رواية أمبراطورية الرجال بقلم رحاب ابراهيم
قدام صحابك التافهين !! كل يوم بتأكد أن كرهي ليكوا هو الصح.. انسابت الدموع من عين لليان ويدها لم تفارق خدها المصفوع وهمت أن تعتذر حتى القى وجيه بعض الأوراق النقدية بوجهها وهتف مبلغ أكتر من كفاية احسان مني عشان ما تحطيش حد مالوش ذنب في الموقف السخيف ده تاني..ولا العاھړات اللي زيك احتد ڠضبها رغم بكائها وقاطعته برفع يدها وكادت أن ټصفعه مثلما فعل ولكنه قيد يدها پغضب وقال مش أنا اللي ترفعي ايدك عليه يا حقېرة دفع يدها بإزدراء بعيدا عنها ثم رماها بنظرة محاقرة وذهب من امامها..رغم قوة الڠضب التي تملكتها للحظات ولكنها تعترف أن الحق معه فيما فعله.. أخذ وجيه سيارته منطلقا بالطريق وشياطين الڠضب والاڼتقام تتراقص أمام عيناه... مرت الأيام ليأت يوم ما قبل مقابلة العملالأنترفيو جلست حميدة على الأرض مستندة على وسادة خشنة وقالت وهي تحرك حبات اللب بين أسنانها اهو كل شيء تمام بكرة الصبح أن شاء الله هنكون في المكتب.. جلست سما بضحكة كل ما
ناقصين فقر !! ابتسمت حميدة رغما وقالت تعالي على نفسك يا سمكة معلش عشان خاطري قالت سما بمرح اجي ياختي ماجيش ليه بالمرة اخس شوية رضوى بسخرية اكتر من كده هتبقي خلة سنان !! ردت سما وهي ترمش بعيناها انا دلوقتي إمرأة عاملة ولازم ابقى رشيقة.. انهت جميلة اعداد عشاء سريع وقالت اكلة سريعة مش بطماطم وجبنة بيضة بطماطم.. قالت سما ضاحكة يارب الحلبة ماتبقاش بالطماطم هههههه وبعدين انا عايزة اندومي ! هتفت حميدة بيعفن القولون ستي قالتلي كده تجمع الفتيات حول الطعام البسيط مع الضحكات فيما بينهن فقالت حميدة لهم بمحبة عارفين يا عيال أنا مش عارفة من غيركم كنت هعمل ايه قالت سما بمرح اعملي جمعية هاهاهاهاهاها ضحكت رضوى وجميلة بينما نظرت حميدة لها بغيظ وقالت _ بكرة نشوف لماضتك ياشبر ونص بالصباح... وقفت حميدة أمامهن بعدما استعدوا للخروج بينما استوقفها شيء فنظرت لسما بتفحص وقالت أنا نمت امبارح بعد العشا واظاهر أن اللي بفكر فيه صح كتمت رضوى وجميلة ضحكاتهن بينما أطرفت سما عيناها ببراءة وقالت اوعي تكوني فكرتي أني روحت الكوافير اوووعك هزت حميدة رأسها بنظرة للأسفل حتى خلعت ما بقدميها وركض سما بضحكة عالية وقالت مش بحب ابقى غفر هههههههه يا لهواااااي اسرعت حميدة خلفها وبالكاد كتمت ضحكتها حتى تسلقت سما الفراش وقالت دول هما اللي نادولي عشان اشرب بيبس قلدتها حميدة بابتسامة فرت من شفتيها وقالت انزلي وخلصينا خلينا نمشي.. هبطت سما بالتدريج وبحذر بنظرات ضاحكة فقالت ماتضربنيش وانا رايحة الشغل رايحة الشغل أنا رايحة الشغل ههههه ضحك الفتيات عليها وقالت حميدة ربنا يصبرني أمام المبنى الذي يقطن به المكتب..