الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 34 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز


ثم تسلل إليها الشعور بالأمان عندما رأته هو وضعت يدها على قلبها الذي علت دقاته من الصدمة والأخرى أزالت دموع كثيرة على وجنتيها ويبدو أنها كانت تبكي 
تقدم منها سريعا أخذا إياها باحضانه بلهفة وقلق شديد ظهر عليه منذ أن دلف شدد على احتضانها بينما هي مدهوشة مما يحدث وما الذي جعله يتغير هكذا 
أبتعد عنها ثم نظر إليها بهدوء وعينيه يفيض منها الحنان الذي حاول أن يخفيه متحدثا بجدية

قاعدة ليه في البرد ده
أجابته بجدية هي الأخرى بعد أن أدارت وجهها الناحية الأخرى بعد أن رأت تقلباته قد عادت
بشم هوا
علم أنها كانت تبكي تبكي پقهر وضعف لينتابه هو الآخر الضعف الشديد الذي يشعره أنه عاجز عن فعل أي شيء إن كان حديث أو فعل 
عاد إلى الخلف وجعل حالة الجمود تعود مرة أخرى إليه بعد أن تأكد أنها بخير ومازالت معه وتحدث بجدية بعد أن تذكر ما حدث قبل ساعات
يلا ادخلي نامي علشان الطريق طويل
استمعت لحديثه دون أن تتفوه بحرف ولم يكن بها شيء واحد يستطيع أن يتحدث ويجادل ففعلت وبينما تخطي بقدميها إلى الداخل أكمل هو حديثه قائلا بجمود
وكمان لسه مشوار الدكتورة 
وقفت أمام باب الشرفة الذي كانت تتخطاه للداخل بعد أن استمعت إلى جملته فقد كانت تعتقد أنه لن يفعل ما قال ولكن هو يتحدث جديا إذا يفعل ما يشاء ويضع نفسه موضع السخرية 
أكملت طريقها إلى معنى كلمة الراحة بالنسبة له ولزوجته الآن هو عائد بعد أن طلبوا منه ذلك ويعلم أنهم سيتحدثون معه في كل شيء مر سوى أن كان اليوم أو غد أو بعد غد سيتحدثون لا محالة وقد علم هو ما الذي سيقوله وهذا سيكون آخر ما لديه وليفعلوا ما يحلوا لهم أن استطاعوا سيترك كل شيء لهم ويبتعد بزوجته بعد أن تعلم كل ما حدث عليها أن تعلم ذلك 
ولكن ليبتعد
عن كل هذا هو الآن لا يدري كيف سيجعلها تلين له مرة أخرى فقد تخطى حدوده معها بكثير من المرات ولن يلومها في أي مرة لو تركته ولكن هو لا يستطيع دونها لقد تأكد من الطبيبة التي زارها معها لكي ېكذب حديثها ولكن هي محقة وكل ما قالته كان صحيح 
لا يعرف كثير عن هذه الأمور النسائية وأيضا يعرف أن دواء كهذا له أسباب معروفة فقط بجانب كلمات ريهام المؤكدة غير حديث زوجته الذي لا يدلف عقله كل ذلك جعله لا يصدقها ويظن بها السوء ولكن بعد أن ذهب بها إلى الطبيبة قبل العودة تأكد أنه أخطأ بحقها مرة أخرى غير الأولى والثانية والثالثة لقد كانوا كثيرون 
تذكر حديث الطبيبة وهي تجيب سؤاله بهدوء شديد ووقار بعد أن رفعت النظارة الطبية عن عينيها
طبعا وارد يا أستاذ يزيد إن آنسة تاخد الحبوب دي عادي جدا
رأت زوجته تتقدم منهم بعد أن عدلت ملابسها وجلست على المقعد أمامه مقابلا لها وقد رأت الحزن بعينيها الباكية لقد مر عليها كثير من هذه الحالات ولكن هذه مختلفة ومن معرفة مدة الزواج وسؤاله عن شيء كهذا قالت مرة أخرى بعد أن فهمت ما يحدث
أما بالنسبة للحمل فهو كل شيء طبيعي ده غير طبعا أن مدة الجواز صغيرة ربنا لسه ماردش عايزاك تطمن واضح أن المدام مش بتاخد أي وسيلة
نظر إليها وهو لا يعلم ما الذي يشعر به لتقف على قدميها دون أن تجعله يعلم ما الذي يمر على خلدها فقد كانت تعابير وجهها حادة كثيرا سلمت على الطبيبة ورحلت وهو من خلفها
