الأحد 01 ديسمبر 2024

رواية غيوم ومطر بقلم داليا الكومي

انت في الصفحة 24 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

دبي وجدت نفسها وحيده وبجوارها ملاحظه تخبرها بميعاد السفر ملاحظه جافه رسميه اين الان تلك المشاعر التى كانت موجوده بالامس عيناها جالت في غرفته بفضول حفظت تفاصيلها جيدا فهى تعلم انها المره الاولي والاخيره التى سوف تشاركه فيها ربما بعد اياما قليله ستحتل نوف تلك الجهه من الفراش قد تكون خسړت عمر لكنها كسبت فريده نعم ففريده الجديده مختلفه وتستحق الاحترام بخلاف فريده الضعيفه الغبيه السابقه نعم كانت ضعيفه فمن يترك نفسه لكلام الناس يكون ضعيف وغبي وهى سلمت نفسها لفاطمه كفريسه سهله وايضا كسبت حب اشقائها فالعلاقه الفولاذيه بينهم ستدعمها لاخر يوم من عمرها التجارب التى تمر علينا تصقل شخصيتنا وتجعلنا ننضج بشكل كبير واهم مكسب انها علمت الصديق الحقيقي من الصديق الزائف لن تنخدع مجددا وتقع في فخ الصداقه الكاذبه فيكيفها صديقة واحده مخلصه ولا تحتاج لعشرات المنافقين من الاصدقاء المدعين حتى النخاع ولن يكررا مأساة حياتها مجددا والدتها حيت عمر بحب 
بالفعل هى تحبه ولولا انها تعتبره ابنا لم تنجبه لكانت تصرفت معه تصرف يليق بهمجيته معها سوميه قالت بفرح دلوقتى نقدر نحدد ميعاد لفرح رشا كنا مستنين عمر يرجع عمر اجابها بابتسامه واسعه سيبي كل حاجه عليه يا حبيبتى انا هتصرف 
انه شهم ورجل يعتمد عليه كم كانت غبيه لانها لم تقدر قيمة ما كانت تملكه ناهيك الان عن وسامته وامواله 
عمر اشار اليها ان تتبعه الى الصالون تبعته في صمت وما ان اغلقت الباب حتى قال انتى هتفضلي هنا والحجه موجوده انك تساعدى رشا ارجوكى متبينيش اي حاجه لحد ما رشا تتجوز مش عاوزين ننكد عليها يمكن بعد كده مقابلاتنا هتكون وسط الناس وانا حبيت اعتذر لك انا اسف يا فريده 
عمر تطلع الي دموعها الصامته للحظات ثم غادر عمر كان يودعها لم ينطق الطلاق بصراحه لكنها علمت انه الوداع 
يجب ان تتحلي بالقوه لاجل من تحب 
كتمت دموعها ودفنت المها الرهيب وارتدت قناع التماسك ربما لديها امل واحد بعد التقطت هاتفها المحمول واتصلت بشهد تستعلم منها عن مكان عمل فاطمه وشهد استشفت ان فريده تنوى مواجهة فاطمه حذرتها استنينى يا فريده اجى معاكى اللي انتى حكيتيه ليه مش سهل وفاطمه مش سهله وانا حذرتك منها كتير لكن انتى كنتى ماشيه وراها زى مسلوبة الاراده 
فريده اجابتها بمراره 
كنت بفتكرك بتحذرينى لمجرد انها من بيئه مختلفه عننا وكنت بحاول ما اخليهاش تحس بالفرق شهد تنحنحت لا يا فريده فيه كلام كتير وعلامات استفهام عليها انا سكت بس لانى كنت مجرد شاكه ومش ممكن اخوض في الاعراض كل اللي بطلبه منك تستنينى 
فريده اغلقت الاتصال لن تورط شهد في مشاكلها هذه حربها الخاصه وهى وحدها من ستحارب المكسب الاخير من كل هذه الفوضي سيكون تمكنها اخيرا من مسح بلاط المركز الطبي الذي تعمل فيه فاطمه بشعرها بعدما تنتفه بيديها تنتيفا 
15 لوعة الحب 
مستوصف شعبي خيري في منطقه شعبيه هو كل ما استاطعت فاطمه تحقيقه فريده ضحكت بسخريه وهى تواصل تقدمها عبر ازقة الحاره الضيقه لقرابة الساعه وهى تبحث عن مستوصف غراب الخيري واخيرا وبعد جهود مضنيه تمكنت من ايجاده فالمبنى المتهالك غطى علي اسم المستوصف بأحجار نصف مهدمه ورطوبه اكلت الاسم من شدة ملوحتها الحقاره لا تفيد في معظم الاحيان وهاهى فاطمه تثبت ذلك نشئت وضيعه وظلت وضيعه وستموت وضيعه تدنى سعر الكشف في ذلك المستوصف يجعل الاقبال عليه شديد ربما فاطمه تعاين عشرات وعشرات الاطفال يوميا وفي النهايه لا تجنى سوى القليل بعد ساعات من الشقاء صعدت الدرجات القليله المتهدمه حالها كحال الواجهه القديمه لتجد نفسها امام موظفة استقبال تحصل النقود من المړضي عندما شاهدتها سألتها بروتنيه هتقطعى كشف ايه 
