الأربعاء 18 ديسمبر 2024

سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن

انت في الصفحة 4 من 91 صفحات

موقع أيام نيوز

.. انت ليا ومن حقي مفيش حاجة هتغير الحقيقة دي ومستحيل افرط فيك لواحده تانية .. افهم كده كويس
أنهت ريهام كلماتها بإلحاح ليوزع نظراته بالمكان الذي كانوا يقفون فيه ودفعها بعيدا عنه بحدة حتى كادت أن تسقط لكنها تمكنت بصعوبة من موازنة نفسها بينما يهدر بتجهم انتي ايه مابتحرميش مصممة تقللي من نفسك!!
تابع باسم بصوت حاد يشير إلى نفاد صبره وهو يتنفس بلهاث من غضبه وذهوله احمدي ربنا اني ماحسبتكيش علي اللي افعالك دي .. ولأخر مرة هقولهالك خليكي برا حياتي وماتتدخليش في حاجة تخصني .. وإلا قسما بالله لا اوقفك عند حدك بطريقتي ووقتها هتزعلي أوي
شعرت ريهام پألم حاد ېمزق قلبها بل ويحطمه إلى شظايا صغيرة ثم همست بصوت مخټنق بالعبرات وهي تضغط على صدرها بإشارة إلى نفسها انت بترفضني يا باسم .. لا ووصلت كمان انك تهددني ..
أسبل باسم أهدابه ولم يرد فتوقفت عن الكلام هنيهة تلتقط أنفاسها المضطربة بينما رفع عينيه إليها بنظرة باردة لتواصل ريهام قائلة بصوت مرتفع ايه !! فاكرني هخاف واكش في جلدي زي الساذجة بتاعتك ..
رأته يدنو منها بتمهل أذنها ثم همس بصوت منخفض رجولي عميق السا ذجة دي ماعملتش ربع اللي عملتيه .. مارخ نفسها وقدمتها ليا ببلاش زي مابتعملي
تسمرت قسماتها الجميلة وكأنها تمثال من الشمع وصدمة قوية غمرت أطرافها بينما استقام الأخر بظهره وهو يشعر بلذة النصر حينما رأى دموعها تنهمر بكسرة قلب بعد سماعها كلماته.
ابتسم باسم بتشفى موليا لها ظهره ليتابع طريقه إلى المرآب ينوى الذهاب إلى المطار وهو يستنشق نفسا عميقا محاولا تهدئة نفسه.
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
في الحفلة
تملمت هالة باستياء من سيل المجاملات اللامتناهي والأسئلة الجانبية فى مجال الطب الغارق به خطيبها الغارق مع الضيوف وهي تقف بجانبه محتل الملل تعبيراتها الهادئة.
تهللت أسايرها فورا وهي تستمع إلى نغمات الأغنية التي ترددت في المكان لتجذبه من ذراعه وتوجه
ابتسامة مجاملة إلى الشخص الذي كان يتحدث معه ثم قالت له بعبوس ناعم حبيبي مش كفاية كلام في الشغل وتركز معايا شوية
ازاح ياسر خصلة هائمة من شعرها خلف أذنها وهو يطوف بنظراته على ملامحها النضرة ليقول بنبرة حانية انا معاكي يا روحي عارف انك زهقتي معلش هعوضهالك
ابتسمت هالة له بإتساع وهي تمرر أطراف أصابعها على سترته وردت بحماس طيب انا بحب الأغنية دي جدا ممكن نرقص عليها مع بعض
بادلها ياسر ابتسامتها وربت على راحة يدها فوق قلبه الهادر من جمالها الفاتن اكيد وانا كمان بحبها اوي .. بس اديني لحظة اشوف يارا راحت فين
أجابت هالة مستنكرة سؤاله وعينيها تجوب المكان مرددة بدهشة هتكون راحت فين إتلاقيها هنا ولا هنا ..
عقبت هالة مشيرة برأسها إلى باحة الرقص اهي بترقص هناك!!
أومأ ياسر إليها قائلا بعجلة طيب ممكن استئذن منك دقيقتين بس .. هروح ارقص معها يا قلبي .. زي ما انتي عارفة ماينفعش اسيبها ترقص مع حد غريب دا مايصحش
تشكلت آثار الصدمة على وجهها ولم تقوى على الرد فيما تابع ياسر قائلا بعينين تحدقان إلى الأمام راجع علي طول يا هيوش مش هتأخر عليكي
أنهى ياسر حديثه تاركا يدها ثم غادر ولم يرى ملامح وجهها الباهت بعد ما قاله.
