بقلم سارة سيف الكوخ
هاقول حاجه وحطيها حلقة في ودنك ... ما تهتميش برأي حد في البيت
دا غيري أنا ... أنا وبس!
دهشت إيلين من طريقة حديثه ومدى ثقته بنفسه والغرور الذي يتحلى فهي لم تشعر بغروره ابدا لقد عمل برفقة جدها بالحقل كباقي العمال..تناول معهم نفس الطعام البسيط... عاش بكوخ فقير فكيف يصبح الآن بهذا الغرور....إلتفتت تنظر من النافذه المجاورة تدعو ربها أن يكون بعونها وأن يلهمها الصبر والحكمه وموازنه الامور بطريقة صحيحه.... كتمت تسألت بدأت تتصاعد داخلها عن تسرعها في الزواج من آسر قبل مرور مدة كافية على تعارفهم متشاغله بالنظر إلى الخارج والاراضي الزراعية التي تراها من هذا العلو لاول مرة
ازاحها آسر بهدوء قولتلك مش باحب حد يناديني كدا
فريده مصطنعه الضحك معلش يا آسر اصلي بانسى
وضع آسر ذراعه حول كتف إيلين قائلا إيلين ... مراتي... اتمنى ما تنسيهاش هي كمان
رمتها فريدة بنظرة حقد ولكنها لم ترد بينما تتقدم والدته قائلة بسعاده حمدالله عالسلامة بقى الحاډثة دي تحصل وما تجبلناش خبر
كوثر المهم رجعتلنا بالسلامه
آسر مقدما دي إيلين يا ماما .... إيلين!... اقدملك امي كوثر هانم
إيلين بابتسامه اهلا يا طنط
كوثر باستحقار ايه طنط دي ... قوليلي يا كوثر هانم
قالت إيلين بحرج اللي تشوفيه حضرتك
آسر موجها حديثه لوالدته اومال نادين فين
كوثر نايمة شوية قبل العشا ما يجهز
كوثر مستوقفة آسر آسر ... عايزه اتكلم معاك شويه
آسر بتعجب ودا وقته
كوثر باصرار موضوع مهم
آسر بهدوء طيب ... هاوري إيلين الاوضة بتاعتنا وبعدين انزلك
نظرت كوثر شذرا لإيلين ماشي بس ما تتأخرش
تركها آسر صاعدا السلم تصحبه إيلين...دخلت الغرفة مذهوله وبعد دقائق نظرت لآسر نظرة لم يفهمها فسألها بتبصيلي كدا ليه
آسر مستغربا ازاي يعني
إيلين الطيارة اتكلمت عنها اكنك بتتكلم عن عجلة اشترتها من سوق الجمعه و القصر اتكلمت عنه زي ما يكون عشة و دي ! دي مش اوضة! دي شقة بحالها دي اكبر من البيت اللي كنت عايشة فيه مع جدي!
وضع اسره يده
على كتفيها قائلا بهدوء صارم أولا لازم تتعودي على كدا عشان انتي دلوقتي مراتي مرات آسر الحناوي! ومع الوقت هتتعودي انه الحاجات دي عادي مش بالاهمية اللي انتي شايفاها دلوقتي ثانيا ايه سوق الجمعه وعشة دي مرات آسر الحناوي ما ينفعش تقول الكلمات دي! والا هيقولوا عليها بيئة!
تنهد آسر وقال مستدركا عارف... بس الناس الباقية مش عارفه هتفتكر حاجه تانية مع انه ما يفرقش معايا انا
نظرت له إيلين بسخرية وانت مش قولتلي ما يهمكيش حد غيري ولا غيرت رأيك
استقام آسر وقال ببرود لا ما غيرتش رأي بس أنا قولتلك ما يهمكيش رأي حد في البيت دا غيري لكن لما يكون فيه عملاء وتتكلمي كدا أكيد مش هيعجبني!
