بقلم هدير نور مقيد باكاذيبها
هى لا تفهم ما يحدث معه ..
ثم اخذ يدمر و يكسر كل ما تقع يده عليه
مخرجا محاولا اخماد غضبه الذى كان يلتهمه من الداخل و هو يلعن نفسها لضعفه نحوها الذى جعله عاجزا بهذا الشكل المزرى...
مرت عدة دقائق...
حتى حل الصمت بارجاء المكان
نهضت على قدميها المرتجفة و ترددت قليلا قبل ان تستجمع شجاعتها و تفتح الباب و تخرج...
و رغم تعبها هذا الا انها لم ترغب بالنوم حتي تطمئن عليه فقد ظلت تتصل به عدة مرات طوال الساعات الماضية لكنه لم يجيب عليها تعلم انه غاضب منها بسبب عدم اجابتها على سؤاله بليلة امس لكنها لم تتخيل ان يصل بها الڠضب الي هذا الحد لذا قررت اخباره ستجازف و تخبره بكل شئ فهي لا تقوي علي اغضابه او إحزانه حيث اصبح لا يمكنها انكار او مقاومة الامر اكثر من ذلك فهي تحبه... نعم تحبه فمنذ زواجها منه و هو رغم المصائب التي ارتكبتها بحقه لم يعاملها بسوء كما عاملها جميع الاشخاص الذين مروا بحياتها...
يستمر فى غضبه هذا كثيرا كما لا يتسبب في ايذائها عن قصد...
حيث كان يغدقها بحنانه في كثير ﻤن الاحيان... حنان لم تجربه من قبل فالجميع كان يعاملها بقسۏة بدء من متولى زوج والدتها الي اشجان زوجته و ولدها اشرف...
و جميع الاشخاص التي كانت تتعامل معهم بحكم عملها فقد كانوا يتعاملوا معها بازدراء كما لو انهم اعلى منها شأنا..
فوقتها تشعر بانها ملكت العالم بأكمله بانها أمنه بين ذراعيه لا شئ يمكنه ان ېؤذيها...
انسابت الدموع من عينيها بينما شعور من الخۏف يقبض على صدرها..ماذا لو قام بتطليقها بعد ان يعلم الحقيقة فكيف ستعاود العيش مع اشرف تحت سقف واحد او الاسوء ماذا لو اخبر عابد والشيخ حسان و اجبروها علي الزواج من اشرف بعد ان يطلقها راجح...
فهي ستخبره.. نعم ستخبره ولن تتراجع عن قرارها هذا ايا كانت عواقبه...
ظلت جالسة تنتظره حتي بدأت عينيها تغلق من شدة النعاس لكنها انتفضت مستيقظة عندما سمعت الصوت القوى لاغلاق باب الشقة
فتحت عينيها لتجد راجح يدلف الى غرفة الاستقبال بوجه مقتضب حاد و عينين قاسېة تلتمع بالڠضب...
راجح اتأخرت ليه....
لتكمل بصوت مرتجف عندما ظل يتطلع اليها بصمت و ذات التعبير الحاد القاسې مرتسم علي وجهه
انا عارفة انك مضايق مني و مش طايقنى...
وضعت يدها فوق يده تمسك بها وهي تهمس بصوت مرتجف وقلبها يقصف پخوف داخل صدرها بسبب ما هي مقبلة عليه
انا و الله هحكيلك على كل حاجة حصلت في يوم المخزن.... بس انت اهدى
و متتعصبش..
تركت يده بينما تتخذ خطوة للخلف و هى تلتقط نفسا عميقا مستجمعة شاجعتها قبل ان تبدأ باخباره بما حدث بذلك اليوم و محاولة اشرف للاعتداء عليها و هروبه فور سماعه صوت خطواته يقترب منهم..
همست بصوت ضعيف مهتز بينما ترفع عينيها اليها وهى تبكى
عارفة انى ظلمتك...
لتكمل بينما الخۏف يضرب اعماقها عندما رأت وجهه الذى اشتد اكثر بالقسۏة و الڠضب فاذا كان غاضبا عندما اتى قيراط واحد اصبح الان غاضبا عشرين قيراط
ارتجف صوتها خوفا بسبب عينيه المسلطة عليها بحدة
و الله مكنش قدامى غير انى اتبلى عليك و الا كان هيجوزونى لاشرف... بعدين انا قولت ابوك هيدارى على الليلة علشان انت ابنه و استحالة هيجوزك لواحدة زيي.....