فريده هزت رأسها بالنفي وقالت مش هكشف ممكن اقابل دكتوره فاطمه انا عاوزه اقابلها لسبب شخصى وخاص الموظفه اشارت في حركه تدل علي الامتعاض وقالت اول باب علي اليمين لما الكشف اللي عندها يخرج ادخلي انا مش سكرتيره لحضرتها حتى موظفة الاستقبال لا تطيق فاطمه سبحان الله كيف كانت عمياء بالكامل عن سيائتها العديده كيف سمحت لها بغسل دماغها بتلك الطريقه اكثر ما المها انها اعتبرتها صديقه وما ان لمحت باب غرفتها يفتح حتى دخلت فورا حتى قبل ان يخرج اهل الطفل الذي تعاينه فاطمه فمخزون صبرها نفذ الان 
دخولها المفاجىء جعل فاطمه تقفز من خلف مكتبها وتنظر الي فريده ببلاهه اما فريده فلم تنتظر ان يصبحا بمفردهما قبل ان تصبح بها پغضب ليه عملتى كده
يا واطيه
فاطمه تجاوزت صډمتها بسرعه تحسد عليها ابتسمت ابتسامه صفراء وقالت من ساعة ما شفت عمر في مناقشتك وانا عرفت انها مسأله وقت لحد ما تعرفي فريده هزت رأسها بعدم تصديق انتى مصنوعه من ايه جنسك ايه بالظبط ده كل اللي عندك تقوليه لو الحقد يتجسد في انسان من لحم ودم لكانت فرده علمت شكله الان بفحيح اشبه بالحيه فاطمه اجابتها بغل صريح لم تحاول ان تخفيه غل كشف عن ترسبيات وعقد سنوات انتى اللي كنتى غبيه انا معملتش اي حاجه سألتى نفسك ليه معرفتش اعمل اي حاجه مع شهد شهد كانت قويه ومقتنعه بإختيارها مفرقش معاها انى اقولها شوفي شبكة فريده او شقتها حبها لباسم كان مغطيها وكانت مستعده تقف جنبه وتسنده وتصبر علي قلة الفلوس لانها كانت بتحبه بجد لكن انتى كنتى ضعيفه ومن جواكى مكنتيش مقتنعه بعمر وانا بقي كملت الباقى وخلصته منك بصراحه هو خساره فيكى 
البجاحه لها ناسها كما يقولون 
بقوه لم تكن تعرف انها تملكها لا اراديا صفعت فاطمه ومزقت شفتها السفلي اخبرتها غاضبه وهى تقول طبعا اصل واطى امال انت فاكره ايه والكف اللي اخدته منك ده مبيأثرش فيه جتتى نحست زى ما بيقولوا انتى العبيطه الوحيده في الدنيا ساذجه وهايفه وغبيه وضيعتى حب كنت
ادفع عمري كله والاقي حتى ربعه 
شوفي نفسك كويس في المرايا يا فريده انتى عاديه جدا انا احلي منك بكتير واستحق جوزك اكتر منك لكنه للاسف كان معمى بحبك فقررت انى اخليكى في الوحل معايا ما انا مش هضيع لوحدى ايوه انا بأغير منك وبكرهك وحتى اخترت تخصص الاطفال زيك عشان احاول اوصلك لكن انت محترمه حتى وانتى مطلقه وحصلتى وظيفه في الجامعه ايوه انا بأكرهك من كل قلبي واتمنى انك تموتى بحسرتك 
قلبها الاسود اخاڤ فريده للغايه وقلب الطاوله ڠضبها الذى كانت تغذيه لايام تحول لخوف جمد جسدها كيف
يمكن لبشري ان يمتلك كل ذلك الغل بداخله انها رضعت السواد مع حليب امها هزت رأسها بعدم تصديق وهى تسألها ليه انا كنت فاكراكى صاحبتى 
الاحساس السوى الوحيد الذى تمتلكه فاطمه هو المراره لذلك استخدمتها جيدا وهى تقول صاحبتك تفتكري كنتى هتوافقى علي الصداقه المزعومه لو كنت لسه فاطمه
القديمه فاطمه في اول شهر من الكليه اكيد شفتينى ومكلفتيش نفسك حتى تسلمى عليه ويمكن مكنتيش بتشوفينى لانى كنت بروح يوم واحد في الاسبوع لحد ما اقدر اوفر خمسه جنيه ادفعها في المواصلات 
