رواية سهم الهوى من الاول الى الرابع عشر بقلم سعاد محمد سلامه
لا تجعل خليل يقترب منهاها هو أول من هاتفهاينصحها بالانبساط معه سخرية بالتأكيد ليس منه تعلم نواياه الطيبةلكن هو لا يعلم أن شعورها قد
صدق وجاسر لم يخيب توقعها
تنهدت وفتحت احد المواقع الخاصة وقامت بالبحث عن رقم هاتفوجدته فقامت بالإتصال به وإنتظرت الرد الذي كان سريعاوطلبت
من فضلك عاوزه أستعلم عن أول رحلة طيران لل القاهرة
فى رحلة هتقوم بعد ساعة تقريبا واللى بعدها هتبقى بعد الضهر
فكرت ثم قالت
تمام أنا عاوزة أحجز تذكرة فى رحلة بعد الضهر بإسم تاج فريد مدين
اغلقت الهاتف ثم بدلت ثيابها بألاخري وقفت أمام مرآة الحمام نظرت لملامحها الشاحبة لم تهتم بذلك وخرجت من الحمام بنفس الوقت
كان جاسر يغلق الباب خلف ذلك العامل
الفطور وصل طلبت لك النعناع اللى بتحبي تشربيه بعد الفطور
تهكمت بداخلها لكن أومأت رأسها بصمت توجهت نحو تلك الطاولة وجلست كذالك جاسر الذى لاحظ شحوب ملامحها شعر بوخز فى قلبهجلس هو الآخر لاحظ أنها تعبث بالملعقة بطبق الطعامفتحدث بسؤال
مش بتاكلي ليه
رفعت وجهها عن طبق الطعام قائله بتبرير كاذب وإيحاء
قالت هذا ونهضت واقفة تمد يدها نحو كوب النعناع مسك جاسر يدها ونظر لها سائلا
رايحه فين
نظرت لقبضة يده على يدها سحبت يدها قائله
هشرب النعناع فى البلكونه أشم هوا البحر الهوا هنا فى الجناح حاسه إنه مكتوم أو يمكن بسبب التكييف
أغمض عينيه يود النسيان فقط يود أن يشعر بنبضات قلبها التى تنبض أسفل يديهبتأكيد هي الأخري تشعر بنبضات قلبه التى ټضرب ظهرها
عادت تغمض عينيها تودأن تخبره أنها لم تتخلي لحظة واحدة عن غرامها به لكن الحياة أحيانا تفرض التضحيات
تمام نص ساعة هكون فى المكان اللى قولت عليه سلام
مازالت يده على خصرها لكن إستدارت بوجهها له وضع الهاتف بجيبه ورفع يده ينحي خصلات شعرها التى تتطاير وإقترب من إحد وجنتيها وضع قبلة هامسا
مش هغيب كتير قبل الساعة أربعه هكون هنا
قطعت إسترسال حديثه بإظهار عدم إهتمامها قائله
براحتك
نظر لعينيها بصفاء قائلا
الإعلان هيتصور يوم واحد أو يومين بالكتير وبعدها
قاطعته مره أخري بنفس الكلمة
قولتلك براحتك
لوهله شعر بأن هنالك هدف برأس تاج من طريقتها الغير مبالية لكن لم يبالي لان برأسه هدف لاحقا رحلة لهما فقط بالبحر بعيدا عن أي منغصات سيجعلها مفاجأة لها
غادر جاسر وظلت تاج واقفة لبعض الوقت عقلها إتخذ القرار ولا تراجع
بتلك الشقة البسيطة
وضعت آخر طبق للطعام وقبل أن تنادي تبسمت حين دلف صهيب الى المطبخ يتثائب قائلا
صباح الخير يا ماما
إبتسمت له وقالت بذم
برضوا سهران لوش الفجر وصاحى مش عارف تفتح عينيك
جلس على مقعد خلف
الطاولة قائلا
شغل يا ماما وبعدين انا تقريبا خلاص إتعودت عالنظام ده أنام تلات اربع ساعات كفاية أوي
جلست والدته وتحدثت بذم
لاء مش كفاية لازم تنتبة شويه لصحتك أنت بتجهد نفسك أويلو كنت أعرف أن إستقالتك من الشركة اللى كنت بتشتغل فيها قبل ما يطلع فى دماغك فكرة المكتب الهندسيهتجي على حساب راحتك بالشكل ده كنت عارضتكإنت مبقتش بتفكر فى أي حاجه غير الشغل وبسإمبارح كان عيد ميلاد أخوك حتى مفتكرتش تبعت له رساله تهنيهكمان شوف شكلكخسيت كتير أوي