وقف الرباعي بنظاراتهن السميكة قالت سما بتأفف كان لازم يعني نضارات !! هو احنا يعني اللي أول ما يشوفونا هيضعفوا !! انا آه انتوا لأ هاهاهاها ضحكت بمرح لتقل حميدة بضيق فاضل ربع ساعة والشندوتش بتاع الصبح ده ما صالحش بطني جعااانة قالت رضوى شوفت بتاع عربية فول على أول الطريق تعالي نفطر أنا برضو جوعت شاركتهم جميلة بينما قالت سما بنفاذ صبر لأ هستناكم هنا مساحة العربيات اللي لابساها دي هتلبسني في الحيط.. قالت حميدة خلاص هنروح انا والبنات وخليكي هنا خمس دقايق وراجعين.. وقفت سما بالطريق تنظر للفراغ بينما مر رجل عجوز بجانبها وقال ضاحكا يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم قفز أحد الأطفال وأشار على سما قائلا تيمون وبمبااااا اهوووو جزت سما على أسنانها بغيظ وهي تنظر للطفل بينما ترجل آسر من سيارته وهو يتحدث بالهاتف مشغولا عن النظر فيما حوله زفرت سما بضيق من وجودها بالشسارع تحت انظار الجميع المستهزأ فقررت أن تصعد وتنتظر الفتيات أمام باب المكتب فهذا أفضل حل .. لم تلاحظ الذي دلف للتو بينما كل ما لاحظته تلك المحفظة السوداء الملقاة على الأرض احتارت أن تأخذها أو تتركها كما هي وما وجود لحارس المبنى أخذت المحفظة وقررت البحث عن صاحبها فيما بعد بينما آسر وقف أمام المصعد حتى انهى مكالمته الهاتفية قبل الدخول للمصعد الكهربائي حيث لا يوجد شبكة بالداخل ..فتح باب المصعد ودلف بداخله حتى دلفت سما دون أن تلتفت لمن ينظر بإتجاه الارقام ..اغلق الباب ووقفت خلفه والمحفظة بين يدها المحفظة منها فجأة فچثت لتلتقطها عندما رأت صورة شاب بداخلها خطفت أنفاسها استقامت وهي تنظر للصورة بابتسامة وقالت ايه القمر ده !! هو بياكل بونبوني! أخرجت البطاقة الشخصية وقرأت الأسم بينما تجاهل آسر همهمتها وهو يواليها ظهره قالت آسر مصطفى الزيان اتسعت عين آسر پصدمة وهو يستمع لأسمه فاستدار اليها ليجد فتاة ترتدي شيء أشبه بالفستان ولكنه بالطبع اقل رقة ونظارتها السميكة التي تخفي اغلب وجهها الصغير في حين أن كان بإمكانها إرتداء نظارة اصغر بكثير !! قال پصدمة وهو يخطف محفظته من بين يدها دي محفظتي !! رفعت سما عيناها بعصبية وسخرية بينما تسمرت پصدمة وهي ترى نفس الملامح جف ريقها من الصدمة حتى قال لقيتيها فين دي كانت في جيبي من دقايق! بالكاد استطاعت النطق وهي تشير لباب المصعد لقيتها واقعة في الشارع قال بسخرية وخدتيها على طول من غير ما تسألي!! ضاقت من نبرته وأجابت هسأل مين انا ما اعرفش حد هنا ده غير أني كنت ناوية اخلص شغلي واسلم المحفظة لصاحبها بنفسي مش اديها لحد ويا عالم هيعمل بيها ايه!! فتح باب المصعد قبل أن يجيب نظر لها بإعتذار وقال _ آسف اتعصبت من غير داعي ضغطت سما على زر الهبوط دون أن تجيبه فأنغلق باب المصعد استندت على الحائط وهي تكاد تقفز ضاحكة.... هبطت للأسفل ووقفت تائهة بابتسامة وما مر دقيقة حتى اتى الفتيات
احنا متجمعين ليه مش المفروض كل واحد يختار اللي هتكون سكرتيرته! أجاب آسر وهو يتفحص هاتفه خليها مقابلة واحدة ونخلص ورانا شغل كتير عندي ميعاد مع فريق مهندسين هيشتغلوا معانا من بكرة ولازم تكونوا معايا في الاجتماع.. دلف يوسف بحماس للمكتب وقال في طقم نضارات برا هندوس بيهم السوق لأننا مش هنشوف حاجة أصلا شباااااب أنا متفائل همس رعد بأذن جاسر وهو جالس بجانبه وقال _ حاسس بفتحة خير بالسكرتيرات الجداد كتم جاسر ضحكته وقال ما تتعشمش أوي دول مجايب شربة العدس اللي مع يوسف هيكونوا ايه يعني اكيد صلصة أنا قررت أني اجيب توتو تشتغل معايا قال آسر بجدية وهو يجلس بجانب أبناء عمه وامامهم مكتب خشبي عريض خصص مسبقا لدراسة التصميمات _ دخلهم مع بعض يا يوسف وقف يوسف بعتب الحجرة وأشار لحميدة للدخول حتى اصطف الفتيات خلفها كطابور النمل..