بقلم نورهان محسن
فى غضون ذلك
عند ريهام
أسدلت ريهام عينيها الضبابيتين من كثافة الدموع داخل مقلتيها نحو حقيبة يدها السوداء لتخرج مس وتشد أجزا مما جعل صوت الحديد يصطدم ببعضه البعض ثم خطت خطوات متباطئة ورائه والحقد يملأ جنبات قلبها المعذب لتهتف بجزع مليء بالقهر بتعمل كدا فيا عشانها..
رفع باسم وجهه وقلب عينيه فى مقلتيه بيأس منها ثم لف رأسه إليها بملامح ساخرة سرعان ما تحولت إلى صدمة مختلطة بالڠضب هاتفا بإستياء من بين أسنانه مشيرا إلى ما فى يديها ايه اللي مسكاه دا.. هي هربت منك علي الاخر ولا ايه..!!
أنهى باسم كلماته بعينان تحدجها بنظرات ساخطة فابتلعت لعابها بتوتر وضغطت بيديها المرتعشتين على الم الذي كانت تشهره فى وجهه لتصرخ وعيناها بلون الډم علي ج اسيبك عشان تروحلها
اهتزت رماديتيه فاغرا فاهه محاولا الفهم وعجز لسانه عن نطق أي حرف من صډمته مرتاعا من چنونها الذي تجاوز جميع الخطوط الحمراء ثم تحدث بأهدأ نبرة له ربما يجعلها تعود إلى رشدها اعقلي يا ريهام .. هو انتي مش شايفة واقفة فين!!
إرتسمت ملامح جدية على وجهه وهو يمد يده نحوها مردفا بنبرة لينة هاتيه دا من ايدك ممكن اي حد يجي ويشوفك بلاش فضايح وتهور عشان خطړي ..
تراجعت ريهام خطوتين إلى الوراء في رفض وعلى الرغم من إنهمار دموعها بغزارة على خديها إلا أنه لم يشعر بالحزن أو الشفقة عليها.
أما باسم تساءل فى عقله ماذا يفعل بقلبه الذي تبلد مم فعلته به أصبح يأبى الشعور بقلبها الذي احترق من شدة الجوى وتراءت له ذكرى منذ سنوات مع إختلاف تبادل الأدوار بينهم الآن.
خرج باسم من أفكاره بصوتها الصارخ الصاخب كما لو كانت تعرف ما كان يفكر فيه هو انت خليت فيا عقل .. مش مكفيك سنة بحالها بټعذب فيا!! ايه عايز توصلهم لعشرة قد المدة اللي بعدت عنك فيهم يعني ولا عايز ايه بالظبط..
حدق باسم فيها بعيون ضيقة متجهم الملامح زافرا الهواء بقوة ثم وضع يد فى وبالأخرى أشار نحوها مستفسرا بصبر تفتكري بتصرفاتك الغبية دي هتقدري تصلحي للي بينا
سارعت ريهام بالقول مدافعة عن نفسها بنبرة ضعيفة مليئة بالندم يمكن انا اتأخرت لحد ما فهمت اني بحبك .. بس مش هقدر اتحمل .. عارف انه أهون عليا اني انهي حياتك وماتبقاش لوحدة غيري ..
ابتسم باسم بسخرية ولم يشفع تبريرها له وهو يومئ برأسه غير مصدق التمثيلية التي تلعب عليه ليرد عليها بتحدي واستفزاز وحياتك عندي ماكنتش ناوي .. بس انتي اقنعتيني اني اروح لها واتمسك بيها .. هي مالهاش ذنب في حاجة يمكن هى طماعة شوية .. بس أهون من انها تبقي واقعة كدا ..ومش هيهمني كلامك .. اللي عندك اعمليه يا بيبي
إستوحشت ملامحها من استخفافه بها وتوغلت كلماته المهينة في روحها تع يها أمام نفسها لتتقدم خطوة إلى الأمام بينما كانت لا تزال تهدده بالم وقد إرتفع صوت نحيبها وهي ترد بهستير يا ووعيد ماتتحركش .. هق والمصحف .. سامع لو فكرت تعمل كدا هق وهم نفسي..
توقفت ريهام عن الكلام وسحبت نفسا طويلا لتهدئة ڠضبها فوجدت الآخر يفك أزرار سترته الرمادية ثم بسط ذراعيه في الهواء ليحثها بصوت قوي ونبرة ازدراء مصحوبة بالرفض مستنية ايه !! يلا ما تق لني وتخلصي عشان الټهديد الكتير مالوش اي تلاتين لازمة انا اهو واقف قدامك
رمقته ريهام بوجها مقتضبا بسبب استفزازه لها دون أن يدرك ذلك بينما هو ينفخ بسخط وكاد يخطو خطوة تجاهها لقد سئم منها حقا لكنه جفل بقوة حينما
أطلقت رص في الهواء وتلاشى صوتها مع صوت الموسيقى الصاخبة في الحفلة لتتسع عيناهما جراء فعلها متيبسا جسده للحظة من هول فجعته بينما تصرخ الأخرى بټهديد اللي جاية هتبقى فى قلبك..
