الخميس 05 ديسمبر 2024

بين خۏفها و هوسه بقلم الكاتبة سارة مجدي

انت في الصفحة 6 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

على اول يوم شغل ليكى
لتقول سريعا و بحماس 
انا متحمسه جدا 
انتهوا من تناول إفطارهم ونزلوا سريعا كانت ضى متحمسه بشده خاصه حين اخبرها عمها انها سوف تعمل في قسم رياض الأطفال .... ان الأطفال اكثر ما تحبه في هذه الحياه هم أبرياء وعلى طبيعتهم غير منافقين ومؤكد العمل معهم مريح غير مرهق للعقل والمشاعر و معهم تستطيع نسيان واقعها ولو لبعض الوقت بقلمى ساره مجدى 
كان يقف امام الورشه يتحدث في الهاتف مع اياد الذى كان ېصرخ بعصبيه شديده فبعد ما حدث مع عمه صباحا به و وضع اياد على جهاز كشف الكذب الخاص بصفوان الهوارى و هو اقوى من جهاز كشف الكذب فى مركز المخابرات
حاول اياد ابعاد اسم رواد عن تفكير عمه ولكن هيهات فصړخ قائلا
يا بنى ادم ارحمنى من برودك ده بقولك ابوك محاصرنى من الصبح وأنا أتوه هفضل أتوه بقا لحد امتى وبعدين انت مش كنت قايله انك هتسافر مع اصحابك اسبوعين ثلاثه ايه سافرت فجأه ... يا عم اتصل بيه واتصرف
نفخ أيهم بضيق وهو يتذكر احساسه ذلك اليوم حين شعر برغبه قويه تدفعه للسفركان يريد ان يرى الورشه يتأكد انها اصبحت حقيقه و لم يرد اخبار والده حتى لا يمنعه ظل صامت لثوانى ثم قل
هو انت مافيش منك فايده ابدا ما تقوله يا ابنى اى حاجه سافرت اخلص صفقه مثلا
لېصرخ إياد من جديد وهو يقول
ده على أساس ان ابوك موجه لغه عربيه مش صاحب مؤسسه الهوارى وعارف كل كبيره وصغيره فيها
صمت أيهم يفكر قليلا ثم قال
طيب بص قوله انى سافرت كامب مع ناس صحابى لمده أسبوع و منه هنسافر على اوروبا لمده اسبوعين او ثلاثه على ما نفكر هنقوله ايه لانى مش راجع دلوقتى خالص
اغلق الهاتف دون ان يستمع لرد إياد المؤكد سيكون صړيخ
الټفت ليجدها تسير بجانب شخص ما قطب جبينه بحيره اختفت حين اقترب ذلك الرجل منه و وقف أمامه وقال بوقار
السلام عليكم يا ابنى امال الباشمهندس رواد فين 
كان أيهم يشعر بالحيره و القلق ولكنه اجابه قائلا بهدوء
الباشمهندس رواد جاى حالا
كانت تنظر اليه وهى تشعر ان هناك شيء خاطئ بهذا الشاب انه وسيم للغايه وأيضا لديه كاريزما وشخصيه قويه لا يليق عليه ان يكون مجرد عامل بسيط في تلك الورشه
في تلك اللحظه وصل رواد الذى وقف امام الأستاذ عبد الحميد وحياه بحراره وأشار بيده لأيهم
اتفضل يا أستاذ عبد الحميد اتفضل اقعد اتفضلى يا انسه .... روح يا ابنى هات اتنين عصير
كاد أيهم ان يتحرك حين أوقفه عبد الحميد قائلا
استنى يا ابنى ما تجبش حاجه احنى ماشين على طول
ثم نظر الى رواد وقال بأمتنان
انا عايز أشكرك على الى عملته مع ضى كتر خيرك يا ابنى
رفع أيهم عينيه ينظر اليها حين سمع اسمها وهو يردده بداخله وكانت هي تنظر اليه أيضا ولكنها اخفضت عينيها ارضا حين نظر اليها
وانتبهت لكلمات رواد الذى قال
تشكرنى على ايه يا استاذنا .... انا في الخدمة ديما وده واجب والأصول كمان
ليقف عبد الحميد وهو يقول بابتسامه واسعه
ده العشم يا ابنى وضى بقا اعتبرها زى فاتن أختك
ليضرب رواد على عنقه بالحركه الشهيرة وهو يقول
ماتخفش في رقبتى
ليبتسم عبد الحميد ابتسامه صغيره وربت على كتف رواد وقال
هو ده العشم ... يلا سلامو عليكو
وغادرا لينظر رواد الى أيهم و هو يضع يديه حول خصره وقال