التفتت إليه إيلين فوجدته يتجه إلى باب آخر غير الذي دخلا منه لكن كلماته التالية أعلمتها إلى أين يقود ذلك الباب فقد قال بلا مبالاة أنا داخل استحمى ... ياريت عقبال ما اخلص تكوني هديتي
تنهدت إيلين ملقية نظرة على الغرفة التي ستحيا بها في هذا المنزل...السرير ذهبي اللون يتداخل مع لون كريمي مزخرفا إياه كان واسعا لدرجه أنه يتسع لنوم 4 أشخاص فوقه وكانت توجد منضدة للزينة على أحد جانبي السرير بينهما باب ثالث لتلك الغرفة نظرت حولها فلم تجد أي خزانة للملابس فتعجبت واتجهت إلى النافذة لترى على ماذا تطل فوجدت حمام السباحة المتلئلئ بأضواء كثيرة ملونة ففتحتها تستنشق الهواء الذي يشبه إلى حد ما رائحة حقل جدها فيبدو أنهم يزرعون بالحديقة بعض الازهار والثمار قاطع استغراقها صوت الدق على الباب فقالت بهدوء اتفضل
دخلت الخادمة تحمل الحقيبه الخاصة بها فكل اغراضها لا تتسع لاكثر من حقيبة واحده... راقبت الخادمة وهي تتجه إلى الباب الثالث تفتحه وتدلف إلى الداخل فلحقت بها لتجد غرفة كاملة للملابس فسخرت من تفكيرها في عدم وجود خزانة للملابس وبدأت الخادمة بفتح الحقيبة فبادرتها قائله انتي بتعملي ايه
اجابها صوت فتاة من خلفها هترص هدومك في مكانها
التفتت إيلين لتجد فتاة ترتدي تي شيرت بحمالات وشورت قصير جدا وترفع شعرها على شكل ذيل حصان فقالت بابتسامة مستنتجه انتي نادين صح
نظرت لها نادين بشك اها
مدت إيلين يدها إليها محتفظه بابتسامتها الساحرة وأنا إيلين
صافحتها نادين بشبح إبتسامة فقد شعرت انها ستحبها لانها مختلفة تماما عن فريدة حمدالله عالسلامة
إيلين الله يسلمك
نظرت نادين إلى الخادمة التي انتهت من عملها وقالت بتعجب انتي حاجاتك قليلة اوي كدا
أجابها صوت والدها من خلفها هتنزل بكره تشتري اللي هي عايزاه
ركضت نادين لتضم والدها قائلة بسعاده وحشتني اوووي يا بابا
أجابها والده
ببرود تعجبت له إيلين وانتي كمان ... انا هانزل بقى عشان ماما مستنياني
واستدار لإيلين متابعا غيري هدومك وانزلي على تحت يكون العشا جهز
قالت إيلين ضاحكة لتغطي على التوتر الذي أحدثه استقباله البارد لابنته انت هتسبني في متاهة جحا دي لوحدي
آسر ببرود قولنا بلاش الكلام دا ولا ايه
قالت نادين ضاحكه أنا هاكون معاكي ما تقلقيش لاحسن نانا دلوقتي هتكون اټجننت عشان بابا اتأخر عليها ... روح يا بابا لاقضاك وانا هابقى أخدها اوريها اوضة السفرة فين
آسر بهدوء منصرفا تمام
يتبع التالي
الفصل السادس
وجد آسر والدته بانتظاره في غرفة المكتب الخاصه به وفريدة تجلس برفقتها فزفر بضيق قائلا بكل برود خير يا ماما
كوثر پغضب وهيجي منين الخير! لما تجيبلي واحدة زي دي وتخليها مراتك!
آسر بملل ومالها دي يعني
كوثر وقد زاد ڠضبها مالها...مالها انها واحده فلاحة جايبها من مكان تقريبا مش موجود عالخريطة! دا انا اول مرة اسمع اسم البلد بتاعتها دي!
آسر بسخرية لحقتي عملتي مخابراتك وعرفتي عنها كل حاجه
كوثر بشموخ طبعا ! هو انت فاكر اني هاسيبك تجيب اي واحده كدا وخلاص من غير ما اعرف اصلها وفصلها !
آسر بهدوء ووصلتي لايه بقى
كوثر وصلت انها لا من مستواك المادي ولا الاجتماعي ولا العلمي! فقيرة ويدوب عايشة هي وجدها دا بالعافية ومافيش مستوى اجتماعي اساسا و كمان يدوب تعليمها دبلوم !
نظر آسر إلى فريده قائلا مش ملاحظه انه دي أمور خاصة وفريده مش المفروض تحضر الكلام دا !