دلفت واحدة تلو الآخر..رفع جاسر عيناه لهن واطلق ضحكة عالية لم يستطع كتمها..بينما صدم رعد للحظة الأولى فقال جاسر بضحكة دي مرحلة ما بعد الصلصة همست جميلة بغيظ وقالت لحميدة هو ماله الأخ فشته عايمة كده ليه! نظرت حميدة له لتصمت بينما ظلت سما تنظر بصمت وخجل لآسر الذي علمت أنها ستلقاه منذ معرفتها بهويته صدم آسر من رؤيتها فرمقها بنظرة تكرر الاعتذار بصمت.. قال رعد بتيهة هو مين طفا النور! اطلق جاسر ضحكة عالية وقال له بخفوت على ما تخرج من صدمتك هبدأ انا.. لم تستطع جميلة كتم ڠضبها فقالت انت بتضحك علي ايه ! اطرق جاسر بالقلم على مكتبه وكتم ضحكته بالكاد وأجاب _ أنتي اسمك ايه أجابت جميلة بغيظ اسمي جميلة اتسعت ابتسامته وقال طب احلفي !! وكزت جميلة ذراع حميدة التي بالطبع كانت تتوقع ذلك وقالت مين الطور اللي بيستظرف ده جاته نيلة في شكله نهض جاسر وتلاشت كل معالم المرح بملامحه وكأن لدغه عقرب وقال لها مشيرا أنتي قولتي ايه!! لوت شفتيها بسخرية وقالت ماقولتش رفع حاجبه بدهشة من جرأتها فألقى القلم من يده وقال وهو يتحرك واقفا امامها بتحدي أوك المقابلة انتهت قالت بنبرة أشد سخرية عارفة مرفوضة هز رأسه بنفي ونظرته تتوعد بشيء غامض لأ اتقبلتي يا...مش فاكر...المرة الجاية ابقي فكريني رماها بنظرة مستهزأة وقال لآسر ورعد الذي شاهدوا المشهد بصمت ودهشة من هذا العداء الغير مبرر وقال سكرتيرتي خرج من المكتب بعد كلمته دون أن يلتفت اليها ولو بنظرة..شيء جعلها ترتبك من نظرته وتقلق وشيء جعلها تقبل التحدي وشيءجعلها تبتسم !! وضعت سما ملف أوراقها أمام آسر الذي تفاجأ بهذا وكأنها هي من اختارته ليعمل معها وليس العكس!! ابتسم بخفة وقبل ملفها وهو ينظر لأشياء قد علمها من يوسف مسبقا وقال تمام.. تبقى رعد الذي نظر لرضوى وقال احدفي الملف في وشي واجري تعجبت رضوى من حديثه وقالت ليه هو أنا عفريت! اومأ برأسه رافضا لأ طبعا أنا اللي استاهل اللي بيحصلي ادي آخر اللي ما يسمعش كلام عمه...مش عارف هكمل أزاي بس هحاول قال آسر وهو ينظر لسما _ هنبدأ الشغل من... قاطعته سما بنظرة خجولة وابتسامة من النهاردة لو حبيت نظر لها الفتيات بغيظ وهم يضغطون على أسنانهم وبأعينهم نظرة اڼتقامية...فرفع آسر رأسه بابتسامة تمايلت بعيناه وقال _ من بعد بكرة...بالتوفيق لينا كلنا وقف يوسف مع الفتيات بخارج المكتب وقال الحمد لله المقابلة انتهت على خير جهزوا نفسكم للشغل..بس حميدو هيبدأ شغل من النهاردة.. ضحكت سما رغما بينما تطلعت حميدة اليها بغيظ فقالت رضوى طب بالأذن احنا بقى جذبت رضوى سما من يدها للخارج وتبعتهم جميلة حتى تفاجئت بالذي يخرج من غرفة أخرى ويقف أمامها بنظرة متعالية..نظر لها من رأسها حتى اخمص قدميها وقال ابو شكلك
ملابسها بينما جلست سما الذي لم تختفي معالم الابتسامة من وجهها على آريكة قديمة بالصالة