الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية ولكن تحت سقف واحد

انت في الصفحة 28 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز

خالص يا بابا
قال والده بثقة معاك حق انا كمان مستغرب بس انت عارف أبوك مبيقولش حاجة غير لما يكون متاكد منها 
ثم أردف قائلا بجدية قدامك يومين تفكر وترد عليا اتفقنا
زفر عبد الرحمن بحنق وهو يشيح بوجهه بعيدا قائلا بضيق حاضر
16الفصل السادس عشر
عل إيهاب الحديقة في أبهى صورة لاستقبال أخته وعمه وزوجة عمه بمساعدة فرحة ومريم ووفاء بشكل بسيط بعيدا عن التكلف بما يليق بالمناسبة فجعل من فروع الشجر الرفيعة على بوابة الحديقة بشكل متقابل بحيث تصبح كالسهم يتدلى منه بعض أضواء الزينة البسيطة وكذلك غطى علية المظلة الداخلية بأوراق الشجر والورود البيضاء 
عاونته فرحة برسم بعض الزخارف الاسلامية على أطباق الحلوى المصنوعة من الخوص واستخدام بعض الزهور الجافة كانا يشعران بمتعة حقيقية أثناء عملهما
في الحديقة لم تخلو هذه المتعة من بعض المنغصات التي تسببت بها وفاء ومريم بسبب تخبطهم في الألوان وأختلافهم فيها وأثناء عراكهم كفتيات صغيرات لمحت
وفاء يوسف ووالدها يخرجان
من المنزل ويتوجهان للخارج فاستوقفتهما بندآتها المتكررة وهي تتجه إليهما بخطوات واسعة وقفت أمامهما تسألهما أن يأخذوها معهما لاستقبالهم في المطار ولكن والدها رفض قائلا 
خليكى يا وفاء العربية يدوب ده حتى أنا مش هروح معاه كانت مريم قد لحقت بها فقالت هي الأخرى 
عاوزه أروح معاكم
وهنا هتف يوسف بحدة تيجى معانا فين أنت عاوزه تتنططى في أى حتة وخلاص
أضاءت عيناها بدموعها وقفزت على الفور إلى وجنتيها تعلن ڠضبها من نفوره الدائم منها بلا سبب تفهمه رمقه عمه بنظرة صارمة قائلا 
بتكلمها كده ليه يا يوسف هي قالت حاجة غريبة يعنى مش كده يا يابنى 
يوسف انا آسف يا عمى عن اذنك علشان كده
يدوب ألحق معاد الطيارة
أستدارت مريم وتراجعت خطوات بطيئة وهي تضع يديها على فمها وتبكى بمرارة لحقت بها وفاء وأخذتها بعيدا حتى لا يراها إيهاب على حالتها هذه وحاولت أن تخفف عنها 
متزعليش يا مريم هو يوسف كده بيطلع فجأة زى القطر 
[[-]]بكت مريم بحرارة وهي تقول انا مش عارفة بيعاملنى كده ليه من ساعة ما شافنى وهو واخد مني موقف حتى لما تحصل حاجة بالغلط يفتكرها حاجة وحشة أو انا قصداها
قالت وفاء مستفهمة حاجة وحشة ازاى يعنى
تابعت مريم قائلة أى حاجة تتخيلها أقع يقوم وليد يمسك أيدى فيفتكرنى موافقة انه يمسكنى كده يشوف واحدة صاحبتى بتعمل حاجة غلط يقوم يفتكرنى موافقة على تصرفاتها وكل مرة أحاول اثبتله أنى مبعملش حاجة غلط ميدنيش فرصة ويسيبنى ويمشى وبعد كل ده يهزأنى قدامك انت وعمى ويشخط فيا انت متعرفيش الپهدلة اللى كنت بشوفها وانا بشتغل معاه
[[-]]صممت وفاء في تفكير ثم قالت وانت بتفسرى التصرفات دى بأيه
أشاحت بيدها قائلة بحنق مش طايقنى طبعا ومش عارفة ليه انا عملتله أيه علشان يعاملنى كده
قالت وفاء وهي تمط شفتيها ياعينى يا يوسف هو انت وقعت ولا الهوا اللى رماك
[[-]]رفعت مريم رأسها بعينين دامعتين قائلة تقصدى ايه
ضحكت وفاء بصخب وقالت وأنت كمان يا مسكينة الله يرحمكم ويحسن إليكم
حاولت مريم جاهدة مقاطعت ضحكات وفاء وهي تهتف بها بطلى ضحك وفاهمينى قصدك ايه 
قامت وفاء من مكانها وجلست قريبا من مريم وقالت بخفوت قصدى أنه بيحبك يا عبيطة وبيغير عليكى
تحجرت عيني مريم وهي تنظر إلى وفاء بعدم تصديق فأومأت لها وفاء برأسها مؤكدة وهي تقول 
وانت كمان بتحبيه
نهضت مريم وكأنها لدغت وهي تصيح في وفاء أنت شكلك اټهبلتى يا بت أنت والقضايا اللى بتذاكريها لحست مخك 
