الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية ولكن تحت سقف واحد

انت في الصفحة 46 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز

دخلت الفراش وتدثرت وهي تقول لو سمحت اطفى النور وانت خارج 
جلس بجوارها على طرف الفراش وأزاح الغطاء قليلا وهو يقول بعذوبة طب انا مش خارج أيه رأيك نفضل في السرير ونجيب حد يطفلنا النور
الله طب لما هو كده ليه واحنا مسافرين مكنتش حاسس بحاجة ناحيتها ومكنتش عاوز حتى المسها يمكن علشان كنت حاسس أن بابا هو اللى كان عاوزنى اتجوزها!
نهض من فراشه وسار قليلا يتكلم مع نفسه ويتذكر يوم زفافه وكيف تركها ونام وقعت عينيه على صورته في المرآة فوقف أمامها قائلا
ماهو حاجة من الاتنين أنت يا أما عبيط يا أما اهبل والاحتمال الأكبر انك الاتنين مع بعض 
أوقف وليد سيارته أمام منزل سلمى وقال بضجر أدينى وصلتك اهو زى ماكنتى عاوزه يالا اتفضلى
أستدارت بجسدها كله إليه قائلة دلوقتى بقيت توصلنى ڠصب عنك الله يرحم 
ثم تابعت بغيظ مش كفاية الكسفة
اللى اكسفتها في الفرح وهي بتسلم عليا ببرود والناس شايفانا
ياستى قلتلك اصبرى هخدلك حقك 
قالت بعصبية كله بسببك قعدت توعدنى انك هتاخدلى حقى من القلم اللى يوسف ضربهولى قدامك وانا صدقتك لما قلتلى هتفضحه في كل
حتة ونفذتلك اللى انت عاوزه وادى النتيجة مفيش حاجة حصلت لا وفي الآخر اتجوزها كمان
قال بشرود ومين قالك ان مفيش حاجة حصلت أنا بس لسه مش متأكد
قالت بسخرية ما انت قلتلى قبل كده الكلام ده واهو راح اتجوزها 
قال بنفاذ صبر يا غبية افهمى الجواز السريع ده حصل نتيجة لحاجة من الاتنين يا أما بعد ما شافها طالعة معاكى انت وولاد خالتك وقرر يواجهها وفعلا واجهها وهي قدرت تضحك عليه ودى حاجة بستبعدها لأنه كان شارب مخډرات تخليه تلاجة ماشية على رجلين يا أما حصل عكس اللى كنت مخططله واضطر يستر عليها 
عقدت سلمى حاجبيها وقالت بعدم فهم عكس اللى كنت مخططله ازاى أنت مش كان هدفك انه يحاول معاها وهو شارب وهي تروح تفضحه عند ابوك وتبقى كده ردتله اللى عمله معاك لما هددك انه يفضحك وفي نفس الوقت ابوك ميصدقوش بعد كده لو قال عليك حاجة!
بالظبط بس واضح ان اللى حصل اكبر من كده واضح ان الحكاية تعدت المحاولة بمراحل وإلا مكانش شكلهم بقى زى ما شفتى كده كأنهم بيتجوزوا ڠصب عنهم ومش طايقين بعض 
أستدار فجأة إليها قائلا بضيق يالا انزلى بقى وجعتيلى دماغى عاوز اروح امخمخ كده مع نفسى الحكاية دى لازم اتأكد منها بأى شكل بس مش عارف ازاى 
23 الفصل الثالث والعشرون
دخل يوسف مكتب أبيه مطرقا وقال حضرتك بعتلى يا بابا
نظر له والده في حدة
وهو يقول أنت أيه اللى جابك الشركة النهاردة
نظر له يوسف بدهشة قائلا جاى اشوف شغلى
نهض والده وقال بلهجة صارمة ملكش شغل عندى
ثم تابع بنفس نبرته الحادة تروح دلوقتى تلم حاجتك من مكتبك وتروح بيتكوا ولا تشوفلك مصېبة
تانية تروحها
شعر بغصة في حلقة وهو يقول بخفوت يعنى أيه
قال حسين بنفس النبرة الجامدة زى ما سمعت مشوفش وشك في الشركة تانى وكفاية انى مطردتكش من البيت واسمع مش عايز اشوف خيالك في البيت طول مانا هناك تغور في أى حتة من قدامى فاهم ولا مش فاهم 
[[-]]خرج يوسف من مكتب والده والدنيا تميد به لماذا لم يدافع عن نفسه ولو بكلمة واحدة! لماذا لايعطيه فرصة ليتحدث لماذا لا يتكلم معه ليعرف لماذا فعل ذلك
أستقل سيارته وقاداها بلا هدف حتى وجد نفسه يمر بكورنيش النيل ركن سيارته جانبا وترجل منها وقف أمام سور الكورنيش ينظر إلى الماء في وجوم يتذكر الليلة المشؤمة 