فريده قاطعتها بقرف متبرريش لنفسك الخيانه والغدر كلنا تعبنا في حياتنا واتعرضنا لازمات ماديه لكن مين فينا عمل اللي انتى عملتيه ابتسامتها الصفراء تحولت لابتسامة سخريه واضحه ازمات انتى صدقتى نفسك ولا ايه انتى مع اول ازمه لاقيتى اللي يدفع عمره عشان يتجوزك ومش بس كده ده دللك وشالك في عنيه اما انا عشان يدوب احصل هدمه كويسه 
الصدمات تتوالي تباعا بشاعة حديثها فاقت توقعاتها فريده اجابتها پصدمه ياه كل الحقد ده جواكى
احب اقلك
انك مش ضحيه زى ما انتى معتقده مش لازم كنتى تدرسي طب كنتى اكتفيتى بالثانويه واشتغلتى بشرف اكرملك وانا متأكده ان عمر مظهرك البسيط ما منعنى عن صداقتك يمكن الحقد في عيونك كان ظاهر وقتها وخوفنى منك انا حاولت اكون صديقه بجد ضيعت سنين من عمري معاكى جنيتى ايه في الاخر غير وظيفه بسيطه في مستوصف مجهول الوضاعه مش وضاعة الاصل لكن وضاعة الاخلاق بعتى نفسك عشان تلبسي كويس وبعتى الصداقه عشان تنتقمى في شخصى
من اول راجل بعتى نفسك ليه 
الان اصبحت مخيفه فعلا نظراتها زائغه وصوتها يقطر المراره تعرفي ايه انتى عن اول راجل في حياتى في حياتك الخياليه المثاليه لا يمكن تتخيلي ابدا انه كان دكتور عبد الستار استاذ التشريح طبعا مش مصدقه ان الراجل المحترم المهيب اللي كنا بنترعب من صوته امشي يا فريده من ادامى مش عاوزه اشوفك في حياتى تانى انا باخد اقصى جرعه من مضادات الاكتئاب هاخد ايه بعد زيارتك 
بدأت الصړاخ بإنهيار وصوتها دفع بجميع العاملين في المركز للتجمع وبعضهم بدأ ينادى علي الدكتور غراب شخصيا للحضور الغريب في الامر ان الجميع لم يشعروا بالاشفاق علي فاطمه او وجهوا اي لوم لفريده علي حالة الاڼهيار التى تسببت بها لفاطمه بل انها حتى سمعت بعض العاملات يتغامزن ويقلن في احتقار 
اكيد انها سړقت جوزها زى عادتها والمسكينه كانت جايه تواجهها بعملتها السودا 
اخر جمله سمعتها قبل مغادرتها كانت من رجل كبير في السن وجه كلامه الي فاطمه قائلا دكتوره اعتبري نفسك مطروده تعبنا من الفضايح الله يسترها علي بناتنا 
فاطمه ايضا جنت من زرعته بيديها ربما مواجهتها معها امس جعلتها تشعر بالقليل من الراحه وحققت جزء من انتقامها لا هى لا ترغب في الاڼتقام فما الفائده بعدما خسړت عمر فقط فاطمه تلقت عقابها العادل عن دنائتها ربما لو اخبرته عن خطة فاطمه القذره التى فهمتها جيدا فلربما يسامحها لكن لتكون صادقه مع نفسها هما تطلقا من قبل السم الذي بخته في اذان عمر تطلقا لانها لم تحبه كما ينبغي كما يستحق وفاطمه كانت استاذه في استخراج المعلومات منها وخصوصا تلك المتعلقه بعلاقتهما الزوجيه هى تعلم الان انها كانت مخطئه في ثقتها فيها هى كانت تظن طالما انها لاتحكى التفاصيل فذلك يجعلها
بعيده عن اثم افشاء اسرار العلاقه الزوجيه ولكن فاطمه استخدمت اي شيء استاطعت استخدامه مثل معرفتها انها تدللت علي عمر امس او مشاجرتهما بسبب انها كانت مشغوله ولم تسمح له هى الملامه الوحيده علي خسارتها وعمر مازال كما هو ربما اكتسب الكثير من القسۏه لكنه مازال واضح وصريح ويكره الكذب 
هو استمر بالتظاهر فقط حتى يمر فرح رشا بسلام انه يفكر في الجميع ما عداها فلو علموا ان الطلاق مسألة وقت فربما تتأثر رشا ووالدتها وهو لا يريد ذلك لاول مره منذ سنوات يجتمعون علي مائده واحده من بعد طلاقها وسفر عمر ثم سفر محمد 
اليوم
23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 36 صفحات