فريده بذهول إخص عليك يا آسر بقى أنا غريبه
كوثر مدافعه عنها انا اللي طلبت منها تقعد انا باعتبرها زي بنتي
آسر ساخرا زي بنتك طب وكنتي عايزة تجوزيني اختي ليه يا ماما
كوثر غاضبه آسر! اتكلم معايا وكويس وبلاش التريقة بتاعتك دي...وما تهربش من الموضوع ! أنا نفسي افهم انت اتجوزتها على ايه دي!
آسر بهدوء شديد عشان حبيتها ! ... ومن الآخر انا عارف كل الكلام اللي انتي قولتيه عنها وما يهمنيش كل دا .... المهم اني عايزها ومرتاح معاها !
غادر آسر الغرفة تاركا والدته وفريده فاغرين الفاه من الدهشه فقد توقعتا كل الاسباب الا الحب فآسر لا يعترف بالحب أبدا
قالت فريدة بخيبة بيحبها وهنعمل ايه دلوقتي
أجابت كوثر بشرود عايزها ومرتاح معاها يبقى لازم ما يرتحش معاها وبالتالي ما يعوزهاش عشان تمشي من هنا
انتبهت فريدة وقالت ازاي
أجابت كوثر بابتسامة خبيثة لا دي عايز تخطيط سيبيها عليا المهم دلوقتي يلا بينا نتعشى وبعدي نخطط ونتكتك
اتجهت كلا منهما الى غرفة الطعام وابتسامة خبيثة تحتل شفتي كلا منهما وبدأت كوثر هانم تدبر ما يفرق بين ابنها وزوجته.
بعد مغادرته نظرت كلا منهما للاخرى فقد تعرضتا لبروده وانقذتا بعضهما البعض من الحرج قالت نادين مشيرة جهة الباب هو على طول كدا انا اتعودت وانتي هتتعودي
دارت إيلين ضيقها بهذا الكلام هو العشا بيبقى الساعة كام
نظرت نادين في الساعة التي بيدها وقالت يعني كمان نص ساعة كدا
إيلين تنهدت قائلة طيب يدوب اخد حمام والبس
دخلت إيلين الحمام ولكنها لم تلحظ الفخامة المحيطة بها فقد انشغل فكره بطريقة آسر التي لم تعتادها ولن تستطيع الاعتياد عليها وانتظرتها نادين حتى تخرج.... بدأت إيلين ترتدي حجابها عندما جذبته منها نادين قائلة بدهشه انتي بتلبسي دا ليه دا انتي شعرك حلو وناعم اوووي
اخذت إيلين الحجاب وبدأت تلفه قائلة عشان
دا أمر ربنا
نادين انا كنت فاكره للكبار بس زي نانا
إيلين لا طبعا لكل البنات من اول البلوغ
نادين طب ما فريدة اهي بس مش محجبه
تذكرت إيلين الملابس التي كانت ترتديها فريدة فهي تفضح اكثر مما تستر وايضا كيف ألقت نفسها بين ذراعي آسر فهل هي قريبته ام ماذا فهو لم يحدثها عنها ابدا
إيلين هي مين فريدة دي قريبتكوا
نادين بدهشه بابا ما كلمكيش عنها ... مش غريبة هو اصلا مش بيحبها
إيلين بتوجس قصدك ايه
نادين ببساطه نانا كانت عايزه بابا يتجوز فريدة دي بس هو كان بيرفض ويتهرب منها وعايزه اقولك على حاجه كمان لو شوفتيها بترمي نفسها على بابا في اي وقت ما تستغربيش هي على طول كدا ومش هتتغير
إيلين پغضب ازاي يعني دا ممكن قبل الجواز لكن بعد ما اتجوز خلاص لازم تبعد عنه وتعرف حدودها كويس معاه
ضحكت نادين هههههه فريدة دا انتي بتحلمي! دي هنا من الصبح عشان عرفت انه بابا جاي ومش بعيد لما ننزل عشان نتعشى تلاقيها بتعمل حركات مش طبيعية وبتقرب من بابا اوي
ظلت إيلين تفكر في كيفية التصرف مع إمرأة بتلك الوقاحة ولكن كلام نادين قاطع افكارها بس انتي شعرك طبيعته كدا ولا انتي فارداه
إيلين بابتسامة بسيطه لا هو كدا مش باستخدم السشوار ولا المكواة اصلا
نادين بحسره يا بختك انا شعري لازم له مكواة و سشوار عشان يبقى كدا زي ما انتي شايفة هو اصلا عامل زي شعر الغجر كدا وملولو اوووي عارفه