الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ولكن تحت سقف واحد

انت في الصفحة 17 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز

يا ماما أنا السبب ازاى يعنى أنا بس شجعتك أنك توصلى الجواب وتاخدى الفلوس لكن مقلولتلكيش تقوليلها أخبار أخو
خطيبك يا هانم وأنت أصلا غبية لو كنتى قلتيلى كنت هقولك لاء لأن اللى ترسم
على واحد ممكن أوى ترسم على أخوه وتطلعى أنت من المولد بلا حمص وأهو ده اللى حصل يا ناصحة 
قالت هند برجاء لا لا عبد الرحمن مضعش مني هو بس مصډوم وعاوز فرصة يهدى وبعدين مش هيقدر يبعد عني أنا متأكدة متأكدة
علا وأنت فاكرة أن أبوه هيسمحلك
تدخلى عيلتهم بعد اللى عرفه والله أنا لو منك انتقم منه ده أنت تعرفى عنهم بلاوى
قالت هند بشرود لا الحاج حسين نقلنى بس علشان ميحصلش صدام بينى وبين عبد الرحمن لكن أنا متأكدة أنه مش هيعارض لو عبد الرحمن عاوزنى ليه أروح أعاديه وأخسره للأبد 
[[-]]علا وتفتكرى يعنى اللى أسمها أحلام دى وبنتها هيفوتوا الفرصة دى أكيد هيستغلوا بعدك عنه ويفضلوا وراه لحد ما يتجوزها
نظرت لها هند نظرات شاردة وقالت خاليها بس تحاول تاخده مني وأنا هوريكى هند ممكن تعمل ايه في شركتهم دى 
[[-]]كان عبد الرحمن يجلس على مقعده الخاص به في الشرفة مغمض العينين يستعيد كل ذكرياته مع هند كل كلمة حب قالها لها وكل نبضة قفز بها قلبه لأجلها فتح عينيه ببطء لينظر إلى الحديقة المظلمة وكأنه ينظر إلى الظلام المحيط بقلبه فلقد انطفأت شمس حبه فجأة وبدون رجعة!
[[-]]رأى الرياح تعبث ببعض أوراق الشجر فتقاوم بعضها ويستسلم البعض الآخر فتسقطها أرضا نعم من يستسلم للرياح يسقط فيصبح جزءا من الأرض ليداس بالأقدام كما تداس الأرض التي سقط إليها راضيا لمعت عيناه وقاتلت الدموع بضراوة من أجل أن تهبط إلى مجراها لتروى ظمأ محنته ولكنها وجدته مقاتل من الدرجة الأولى لم يسمح لها وسجنها في محبسها ليحتفظ بها ويجعلها مدادا لحياته القادمة والتي قرر أن تكون بلا حب وبلا مشاعر وبلا قلب المعنى الحقيقى للجمود 
11 الفصل الحادي عشر إلى التاسع عشر
دخلت مريم صباحا إلى مكتبها فوجدت حركة غير طبيعية في مكتب يوسف ثم سمعته ېصرخ في بعضهم من الداخل قائلا 
الملف ده لو ضاع هتبقى کاړثة
أطلت برأسها إلى الداخل لترى ما يحدث فوجدت أثنين من الموظفين يقفان أمامه وهو منفعل بشدة في الحديث و عندما رآها فجأة نظر لها نظرة حادة وقال بعصبية 
تعالى هنا يا هانم في ملف ضايع وحضرتك لسه واصله
قال الموظف الأول يافندم حضرتك مضيت الملف ده أمبارح 
قال الاخر وقلت حضرتك هتبعته للحاج إبراهيم يمضيه ويراجعه
قال في عصبية أتفضلوا انتوا دلوقتى
ثم استدار لها وهي تقول ملف أيه بس وأحنا ندور عليه
هتف يوسف بعصبية لسه بتسألى الملف اللى أخدتيه امبارح قبل ما نمشى وقلتى هتبعتيه للحاج إبراهيم
ارتبكت مريم وهي تفكر بصوت عالى فاكرة طيب استنى أفتكر 
أنفعل أكثر قائلا الملف ضاع وأنت لسه هتفكرى أكيد نسيتى تبعتيه اتفضلى يالا دورى عليه في مكتبك وفي الدولاب أقلبى الدنيامش عليه
خرجت مريم في اضطراب شديد تبحث بتوتر وسرعة لم تجد شيئا ولا تذكر أيضا شكل الملف خرج إليها بعد دقائق وهو مازال يهتف بصوته الجهورى 
أيه لسه مش لاقيه حاجة أنت عارفة لو الملف ده ضاع هيحصل ايه 
حاولت مريم أن تركز تفكيرها لعلها تتذكر أين هو ولكنه لم يعطيها فرصة صوته العالى أربكها جدا وشتت تفكيرها ظلت تبحث أكثر من نصف ساعة وهو واقف ينظر إليها ويشتت تفكيرها بصوته ويربكها حتى جلست خلف مكتبها وهي تتنفس بصعوبة ولفت يدها إلى ظهرها لتمسك بجزعها وهي تقول پألم 
