الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية ولكن تحت سقف واحد

انت في الصفحة 48 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز

شعره وقد احمر وجهه مما سمعه من كلمات لازعة أمام مريم 
توقف بهما المصعد في الطابق الثانى فقال حسين بحنان متيجى تقعدى معايا بدل ما تطلعى تقعدى لوحدك فوق تلاقى ايمان عندنا دلوقتى
أومأت برأسها موافقة فلمح في عينيها التوتر والحيرة فقال عاوزه تسألى على حاجة
قالت بخفوت أيوه يا عمى عاوزه اعرف معنى الكلام اللى قلته تحت من شوية 
أبتسم وهو يقول متسائلا يهمك تعرفى
زاغت نظراتها ولم ترد فقال وقد اتسعت أبتسامته أكثر طردته من الشركة وقلتلوا مالكش شغل عندى وكنت ناوى اسحب منه العربية بس خلاص طالما ممكن ينفعك بيها خليها معاه
شعرت مريم بشىء من الإرتياح عندما تخيلته وهو يطرد من عمله ويتكلم معه أبيه بهذه الطريقة المهينة وأمامها أيضا طرق الباب وفتحت له إيمان بابتسامتها المشرقة 
حمد لله على السلامة أيه كان عندكوا راند فو ولا أيه
قال حسين مداعبا هزرى براحتك علشان جايبلك خبر هيفرحك أوى
خبر أيه
قال بلامبالاة عبد الرحمن سافر بور سعيد وهيقعد كام يوم هناك
شعرت إيمان پصدمة وهي تقول سافر امتى ومقاليش ليه
أبتسم وهو يقول أنا كنت فاكرك هاتفرحى اكمنه كان كابس على نفسك
أنطفأت أشراقتها وقالت مكلمنيش يعنى للدرجة دى مش فاضى 
كان لازم يسافر بسرعة مع العملاء في مشكلة في المينا ومفيش حد غيره هيعرف يحلها وتلاقيه مش عارف يكلمك وهو راكب معاهم
قالت بذبول وهي تنصرف للمطبخ طب ياعمى متشكرة انك قولتلى أروح اكمل الغدا مع طنط عفاف
جلس بجوار مريم بعد انصراف إيمان وقال لها بقولك أيه يا
مريم انا شايف ان مفيش داعى نستنى كتير أيه
رأيك نعمل الفرح أول ما عبد الرحمن يرجع
أنتفضت وهي تلتفت إليه قائلة لا يا عمى كده بدرى أوى 
قال بجدية بدرى على أيه انت ناسية انتوا هتعيشوا مع بعض ازاى
يعنى مش هتفرق بقى نعمل الفرح دلوقتى ولا بعدين كده ولا كده مش هيبقى في بينكوا تعاملات
قالت مريم بتوتر بس انا اخاڤ اقعد معاه في مكان واحد ده انا كنت مړعوپة وانا راكبة معاه العربية لوحدى
قال بثقة مټخافيش ميقدرش ېأذيكى بأى شكل من الأشكال هو عارفنى كويس وعارف انا ممكن اعمل فيه أيه 
حاولت أن تعترض بكلمات مبعثرة متلعثمة ولكنه قاطعها قائلا خلاص بقى يا مريم خلينا نخلص من الحكاية دى بدل مانتى كده على ذمة واحد پتكرهية خليكى تدخلى وتقعدى معاه شوية وبعدين تطلقى وتبدأى حياتك من جديد عاوز أطمئن عليكى يا بنتى ها قولتى أيه
قالت بخفوت معاك حق يا عمى التأجيل مالوش لازمة خلينا نخلص
جلس وليد أمام أبيه وهو يقول يابابا الكلام ده مالوش لازمة البنت عاجبانى وهاخطبها خلاص 
قال إبراهيم بانفعال أنت ناسى دى تبقى مين دى اخت هند اللى ابن عمك فسخ خطوبته منها والله أعلم عمل كده ليه
قال وليد ببرود ميهمنيش وبعدين انا قلت هاخطبها هو انا قلت هتجوزها
نظر له والده بتسائل نعم يعنى ايه
قال وليد بارتباك لا انا قصدى يعنى انى هخطبها واشوف أخلاقها لو طلعت كويسة نكمل طلعت غير كده يبقى خلاص 
يابنى مش عاوزين حاجة تفرق بينا وبين عمك وولاده ازاى بس هتيجى بينا كده هي واختها اللى كانت مخطوبة لابن عمك
قال وليد في تصميم يابابا انت مكبر الموضوع أوى دى مجرد خطوبة وخلاص وبعدين يعنى هو عبد الرحمن ومشاعره أهم عندك مني انا
قال إبراهيم في استنكار لله الأمر من قبل ومن بعد أنا عارفك لما بتحط حاجة في دماغك خلينى اقول لعمك واشوف هيتصرف ازاى 
وليد بلا مبالاة يتصرف في ايه بس أنا خلاص
دخلت بيتهم وقعدت مع امها وحددنا معاد كمان يومين ولا يرضيك ابنك يخلف وعده ويطلع عيل 
ربت حسين على كتف أخيه إبراهيم وقال بابتسامة هدى نفسك يا إبراهيم خلاص سيبه يعمل اللى هو عاوزه
ازاى بس الواد ده مخه طول عمره تاعبنى يا حسين ومش قادر عليه
[[-]]قال حسين مهدئا خلاص يا ابراهيم يخطبها هو حر هو اللى اختار سيبه على راحته علشان ميجيش بعد كده يقولك انت غصبت عليا
هتدخل العيله ازاى دى هي واختها طب وعبد الرحمن 
أبتسم حسين وقال بتفهم عبد الرحمن بيحب مراته يا ابراهيم ووجود هند من عدمه مش هيفرق معاه بلاش نعاند مع وليد وانا متأكد انه هيسيبها لوحده 
[[-]]جلس وليد بجوار علا وأمسك يدها وألبسها خاتم الخطبة الذهبى والذي حرصت علا على أن تنتقيه بسيط لتعطى انطباع لوليد عنها أنها قنوعة ولا تطمع في أمواله وانما وافقت على الخطبة من أجل مشاعرها تجاهه فقط لا غير!