ضحك قائلا
أنا بعتت لاخويا هدية ومعايدة كمانوبالنسبة لشكلى إيه مش عاحبك العضلات اللى عندىخلاص هقطع إشتراك فى الچيم اللى على ناصية الشارع
وكزته بكتفه پغضب أمومي قائله
بتتريق عليا عشان خاېفه عليكأنا نفسي أطمن عليك زي ما إطمنت على أخواتك كدهكل واحد فيهم مبسوط مع مراته وعياله
تنهد قائلا
يا ماما سبق وقولتلك مش بفكر فى الجواز قبل ما المكتب الهندسي يبقى له مكانه كويسه
بضجر منها سألته
وده هيبقى إمتى إن شاء الله لما يكون بقى عندك أربعين سنهوفيها إيه يعني لما تتجوز هتعطلك فى إيهبالعكس دى يمكن تبقى غاويه سهر زيك كده وتسهر جنبك وعلى راحتك
تبسم صهيب قائلا
او يمكن تضايق وتقول إنى بفضل الشغل عليهاوبعدين أنا ليه حاسس فى الفترة الأخيرة إنك مركزة أوي فى موضوع إنى أتجوزفى واحدة معينة فى دماغك
تفاجئت من قوله وتوترت قائله
بصراحة أهأخت مرات أخوك بنت ناس ومحترمةوإنت شايف أختها مع أخوك وكمان معاملتها ليا كويسه الحمدللهإيه رأيك
ضحك قائلا
إنت بتحكمي بالمظاهر يا مامامش شرط عشان مرات أخويا كويسه معاك تبقي أختها زيها
توقف للحظة وشرد ب فايا لمعت عينيه ببسمه ثم نظر لوالدته قائلا
بلاش تستعجلي يا ماما وسيبي كل حاجه للوقت الله أعلم يمكن فى لحظة أخد القرار وأقولك هتجوز
تبسمت له قائله
بجدقولى لو فى واحدة معينة وأنا
قاطعها قائلا
لاء مفيش يا مامابس الله أعلمالجواز قدر يمكن يجي فى لحظة وتظهر صاحبة النصيب
اومأت والدته رغم عدم إقتناعها لكن لن تلح عليه أكثر الآن بينما لمعت عيناه وبداخله أمنية غريبة أن يلتقي ب فايا صدفة اليوم
بشقة والدة آسر
كالعادة تكون زيارة عابرة لوقت قليل تأدية واجب فقط
لكن اليوم إختلف ذلك بعدما
سمع الإثنين رنين جرس الشقة
نهض آسر ليفتح وقف للحظات متصنما حين رأي أمينة التى تبسمت بحياء قائله
إزيك يا آسر أنا كنت جاية ل طنط عشان أديها الكتالوج دهكنت خدته منها عشان فيه رسومات تنفع للاطفال فى الحضانة
نظر الى ذلك الكتيب وسرعان ما تذكره هذا الكتيب كان لهكان به رسومات يهوى تقليدهالمعت عينيه بحنين الى ذلك الصبي اليافع الذي كان يعتقد أنه سيصبح رساما يملئ الكون بالألوانلكن إكتشف حقيقة الالوان أنها خادعة واللون الحقيقي هو الأسود فقطتنحي جانبا وهو يشعر بغصة قوية فى قلبه
يدرك أن إختياره فى النساء كان ضائعا
أغرم ب أمينة لكن كان عشق مغمور فى قلبه فقط وأخذ طعڼة أول سهم حين علم أنها ستتزوج من قريب لهم كان بينهما قصة حبوهو كان مجرد صديق الطفولةثم ظهرت ميسون صدفة وتعلق بها ظن أنه مغرم بها الى أن إقترن ب تاج لا ينكر إنجذابه لهاولولا رفضها لتحويل الزواج بينم من على الورق الى زواج فعلي لكان أكمل معاها الطريقربما بالامس علم سبب رفضهاهي كانت ومازالت مغرمة ب جاسرعكسه هو الآخر أخطأ حين وضع ميسون أمامها كخطيبته ربما هذا كان سبب أيضا
ثلاث نساء مروا بحياته
إثنين تمنيهنوواحدة فرضت نفسها عليهوهو مازال ذلك الضائع حتى أنه سئم من التمنيلكن حين عادت أمينة تمرد
قلبه وبدأ يخفق بإشتياق لماضي ذلك الصبي قبل أن يرا والدته لكن حذره عقله
أفق فهي متزوجة
تبسمت والدة آسر ل أمينة ورحبت بها أعطتها أمينه ذلك الكتيب وإستأذنت لإنشغالها ببعض الأعمال
