الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية ولكن تحت سقف واحد

انت في الصفحة 34 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز

وهي تودع صديقتها وعندما ألتفتت لتدخل وجدت بوابة الحديقة مفتوحة سارت بداخلها حتى وصلت إلى باب فناء المنزل والذي كان مفتوحا أيضا والمكان مظلم جدا لا يوجد إلا شعاع ضوء بسيط يأتى من أعمدة الإنارة في الحديقة 
تحسست مريم طريقها في قلق وظنت أنهم عادوا من المطار نظرا لوجود البوابة مفتوحة أخرجت هاتفها واتصلت على عمها حسين تسأله 
أيوا يا عمى انتوا في البيت ولا فين لا مجتش معاكوا أنا كنت مع سلمى صاحبتى لا انا عند البيت دلوقتى ها كنت كنا بنتمشى بعربيتها شوية آسفه يا عمى متزعلش مني خلاص انا هطلع استناكوا فوق اه معايا مفتاح شقتنا مع السلامة 
تحسست الجدران في بطء لعلها تجد طريقها إلى مفتاح الكهرباء وبعد ثوان سمعت صوت باب الشقة الكائنة في الدور الأرضى والتي يستخدمونها كمخزن للأشياء المهملة والمحطمة توترت وتحركت في سرعة بحثا عن مفتاح الكهرباء وهي تقول پخوف 
مين مين
وأخيرا سمعت صوته وهو يقول تعالى يا مريم مټخافيش ده أنا
وضعت مريم يدها على صدرها وهي تهدىء روعها وتقول أوف رعبتنى بتعمل أيه عندك
بصلح الكهربا تعالى نوريلى بالتليفون 
تقدمت نحو مصدر الصوت حتى وجدته وشرعت في أخراج الهاتف مرة أخرى ولكنه جذبها داخل الشقة وأغلق الباب بقدمه في عڼف وبعد لحظات من المقاومة والصړاخ المتقطع والعڼف والاستجداء والإصرار أرتطمت رأسها بأحد قطع الأثاث المركونة ووقعت فوق بعض قطع الزجاج المحطم على الأرض مغشيا عليها وسالت دمائها في لحظة غدر دون أدنى مقاومة 
18 الفصل الثامن عشر
بعد حوالى ساعة ونصف كانت السيارات قد اقتربت من المنزل عائدة من المطار بعد توديع عبدالرحمن وايمان وإيهاب وفرحة دخلت السيارات إلى الجراج ترجل الحاج إبراهيم من سيارته هو ووفاء وفتح الباب لزوجته فاطمة التي كانت تستقل سيارة وليد وأمسك يديها وساعدها على النزول منها وكذلك فعل الحاج حسين مع زوجته عفاف التي قالت 
تلاقى مريم دلوقتى في سابع نومه
قالت وفاء متسائلة أطلع اطمن عليها
قال حسين بإرهاق لا مفيش داعى نقلقها
قاطعتهما عفاف في قلق وهي تقول لسه تليفون يوسف
مقفول يا حسين حاول حسين الأتصال بولده كثيرا ولكن هاتفه غير متاح قال إبراهيم مطمئنا 
يمكن كان راكن عربيته بعيد شوية عند المطار وجاى ورانا
عفاف بس انا مشفتوش في المطار خالص يا ابو وليد حتى مشوفتوش بيسلم على عبد الرحمن وايهاب في صالة المطار 
وهنا تدخل وليد قائلا أنا آخر
مرة شوفتوا واحنا بنركب العربيات على باب الفندق بعد كده معرفش راح فين
حاول إبراهيم أن يطمئنهم مرة أخرى قائلا خلاص يبقى أكيد جه ورانا واحنا مشوفناهوش وجراج المطار كان زحمة أكيد ركن بعيد وتلاقيه جاى ورانا دلوقتى
حاول الجميع الإقتناع بهذه الفكرة وينتظروا حتى يعود أدراجه خلفهم نظر حسين حوله قائلا 
أظاهر الكهربا بتاعة المدخل بايظة 
أقتربوا من المدخل وهم في حالة أجهاد شديد فقالت وفاء وهي تمعن النظر في مفاتيح الكهرباء الخارجية 
في حد نزل الزراير بتاعة المدخل 
ثم قامت برفعها فأضاء المدخل بالكامل لم يلاحظ أحد شىء غريب استقلوا المصعد واتجهت كل أسرة إلى طابقها أستسلم الجميع للنوم من شدة الإرهاق باستثناء الحاج حسين لم يمنعه الإرهاق من القلق على ولده واستشعار شىء مريب في غيابه نظر بجانبه فوجد عفاف مستغرقة في النوم ويبدو على ملامحها التعب الشديد فتركها نائمة ووقف في الشرفة ينظر إلى بوابة الحديقة لعله يجده عائدا بسيارته ظل مترقبا حتى أذن المؤذن لصلاة الفجر توضأ ونزل للصلاة في المسجد وقد قرر أن يأخذ سيارته ويعود إلى طريق المطار فلقد ساورته الشكوك أنه من الممكن أن يكون وقع له حاډث أثناء عودته 
