بقلم هدير نور مقيد باكاذيبها
اخرى نوبة من الغثيان لتسرع راكضة نحو الحمام تفرغ ما بجوفها وهي تأن پألم...
ليلحق بها راجح على الفور
و القلق و الخۏف عليها يعصفان بداخله...جلس علي عقبيه بأرضية الحمام يحتوي بين ذراعيه جسد صدفة التي كانت مڼهارة تفرغ ما بجوفها بمقعد المرحاض..
مما جعله يربت علي رأسها بحنان مبعدا شعرها للخلف محاولا التخفيف عنها و قد ألمه رؤيتها تعانى بهذا الشكل...
لكنها جلست رافضة الاستلقاء مسندة رأسها الى ظهر الفراش...
بينما اتجه راجح نحو الطاولة ملتقطا حقيبة الادوية واضعا اياها فوق ساقيها قائلا بصوت اجش
طلعى الدوا اللى الدكتور كاتبه للترجيع هتلاقى اسمه تقريبا نافيدوكس....... عقبال ما اجيبلك ميا من المطبخ...
بينما ظلت صدفة جالسة على الفراش تحدق بړعب بالحقيبة التي امامها لا تستطع تحديد عبوة الدواء من تلك العبوات العديدة التى تملئ الحقيبة.. فكيف ستخرج الدواء الذي قال اسمه اخذت تخرج كل عبوة تتفحصها بتردد و هي لا تدري ما يجب عليها فعله...
طلعتى الدوا...!
رفعت عينيها نحوه تلقى نحوه نظرة خاطفة قبل ان تعود بتعثر تبحث بين الادوية و الارتباك واضح عليها مما جعل شكه يزداد..
همست بصوت متشنج بالتوتر
بشوفه اهو...
لكنه اقترب منها بهدوء متناولا من امامها عبوة الدواء التى كان الاسم مكتوب عليها بوضوح مخرجا منه قرص واضعا اياه بين يديها ثم اعطاها كوب الماء..
بينما كان راجح يتطلع اليها بصمت بينما لا يكف عن التفكير بما حدث الان..
فقد كانت تنظر الى العبوات كما لو كانت لا تستطيع القراءة لكنه هز رأسه نافيا ذلك... فاذا كانت لا تستطيع القراءة كان سيعلم كما انها كانت ستخبره بالتأكيد لما ستخفى عنه شئ كهذا... لكنه تذكر ايضا رفضها القاطع بالماضي عندما كان يقترح ان يشاهدوا فيلما اجنبى سويا...
فعندها قامت بفتح الفاتورة واخذت تتطلع اليها عدة لحظات قبل ان تلقيها نحوه و تتجه نحو الباب متحججة بان هناك من يطرق الباب لكنه كان متأكدا بانه لا لم يسمع صوت طرق و بالفعل عندما فتحت الباب لم تجد احد وقتها استغرب من فعلتها تلك لكنه لم يركز كثيرا..
هروح اعملك... تاكلى....
قاطعته صدفة بجفاف بينما تنهض بتثاقل من فوق الفراش
لا كتر خيرك مش عايزة حاجة... انا يدوب الحق امشى.....
التف عائدا اليها هاتفا بحدة و هو يشعر انه يدور بدوامة لا يعلم متى ستتوقف و يخرج منها
تمشى تروحى فين.... ام محمد مسافرة... ايه عايزة تروحى عند اشجان و ابنها....
اشعلت كلماته تلك الالم الذي ينبض بداخلها و قد تذكرت جميع ما حدث لها بسببه هتفت بقسۏة
و مفكرتش في كدة ليه لما ضړبتني و طردتني من البيت في نص الليل....
شحب وجه راجح فور تذكره ما فعله بها بتلك الليلة فاذا ثبتت برائتها فهي لن تسامحه ابدا على ما فعله بها غمغم بصوت مخټنق
خاليكى يا صدفة انتى لسه تعبانة... على الاقل هنا امى هتراعيكى و تاخد بالها منك.....
لكنها تجاهلته و اتجهت نحو الباب باصرار دون ان تستمع اليه فهي لن تبقى بهذا المنزل بعد ما فعله بها... ليسرع راجح نحوها يسد الطريق عليها بجسده الضخم قابضا على بذراعها حتي يمنعها من الخروج و هو يهتف بشراسة و ڠضب و قد بدأ يفقد السيطرة على غضبه فكل ما يحدث يضغط على اعصابه و قوة تحمله
قولتلك مش هتمشى.... يعنى مش هتمشى..