هو انا ممكن افهم بقا و لا هتقول مش عارف برضو
كان يتابع خطواتها حتى اختفت تماما من امامه ثم نظر لرواد بتشتت و قال
تفهم ايه 
ليرفع رواد حاجبه وقال بملل و ابتسامه صفراء
ايه حكايه انك صبى هنا في الورشه وانى انا الى وصلتها ..... انا مش مستوعب الموقف ولا فاهم حاجه... و ده مينفعش
تحرك أيهم ليجلس على الكرسى الذى جلست عليه ضى منذ قليل وظل صامت لعده دقائق ثم نظر الى صديقه وقال
اقعد يا رواد وأنا فهمهك
تحرك رواد ليجلس امام صديقه وهو صامت ينتظر الكلمات التى ستوضح نوايا صديقه الذى يبدوا عليه التفكير و قال بهدوء
انت عارف انا وافقت نفتح الورشه هنا ليه على رغم صعوبه سفرى وانى افضل هنا فتره طويله بالاضافه طبعا لتفهمى لاسبابك ... علشان ابعد عن اسم الهوارى وأحقق حلمى و أمارس شغفي وهوايتى براحتى .... انت عارف انا لو طلبت من ابويا انى افتح ورشه هو مش هيرفض بس انا عايز ده يكون بعيد تماما عن اسم الهوارى ..... وبالنسبه لضى بقا وبمنتهى الصراحه من وقت ما شفتها وفى فضول جوايا اعرف حكايتها وبصراحه اكتر هكون مرتاح اكترلما اتعامل معاها على انى ايهم مجرد ميكانيكى مش ابن الهوارى وكمان هقدر اتصرف بحريه
ظل رواد صامت يستمع الى صديقه و ينظر اليه بتركيز شديد يريد سبر اغواره وبعد دقيقه كامله من الصمت قال
انت حبيتها ولا ايه يا أيهم
نظر اليه أيهم باندهاش وقال بشكل قاطع
حب ايه يا ابنى انت لا طبعا بس كمان دى مش طبيعيه يعنى نزولها في الصحرا والحاله الغريبه الى كانت فيها كلها مجننانى ومخليانى عايز افهم ايه حكايتها .... ده غير انى عايز افتكر انا شفتها فين قبل كده ... وبعدين انا مش بتاع حب والكلام ده انا معنديش شغف للستات دلوقتى انا مفيش حاجه شغلانى غير العربيات .... و مش هسمح لحاجه تشغلنى عن حلمى او تقف فى طريقه
كان رواد يستمع اليه بتركيز شديد رغم عدم اقتناعه بكلمات صديقه الا انه ليس بيده شىء سوا الانتظار و متابعه ما يحدث و ان يظل بجانبه فهذا واجب الصداقه بقلمى ساره مجدى
الفصل الرابع من بين خۏفها و هوسه بقلمى ساره مجدى 
كان يومها الاول في المدرسه اكثر من رائع سعادتها وهى بين الأطفال الأبرياء جعلها تشعر بسلام داخلى كبير 
وحين انتهى اليوم طلبت من عمها ان يسمح لها بالعوده الى البيت بمفردها فهى ترغب بالسير على البحر قليلا و ايضا للتعرف على المكان الجديد
فسمح لها بعد ان اوصاها بالاهتمام بنفسها جيدا و ان لا تتأخر
وكان هو فى هذا الوقت يقف امام احدى السيارات داخل الورشه يرى ما العطل الموجود بها حين لاحظ عوده الأستاذ عبد الحميد بمفرده ليشعر بالقلق و الحيره .... بدء يفكر أين ذهبت .. هل رحلت .. انه لم يعلم بعد من هي وما قصتها .... واين راها من قبل ... هل يذهب ويسأل الأستاذ عبد الحميد ... مستحيل ماذا سيقول له ولماذا يجيبه الرجل من الاساس
ظل واقف مكانه يفكر لبعض الوقت حين خطړ على عقله فكره فتحرك سريعا دون ان ينتبه لنداء رواد وهو يدعوا الله ان تكون هناك فعلا
حين وصل الى طريق البحر وقف مكانه واخذ نفس عميق براحه وارتسمت على وجهه ابتسامه بسعاده وراحه حين وجدها تقف هناك بفستانها الطويل الأزرق وخمارها الأبيض الذى خطڤ عينيه صباحا .... ظل واقف مكانه يتأملها لبعض الوقت وهو يفكر ماذا يفعل الان ليفتح مجال للتحدث والتقارب ظل يفكر وهو مقطب الجبين ثم ابتسم لتلك الفكرة التي خطرت على عقله