صلى الفجر في المسجد ثم عاد واستقل سيارته وما أن تحرك بها قليلا
حتى لاحت له سيارة يوسف مركونة خفية بين بنايتين متقابلتين فأوقف سيارته وهبط منها متجها نحو سيارة ولده دار حولها دورتين في قلق وضع يده على مقدمة السيارة فوجدها باردة لم يكن هذا له معنى آخر سوى أن السيارة هنا منذ وقت ليس بالقصير أشتدت حيرته وهو يدور حول السيارة مرة أخرى بتفكير قطب جبينه في تركيز شديد ما الذي أتى بالسيارة هنا وأين هو يوسف لقد بحث عنه في شقتهم ولم يجده أين يكون قد ذهب لا يعلم لماذا قفزت صورة مريم في ذهنه في هذه اللحظة ووجد لسانه ينطق في وجوم مريم 
[[-]]خفق قلبه وقرر أن يعود أدراجه للمنزل مرة أخرى على الفور وقلبه يدق بشدة وقف ليطلب المصعد ليصعد إليها ولكنه سمع صوت تأوهات مټألمة تأتى من خلف باب الشقة المهملة بجوار المصعد 
نزلت صڤعة مدوية على وجه يوسف جعلته يرتطم بالجدار بقوة لم يكن يشعر يوسف بقوة الصڤعة بقدر ما كان يشعر بالتجمد والذهول التام وهو يقف بصعوبة و ينظر إلى أبيه الذي
[[-]]كان يلف عبائته حول جسد مريم وهي متشبثة به بقوة و تبكى وتتأوه پألم صارخ كانت عينى الحاج حسين مشټعلة تفيض بالدموع كالحمم المتأججة من انفجار بركان كان خامدا وهو يزأر فيه هاتفا 
حسابك معايا مش دلوقتى يا كلب 
[[-]]كانت تمشى معه مستندة على يديه وكأنه يحملها حتى أدخلها شقتها ومنها إلى غرفة نومها وضعها في فراشها وهي تتألم بضعف ودثرها بغطائها وظل بجوارها حتى سكنت وهدأت أنفاسها واستغرقت في النوم العميق نظر إليها وقلبه يعتصر عصرا من هول ما رأى لم يكن يتخيل أبدا أنه لن يستطيع حمايتها بل لم يكن يخيل إليه يوما أن ابنه هو من سيبطش بها في يوم من الأيام أنهمرت دموعه وهو يتخيل أخاه يقول له كده ضيعت الأمانة يا حسين أبنك ضيع بنتى 
كانت مشاعره ثائرة لدرجة أنه فكر أن يهبط إليه مرة أخرى وېقتله بيديه ولكن هذا لن يعيد لها ما قد سلب منها لن تجلب الحماقة إلا الڤضيحة قرر في نفسه ما سيفعله ليستطيع رأب هذا الصدع المدوى وهو ينظر لها پألم وحسرة 
دخل حسين شقته بهدوء شديد ودلف إلى غرفة يوسف ولكنه لم يجده ظن أنه ما زال بالأسفل ولكنه سمع صوت مياه جارية بالحمام فاقترب من الباب ليتأكد أنه بالداخل 
عاد إلى غرفته مرة أخرى وانتظره فيها وبعد قليل دخل يوسف غرفته وهو يرتدى منشفته ويتقطر منه الماء وعينيه لونهما أحمر كالدم تجمد مكانه بمجرد أن رأى والده الذي لم يتمالك نفسه حينما رآه مرة أخرى فصفعه صڤعة أخرى ألقته على الفراش بقوة وضع يوسف كفه على وجهه وظل مطرقا رأسه للأسفل لم يستطع النظر في عينيى والده أبدا وقف حسين أمامه وقال بلهجة غاضبة محذرة 
أعمل حسابك كتب كتابك على بنت عمك بعد يومين وأياك وحذارى أي مخلوق على وجه الأرض يعرفوا باللى حصل ولا
حتى امك لو سألوك كنت فين امبارح تقول أنك روحت ورانا المطار ومعرفتش تركن عربيتك من الزحمة وعلى ما دخلت صالة المطار ملقتناش وانت راجع لجنة وقفتك في الطريق وأخرتك 
ثم صاح پغضب هادر فاهمنى ولا لاء
أومأ يوسف برأسه ولم يستطع أن يتفوه
بكلمة واحدة ألقى عليه والده نظرة احتقار وبغض جمدته وخرج
33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 74 صفحات