عليه غرفة عمليات 
وقفت بتوتر تحتضن ذراعيها تحك بهم كف يدها عله يولد بعض الدفئ بجسدها البارد 
تنظر على الباب المغلق بتوتر تتذكر كيف سقط بأحضانها متشبس بها كطفل يتيم وأمه 

يطلب منها الا تتركه أبدا 
ظلت على حالتها لأكثر من ساعه إلى أن خرج الطبيب يزيل كمامته من على فمه يتنهد بإرهاق 
اقتربت منه بخطى بطيئة مترقبه تسأله بخفوتخير يا دكتور 
تحدث بهدوء وعملية يقولخير خير حالة ټسمم واضحه جدآ انتو لحقتوه فى التوقيت الصح لو كان اتأخر شويه كمان كان هيبقى الوضع صعب 
صمت يعدل وضع نظارته الطبيه وأكمل أحنا عملنا له غسيل معده وهو حاليا وضعه مستقر هو دلوقتي فى غرفة الإفاقه عشر دقايق ونبدأ نفوقه 
نظر عليها بترقب ثم قال بس دلوقتي لازم نبلغ الشرطه ونحرر محضر لأن الموضوع فيه شبهه جنائية 
اتسعت عيناها الجميله تفقد الطبيب تركيزه حيث جذبت انتباهه 
حمحم بخشونة يحاول الرجوع لصوابه ثم قال أنا عن نفسى هبلغ عشان اخلى مسؤليتى وأنتم أحرار بعد كده تكملوا او تتنازلواعنئذنك 
غادر سريعا وتركها تقف مستنده على الجدار البارد خلفها 
تراه وهو يخرج مع الممرضات التى تجر السرير المتحرك من إحدى الغرف تذهب به لغرفه اخرى وهو نائم تماما 
كان ممد على فراشه غارق بعالم ثان غير هذا العالم يرى نفسه مسطح على ظهره بحديقه مزدهرة بالأعشاب والورود الحمراء ينظر للسماء الصافيه وهو يبتسم ليغمض عينيه وهو يشتم نسمات خفيفه عطره تقترب منه وشعر مموج طويل يحط على صدره فوق قلبه تحديا وجنة طريه منتفخه لامسة صدره يشعر بأذنها على قلبه 
أبتسم لا إراديا يغمض عينيه وبحركه كأنه معتاد عليها مد يده يغرس أصابعه بشعراتها الناعمه الكثيفه يهمهم بتلذذ واستمتاع 
عبث وجهه بضيق وهو يستشعر اصوات خلفه تناديه لعالم لا يريد العودة إليه على الأقل حاليا 
فتح عيناه ليرى لمى ووالدها امامه ينظران له بترقب وخوف 
تجعد مابين حاجبيه ينظر حوله باستغراب يسب نفسه وكل شئ هل كان حلما!
لكنه شعر برائحتها يقسم أنه شعر بها 
ألم حاد نهش بقلبه وهو يتذكر سقوطه بأحضانها هو شبه توسل لها بألا تتركه 
وبعد كل هذا هل ضړبت بكل هذا عرض الحائط لم يرف لها جفن لأجله 
لتذهب وتتركه هو لأحلام تكن البطله بها بينما هى لا تبالى رغم انه طلبها صريحه 
كان والد لمى هو أول من تحدث مبتسما حمدالله على سلامتك يا ابنى 
تحدث بصعوبه أثر المخدر وسأل إيه الى حصل
جاوبت لمى بعدما اقتربت خطوه أخرى أنا الى عايزه أسألك إيه الى حصلانا طلعت اغير الفستان واشيل الميك ابالموضوع أخد منى وقتلاقيت تليفون من المستشفى للفندق وبعدها الفندق كلمنى يعرفني إنك هنا بعدها كلمت ماجد بسرعه وكلمت بابا وجينا 
نظر حوله بتشوش يحاول التذكر تتعاقب على عقله الصور لمشاهد متعاقبة له وهو يجلس ينظر على غنوة وبعدها قدوم عمهعلب من العصائر المغلقه من مصنعها عمه يعطيه علبه كى يشربها وبالفعل شربها كلها 
ثم وقوعه بأحضان تلك الفتاه إلى أن استفاق هنا 
فتح الباب ليرى رجال باجساد ضخمه تسد الباب من الخارج وقد دلف الطبيب لعنده بصعوبه بعدما تعركل بهم ينظر لهم بزهول 
ثم يحول نظره على المتواجدين بالغرفه ومن
بعدهم المړيضيبتسم بوقار مرددالا عال عالحمد الله على السلامه بقينا زى الفل اهو انت انكتبلك

عمر جديد 
همهم والد لمى يحمد الله بينما سأل هارون بتعبهو إيه الى حصل يا دكتور 
عدل الطبيب من وضع نظارته وقال حالة ټسمموقويه جدا كماناحنا لحقناك على آخر لحظه 
اتسعت أعين لمى ووالدها بينما هو لم يتفاجئ كثيرا وقالومين الرجاله الى برا دى
لمىدول بدى جارد ماجد جابهم من اول ما وصله الخبر دول وصله هنا قبل ماهو نفسه يوصل بيقول أنك لازم تتأمنانا مش فاهمه حاجههو فى ايه مين عايز يسممك وليه
اغمض هارون عينيه بتعب ورأسه غارقه فى الوساده الوثيره من خلفه ولم يكلف نفسه حتى عناء الرد عليها 
بينما ردد الطبيب أنا بلغت النيابه زى ما قولت لمرات هارون بيه 
احتدت أعين والد لمى وكذلك هى تسأل ليردد والدهانعم مرات مين
اهتز ثبات الطبيب يعيد ضبط نظارته الطبيه وقال كان فى واحده بنتكانت مع هارون بيه هى مش مراته!
