رواية حافية على جسر عشقي بقلم سارة محمد
ركضت نحو حقيبتها لتخرج منها هاتفها سرعان ما هاتفت فتحية التي ردت عليها بقلق هي الأخرى
ملاذ يابنتي انت كويسة يا حبة عيني !
همهمت ملاذ
سريعا و اضعة كفها المضمد على جبينها
كويسة يا دادة كويسة براءة كويسة روحتوا البيت !
أسبلت فتحية بعيناها تشعر بالعطف تجاه تلك المسكينة لتجيبها بتنهيدة حارة
دلوقتي قوليلي يا ملاذ مين الراجل اللي كان معاكي دة
أرتبكت ملاذ و زاغت أنظارها قائلة بتلعثم
دة دة ظافر يا دادة بينا business قولي لي طيب يا دادة هي براءة كان مالها
ولا حاجة يا بنتي داخت شوية والدكتور قال نقص كالسيوم و اني اهتم بصحتها
أومأت ملاذ متنهدة بعمق لتودع فتحية همت بأغلاق الهاتف معها ولكن سمعت براءة تقول بنبرة حادة
ثم أغلق الهاتف للمرة المائة و العشرون تشعر ملاذ بنغزة حادة بقلبها و كأنه يطعن بنصل حاد طعنات أماتتها و هي على قيد الحياة شعرت بأن شقيقتها توجه لقلبها لكمات أدمته بلا رحمة لم تشعر بنفسها إلا و هي تلقي الهاتف
رفعت أنفها بشموخ يضاهي
ثم قرأت ما يليه عما حدث بالتفاصيل التي أخبرته بها لاخت أبتسامة خبيثة لا تنم بخير على شفتيها بل صاح عقلها بفرحة بما أودت بمصېبة ستلاحق عائلة الهلالي مهما حيت ألتمعت عيناها بنصر له مذاق لذيذ بفمها لتجلس على الأريكة خلفها بأريحية واضعه قدم على الأخرى وهي تقول بغل حاقد
مين اللي عمل كدا يا ظافر !!!! مين ابن اللي عمل كدا !!!
مسح ظافر على وجهه پعنف و هو يردد پجنون تلبسه
معرفش معرفش !!!!
ثم تابع متمتما بسرعة و كأنه يسابق الوقت
أسمع يا باسل أنت لازم تتجوز البنت دي بسرعة بأسرع ما يمكن و تاخدها وتسافر على مصر
فعلا دة اللي هيحصل عشان نشيل عننا أي شبوهات و نصرح أن هي مراتي و أن مازن مستحيل يقرب من مرات أخوه !!
صح دة اللي هيحصل يلا روح خدها دلوقتي ع أقرب مأذون و أكتب كتابك عليها و سافروا مصر
روح ع شقتي اللي في المعادي غير اللي في الزمالك و انا هديك المفتاح
ثم ذهب ظافر إلى خزانته ليفتحها مخرجا مفتاحا فردي ليعطيه إلى باسل الذي أنطلق من أمامه سريعا
أعتلى الحقد ملامح ظافر قائلا بتوعد مريب
هدفع اللي عمل كدة تمن غلطته كبير أوي
أخذ مفاتيح سيارته لينطلق خارج القصر بل خارج قنا بأكملها متجها إلى القاهرة
جلسا الفتاتان رهف و ملك يتسامرون بأشياء عدة يتخلل حديثهم ضحكاتهم المرحة ليقتحم باسل الغرفة دون أستئذان و هو يقول سريعا
رهف ألبسي أي حاجة من عند ملك و هاتي بطاقتك و حصليني على تحت
كانت نبرته لا تنم على خير أبدا لتضيق رهف ما بين حاجبيها قائلة بغرابة
ليه هنروح فين !
أنفجر بوجهها فالوقت يمر على تساؤلاتها الحمقاء
أنت هترغي ألبسي يلا مش عايز كلام كتير !!!
تفاجأت من صراخه بوجهها لتومأ برأسها بهدوء كاد أن يخرج لولا ملك التي أوقفته متجه له و هي تشعر بأن أخاها ليس على ما يرام أمسكت بذراعه المفتول قائلة بتساؤل عجيب
خير يا باسل شكلك أجده مش مظبوط في حاچة حصلت
نفى برأسه يحاول أن يرسم أبتسامة زائفة ليطمئنها حاوط كفيه الغليظتان وجهها و يملي عيناه من شقيقته الصغيرة فهو لن يراها لفترة ربما تكون طويلة حتى تهدأ الأوضاع خرج صوته في حنو ودفئ لطالما كان يغلف نبرته
مافيش حاجة يا حبيبتي لو أحتاجتي أي حاجة قوليلي و قولي لظافر و قولي لأمك متزعلش مني !!
وقع قلب الأثنتان أرضا تتعالى نظرات الدهشة من حدقتي كلتاهما ليخرج باسل منتظرا رهف في سيارته
أنتظر خمسة دقائق ليراها تنهض مرتدية إحدى قطع ملابس شقيقته المحتشمة أستقلت رهف السيارة جواره ملتفة له قائلة بتوجس
ممكن أعرف هتودينا فين !!