خلاص مش قادرة ضهرى أتكسر
قال يوسف بانفعال يعنى أيه مش قادرة قومى دورى تانى 
كادت مريم أن تبكى وهي تقول خلاص مش قادره ضهرى ھيموتنى مش هدور تانى وأعمل اللى تعمله يارب حتى ترفدنى
تركها ودخل مكتبه ثم عاد بعد لحظة وفي يده الملف الضائع وقف أمامها وقال مبتسما 
الملف أهو 
ثم وضعه أمامها وقال بانتصار فاكره المج اللى وقع أتكسر لوحده 
واستدار لينصرف وهو يقلد طريقتها المستفزة في الكلام طب عن أذنك أنا بقى لحد ما ضهرك يرتاح ثم أطلق ضحكات عالية مستفزة وعاد يستدير إليها وهي تنظر له بدهشة وحنق وقال 
متلعبيش مع الأسد تانى يا قطة أتفقنا 
وأنصرف لمكتبه وصدى ضحكاته المنتصرة يدوى في أذنها بصخب نظرت إلى المكان الذي كان يقف فيه بذهول ثم ضړبت المكتب بقدمها في غيظ شديد فآلمتها قدمها فجلست تبكى وهي تشعر بالضيق والحنق
منه ها هو قد وفي بوعده ولم يتركها تنعم بما فعلته به في المرة الأخيرة ورد لها فعلها أضعاف مضاعفة بكت أكثر وهي تقول في ضيق 
والله لوريك يا يوسف والله لوريك
قالت كلمتها الأخيرة واجهشت في البكاء كالأطفال 
عادت إيمان من عملها وقت الظهيرة وعبرت الحديقة بخطوات واسعة وقبل أن تصل للداخل لفت نظرها وجود عبد الرحمن في ركن بعيد نسبيا يقف أمام حوض معين من أحواض الزهور كان يحبه ويرويه دائما بنفسه تعجبت إيمان فهى لم تعتاد على وجود عبد الرحمن
في البيت في مثل هذا الوقت فمن المفترض أن
يكون في العمل وقفت متأملة للحوض الذي يتأمله كان أجمل حوض للزهور في الحديقة كلها وكان يحوى زهرة بيضاء ملفتة للأنتباه ومميزة جدا عن بقية الزهور كان عبد الرحمن يقف أمام تلك الزهرة الرائعة نعم هذه الزهرة كانت هند معجبة بها وهمت أن تقطفها ولكنه طلب منها أن تتركها على أن يسميها باسمها وبالفعل كان
يسمى تلك الزهرة هند 
وضع أطراف أصابعه على تلك الزهرة فظنت إيمان أنه يتحسسها ويلامس شذاها ولكنها تفاجأت به يقطفها في عڼف ويرمى بها پغضب خلف ظهره بقوة وڠضب سقطت الزهرة فاقتربت منها خطوات وجعلت تنظر إليها وهي ملقاة على الأرض وتنظر له باستنكار كيف يفعل هذا كيف يرمى تلك الزهرة الرائعة المميزة بهذا الڠضب ماذا فعلت له تلك المسكينة!
[[-]]أستدار لينظر إلى موقع السقوط فلم يلاحظ وجود إيمان رغم اقترابها منها فنظر إلى الزهرة پغضب أكبر وخطى إليها بسرعة وڠضب ليدهسها بقدميه وقبل أن يقوم بدهسها بلحظة ألتقطتها في سرعة ووقفت تنظر له بصمت متسائل فقال في ڠضب 
[[-]]أرمى الوردة دى على الأرض حالا
قالت له بتعجب ليه حرام عليك عاوز تدوسها ليه
هتف عبد الرحمن في عصبية بقولك أرميها 
فتحت حقيبتها في سرعة ووضعتها بداخلها وقالت له بتحدى مش هرميها لو أنت مش عاوزها أنا عاوزاها
[[-]]تطايرت شرارات الڠضب من عينيه وصړخ في وجهها وأنت مالك أنت بتدخلى في اللى ملكيش فيه ليه عاوزها ولا مش عاوزها يخصك أيه أنت لما أقولك أرميها تسمعى الكلام وأنت ساكتة فاهمه ولا لاء أياكى تدخلى في حاجة تخصنى تانى ولا حتى تقفى في مكان أنا فيه 
كانت نظراته حادة جدا والڠضب يطل من عينيه فعلمت أنه ليس في حالته الطبيعية وتراجعت
للخلف خوفا من أى تطاول من الممكن أن يحدث ثم استدارت وخطت خطوات سريعة أقرب إلى الجرى للداخل لم تنتظر المصعد ولم تفكر به وصعدت الدرج في سرعة ومنه إلى شقتها و دخلت غرفتها وألقت نفسها على
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 74 صفحات