ثم انصرفت وهي تتابعها ضحكات وفاء المتواصلة في شغف وقلبها يرتجف مع ارتجافة ابتسامة شاحبة غير مصدقة على شفتيها 
وبعد ثلاث ساعات كان الجميع يتجهز ويتم وضع اللمسات الأخيرة على ديكور الحديقة الجديد حتى سمعوا صوت أبواق سيارة يوسف تنطلق متتالية وكأنه في زفاف ذهب الجميع إلى بوابة الحديقة في سعادة وقد كانت سعادة مريم لا توصف حينما رأت اختها إيمان تهبط من السيارة وقد زاد نور وجهها أكثر وأكثر وزاد جمالها دون وضع أى من أدوات الزينة عليه نعم إنه نور الطاعة يزداد بها أسرعت إليها بخطوات قريبة إلى العدو ولم تنتظر إيمان حتى يستطيع يوسف أن يدخل بالسيارة بشكل كامل خرجت مسرعة إلى اختها التي تعدو إليها وسكنت مريم في حضڼ أختها وكأنها أمها عادت إليها بعد غياب مسحت إيمان
على رأس مريم وهي تنظر إلى إيهاب بشوق كبير أقبل عليها إيهاب وحاول انتزاعها من مريم ولكنه لم يستطع كانت متشبثة بها بقوة فاضطر لاحتضانهما معا وقبل رأس أخته بحنان وشوق بالغ وهو يقول بابتسامة عذبة 
وحشتينا يا حجة خلاص بقيتى حجة رسمى ها
ضحكت ايمان ضحكة أشرق بها وجهها فزاده بهاء وقالت لا برده لسه مش رسمى أوى دى عمره مش حج
طبعا انت صاحب الأفكار البديعة دى
أشار إيهاب إلى فرحة قائلا وهو يغمز لها مش لوحدى 
لم تفارق مريم إيمان ظلت ممسكة بيدها وهما جالسين في الحديقة كأنها تقول لها أحتاجك بشدة وأفتقدك نهضت أم وليد تصيح في الخادمة 
يالا يا بت هاتى الأكل بسرعة
قالت عفاف بطيبة طب ما نطلع فوق احسن بدل ما البنت تقعد طالعه نازله تجيب في الأكل
قالت وفاء على الفور لا يا طنط احنا عاملين حفلة باربكيو كلوا مشويات
ثم أشارت إلى مريم وهي تقول يالا يا مريم نساعد البنت الغلبانة دى 
منعتها أمها وقالت تساعديها ليه هي بتاخد شوية دى بتاخد على قلبها قد كده
تحدثت إيمان قائلة بهدوء وفيها أيه يا طنط الرسول عليه الصلاة والسلام لما كان بيجيله ضيف كان بيخدمه بنفسه
رمقتها فاطمة بنظرة جانبية وهي تقول عليه الصلاة والسلام ياختى
عانقها أخاها مرة اخرى وهو يقول وحشنا كلامك والله يا إيمان 
بعد الانتهاء من
تناول الطعام قالت وفاء موجهة حديثها لإيمان قوليلى بقى يا إيمان لما روحتوا المدينة المنورة ووقفتى قدام قبر النبى عليه الصلاة والسلام حسيتى بأيه
أشرق وجهها وهي تقول بعيون لامعة
ياه يا وفاء مقدرش أوصفلك أحساسى أبدا حسيت پسكينة وراحة في قلبى وخصوصا وانا بقول السلام عليك يا رسول الله قلبى ارتجف كأنى واقفة قدامه عليه الصلاة والسلام 
ثم تابعت وكأنها انتبهت لشىء وقالت بس تعرفى يا وفاء حجرة النبى اللى كان عايش فيها وادفن فيها كانت صغيرة أوى يمكن المظلة دى أكبر منها في الحجم مع أن النبى أكرم خلق الله على الله وحبيب الرحمن ورغم كده كان بيته بالحجم ده وبالتواضع ده واحنا بيوتنا كبيرة أوضتين وتلاتة ويمكن اكتر ورغم كده نقعد نشتكى ضيق الحال وضيق الرزق واللى ساكنة في شقة عاوزه فيلا واللى عندها فيلا عاوزه قصر سبحان الله 
نظر حسين إلى عبد الرحمن نظرة ذات
معنى وكأنه يقول له شوفت بقى انا اخترتلك ايه 
جلست مريم مع إيهاب في غرفة المعيشة بجوار إيمان في شقتهم وهي تحكى لهم تفاصيل رحلتها الروحانية الجميلة وهما يستمعان في انتباه والأبتسامة مرسومة على شفتيهما إلى أن قال إيهاب 
[[-]]الله يا إيمان شوقتينى اروح عمره إن شاء الله اروح قريب أول ما اخلص تشطيب العمارة اللى عمى ادانى شغلها ويبقى معايا مبلغ محترم هسافر على طول
قالت
27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 74 صفحات