انتفضت صدفة متراجعة للخلف بقوة كما لو كانت لمسته قد
احرقتها و الخۏف يرتسم على وجهها من غضبه هذا...
تراجعت للخلف اكثر مبتعدة عنه قدر الامكان و هى تتذكر ما فعله بها باخر مرة كان غاضبا..
ضربه و سبابه اياها لا يزال برأسها كما لو كان الامر حدث اليوم مما جعل الخۏف و الذعر يسيطران عليها ..
سقط قلب راجح فور رؤيته للړعب المرتسم بعينيها بوضوح فقد كانت خائڤة منه حقا...ابتلع بصعوبة الغصة التى تشكلت بحلقه و هو يدرك انها تعتقد انه سيقوم بضربها مرة اخرى...مرت امام عينيه مشاهد لما فعله بها وقتها و صوت صراختها المټألمة تتردد بأذنيه تعذبه بل تقتله...
فاذا كان ما حدث فخ نصبه احدهم لهم فهو مديون لها بالكثير و لا يعلم كيف سيجعلها تسامحه على ما فعله بها فهو نفسه لن يستكع مسامحة نفسه.. طهمس بصوت منخفض محاولا ان يطمئنها
صدفة... اهدى.. ايدى هتتمد عليكى تانى...
هزت رأسها و هى ترفض ان تستمع اليه هامسة بارتجاف و خوف
ابعد عنى... و اياك تقرب منى...
انهت جملتها تلك متجاوزة اياه سريعا تفر نحو الباب مما جعله يندفع خلفها ممسكا بها يمنعها من الخروج..
نفضت يده بعيدا عنها كما لو كانت لا تطيق لمسته و هى تصرخ بحدة لاذعة
ابعد ايدك دى عنى و متلمسنيش....
قولتلك... سيبنى.... سيبنى.....سيبنى بقي فى حالى حرام عليك....
ان يصدق بان تلك المخلوقة التى بين يديه يمكنها القيام بخيانته...فالتى بين يديه الان ليست الا زوجته.. حبيبته...ملاكه..
انا مبقتش مستحملة اى ۏجع او اهانة كفاية اللى حصلى....
اتخذ راجح خطوة نحوها و قد ألمه سماعه كلماتها تلك ولكن و قبل ان يفتح فمه و يعترض دلفت الي الغرفة والدته التى بعد ان انهت مطالب زوجها بالاسفل صعدت لكى تطمئن على صدفة لكنها وجدتهم يتحدثون لذا قررت البقاء بالخارج تاركة اياهم يحلون امورهم لكن ما ان احتد بينهم النقاش و اصبحت صدفة تبكى بهذا الشكل الهستيرى كان يجب عليها التدخل ربتت بلطف على ذراع ولدها قائلة بصوت يملئه التعاطف وهى ترا الالم و الكرب مرسوم على وجهه بوضوح
اطلع يا ضنايا دلوقتى و سيبها تهدى.... متضغطش عليها هى لسة تعبانة...
وقف راجح ينظر بعجز الي صدفة التى اشتد بكائها مما جعله يومأ برأسه بالموافقة هامسا لوالدته بصوت مخټنق
خدى بالك منها ياما....
ربتت نعمات على ظهره قائلة بحنان
متخفش يا حبيبى انا هفضل.. معاها...
اومأ برأسه ملقيا على صدفة نظرة خاطفة قبل
ان يلتف و يغادر الغرفة بخطوات متثاقلة.
لتتجه نعمات نحو صدفة ټحتضنها بين ذراعيها لټدفن الاخيرة وجهها بصدرها تبكى بشهقات ممزقة على كل ما مرت به و ما فقدته ....
في اليوم التالى...
كان راجح يجول بانحاء الوكالة يتفحص البضاعة و العمل عندما رأى ام محمد تتجه نحوه مما جعله يتوقف في مكانه وعينيه مسلطة عليها بحدة و هو يفكر متي عادت من السفر فعودتها الان ليست في صالحه بالمرة فصدفة ستصر علي المغادرة والبقاء لديها...
اقتربت منه ام محمد قائلة بابتسامتها البشوشة
صباح الخير يا راجح باشا....
