الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة لولا نور

انت في الصفحة 22 من 72 صفحات

موقع أيام نيوز

يلحق بسوار .....!!
تجري باندفاع نحو المصعد تريد الهروب منه ومن كل شيء ...
سمعت صوته يناديها بلهفه ولكنها لم تلتفت اليه ... فتح المصعد وولجت داخله تضغط علي ازراره بسرعه لا تريده ان يلحق بها... كاد باب المصعد ان يغلق الا ان يده التي امتدت منعته من الانغلاق...
كان عدي يسير في الرواق المؤدي الي مكتبه عندما راي سوار تبكي وتهرول الي المصعد ... استغرب حالتها وكاد ينادي عليها الا ان اندفاع عاصم خلفها وهو يجري كالعدائيين في السباقات اصابه بالذهول ... حتي كادت حواجبه ان تلامس مقدمه راسه من ارتفاعها...
هو ايه اللي حصل ... هببت ايه يا عاصم ..ربنا يستر....!!
دخل عاصم خلفها وضغط علي زرايقاف المصعد...!!!
وقفوا متقابلين أمام بعض .. وقف عاصم متحفزا باعصاب مشدوده متوتره واضعا يديه في خصره ونظره مسلط عليها وينفث نيران غضبه المشتعل في وجهها....
اما هي فكانت تحاول الوقوف بثبات في مواجهته .. فظلت منكسه رأسها لاسفل حتي لا يري دموعها التي تمنعها بصعوبه من الهطول علي وجنتيها ... لا تريد النظر لوجهه حتي لا تري صورته وهو يقبل صوفيا..... ضغطت علي شفتيها بقوه تمنع شهقات بكاء روحها المذبوحه من الخروج....!!
تحدث عاصم بهدوء محاولا انتقاء حروف كلماته سوار انت فاهمه غلط .. مفيش حاجه بيني وبينها ... هي الي عملت كده ... هي اللي باستني ورمت نفسها عليا... انا مقربتش منها ... هو ده اللي حصل ....انا معملتش حاجه
ساد صمت مهيب بينهم لعده دقائق وهم علي نفس وضعهم!!!!
هو منتظر ردها علي كلماته... وهي تعيد كلماته وصورته معها داخل عقلها مرات ومرات....
رفعت راسها اخيرا تنظر لوجهه بنظرات خاويه وقالت بنبره متهكمه وهي