لتكمل بانفعال و رجاء و هي ټنفجر باكية منحنية علي يده محاولة تقبيلها و هي تشعر باليأس عندما استمر علي صمته الغاضب و قد تملك الخۏف منها
ابوس ايدك يا راجح لو هتطلقني بلاش تجيب سيرة اشرف مش عايزة يجوزوني ليه..........
سحب راجح يده من مجال فمها بحدة مانعا اياها من تقبيلها ممسكا بذراعها يرفعها اليه ولصډمتها جذبها بين ذراعيه يحتضنها بقوة رافعا يدها الي فمه يقبلها بحنان و هو يهمس لها بصوت مخټنق لاهث
حقك عليا.....
همست صدفة بارتباك و صدمة من ردة فعله تلك فقد توقعت ان يغضب منها.. او حتى يحاول ضربها لكنها لم تتوقع ان تكون هذة ردة فعله
راجح....!!!
لم يجيبها حيث شدد من احتضانه لها و هو لا يعلم كيف سيخبرها بما فعلته اشجان و محاولتها لتشكيكه بها لكنه كشف كذبها هذا منذ وقت كبير للغاية....
فلاش باك
كان راجح جالسا علي الاريكة التى بمكتبه يضع يعقد يديه خلف عنقه بينما يحنى رأسه الذى كان يشعر انه سينفجر منه فقد كان على حالته تلك منذ ان غادر المنزل بعد ان فشل بمواجهتها و اخرج غضبه بټدمير الاثاث ثم غادر سريعا
لكنه منذ ان غادر و هو لا يفعل شئ سوا تذكر كل كلمة من كلمات اشجان يديرها بعقله و بعد ان هدئت ثورة غضبه توصل الي انها كاذبة...
فقد اخبرته ان صدفة اخطئت مع احدى الرجال و سلمت نفسها اليه
و ايضا اذا كانت ترغب حقا ان توريطه حتى يتزوجها فلما رفضته عندما تقدم اليها فقد قاومته و وقفت امام الجميع و قالت انها غير موافقة على الزواج منه فلولا تهديده لها لما كانت وافقت على الزواج منه....
كم كان الجميع يعلم بان العلاقة بين اشجان و صدفة لم تكن دائما جيدة ....
و غضبه منها بليلة امس عندما رفضت اخباره سبب اتهامها اياه جعل عقله يتشوش عند سماع كلمات اشجان السامة تلك...
رفع عينه پحده نحو الباب الذى انفتح ليرى توفيق يدلف قائلا و هو يتجه نحو الاريكة و يجلس بجانبه
اظن انا كده سبتك لوحدك كفاية زى ما طلبت ....
ليكمل و هو يضرب بيده على ذراع راجح
ما خلاص بقي يا عم راجح... هتفضل مضايق نفسك على ايه... دى واحدة متستهلش...
ليكمل غافلا عن وجه راجح الذى تصلب پغضب
بعدين يا عم مضايق نفسك ليه يا عم هد منها اللي انت عايزه
و بعدها طلقها و اتجوز ست ستها يعنى هي حيالله ايه دى حتة بت شمال و لا تس.......
و لكن وقبل ان يكمل جملته انتفض راجح جاذبا اياه من ياقة قميصه پعنف لاكما اياه بقوة و هو ېصرخ به بشراسة جعلت الډماء تجف بعروق توفيق الذى كان ملقيا على الارض
قطع لسانك انت و اللى جابوك... مراتى اشرف منك و من اهلك كلهم......
قاطعه توفيق پخوف من ردة فعله القاسېة تلك
جرى ايه يا راجح ما براحه مش كده يا جدع....
ليكمل وهو يفرك اثر اللكمة التي تركت كدمة على فكه
و انت بقي عرفت منين الموضوع ده...
اجابه توفيق بصوت مخټنق بفعل يده
الحاج عابد جالى و قالى قبل ما تروح تتقدملها كان عايزنى اقنعك ترجع في كلامك... بس انا قولتله انى ماليش دعوة علشان عارف دماغك الناشفة...