اومأ راجح برأسه مجيبا علي تحيتها تلك بهدوء
صباح الخير يا ام محمد... حمد لله علي السلامة.. رجعتى امتي من البلد
اجابته و ابتسامتها لازالت علي وجهها
النهاردة الصبح... ما صدقت اخت جوزي جت و قعدت مع حماتي فقولت ارجع انا بقي اشوف اكلي عيشي اللي سيباه بقالي مدة....
لتكمل مغمغمة سريعا عندما ادركت انها تثرثر بتفاصيل قد لا تهمه
المهم انا كنت جاية اطمن منك على صدفة اصل بكلمها بقالي مدة و تليفونها مقفول.... و انا بصراحة مش عايزة اروحلها البيت علشان الحاج عابد ميعملش مشكلة...
غمغم راجح مستفسرا و هو يقطب حاجبيه بعدم فهم
و الحاج عابد يعمل مشكلة ليه مش فاهم..!!
اجابته ام محمد و قد اصبح وجهها محتقن بشدة
اصل... اصل كنت في مرة راحة ازور صدفة و قابلنى علي السلم و انا طالعة عندكوا كلمنى وحش و طردني... فانا مشيت و محبتش اقول لصدفة لحسن تزعل....
تصلب جسده فور سماعه كلماتها تلك بينما اشټعل بداخله ڠضب عاصف غمغم بحدة وهو يضغط على فكه بقسۏة
الحاج عابد مالوش دعوة مين يجى يزورنى و مين ميجيش.... ده بيتك يا ام محمد و تيجى في اى وقت تشرفينا...
اشرق وجه ام محمد قائلة بفرح
تسلم يا سي راجح يارب ما هو ده برضو العشم..
لتكمل قائلة و قد عاودها القلق
المهم طمني علي صدفة هي بخير و كويسة مكلمتهاش من وقت ما سافرت واتصلت بها كذا مرة موبيلها بيديني مغلق.....
اجابها راجح بتجمد
والله يا ام محمد مش هكدب عليكي صدقة تعبانة شوية...
ضړبت يدها علي صدرها هاتفة بفزع
تعبانة مالها فيها ايه...كفى الله الشړ
تنهد راجح قائلا بينما يفرك وجهه بيده
الانيميا عندها عاليه اوى
ده غير ان حصلها هبوط حاد....و راحت المستشفى
هتفت ام محمد قائلة بحدة ة استهجان
هي طول عمرها عندها انيميا و ريقي كان بينشف معاها تكشف و تاخد علاج بس دي مكنتش بتهتم بنفسها و هي اصلا مبتاكلش اكلتها قليلة زي العيال الصغيرة... جسم علي الفاضي...
قاطع راجح نوبتها الهيسترية تلك قائلا وهو يشعر بالڠضب من نفسه كيف لم يلاحظ انها لا تهتم بنفسها جيدا
اهدى يا ام محمد متخفيش الدكتور كتبلها على علاج... و ههتم بأكلها كويس و ان شاء الله هتبقي كويسة...
زفرت ام محمد قائلة بقلق و اضطراب
طيب و نبى تاخد بالك من علاجها و تديها العلاج بنفسك اصل اخر مرة كانت تعبانة معرفتش تقرا اسم الدوا و خدت بداله دوا تانى غلط و دوخنا بها في المستشفيات...
قاطعها راجح سريعا و قد جذب انتباهه كلماتها تلك
معرفتش تقرا اسم الدوا ازاى...!
اجابته ام محمد بعفوية غافلة عن الاهتمام الذي التمع بعينيه بسبب قلقها على صدفة
معرفتش تقرا اسم الدوا ما انت عارف ان متولى الله يحرقه طلعها من التعليم وهي فى سنة تانية ابتدائي...
ابتلعت ام محمد باقي جملتها لاطمة خدها فور ادراكها ما افصحت به و قد نست تماما ان صدفة لم تخبر راجح بأمر أميتها همست بصوت مړتعب
يالهوى عليا و على لسانى... صدفة لو عرفت انى قولتلك انها مبتعرفش تقرا ولا تكتب هتقتلنى...
تصلب جسد راجح فور سماعه كلماتها التى اكدت شكوكه السابقة فان كان يظن انها بريئة بنسبة ٨٠ الان اصبح متأكدا من برائتها مائة بالمائة....
فقد استغل احدهم جهل زوجته وقام بما قام به بهاتفها و هذا الشخص لابد ان يكون