ظل آسر ينظر لها الى أن غادرت الشقة
حتى سمع تنهيدة والدته قائله بآسف
خسارة أمينة حظها قليل الحقېر اللى كانت متجوزاه راح إتجوز عليها واحدة من الكويت طبعا طمع عشان يتجدد إقامته هناك ولما خيرته إختار الكويتية قليل الأصل نسي نفسه بس كويس إن ممعاش منه ولاد أهو أحسن ما كانت تنشبك بيهم بس هي طول عمرها بتحب الأطفال
إنتبه آسر الى حديث والدته لينبض قلبه بشدة لكن كيف لم يلاحظ خلو يدها من خاتم زواجها لمعت عيناه ببسمه لكن سرعان ما خفت ذلك اللمعان حين تذكر أن كل الفرص تضيع فهو متزوج حتى وإن كان زواج عقل بالنهاية زواج سئمت ملامحه وإتخذ قرار الفرار
بعد الظهر
بأحد المطاعم الفخمة
تبسمت ميسون بدلال وهي تجلس مع ذلك العميل الذي ينظر لها بنظرة ذو إعجابوهي تبتسم له بمغزي دلال قائله
الارض دي فى منطقة جديدة مفتوحة للإستثمار مسألة وقت قليل والسهم هناك هيضاعف تمنة أضعاف مضاعفة لو مش عارفة أنك محتاجها للمشروع بتاعك مكنتش وافقت آسر على بيعها لك بالسعر ده أنا أعتبر خسرانه
تبسم لها قائلا
عمولتك محفوظة طبعا وده مش أول تعامل بينا ولا هيكون الأخير
تبسمت له بدلال قائله
طبعا هيكون بينا تعاملات مستمرةبس عرفت إن لك قطعة الأرض اللى جنب أرض المشروع اللى شركتنا هتنشأه هناكإيه ناوي تبني هناك إيه
راوغ بالأجابة عن تعمد
لاء أنا شاريها إستثمار لو جالي فيها سعر أعلي هبيعهاالمنطقة هناك لسه مش واضح معالم المستقبل فيهامش معقول هنشأ مشروع فى مكان زي ده قريب من البدوإنت عارفه أطباعهممينفعش الغلط معاهموقت الجد الغلطة عندهم پضياعسبق وكان ليا صديق إشترا أرض هناك وحصل مشاكل مع البدو وسطو على الأرض وأخدوها ومعرفش ياخد حق ولا باطل معاهم وضاعت فلوسه اللى دفعها
لمعت الفكرة برأس ميسون وهي تتخيل لو حدث ذلك مع تاج وإنتهي ذلك المشروع وخابت أمالها العظيمةتبسمت
قائله
لو جبت لك مشتري للأرض ديهتديني عمولة قد إيه
تبسم بشبه امل قائلا
اللى تطلبيه طبعا
تبسمت بطمع قائله
تمام إنتظر إنى أجيب لك مشتري لها فى أقرب وقت
فى حوالى الثالثة والنصف ظهرا
بالجونة
دخل جاسر الى الجناح ذهب نحو غرفة النوم مباشرة تفاجئ بعدم وجود تاجإستغرب ذلك وظن أنه ربما خرجت للتنزه أو لتناول الغداء بمطعم الفندق أخرج هاتفه وقام بالإتصال على هاتفها إستغرب فى البداية أنه خارج نطاق الخدمة قرر أخذ حمام بارد يزيح عن جسده الأرهاق ربما تعود بذلك الوقت بعد قليل جلس على أحد المقاعد وجذب هاتفه وقام بالإتصال عليها سمع رنين الهاتف تبسم وهو يسمع صوتها سائلا
إنت فين يا تاج انا رجعت الفندق ملقتكيش
أجابته ببساطة وترقب
لسه نازلة من الطيارة فى مطار القاهرة
لوهلة ظن أنه ربما سمع خطأوعاود سؤالها بإستخبار
بتقولي فين
أجابته بتأكيد
فى مطار القاهرة لسه يادوب نازلة من الطيارة
نهض واقفا يشعر پغضب ساحق قائلا
إزاي وليه سافرتي بدون ما أعرف
أحابته
إنت مشغول وأنا كمان عندي أشغال هنا فى القاهرة وقولت مش لازم أعطلك ولا أعطل شغلي كمان
إجابتها أثارت عصبيته أكثر وتعصب قائلا
إرجعي لهنا تاني يا تاج
بعناد حدثته برفض
قولتلك عندي مشاغل مهمة هنا خلص إنت أشغالك براحتك هقفل الموبايل عشان داخلة على صالة