فتح عينه بتفاجئ ولهفه يسأل بضربات قلب تعلوو وتعلوشكلها إيه
جاوب الطبيب بتوتر يخفى ابتسامته المعجبه وهو يتذكر تفاصيلهاهى بنت كده فى أول العشرين وو 
صمت يتذكر اكثر شئ مميزأأه عينيها مميزه كده 
سمح لدقات قلبه ان تعلو وتعلو وهو يعود برأسه للخلف يتنهد براحه كبيره فقد كانت هنا لم تتركه واستجابت لطلبه 
زادت وتيرة أنفاسه يتمنى يتمنى كثيرا لو لم يكن حلما وهو يسأل الطبيبفضل هنا لحد امتى يا دكتور
نظر له كل من لمى ووالدها بضيق لهفته واضحه للأعمى 
جاوب الطبيب هو انا مارقبتهاش يعنىبس هى ماطولتش هنا 
ابتلع رمقه بصعوبه لقد كان حلما حلما فقط 
لكن ماذا عن عطرها المميز الخفيفلو كان حلما فأنى له أن يعرفه!
ربما يتذكره من رائحتها التى غرق بها وهو ساقط فى احضانها يشتمها بوضوح قبلما يغيب عن وعيه
أخرجه من عالمه الخاص صوت والد لمى يسأل بضيق مين البنت دى يا هارونوايه الى يجيبها معاك هنا
كان مازال مغمض لعينيه ووجد نفسه يجيب كاذبامش عارف ياعمى أنا كنت فى دنيا غير الدنيا والدكتور نفسه ماعرفش هى مين 
فكرت لمى قليلا وقالت بيقول عيونها مميزه يمكن غنوة
سألها والدهاغنوة مين
لمىدى البنت اللي كانت مسؤله عن تنظيم الخطوبه لأنى سبتها واقفه معاه على ما اطلع اغير الفستان ممكن لما وقع مغمى عليه جابته على هنا وبعدها مشيت خصوصا أنى اتأخرت وأنا بغير 
رفع والدها حاجبه بضيق وعدم رضا يقولوهى مالها وماله
اندهشت لمى تقولكتر خيرها كويس أنها كانت موجوده واتصرفت بسرعه المفروض نشكرها 
صمتت ثم قالت عموما أنا كده ولا كده كنت ناويه اتواصل معاها عشان تشتغل معايا وهبقى اشكرها نيابة عنك يا هارون 
فتح عينه ينظر لها يرددانتى لسه مصره على الحكايه دى 
لمىانت بنفسك شوفت هى ازاى انقذت يوم كان عباره عن اخطاء وكوارث انا شايفه انها مكسب لأى مكان 
صمت والدها لثوان ثم قال هنبقى نتكلم فى الموضوع ده وقت تانى خلينا فى خطيبك دلوقتي 
قالها منذرا كأنه يذكرها ان هارون كاد ان ېقتل للتو يجب الاهتمام به أكثر من هذا 
حمحمت بحرج واقتربت من هارون تسأله عن حاله تبدى اهتمام أكثر بعدما انتبهت بالفعل 
سوما العربي 
كانت تجلس خلف قضبان الشرفه القريبه من الشارع جدا تنظر بهيام ذلك الفرعون الأسطورى عريض المنكبين فارع الطول شديد الهيبه ذو الطله المبهره يقف مع احد رجال الحى يتحدث باهتمام ووقار يسكر العقل 
تضع قبضة يدها الصغيرة مضمومه تحت ذقنها تنظر له بحالميه تبتسم دون سبب 
لقد كانت على حق حين اتبعت حديث قلبها وسافرت إلى مصر 
لتتقابل مع فرعونها المثير كما لقبته من اول ما رأته 
كان يتحدث بموضوع هام مع أحد رجال الحى ولا يعرف لما يشعر ان هناك زوج من العيون تراقبه 
حانت التفاته جانبيه منه حيث شعر بمصدر النظرات 
لترتبك عيناه وملامحه كلها تهتز تفاحة ادم خاصته وهو يرى نظراتها المسلطة عليه بتركيز شديد يفوح منه الفخر والزهو وأيضا الاعتزاز 
