بقلم هدير نور مقيد باكاذيبها
نعمات بدعوتهم مبدية رغبتها بلم شمل اولادها على طاولة واحدة بالبداية رفض راجح لكنها اصرت عليه بالحضور واخبرته ان لم يحضر فسوف تلغى العشاء و لن تقيمه مما جعله يوافق بالنهاية حتى لا يتسبب باحزانها
تسلطت عينيه على تلك التى كانت تجلس بجانبه تتحدث بحماس الي شقيقته هاجر حيث اصبحوا بالفترة الاخيرة اصدقاء يمضون معظم اوقاتهم سويا مما بث بداخله الراحة و الفرح
في ايه بتبصلى كده ليه !
ابتسم قائلا وهو لا يزال ينظر اليها بنظراته الممتلئة بالاعجاب
مش عارف حاسك احلويتى بزيادة اليومين دول
احلويت ازاى !
اجابها و عينيه تلتمع بالشغف و هو يتأمل باعجاب
واضح وجهها الذى اصبح اكثر امتلاء من قبل و وجنتيها المشعتين بالحمرة
وشك بقي منور اكتر
ارجعت صدفة رأسها للخلف بعيدا عنه هاتفة بحدة وهى تقطب حاجبيها پغضب
اهاااا قصدك انى تخنت يعنى و بقيت فشلة
يا هبلة يخربيت دماغك
نزعت يدها من يده مشيحه بوجهها بعيدا و هى لازالت مقطبة مغمغمة پغضب
لا انا فاهمة قصدك كويس انت عايز توصلي اني تخنت بس بطريقة كويسة
لتكمل بعصبية مصطعنة وهى لازالت تشيح وجهها بعيدا و هى تتصنع الڠضب فقد كانت تعلم مقصده لكنها كانت تستفزه
قاطعها راجح بحدة و عينيه تشتعل بنيران حاړقة
رچيم ايه يا ام يا رچيم ده
همست پخوف بينما تحاول نزع يده من حولها لكنها لم تستطع
شيل ايدك يا راجح انت بتعمل ايه
همس بالقرب من اذنها بصوت اجش غاضب
عارفة لو جرام واحد منك بس نقص عليا النعمة يا صدفة ما هرحمك و الكيلو اللى هتخسيه هخليكى تتخنى مكانه 5 كيلو
صدفة بحنق مصطنع مبعدة يده بحدة بينما تحاول ان تخبئ الابتسامة المرتسمة على شفتيها
هو بمزاجك هعمل اللى عايزاه وزربنى هتعمل ايه
هتف بحدة بينما يديرها نحوه
ما تتعدلى في كلامك يا بت في ايه مالك
لكنه قطع جملته عندما رأي الابتسامة المرتسمة علي شفتيها بينما تتلاعب بحاجبها قائلة بمرح بينما عينيها تلتمع بشقاوة و عبث
اهدى اعصابك يا باشا
زفر راجح قائلا پغضب
بتشتغليني
اتسعت ابتسامتها مطلقة ضحكة منخفضة عندما رأت التعبير الغاضب و المنصدم المرتسم علي وجهه لكن فور سماعه ضحكتها تلك اختفى غضبه على الفور و ابتسم لها قائلا بعجز حقيقي
طيب اعمل ايه في حلاوة اهلك اللي هتجنني دي قوليلى
امسكت صدفة بيده من اسفل الطاولة تضغط عليها برفق و قلبها يعصف بداخلها من شدة حبها و عشقها له
كان عابد جالسا يتابع تهامسهم و ضحكهم هذا باعين تلتمع بالڠضب و السخط فقد كان مشاهدته لسعادتهم الواضحة تزعجه بلا تشعل نيران الڠضب بداخله اشاح عينيه بعيدا عنهم محاولا التحكم بغضبه
و يشغل نفسه بالتحدث الي نعمات التي كانت تجلس بجانبه محاولا تجاهلهم
بينما شعرت مايا الجالسو بجانب خطيبها بالغيرة من تقاربهم هذا لتبدأ بالتحدث الي مروان و الضحك بصوت مرتفع مبالغ به
همست صدفة باذن راجح و هى تتابع باعين متسعة ضحك مايا العالى المبالغ به و حديثها الصاخب
هي بتعمل كده ليه !