[[-]]تذكر عندما قاد سيارته مراقبا لسيارة سلمى ظل خلفها متابعا لها بتركيز والغيرة تفتك بقلبه وبدون سابق أنذار توقفت سلمى تحت أحدى البنايات خرجت سلمى من سيارتها ثم الرجلين وقفا يتحدثان قليلا ثم صعد الرجلين لفترة من الزمن قصيرة وهبطا إليها مرة أخرى ثم خرجت مريم من السيارة وصعدت معهما هي وسلمى توجه إلى حارس العقار وتحجج بأنه يسأل عن شقة مفروشة خالية في البناية فقال له الحارس بتأفف 
[[-]]بلا مفروش بلا قرف
ثم أشار إلى سيارة سلمى قائلا آدى اللى بناخده من المفروش بلا هم بنات عايزة قطم رقبتها ملهمش أهل يلموهم
توقفت ذكرياته عند هذه النقطة عندما شعر پألم شديد في عضلات قلبه عاد إلى السيارة وقادها مرة أخرى عائدا إلى المنزل بمجرد أن دخل من بوابة المنزل الداخلية تفاجأ بخروج فرحة ومريم من المصعد وما أن رأته فرحة حتى تعلقت في ذراعه قائلة
جيت في وقتك يا اخويا يا حبيبى 
أضطرت مريم أن تركب بجواره وفرحة في الخلف وطوال الطريق تتحدث في الهاتف مع صديقتها المقربة كعادتها دائما أخرجت مريم مصحف صغير من حقيبتها وظلت تقرأ فيه طوال الطريق كان ېختلس النظر إليها من حين لآخر وهو لا يصدق ما يرى تردد قليلا ثم قال 
رايحين دلوقتى تعملوا أيه انتوا مش في أجازة
لم تسمعه فرحة وهي تتحدث إلى صديقتها في الهاتف فأعاد السؤال مرة
أخرى وهو ينظر لمريم فقالت ببرود
عندى تدريب صيفى
وجد نفسه يقول هتخلصى أمتى
قالت بصوت أشبه للهمس من بين أسنانها ملكش دعوة
بعد أن انتهت فرحة وأغلقت الهاتف قال يوسف على الفور هتخلصوا أمتى يا فرحة علشان آجى اخدكم
قالت فرحة بسعادة أيه ده بجد! أنا هخلص على 3 كده 
ثم نظرت إلى مريم متسائلة وانت يا مريم هتخلصى أمتى
تصنعت مريم أبتسامة وهي تقول لا متشغلوش بالكوا أنا لما هخلص هروح
قال يوسف خلصى براحتك بس قوليلى على أمتى علشان آجى اخدك
صمتت بضيق من محاصرته فكررت فرحة سؤاله قائلة ها يا مريم هتخلصى أمتى
قالت بضجر يعنى على الساعة 2 أو 3 مش عارفة بالظبط
قال يوسف بحسم الساعة أتنين هتلاقينى واقف مستنيكى 
خرج وليد من مكتبه واقترب من مكتب علا التي لا تعيره اهتماما رسم ابتسامة على شفاه قائلا
أنا
هروح اتغدى تحبى تيجى معايا
هزت رأسها نفيا قائلة بجدية متشكرة يا أستاذ وليد وبعدين لسه معاد الراحة فاضل عليه نص ساعة
أتكأ على المكتب قائلا ياستى انا صاحب الشغل ولا يهمك وبعدين انا عاوزك في موضوع مهم
ومش هينفع هنا 
نهضت ونظرة له بجدية وقالت انا مفيش مواضيع بينى وبين حضرتك غير الشغل وبس لو في حاجة في الشغل افتكر هنا مكانها مش في حتة تانية
أعتدل وهو يتفحصها ببرود وعقد ذراعيه أمام صدره قائلا أنت بتعاملينى ناشف كده ليه 
جلست وهي تتابع عملها أصل حضرتك متصور انى علشان بشتغل عندك يبقى سهل تاخدنى أى مكان بره الشغل لا يافندم انا مش كده وأظن حضرتك تعرف أن ابن عمك كان خاطب اختى يعنى لو كانت أخلاقنا عليها غبار مكنش فكر يرتبط بيها من الأول 
ثم القت عبارتها الأخيرة قاصدة أياها قائلة أحنا مالناش غير في الجد وبس يا فندم ولو سمحت يا أستاذ وليد سبنى اكمل شغلى 
أخرج وليد علبة من القطيفة من جيبه ورسم على وجهه علامات الحزن قائلا أنت فهمتينى غلط على فكرة أنا بس كنت عاوزك علشان اقدملك دى
وفتحها وأدارها إليها ألقت عليها نظرة سريعة كانت تحوى خاتما ذهبيا مرصعا
45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 74 صفحات