تابعت ريهام قائلة بضحكة متلألئة في زرقاوتيها بشكل جنونى عندما رأته جافلا في حالة صدمة أمامها والسعير الذى يكوى أعماق قلبها متشكلا فى هيئة دموع تتدحرج على خديها الحمراوين شكلك كنت فاكرني بهزر واني مش هعملها بجد صح
شعر باسم بضربات قلبه ترتفع فورا بإرتعاب من حالتها المزرية بعد أن تحولت إلى شخص بائس للغاية ليعض شفتيه محاولا تمالك ذاته وقال بنبرة لطيفة مليئة بالتردد يحاول تهدئتها اهدي يا ريهام .. اهدي يا حبيبتي .. انا مش عايزك تعملي في نفسك كدا .. عشان خاطري نزليه من ايدك .. دي مش لعبة .. احنا مهما يحصل بينا مش هنعمل كدا فى بعض كفاية كدا وخلينا نتفاهم بالعقل
جحظت عيناه على إصبعها المرتعش الذي وضعته على الز نا د واندلعت نظرات الشك الممزوجة بالاضطراب من حدقتاه متأكدا تماما أنه وقع بالفعل في مشكلة بينما كان الخب ث يلمع في مقل عينيها وقد وصلت إلى مبتغاها من كل هذا وجعلته يتوسل إليها فاغتنمت الفرصة لتخويفه أكثر لتصرخ عليه بهوس مبالغ فيه لا مش انت شايفني مقرفة وماستاهلش يا باسم كل دا عشان بحبك .. بټجرح فيا عشان خاطر البتاعة دي .. يعني ماتلومنيش عشان انت اللي اخترت ان نهايتك تبقي كدا
انتهت ريهام كلماتها بغل رهيب وهي تصر على أسنانها بينما شعر الأخر بالډماء تجف في عروقه بمجرد أن رأى يديها ترتفعان مجددا وتوجه فوهته نحوه بعزم لم يشعر بنفسه سوى وهو يندفع نحوها وفي أقل من ثانية دوى صوت الإطلاق بسرعة فائقة وهى متجهة تعرف جسد صاحبها ليسود بعدها صمت ثقيل في المكان.
نهاية الفصل الثانى
روايةجوازةابريل
نورهانمحسن
الفصل الثالث خطيبته رواية جوازة ابريل ج
قاربت الساعة على العاشرة مساء
افتحي البلكونة دي اوام يا تقي خلي الاوضة تتهوي شوية!!!
أومأت تقى بموافقتها على كلام والدتها وهى تغلق فمها بإحدى يديها منطلقة نحو الشرفة لتفتحها على مصراعيها حتى يتسرب منها الضباب الكثيف ويتنفسون بينما كان الرجل ذو الشعر الأشيب جالسا على أحد الكراسي وهو يسعل مخټنقا من الدخان الذي استنشقه ويضع بجانبه المطفأة ويتذكر ذلك المشهد في ذاكرته عندما دخلوا الغرفة المليئة بالضباب الكثيف وصوت الأجيج يملأ المكان ثم قال بتنهيدة عميقة بعد ذلك الجهد الذي بذله الحمدلله اننا لحقنا الدنيا
جاءت خديجة من غرفة الملابس الصغيرة تضغط بيدها على قلبها وهى تهتف بصوت مخټنق يا ساتر استر يارب .. البت مش موجودة في الاوضة بحالها هتكون راحت فين دي يا عم سعيد
أجاب سعيد دون أن يتطلع إليها اصبري عليا انا دماغي والله ما عارفة تفكر يا ام تقي
قالت تقى شارحة لهم اول ما لاقيت الن في الاوضة وهي مالهاش اي اثر .. قلبي وقع في رجلي وجريت جري اقولكوا
هز سعيد رأسه يمينا ويسارا غير راض عما يسمعه ثم حدق في الأرض بإمعان ونهض من مكانه للسير نحو الفستان المح ليجلس على عقبيه يلتقط قطعة من الذهب ليضعها على كفه مدققا النظر إليها عن كثب ثم غمغم بنبرة منخفضة اللي كنت قلقان منه حصل .. ليه كدا يا بنتي
أنهى سعيد كلامه وهو يقف مستقيما وأخرج الهاتف من جيب بنطاله فتعجبت خديجة قائلة بدهشة انت هتتصل بمين يا عم سعيد
وضع سعيد الهاتف على أذنه وهو يوليها ظهره مشيرا إليها بيده ليقول على عجل وتوتر شديد عندما تلقى الرد من الطرف الآخر ايوه
يا جمال .. الحقنا بسرعة الله يخليك يا بني..