ابنك اټجنن باين عليه بقى دول ناس نناسبهم
[[-]]وخزها بلطف قائلا مالناش دعوة يا فاطمة أحنا
جينا بس علشان منسيبوش لوحده لكن كده ولا كده كان هينفذ اللى في دماغه
مالت وفاء عليها قائلة بس يا ماما الناس بتبص اسكتى 
نظرت علا لوليد بدلال وقالت اومال عمك مجاش ليه هو وولاده هما مش موافقين على خطوبتنا
نظر لها نظرة جانبية وقال مفيش هو بس غلط غلطة كبيرة أوى في شغله حملنا بيها خساير كتيرة وكان لازم يتعاقب أصله مش صغير يعنى علشان يغلط غلطة زى دى ميغلطهاش موظف لسه جديد
قالت بصوت أشبه بالبكاء تعاطفا مع ولدها كلنا بنغلط يا ابو يوسف مش معقول علشان حاجة حصلت ڠصب عنه يتعامل بالشكل ده ده بقى لا بياكل ولا يشرب لحد ما خس وعدم 
رسم ابتسامة رضا على محياه قائلا خلاص يا عفاف علشان خاطرك انت هسامحه علشان تعرفى بس غلاوتك عندى ولو انى مبسامحش في الشغل أبدا
أبتسمت برضا قائلة ربنا يخاليك لينا يا حسين 
وخرجت بغير الوجه الذي دخلت به منذ قليل 
كانت مريم تمسك بجهاز التحكم وهي تشاهد التلفاز وتتقلب بين قنواته في ملل شديد أطفأته ونهضت لتذهب للشرفة لتجلس فيها قليلا رأته يتجول في الحديقة ويدور حول نفسه يدور كالنمر المحبوس بين قضبانه لا يجد مخرجا ظلت تنظر إليه بشرود وهي تتذكر كلماته اقعدى مع نفسك وانت تعرفى ان سمعتك كانت مټشوهة لوحدها اه صحيح انا نسيت اقولك انى كنت ماشى وراكى بالعربية انت وصاحبتك السفلة وشفتكوا وشفت كنتوا رايحين فين ومع مين 
جلست على المقعد في وجوم وهي تقول كنت ماشى ورايا ليه يا يوسف ولما شفتنى وانا طالعة معاهم ليه مجتش تاخدنى كنت همشى معاك والله 
فى نفس اللحظة كانت إيمان تتقلب في فراشها يجافيها النوم لقد تعودت على وجوده في المنزل كيف تنام بدونه نهضت ودخلت الغرفة التي ينام فيها دست جسدها تحت غطاءه
وتدثرت به وأغمضت عينيها وهي تستنشق عبيره الذي يملاء فراشه ووسادته وبدأت بالفعل في الاسترخاء حتى سمعت صوت هاتفها ألتقتت الهاتف ونظرت فيه وابتسمت عندما وجدت أسمه تضىء به شاشته ردت بلهفة
السلام عليكم 
أتاها صوته عبر الهاتف بشوق كبير
وعليكم السلام وحشتينى يا حبيبتى وحشتينى أوى
لم تستطع كلماتها أن تعبر عما يحمله قلبها فصمتت في خجل وشوق أتاها صوته مرة أخرى بشوق أكبر
هو انا كل ما اقولك حاجة تتكسفى كده أنا قلت وحشتينى يا حبيبى يعنى مش قصدى حاجة عيب انت دايما كده تفهمينى صح
أبتسمت ابتسامة كبيرة فتابع وكأنه
47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 74 صفحات