و تحرك فى اتجاهها وهو يقول
خلينى اكمل الكدبه للاخر ... ونشوف
اقترب منها بهدوء واخرج هاتفه ثم اغلقه وبدأ في التحدث بصوت حزين مطنع
والله يا امى ڠصب عنى صاحب الورشه مطلع عينى مفترى يا امى ..... مش عاتقنى طول الوقت هده حيل حتى الفلوس هي الى ببعتاهلك بس
صمت قليلا وهو ينظر الى ضى بطرف عينيه ليرى رد فعلها على كلماته ثم قال
حاضر يا امى .. هطول بالى والله كله علشانك وعلشان الدوا بتاعك الحق ارجع انا بدل ما اسمعلى كلمتين مع السلامه يا امى
وضع الهاتف في جيب بنطاله و غادر دون ان ينظر اليها ولكنه يقسم انها تتابعه بعينيها
و كانت هى تتامل البحر الواسع وامواجه القويه تفكر ان الحياه تشبه البحر كثيرا فى هدؤها احيانا و تقلباتها احيانا اخرى ..... انتبهت لذلك الصوت الذى يتحدث بجانبها لتنظر اليه تجده ذلك الشخص الذى حيرها كثيرا كلماته تصل اليها بوضوح لتؤلم قلبها حقا .... فى تلك اللحظه تذكرت ام سعيد واهتمام سعيد بها كما يهتم ذلك الشاب بأمه .... ظلت تستمع اليه حتى انتهى و غادر لتتابعه بعينيها وهو يعبر الشارع سريعا ويركض حتى اختفى من امامها .....ظلت تنظر في اثره لعده ثوان ثم عادت بنظرها الى البحر تشعر بالصدمه و الحيره و عقلها يفتح امامها ابواب الحيره ... فما هذا الذى سمعته هل حقا ذلك الشخص الذى يدعى رواد بهذا السوء الم يمتدحه عمها فكيف يكون بكل تلك القسۏه ظلت تفكر فى كلمات ذلك الشاب الغير مفهوم بالنسبه لها
وكلما فكرت اكثر زادت حيرتها و جدت نفسها ټغرق فى الحيره ولا تستطيع استيعاب اى شئ اخذت نفس عميق محمل برائحه البحر المنعشه و قررت العوده الى البيت فمن الواضح انها لن تصل الى اى شىء بقلمى ساره مجدى 
انت كنت فين يا ابنى وتليفونك مقفول ليه 
فاجئه رواد بشىء من العصبية بسؤاله الذى استقبله ايهم ببرود وتقدم ليجلس على اقرب الكرسى وهو يقول بابتسامه و هدووء 
كنت واقف قدام البحر
ليرفع رواد حاجبيه باندهاش ثم قال
قدام البحر ... انت طبيعى يا ابنى مش سخن يعنى ... ده الى هو من امتى 
لينظر أيهم اليه باستخفاف وكاد ان يجيبه ولكنه وقف سريعا حين لمحها تقترب وقال
رواد زعق جامد واتنرفذ عليا بسرعه
كان رواد يشعر بالاندهاش ليقول أيهم بعصبيه من بين اسنانه
زعقلى
ليرفع رواد صوته وقال بعصبيه مصتنعه
انت كنت فين يا بنى ادم سايب الشغل وبتتسرمح فين
حاول ايهم بشق الانفس الا يضحك واخفض راسه و قال بضعف مصتنع
انا اسف يا بشمهندس كنت بجيب اكل وكلمت امى وانا راجع اطمن عليها
كانت تستمع لما يحدث بضيق شديد خاصه حين اجابه رواد قائلا ببرود
و علشان خاطر امك هخصملك يومين بس لكن لو الموضوع ده اتكرر مش هيحصلك كويس
غادر رواد من امام أيهم وهو يتوعده لينظر أيهم الى ضى التي تقف عند باب الورشه پانكسار ثم دلف الى الداخل
وحين جلس امام صديقه ضحك بصوت عالى ليضرب رواد سطح الطاولة التي بينهم وقال
ممكن افهم ايه فلم البؤساء الى عملناه ده !
ليتوقف أيهم عن الضحك و قال بهدوء مصاحب لابتسامه بسيطه
بكسب تعاطفها
ليقطب رواد حاجبيه باندهاش وقال باستفهام
نعم يا اخويا بتكسب تعاطفها ... هو في ايه بالظبط وبعدين انت ملاحظ انك مطلعنى شرير الفيلم .
ليضحك أيهم بصوت عالى مره اخرى
ثم قال
مش صاحبى ولازم تقف جمبى
ليصمت رواد لعده دقائق وهو ينظر الى

انت في الصفحة 6 من 18 صفحات