تعقد يديها فوق صدرها خلصت...!!!!
صمتت لثواني واضافت انت حر في حياتك تعمل اللي تعمله ...انت مش محتاج تشرح او تبرر اللي حصل ... انا مسالتكش ولا حاسبتك علي حاجه ... لانه ببساطه مش من حقي!! انا مجرد مديره مكتبك مش اكتر ماليش الحق اني الومك او احاسبك....قذفت كلماتها في وجهه بقوه وجمود تتنافي مع ارتجاف قلبها حزنا وآلما ...
اشتعلت النيران في عينيه من كلماتها السامه وسالها بهدوء حذر يعني ايه الكلام ده 
كلامي واضح .. ايه اللي فيه مش مفهوم ..!!
سوااار .. مش عاوز افقد اعصابي... قلت لك اللي حصل كان ڠصب عني .. انا مقربتش منها ... هي اللي عملت كده من نفسها...
ظلت علي جمودها الظاهري وقالت ببرود مستفز لتاني مره بقولك دي حياتك وانت حر فيها يا عاصم بيه دي حاجه ما تخصنيش...
فقد السيطرة علي اعصابه وامسكها من مرفقيها يهزها ويهدر بصوته عاليا بطلي برود واستفزاز... يعني ايه ما يخصكيش .. انا عارف انك مصدومه وزعلانه بس انا بحاول اشرح لك وانت مصممه علي رايك...
نفضت زراعيها من قبضتيه وهدرت فيه قائله پغضب ودموعها تسيل علي وجهها تشرح ايه وافهم ايه ... افهم انك امبارح باليل بتوعدني بالجنه وترفعني للسما ... والصبح ترميني في الارض علي جدور رقبتي ..
انت زيه بالظبط مفرقتش حاجه عنه كلكوا كدابين وخاينين ....
قال هادرا بصوت جهوري انا مش زيه .. انا مش خاېن ... والله ما خنتك...صدقيني يا سوار
هسالك سؤال وترد عليا بصراحه .. ولا اقولك سؤالين .. واجابتك هي الي هتحدد اذا كنت اصدقك ولا لاء....
قال بنفاذ صبر اسالي..
لو انا ما كنتش جيت انهارده الشركه وحصل اللي شوفته في مكتبك
كنت هتحكيلي وتقولي علي اللي عملته صوفيا
تاني سؤال .. لو انا اللي كنت مكانك وشوفني في نفس الوضع اللي شوفتك فيه ... وقعدت ابررلك واقولك ڠصب عني.. كنت هتعمل ايه
امسكها من رفقيها يضغط عليها پعنف ..وهدر فيها بصوت افزعها من قوته .. فقد اشتعلت نيران غيرته الهوجاء من مجرد التخيل انه ممكن ان يقترب منها رجل وليس تقبيلها كما تهزي...
كنت قټله وقتلتك ..بس عمر قټلك ما هيطفي ڼاري ...
ايااااك يا سوار... شوفي ايااااك اياااااك تقولي علي جنس رجل انه ممكن يقرب منك مش يبوسك ...اياك تحطي نفسك في جمله مع اي رجل غيري... انت ملكي انا .. بتاعتي انا... انا بغير عليكي
وغيرتي وحشه اوي اووي .. انا ممكن اۏلع في الدنيا كلها بسبب غيرتي عليكي ..
سحبت ذراعيها من قبضته وتحدثت بثبات بالرغم من ارتجاف نبضات قلبها من اعترافه المتملك لها وغيرته عليها ... الا ان صوره صوفيا وهي تقبله لا تستطيع محوها من امام عينها...
وانا مش ھقتلك يا عاصم ... انا مش هخاليك تشوفني تاني وانسي انك عرفت واحده اسمها سوار الناجي في يوم من الايام ....
قالت كلماتها وهي تضغط علي زر المصعد ليهبط بهم لاسفل ... ثواني وتوقف المصعد ومجرد ما فتح الباب.. مرقت من جانبه دون ان تنظر نحوه متجهة بخطوات راكدة الي خارج الشركة....
وتركته خلفها يحدق في اثرها حتي اختفت عن نظره بقلب مشتعل بنيران بعدها عنه ولكنه لم يسمح لها ان تبعد عنه مطلقا هي له وانتهي الامر!!! ولكنه سيدعها تهديء وتستجمع نفسها 
وصل ايمن الي منزله في غير معاد عودته المعتاد....
نهي .. يا نهي .... انت فين . كان ينادي عليها وهو يبحث عنها بين الغرف ... حتي وجدها في غرفتهم تنيم طفلهم ...!!
ايه يا نهي بنادي عليكي مش بتردي ليه...!!
نهي بهمس هششش وطي صوتك ما صدقت نيمت ادم ...
اومأ براسه موافقا وهو يسحبها معه خارج غرفتهم متجها نحو غرفه المعيشه...
نهي مستفسره خير يا ايمن ... ايه اللي جابك بدري ومجرجرني وراك كده ليه...
ايمن بتقرير نهي انا سفري لدبي معاده اتقدم ... قدامنا يومين بس نجهز ورقنا وحاجتنا علشان هنسافر اخر الاسبوع ... ثم اخرج من جاكيت بدلته تذاكر الطيران...!!
نهي بدهشه بالسرعه دي!!! انت مش قلت اننا هنسافر الشهر الجاي...واحنا رتبنا امورنا علي كده ...انا مش هلحق اجهز حاجه خالص....
ايمن باستغراب انا برضه مستغرب اللي حصل.. ولما سالتهم في الشركه قالوا ان زميلي اللي هاخد مكانه في دبي ساب الشغل وراح شركه تانيه فجأة فعلشان كده سفري اتقدم ...
يالله كفايه رغي خالينا نقوم نشوف اللي ورانا....
بعد ثلاثه ايام .....
كان يدور داخل غرفه نومه كالأسد الحبيس داخل محبسه...
ثلاثه ايام لم يغمض له جفن ... ثلاثه ايام لم يراها ولم يستمع الي صوتها ... لم تخرج من منزلها وهاتفها مغلق... لقد نفذت ټهديدها وعاقبته ببعدها ...!!!!
ولكنه لن ييأس سيصل اليها ويعاقبها علي بعدها عنه بطريقته!!!
وقف في شرفه غرفته يسانشق الهواء النقي ....آخذ نفس عميق يمليء رئتيه بالهواء محاولا تهدئة اعصابه الثائره .... مستجمعا نفسه .. مرتبا افكاره والبدء في تنفيذ خطواته للوصول الي سوار...!!!!
واولي هذه الخطوات.. مقابلته مع آسر ....!!
بعد يومين.....
في غرفة مكتب عاصم داخل منزله... وقف ينظر من خلف النافذة الزجاجية الكبيرة التي تطل علي حديقة المنزل الواسعة وفي يده قدحا من القهوه يحتسيه باستمتاع .......
نظر في ساعه يده يحسب الوقت القليل المتبقي علي تنفيذ الخطوه الاخيره للوصول الي معذبته ومالكه قلبه سوار...!!
شرد بتفكيره يتذكر ما فعلته به ..
فطوال الاسبوع المنصرم لم يتمكن من رؤيتها او مهاتفتها ..
ولكنه كبح رغبته وسيطر علي اعصابه حتي لايقدم علي فعل يندم عليه لاحقا ...
جلس عاصم برققتهم في حديقة المنزل وتحدث معهم لوقت طويل أعجب بشقاوة سيلا وروحها المرحة وضحكتها التي تشبهه ضحكه حبيبته..
فسيلا لم تعترض علي الامر ورأت ان والدتها لها الحق في الزواج مثلها مثل والدها .... علي عكس آسر الذي اعترض علي زواجهم خوفا من الابتعاد عن والدتهم او انشغالها عنهم وتركهم ليعيشوا مع والده الذي تخلي عنهم ...!!
وكان ذلك في صالحه