أبعد نظره عن الطريق لينظر إليها بحزن
وهو لا يعلم ما الذي أصعب من الصعب نفسه لقد أذى نفسيتها كثيرا بما فعله وما يفعله كل مرة يعترف أنه يستحق أكثر من ذلك 
وضعت رأسها يمينا على نافذة السيارة تنظر إلى السيارات والطريق بالخارج وعقلها منشغل به وبما فعله لقد شكك بها وبحديثها يعتقد أنها لا تريد أن تنجب منه أطفالا تحدث عن شقيقتها بالسوء وتحدث عنها أيضا
بالسوء تطاول بالكلمات بكثرة قارب على التطاول بيده مرة أخرى ولكن قد توقف بآخر لحظة هذا هو الجانب الوحيد السيء به أنه وقت غضبه حقا يتناسى على شيء ولا يتذكر سوى أنه غاصب الآن وعليه أن يخرج ما يكنه من ڠضب داخله 
هذه أكبر المشكلات تواجدا بحياتها معه فهي ستكمل حياتها معه ستكون زوجته إلى الأبد ولكن لن تستطيع أن تتعايش مع هذا في كل مرة يحدث في ذلك الأمر الذي شغله في الشهور الماضية أعطى لنفسه مدة طويلة كي يفكر براحة دون تخطي الحدود ودون تحكيم قلبه وحده أو عقله وحده 
بعد تلك الفترة وابتعاده عن ابنة عمه مروة ومعرفة مدى سعادتها مع زوجها تخطى تلك الفترة الطويلة التي قال بها أنه يعشقها الآن أصبحت بالنسبة إليه مجرد ابنة عمه وإن اقتربت أكثر ستكون شقيقته غير ذلك لا يوجد 
علم تمام العلم أنه كان مخطئ لو فقط كان فكر قليلا لوجد ذلك ربما إعجاب بجمالها أو احترامها أو أي شيء آخر لكنه ليس حب هو لم عقله وقلبه حقا 
ميار بعد كلماتها في آخر محادثة بينهم أصبح منشغل بكل كلمة قالتها يفكر ويفكر من الذي تتحدث عنها ربما هو مخطئ مرة أخرى ولا يدري ولكن أبتعد عن التفكير بأي فتاة أخرى ووضع أمام عينيه ميار ليرى هل هو منجذب إليها يحبها أم ما الذي يحدث 
ثم يوم بعد يوم يتذكر حديثها من الصغر أفعالها ونظراتها تصفح صورها عبر مواقع التواصل وجد نفسه لا يشبع من النظر إليها والتفكير بها كثير من المشاعر تجتاحه لن يستطيع أن يعبر عنها ولكن هو الآن أخذ قرار وسينفذه قبل أن يحدث شيء ېخرب كل ما أراده كما السابق 
وقف على قدميه متقدما إلى داخل الغرفة ثم إلى خارجها ذاهبا إلى والده الذي كان يجلس في غرفة الصالون مع زوجته دلف إليهم تامر ثم وقف أمام والده وتحدث بجدية شديدة دون مقدمات
أنا عايزه اتجوز ميار بنت عمي نصر
نظر والده إلى زوجته باستغراب شديد عاقدا ما بين حاجبيه بشدة وزوجته مثله ثم سأله قائلا باستنكار
مرة واحدة كده طب بالراحة علشان أفهم
جلس تامر أمام والده على الأريكة ثم تحدث قائلا بجدية
مفيهاش فهم يا حج أنا عايز اتجوز ميار بنت عمي نصر تبقى مراتي وأم عيالي ايه الصعب في ده
وقفت والدته على قدميها ثم أطلقت ما يسمى زغروطه لتعبر عن مدى سعادتها بما قاله ابنها بينما ابتسم والدها باتساع ثم تحدث من جديد
اللي أقصده إنك يعني جبتها مرة واحدة كده
بصراحة لأ
يعني أنا كنت بفكر في الموضوع من زمان وخدت قرار خلاص وقولت أعرفك علشان تشوف هنعمل ايه
ابتسم والده وتحدث قائلا بسعادة
هنعمل ايه هنطلبها من عمك طبعا
صاحت والدته بسعادة غامرة وهي تتقدم منه لتحتضنه
ألف مبروك مقدما يا حبيبي هيوافقوا إن شاء الله
أجابها وهو يبادلها العناق بسعادة وابتسامة هو الآخر متمنيا بداخله
أن توافق كما قالت والدته
الله يبارك فيكي