اجابها راجح و هو يلقي نظرة علي شقيقه
سيبك منها الله يكون في عون مروان و الله دي هتطلع عينه
همست له بشقاوة بينما تضغط بيدها على يده التي لا تزال يحتضنها اسفل الطاولة
زي ما انا مطلعة عينك كده يا رجوحتى
انتى !! لا انتي حاجة تانية يا مهلبية انتى مفيش زيك مطلعة عينى اها بس على قلبي زي العسل
توقف قليلا قبل ان يكمل
لا عسل ايه بس على قلبي زى المهلبية يا مهلبية
مما جعلها تضحك بصوت منخفض لكن اثار هذا المشهد ڠضب عابد الذي لم يعد
يستطع التحكم في اعصابه اكثر من ذلك عندما سمع راجح يضحك هو الاخر علي شئ قالته له زوجته مما جعله يهتف بقسۏة وهو يضرب بيده طاولة الطعام
ما كفاية بقي مسخرة وقلة ادب انت و هى
استدار اليه كلا من صدفة و راجح فور سماعهم هاتفه الحاد هذا ظننا منهم انه يتحدث الي مايا التي كانت تضحك بصوت صاخب رنان لكن قطب راجح حاجبيه فور ان رأه يتطلع اليه هو و صدفة بنظرات ممتلئة بالڠضب
انت تقصد مين
اجابه عابد بقسۏة و فظاظة و الغل يملئ قلبه
هكون اقصد مين اقصدك انت يا خويا انت و السينايورا بتاعتك
قاطعته نعمات بحدة التي تدخلت فور ان رأت وجه راجح يتصلب بالڠضب
جرى ايه يا عابد هو مفيش غير راجح و مراته اللي بيضحكوا
لتكمل وهي تشير نحو مايا و مروان
ما مروان و مايا بيضحكوا من ساعتها لو عايز تتكلم اتكلم علي الكل
زمجر عابد بصوت مخيف مظلم و تعبيرات ۏحشية على وجهه
و انتى مالك و مال مروان بعدين انتى ايه حكايتك بالظبط من يومك بتيجى علي عيالك علشانه وتبقيه عليهم ماسك علينا ذله مثلا بطبليله ليه
اغمض راجح عينيه بقوة معتصرا قبضتيه و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة وهو يحاول التحكم في غضبه قبل ان ينتفض واقفا يجذب صدفة معه مغادرا الطاولة
امسكت صدفة بيده محاولة تهدئته عندما رأت تحفز عضلات صدره والتي كانت تشير بانه علي حافة غضبه تشددت يده على يدها بينما يتجه بها الي
الخارج
لحقت بهم نعمات تقبض على ذراع راجح قائلة بتوسل
وحياة امك عندك ما تزعل حقك عليا انا يا ضنايا
التف اليها راجح و هو يغصب شفتيه علي رسم ابتسامة حتي يهدأ من حزن والدته
مش زعلان ياما متخفيش
ربتت علي صدرها هامسة بصوت لاهث مخټنق بالبكاء
طيب تعالي ارجع كمل اكلك انت ماكلتش حاجة
ربت راجح على ظهرها قائلا بهدوأ يعاكس ما يعتلى بداخله
معلش ياما هطلع انام علشان عندى شغل بدرى انتى عارفة و كده احسن بدل ما نمسك في بعض
همست نعمات پبكاء مرير
حقك علي
يا نور عيني
تصبحي على خير ياما
ربتت على ظهره هامسة بحنان
و انت من اهل الخير يا عين و قلب امك
ثم وقفت تراقبه و هو يغادر ممسكا بيد زوجته وعينيها ممتلئة بدموع مريرة هامسة پألم
منك لله يا عابد ربنا يعكنن عليك زي ما عكننت عليه يا بعيد
ثم اتجهت الى غرفتها رافضة العودة الي طاولة الطعام و الجلوس معه بعد ما فعله
فور دخولهم الي شقتهم الخاصة اتجه راجح مباشرة الي غرفة النوم حيث قام بتبديل ملابسه ثم استلقي على الفراش بوجه متجهم مرتسم عليه الحزن و الضيق
وقفت صدفة تراقبه و هى تشعر بقبضة تعتصر قلبها لا تستحمل حزنه او ألمه اتجهت نحوه جالسة على عقبيها على الارض بجانب الفراش مررت يدها بحنان بشعره مقبلة جبينه بحنان ليفتح عينيه ويلتقي بعينيها ينظر اليها بحنان مه هامسة بصوت مرتجف محاولة مراضته