حينما اعلمهم برغبه والدهم في اخذهم للعيش معه وانه يريد الاسراع في الزواج من والدتهم حتي يكون له الحق في حمايتهم وضمان بقاؤهم بحضن والدتهم وانه لن يسمح لاحد ابعادهم عن بعض ...
استطاع اقناعهم وكسب ثقتهم وحبهم وطلب منهم ان يصبحوا اصدقاء حتي يتعارفوا ويتقاربوا من بعضهم البعض.
واثناء حديثهم معا عرف بسفرهم بعد يومين الي احدي المدن الساحلية لقضاء العطلة الصيفية حيث يمتلك خالهم منزل هناك ...ولكن ما جعل قلبه يرقص فرحا هو عدم سفر سوار معهم بسبب عدم استطاعتها الحصول علي أجازه من عملها......
ابتسم بخبث في داخله فهو عندما يأس من عنادها تحدث مع شقيقها عن ضرورة عودتها للعمل بشكل سريع لعدم وجود من يقوم بالعمل بدلا عنها واعطاها مهله لبدايه الاسبوع...
اخرجه من شروده رنين هاتفه .. فتح الخط ووضع الهاتف على اذنه يستمع الي من يحدثه...تمام ربع ساعه وهكون عندك
اغلق الهاتف وارتسمت علي وجهه ابتسامه واثقه فخطته تسير في اتجاهها الصحيح.....
دلفت سوار الي داخل منزلها بعد ان ودعت اولادها وعائله شقيقها لقد سافروا اليوم لقضاء العطلة الصيفية...
اغلقت باب المنزل خلفها وتاكدت من اغلاق جميع ابواب ونوافذ المنزل ...
صعدت الي عرفتها تريد ان تنعم بحمام دافيء تريح به جسدها فهي بحاجه للاسترخاء والنوم بهدوء...
ملئت حوض الاستحمام بالمياه الساخنه واضافت اليه سائل الاستحمام وبعض الزيوت العطريه برائحه الياسمين..
جلست باسترخاء داخل المياه مغمضة عيونها... ظهرت صورته داخل مقلتيها المغلقة...
تنهيدة حاړقة خرجت من صدرها اشتياقا له ..لرؤيته .. لسماع صوته الاجش..لعيناه السوداء العميقه.. له وله فقط ..لقد اشتاقت له حد الجنون...!!!
هي تعشقه وتعشق كل ما فيه ولكن ذهنها مشوش والظنون تعصف بها ... واثقه من عشقه لها ولكن صوره الحقيره صوفيا وهي تقبلة ټقتلها ..تجعلها تريد ان تفتك بصوفيا وتمثل بجثتها باپشع الطرق.
وتجعل كلام يونس يدور في عقلها مره اخري ...الي جانب تاريخه الحافل بنزواته ومغامراته النسائيه....!!
لقد تعبت وارهقت من كثره التفكير ...تعشقه وتريد قربه ولكنها خائڤة من ان ينجرح قلبها مره اخري... !!
انهت حمامها وجففت جسدها وارتدت منامة حريرية سوداء اللون قصيره تصل الي ركبتيها بحمالات عريضه ....
جلست تجفف خصلاتها السوداء امام مرأة الزينة ..صړخت مجفلة عندما انتقطع التيار الكهربائي فجاة واصبح الظلام يحيطها حتي انها لم تعد تري كف يدها من شده الظلام .. سارت تتحس الاشياء من حولها تبحث عن هاتفها لتنير به...
وكف يده القوية تكمم فمها ليمنعها من الصړيخ ....
تململت بهستيريه بين ذراعيه تحاول الهروب من براثنه ...!!
شخصت انظارها من الصدمة وسكنت حركة جسدها بعدما سمعت صوته وعرفت هويته..
ظل جسدها يرتجف ودقات قلبها ټضرب بقوه داخل صدرها ... ليس خوفا كما كانت منذ قليل ...بل من احتضانه لها ومن.
بحروف متلعثمه وصوت مرتعش نطقت اسمه
عاا عااااصمم!!!
أغمض عينيه مستمتعا بسماع همستها الرقيقه باسمه .! وهمس بصوت رجولي ملتاع شوقا لها .....
عمر وروح عاصم .... وحشتيني....!!
قالت بارتجاف ااانت
21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 72 صفحات