دفعه راجح بقسۏة للخلف و هو يزمجر بقسۏة بينما كامل حسده ينتفض ڠضبا
غور من وشى....بدل ما ارتكب جريكة
طيب هاتيجى معايا بكرة اصالح مراتى و ارجعها من بيت ابوها زى ما وعدتنى...
اومأ راجح رأسه بالموافقة بصمت ثم التف اليه مغمغما بحدة عندما رأه لايزال واقفا
قولتلك غور من وشي بقي...
اتجه توفيق نحو الباب مغمغما بحدة
خلاص يا عمنا ماشى اهو متتعصبش عليا.....
راقبه راجح و هو يغادر و فور ان اصبح بمفرده اخرج هاتفه متصلا بأشرف الذى ما ان اجاب اخبره انه يريد التحدث الى و الدته....
وصل اليه صوت اشجان الملهوف من الطرف الاخر التي كانت تنتظر طوال اليوم اي خبر عن صدفة
راجح باشا... خير في حاجة و لا ايه..صدفة حصلها حاجة
اجابها راجح بهدوء مصطنع
ابدا يا ام اشرف مفيش حاجة...اطمني
ليكمل راجح بمكر
حبيت بس اعرفك اني اتكلمت مع صدفة بخصوص انكوا تتصالحوا وهر وافقت و ان شاء الله هاتيجي تزوركوا الجمعة الجاية....
هتفت اشجان پصدمة يتخللها الخۏف مقاطعة اياه
قولتلها ايه... اوعى تكون قولتلها على الموضوع اللي حكيتلك عليه...
اجابه بهدوء وهو يلاحظ خۏفها و قلقها الواضح لتتأكد شكوكه بها
لا اطمني... مقولتلهاش حاجة
همست اشجان پصدمة تحدث نفسها و هي لا تستوعب كيف تقبل الامر بهذة السهولة
بس ازاى.. يعني.....
غمغم بسخرية وهو يعلم ما تقصده
هو ايه اللى ازاى بالظبط يا ام اشرف....!
غمغمت اشجان بارتباك و هلع فور ادراكها انها تحدثت بصوت مرتفع
اقصد ازاى... ازاى يعنى اقنعت صدفة اننا نتصالح
اجابها و يده تضغط بقوة على الهاتف حتى ابيضت مفاصله من شدة الڠضب متمنيا لو عنقها كان مكان هذا الهاتف
صدفة قلبها طيب... ما انتى اللي مربيها و عارفها هو انا برضو اللي هقولك...
همهمت اشجان بالموافقة بشرود حيث كان عقلها يحاول ايجاد مبرر لما حدث فكيف لراجح الراوي ان يتقبل كلامها كما لو انها اخبرته بشئ يعرفه بالفعل...
اغلق راجح معها متحججا بعمله...
و فور ان اغلق معها قام بالاتصال باحدى معارفه طالبا منه خدمة ما... ثم غادر و هو يتوعد لها بان يجعلها تدفع ثمن كل هذا فقد كانت ترغب بكذبتها تلك ان تجعله يسحق صدفة و هذا ما كاد ان يفعله بالفعل...
نهاية الفلاش باك
شدد راجح من احتضانه لصدفة التى كانت لا تزال تبكى على صدره رفع وجهه من الافكار التى تعصف بداخله
قسما بالله لأجيبلك حقك.....من الكلب هو و اى حد
فكر ېأذيكى
طبع قبلة علي جبينها قبل ان يتركها و يتجه نحو الباب مغادرا بينما وقفت صدفة تتطلع الي اثره پصدمة عدة لحظات عندما بدأت تدرك اخيرا ما ينوى فعله فتحت باب الشقة و ركضت تهبط الدرج خلفه تهتف باسمه محاولة ايقافه لتنجح باللحاق به ببهو المبنى الدخلى امسكت بذراعه تجذبه و هى تهتف بلهاث حاد و خوف...
رايح فين يا راجح مضيعش نفسك علشان كلب زى ده...
استدار راجح يتطلع اليها بحدة فور رؤيته لحالتها التى خرجت بها هاتفا بها بحدة
اطلعى فوق يا صدفة