عندى محشي و بط في التلاجة هقوم اسخنهم علشان تكمل اكلك
ابتسم لها برفق قائلا و يده مستمرة بتحسس خدها بحنان
مش جعان ياحبيبتى
كل اللي عايزه بس ان
هامسة بصوت مخټنق
مش عايزاك تزعل علشان خاطرى انا خاېفة عليك
لتكمل كاذبة و هي تحاول ان تخفف من حزنه و من حدة الموقف عليه
انت عارف ابوك دمه حامى و بيقعد يزعق علي الفاضي و المليان لكن مش بيبقي قصده حاجة
اجابها راجح بصوت منخفض
مش زعلان منه
مش زعلان منه و لا يفرق معايا لا هو و لا غيره
صمت للحظة قبل ان يتابع بصوت اجش
انتى الوحيدة اللى تفرقي معايا يا صدفة و انتى الوحيدة اللي تقدرى تجرحنى و تكسرينى انتي بقيتي حياتي كلها مقدرش اعيش من غيرك
اخذت نفسا طويلا مرتجفا قبل ان تهمس بصوت ممتلئ بالوعد
و انا عمرى ما اتسبب في أذيتك ده انت الروح و القلب يا راجح العوض اللي ربنا رزقني بيه و لو طولت اشيلك في عينيا هشيلك
اخذت ضربات قلبه تزداد بشدة تأثرا بكلماتها تلك
نهاية الفصل
الفصل_التاسع_عشر
بعد مرور اسبوع...
كانت صدفة جالسة تشاهد التلفاز عندما سمعت طرق على الباب مما جعلها تنهض و تفتحه بعد ان وضعت طرحة على رأسها لتجد هاجر هى من بالباب ابتسمت لها قائلة بمرح بينما تدلف الى الداخل
ايه ياختى كل ده علشان تفتحى الباب لازم تلبسي الطرحة يعنى...
اجابتها صدفة بينما تغلق باب الشقة خلفها
طبعا لازم البس الطرحة..انت عايزة اخوكى يقتلنى...
دلفت هاجر الى غرفة الاستقبال و هى تغمغم
في حياتى كلها مشوفتش واحد بيغير على مراته زى راجح.....
لتكمل و هى ترتمى جالسة على الاريكة
عمرى ما كنت اتخيل ان راجح يبقي بالشكل الصعب ده....
جلست صدفة بجانبها قائلة بنبرة حادة يتخللها الحماية
صعب ليه يا ختى...ماله ان شاء الله
ضحكت هاجر قائلة بمرح
حيلك... حيلك اهدى...مش قصدى حاجة و حشة بعدين ياختى ده اخويا...قبل ما يكون جوزك...
لتكمل و هى تستدير الي صدفة
اقصد انه طول عمره باله طويل و كان من الصعب حاجة تنرفزه حتى في خناقته مع بابا كان بيبقي هادى كده و عاقل...لكن من بعد ما اتجوزك حاله اتشقلب بقي اللي يجى جنبك و لا يكلمك بس يقلب زى الغول و مبقاش بيسكت لحد...
غمغمت صدفة مبتسمة بهيام
بيغير عليا...
هتفت هاجر و هى تغمز بعينها
ايوة يا عم....
قاطعتها صدفة وهى تلوح بيدها
ياختي اتنيلي انا ساعات بخاف من غيرته دي... خاېفة في مرة تقلب بغم.. راجح لما بيغير مبيفكرش و لا بيسمع حاجة...
تنهدت هاجر مغمغمة بهيام و هي تتلاعب بخصلات شعرها
و ايه يعني....طيب يا رب يرزقني بواحد زيه يغير عليا كده...
تابعت و هي تجذب الحقيبة التي قد اتت بها من الخارج
صحيح كنت هنسى.....
لتكمل وهي تخرج لفافة صغيرة من الحقيبة و سلمتها لصدفة
شوفي جيبتلك ايه...
فتحت صدفة اللفافة لتجد بداخلها فستان رائع باللون الاسود همست صدفة بارتباك
ايه ده يا هاجر.....!
اجابتها هاجر و هي ترسم ابتسامة مرتبكة علي شفتيها
دي يا ستي هدية مني كنت بشتري شوية حاجات في جهازي فجبتلك ده معايا...
غمغمت صدفة بارتباك و هي تنظر بارتباك الي الفستان الذي بين يديها
بس ايه لازمته...تكلفي نفسك
اقتربت منها