رايحين للمأذون
قالها بأعتيادية لا يشعر بالقنبلة التي فجرها بوجهها للتو نظر لملامحها يراقب تعبيراته المصډومة و شفتيها التي تحرك بهمس خاڤت متلعثم من حجم صډمتها
مأذون !!! ليه !
نظر لها
بحنق هادرا بعصبيه
هو أيه اللي ليه اكيد مش هنروح عنده نعمل مكرونة بشاميل عشان هنتجوز يا رهف !!
دلوقتي !!
قالت بغباء تلبسها لتتمتم مصححة ما قالته
يعني
ليه بالسرعة دي !
حصلت مشكلة وهنطلع ع القاهرة هنجيب المأذون هناك وياريت بلاش اسئلة كتير كانت إجابته مختصرة بإنجاز أدار مقود السيارة لينطلق
وفي مكان أخر بالقاهرة و بمشفى عائلة الهلالي تحديدا
جلست فريدة ممرضة مازن و التي تتابع حالته على الفراش امامه متأملة محياه الهادئة و المستكينة جفنيه المسبلتين و أنتظام أنفاسه لا تصدق أن ملامحه الهادئة ينبع منها ذلك الشړ !! بدأت بتفقد حالته لتجد وجهه المكدوم قد بدأ في الشفاء قليلا كادت أن تنهض من أمامه لتجد جفنيه يتحركان ببطئ واهن أقبلت عليه سريعا تنحني بوجهها له قأئلة بقلق
أنت سامعني لو سامعني حرك أيدك
نزلت بحدقتيها إلى كفه لتجده يتحرك ببطئ همت بالركض لتنادي على طبيبها حتى يرى المړيض و لكنها وجدت يده تمتمد ليمسك برسغها ضاغطا عليه بقوة تجمعت حبات العرق على جبينه و هو يقول بمهس و هو مازال مغمض العينان
أنا مش وحش أوي كدا والله مش وحش !!!
خرجت الحروف من شفتيه مرتجفة كأرتجاف كفه الممسك بذراعيها الأن هي لا تخفي أنها تشمئز منه و من أفعاله و لكن نبرته تلك جعلت قلبها يرق لحاله ربما هو يخفي ألم كبير داخله بلا وعي وجدت كفها الأخر موضوع على كفه الممسك برسغها ربتت عليه بأبتسامة ملائكية رسمت على وجهها و هي تقول بنبرة دافئة
أنا عارفة أنك مش وحش
نزعت يدها من يده ببطئ لتنادي على الطبيب وقد تغيرت صورته بعيناها تماما
عادت فريدة مع الطبيب ليطمئن عليه وبالفعل أخبرها بأن حالته أصبحت تتحسن تدريجيا لاسيما أنه من أبناء عائلة الهلالي ف العناية به تكن على أكمل وجه أخبر الطبيب ممرضته فريدة قائلا بجفاء
ممكن يقوم كمان شوية أول م يقوم أهتمي بيه كويس و بأكله
أومأت له فريدة ليخرج الطبيب تاركا إياه معه بمفردهما و بالفعل بعد القليل من الوقت فتح مازن عيناه السمراوتين وجد فريدة واثبة و هي تعلق المحاليل بجانب فراشة طالع بشرتها ناصعة البياض و خصلاتها بلونها كالشوكولا الذائبة المنسدلة على وجها بنعومة براءة عيناها العسلية و أنفها الرقيق تعالت دقات قلبه هز رأسه پعنف يخالف ذلك الشعور الذي يخالجه عندما يراها بل تعالى غضبه من حاله وجد نفسه بلا وعي ېصرخ بها بنبرة أفزعتها
أنت واقفة بتعملي أيه عندك و ليه أنا لسة هنا لحد دلوقتي
وضعت يدها على قلبها تخفف من فزعها لتطالعه پعنف هادرة به بعصبيه
في حد يخض حد كدا !!! و بعدين أنت بتزعق ليه كدا اللي يشوفك دلوقتي مش يشوفك و
أنت نايم و مسالم جدا و كان شكلك زي الأطفال !!!
أرتفعا حاجبيه و هو ينظر لها بدهشة و لكن سرعان ما ڠضبت ملامحه ليهم بالنهوض معتدلا بوقفته و لكنه عاد جالسا عندما شعر بالدوار يهاجم رأسه ليحاوط جبينه بوهن أمسكت فريدة كتفيه سريعا لتوبخه بنبرة حانية
مينفعش تقوم فجأة كدة عشان متدوخش أنا هروح أجبلك أكل عشان وشك أصفر أوي
ثم ذهبت من أمامه و كأنها تبخرت لأول مرة تبقى قريبة منه هكذا رأئحتها تغلغلت روحه مدابعه كيانه بأكمله أغمض عيناه متمنيا أن تظل رائحتها معبقة بالأجواء حوله أنحنى برأسه ممسكا بها ساندا مرفقية على فخذيه محدثا نفسه پغضب من نفسه
فوق يا مازن أنت مستحيل تحبها أنت مش بتحب و معندكش
قلب أنت عايزها بس عايز تملكها و دة اللي هيحصل !!!
يعني أيه باسل راح وخد