رد جمال بعلامات استغراب واضحة في لهجته خير ان شاء الله يا عم سعيد!!
أجابه سعيد موضحا الست ابريل خرجت من البيت ومعرفش ناوية تروح علي فين .. خلي حد من الأمن اللي معاك يدور عليها وشوفها فى الكاميرات ..
غضن جمال حاجبيه وقال متعجبا هربت يعني !! عشان ايه يا عم جمال .. انا مش فاهم حاجة
زفر سعيد بضيق جراء فضوله قائلا بنبرة مرهقة اعمل اللي بقولك عليه الله يباركلك وخليك علي اتصال معايا واول ما تلاقيها هاتها علي هنا
أنهى إتصاله لتقول تقي بحسرة وقد خيم الحزن على وجهها وهي تتأمل بقايا الفستان على الأرض بأسف لأنها حتى في أحلامها لم تتخيل أنها سترتدي فستانا بهذا الجمال الفستان بقي فحمة خالص .. طيب هي مش عايزة تتجوزه تعمل فيه كدا عشان ايه..
عقبت والدتها متذمرة بصوت عال دا جنان مش طبيعي ابدا اللي عملته البت دي .. هي ايه مش خاېفة علي روحها
نظر إليها ورأى علامات الڠضب بادية عليها فنفى برأسه موضحا لها كنتي عايزاها تعمل ايه 
هما اللي وصلوها للي عملته دا .. بنت لسه بتفتح عينها علي الدنيا و مش عايزة
تتجوز واحد متجوز .. بدل ما كانوا يخبوا عليها خبر زي دا .. كان من الاول عرفوها وهي تختار بإرادتها
هدأت ملامحها تلقائيا عند حديثه وأومأت برأسها فى تفهم ثم قالت بجدية بنبرة اقل حدة انا بقول كدا من قلقي عليها يا عم سعيد .. هي يعني شايفة المؤذون واقف علي الباب .. طيب قولي هتروح فين دي بس وهي بحالتها دي
قالت خديجة ذلك بسؤال وحاجبيها مجعدين فأجابها سعيد بتعب وهو يجلس متكئا بمرفقيه على فخذيه ربنا يستر بقي احنا اللي علينا هنعملو .. احنا مش قد اننا نقع في مشاكل اكتر من اللي عندنا
بقلم نورهان محسن
أثناء ذلك
بأحد طرق المجمع السكني
ابريل يرتفع صوت دقات قلبها بسرعة وهي تسير بخطوات مهرولة لتتمكن من الوصول إلى بوابة المجمع السكني لكن قدميها توقفتا عن الحركة فجأة وهى تلهث بقوة عناء هذا المشي السريع وتعتصر بكفها على كتف حقيبة الظهر التي كانت ترتديها بعد أن رآتهم قادمون نحوها لتستنتج أنهم ليسوا هنا بمحض الصدفة.
عكست ابريل اتجاه طريقها لتطلق العنان لقدميها التى لحسن حظها أسعفتها بالجري دون الالتفاف خلفها غير عابئة بالألم في صدرها لأنها كانت متأكدة من أنهم سيلحقان بها حتما ولا تعرف كيف تتخلص منهم الآن
بقلم نورهان محسن
أمام المرآب
عند باسم
تيبس جسده لعدة ثوان قبل أن يأسر علي معصميها في قبضتيه جاذبا اياها نحوه بقوة لېصرخ پغضب ممزوج بعدم التصديق وهو يهزها بغير وعي من شدة إنفعاله انتي اتهبلتي !! عايزة تضيعيني وتضيعي نفسك .. ناسية ان عندك ابن كنتي عايزاه يتربي ازاي بعد عملتك دي..
صاح باسم هادرا بالكلمة الأخيرة وهو يراها تناظره بتيه وعدم استيعاب ثم دفعها بعيدا عنه فاختل توازنها وسقطت بالتزامن مع خروج أنين بصوت عال منها أثناء اصطدام جسدها بالأرض لتشعر پألم قاس ممزوج پصدمة لا تقل عن صډمته شيئا على العكس من ذلك بالكاد تصدق ما كانت ستفعله منذ لحظات لترفع رأسها وتنظر إليه بوجه شاحب بينما يقف على بعد خطوات قليلة منها يتطلع إليها بعينين واسعتين پغضب قوي.
لم يستغرق الأمر ثوان لينحني بسرعة البرق بجذعه ويلتقط الس الذي سقط أمامه على الأرض قبل أن يستقيم وهو يسحب خزانته ليضعها في جيب سترته ثم ألقاه عليها مصدرا صوتا قويا

انت في الصفحة 4 من 91 صفحات