بلا اى تحكم يجد نفسه يبتسم ابتسامه جميله لأول مرة يبتسمها بحياته وهو نفسه لا يعرف أنه فعل 
رمش بعيناه وهو يرى من بعيد تقدم غنوة وقد تأخرت كثيرا عن موعد روجوعها من عملها 
التف بكامل جسده بعدما غادر محدثه وبقى هو واقف بقلق ينتظرها حتى اقتربت منه فناداهاغنوة 
توقفت تنظر له بتعب شديد وبال مشغول فاقترب منها يسأل إيه الى اخرك كده
تنهدت بتعب وقالت ده كان يوم ولا كأنه فيلم هندى كله عك فى الشغل وختمت بچريمة قتل كويس أنى عرفت اخلع اصلا 
كانت مازالت على وضعها تجلس فى الشرفه تراه وقد انصرف بنظره عنهاألم بسيط غزى قلبها وهى تلاحظ نظراته لغنوة 
نظره معروفة ومحددة الهويه للأعمىحزنت كثيرا لذلك وتمنت أن ما شعرت به غير صحيح 
لكن نظرات حسن كانت موزعه مابين غنوة الواقفه معه وتلك التى تجلس خلف قضبان شرفتها كالساحره الصغيره تنظر عليهم 
يشعر بارتباك وتشتت غير مفسر او معلوم سببه 
لكنه سأل غنوة عملتى ايه مع أختك
اتجهت عيناها حيث منزلها تراها تجلس فى
الشرفه مثلما تجلس هى دوما 
رغما عنها ابتسمترغم بغضها لوالدتها والتى هى الشخص المشترك بينهما 
لكن بتلك الفتاه سرأم ان السر بصلة القرابه او كلمة أخت التى زلزلت كيانها 
أم حضنها وعاطفتها التى ڠرقت بهم اول ما احتضنتها لها
تتذكر انها لم تتحدث معها بأى شىء فقط نظفت لها غرفتها وطلبت منها ان ترتاح اليوم من مجهود السفر وللحديث بقية 
وفى الصباح خرجت سريعا وتركتها غافيه بعدما فتحت باب غرفتها بهدوء ارادت الاطمئنان عليها قبلما تغادر 
وجدت نفسها تبتسم لها ابتسامه كبيره حانيه والأخرى تنظر لها مبتسمه أيضا 
عاودت النظر لحسن تقوللسه هنتكلم 
أخذ نفس عميق يتحدث مستغربابس انا مصډوم أزاى ليكى اخت 
صمت يحمحم بارتباك وردد بحرجوليه موقفك الغريب ده من والدتك!
استغرب ردة فعلها كثيرا لكنه هز رأسه بإذعان وقالتمام تمام 
تحركت تقول باقتضابعنئذنك 
لم تترك له فرصه كى يسألها عن ما حدث وكيف انتهت القصه التى تحدثت عنها وچريمة القټل تلك 
بل سارت بتعب تحت انظاره تقترب من بيتها تتسع ابتسامتها أكثر وهى تنظر تجاه نغم التى تنظر لها هى الأخرى بحنان 
فتحت الباب تراها واقفه تبتسم لها مردده حمدالله على السلامه 
ابتسمت هى الأخرى تقول الله يسلمكنمتى كويس 
نغم براحه جدا 
مازلت الابتسامة تملئ وجهها وهى تتقدم منها تلقى حقيبتها على الأريكه وترتمى على الأخرى 
تمد يدها لها قائلهتعالى اقعدى نتكلم 
اقتربت نغم تجلس بجانبها تنظر لها مبتسمه تتأملها بهدوء ثم قالتطلعتى شبهى 
ضحكت غنوة وقالتانتى الى شبههىانا اكبر منك 
نغمهما سنتين بس 
باغتتها غنوة بسؤال ملحجيتى ليه يا نغم
تلاشت ابتسامة نغم مبتعده عن المرح او الشقاوه بل تحدثت بجديه تقولكذا حاجهوكلهم مهمينانتى أولهم 
جعدت غنوة مابين حاجبيها تنظر لها مستفهمه فجاوبت نغم دون سؤال آخرانتى كنتى آخر أمل ليا 
لا تعلم لما عصف الألم بقلبها على تلك
 

انت في الصفحة 7 من 42 صفحات