وقفت السيارة أمام البوابة الداخلية لمنزل عائلة الراجحي سريعا خرجت منها لتتوجه إلى عشها الصغير في هذا المنزل البغيض على قلبها ولكن قابلتها يسرى أمام الباب في الخارج احتضنتها بشدة معبرة عن مدى اشتياقها إليها
حبيبتي وحشتيني أوي أوي
بادلتها مروة ولكن ليست بنفس هذه الحرارة ف بداخلها ما يكفي لتكن الأن بين يدي طبيب نفسي أجابتها بجدية
وأنت كمان وحشاني معلش هطلع ارتاح شوية الطريق تعبني
نظرت إليها يسرى باستغراب ودهشة فهي لم تكن هكذا يوما ولكن تحدثت مبتسمة ببلاهة
آه آه طبعا اتفضلي
أبتعدت عنها مروة بعد أن ألقت نظرة عليه خلفها وهو يقف عند السيارة ينظر إليها ثم سارت إلى الداخل سريعا وهي تتمنى بداخلها أن تصل إلى الغرفة بسلام 
ذهبت يسرى إلى يزيد تحتضنه بحرارة ثم سألته باستغراب وجدية
هي مالها تعبانة ولا ايه
أجابها بجدية هو الآخر لا يريد أن يظهر ما يحدث بينهم لأحد
آه الطريق تعبها
سار إلى الداخل معها ثم دلف إلى والدته في مطبخ المنزل ذهب إليها ثم عانقها بشدة ومهما حدث وبدر منها تظل والدته وحنانه بهذه الحياة تظل منبع الأمل والحب بالنسبة إليه تحدث بهدوء وهو يشدد على احتضانها
وحشتيني
استغربت والدته حالته هذه فهو دائما كان يسافر بالشهور بعيد عنها ويأتي يسلم عليها كما المعتاد ولكن الآن اختلف شددت هي الأخرى على أحضانه وتحدثت بحنان مس قلبه
وأنت كمان ياحبيب أمك وحشتني
أبتعد عنها بهدوء وهو يبتسم ابتسامة باهتة فسألته بعد أن وضعت يدها على وجنتيه
مالك يا حبيبي فيك ايه
تعبان تعبان أوي ومحدش
راحم
اقتربت منه والدموع تكونت خلف جفنيها ثم تحدثت بحنان ولهفة
بعيد الشړ عنك من 
ماذا تريد من قلب لم يرى منك إلا الحزن!
مر أسبوع بعد عودتهم وكأنه سنوات شعر بأنهم لم يكونوا أيام قليلة غفا بهم بل كانوا سنوات تمر ببطء شديد بسبب تجاهلها له ومعاملتها الباردة معه حاول بكل جهد أن يتحدث معها في أي شيء ولكن دون جدوى لا يقابله منها سوى البرود والهدوء التام حاول أن يفعل كل ما كان يفعله في السابق ليجعلها ترضى ولكن تقابله بالتجاهل وإذا أجابت تجيب بأن ليس هناك داعي لما يفعله! 
لقد ارهقه ما حدث يعلم أنه مخطئ من جميع الإتجاهات وهذه ليست المرة الأولى التي يخطئ بها معها ويقول كلمات لا تليق بامرأة
نقية كهذه ودائما تسامحه عمه أو فاروق هل صرفوا نظرهم عن هذا الموضوع عندما وجدوه متعب ولا يستطيع التحمل أكثر أم أنهم ينتظروا لتتحسن الأمور أم ماذا 
على أي حال هو يعلم 
نظرت إليه بجدية وهي تراه مثبت أنظاره عليها وكأنه شارد بها وبجمالها الذي لم يلاحظه سوى الآن تحدثت بجدية سائلة إياه
اشمعنى دلوقتي يا تامر وليه أنا ولا علشان مروة خلاص اتجوزت
اعتدل في وقفته ثم وضع كوب العصير على حافة سور الشرفة الذي يقفون بها سويا تحدث هو الآخر مجيبا إياها بجدية
ميار أنا صحيح كنت بحب مروة لكن من وقت ما اتجوزت فعلا وهي بالنسبة ليا شيء تاني خالص بنت عمي وبس ولو قربت أكتر يبقى
أختي يمكن كمان أنا كنت معجب بيها بس مش بحبها أنا لو بحبها فعلا مكنتش رضيت بالأمر الواقع حتى لو ھموت
زفر بهدوء ثم قال مرة أخرى مسترسلا في الحديث
أنا لما فكرت بجد وحكمت قلب وعقلي سوى ملقتش غيرك قدامي تكوني مراتي صورتك جت قدام عنيا ومش مفرقاني حاسس أني مش عايز أبعد عنك أبدا ومش عايز حد تاني يقربلك أنا
 

33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 54 صفحات