رواية ولكن تحت سقف واحد
شعره وقد احمر وجهه مما سمعه من كلمات لازعة أمام مريم
توقف بهما المصعد في الطابق الثانى فقال حسين بحنان متيجى تقعدى معايا بدل ما تطلعى تقعدى لوحدك فوق تلاقى ايمان عندنا دلوقتى
أومأت برأسها موافقة فلمح في عينيها التوتر والحيرة فقال عاوزه تسألى على حاجة
قالت بخفوت أيوه يا عمى عاوزه اعرف معنى الكلام اللى قلته تحت من شوية
زاغت نظراتها ولم ترد فقال وقد اتسعت أبتسامته أكثر طردته من الشركة وقلتلوا مالكش شغل عندى وكنت ناوى اسحب منه العربية بس خلاص طالما ممكن ينفعك بيها خليها معاه
شعرت مريم بشىء من الإرتياح عندما تخيلته وهو يطرد من عمله ويتكلم معه أبيه بهذه الطريقة المهينة وأمامها أيضا طرق الباب وفتحت له إيمان بابتسامتها المشرقة
قال حسين مداعبا هزرى براحتك علشان جايبلك خبر هيفرحك أوى
خبر أيه
قال بلامبالاة عبد الرحمن سافر بور سعيد وهيقعد كام يوم هناك
شعرت إيمان پصدمة وهي تقول سافر امتى ومقاليش ليه
أبتسم وهو يقول أنا كنت فاكرك هاتفرحى اكمنه كان كابس على نفسك
أنطفأت أشراقتها وقالت مكلمنيش يعنى للدرجة دى مش فاضى
قالت بذبول وهي تنصرف للمطبخ طب ياعمى متشكرة انك قولتلى أروح اكمل الغدا مع طنط عفاف
جلس بجوار مريم بعد انصراف إيمان وقال لها بقولك أيه يا
مريم انا شايف ان مفيش داعى نستنى كتير أيه
رأيك نعمل الفرح أول ما عبد الرحمن يرجع
قال بجدية بدرى على أيه انت ناسية انتوا هتعيشوا مع بعض ازاى
يعنى مش هتفرق بقى نعمل الفرح دلوقتى ولا بعدين كده ولا كده مش هيبقى في بينكوا تعاملات
قالت مريم بتوتر بس انا اخاڤ اقعد معاه في مكان واحد ده انا كنت مړعوپة وانا راكبة معاه العربية لوحدى
قال بثقة مټخافيش ميقدرش ېأذيكى بأى شكل من الأشكال هو عارفنى كويس وعارف انا ممكن اعمل فيه أيه
قالت بخفوت معاك حق يا عمى التأجيل مالوش لازمة خلينا نخلص
جلس وليد أمام أبيه وهو يقول يابابا الكلام ده مالوش لازمة البنت عاجبانى وهاخطبها خلاص
قال وليد ببرود ميهمنيش وبعدين انا قلت هاخطبها هو انا قلت هتجوزها
نظر له والده بتسائل نعم يعنى ايه
قال وليد بارتباك لا انا قصدى يعنى انى هخطبها واشوف أخلاقها لو طلعت كويسة نكمل طلعت غير كده يبقى خلاص
يابنى مش عاوزين حاجة تفرق بينا وبين عمك وولاده ازاى بس هتيجى بينا كده هي واختها اللى كانت مخطوبة لابن عمك
قال وليد في تصميم يابابا انت مكبر الموضوع أوى دى مجرد خطوبة وخلاص وبعدين يعنى هو عبد الرحمن ومشاعره أهم عندك مني انا
قال إبراهيم في استنكار لله الأمر من قبل ومن بعد أنا عارفك لما بتحط حاجة في دماغك خلينى اقول لعمك واشوف هيتصرف ازاى
وليد بلا مبالاة يتصرف في ايه بس أنا خلاص
دخلت بيتهم وقعدت مع امها وحددنا معاد كمان يومين ولا يرضيك ابنك يخلف وعده ويطلع عيل
ربت حسين على كتف أخيه إبراهيم وقال بابتسامة هدى نفسك يا إبراهيم خلاص سيبه يعمل اللى هو عاوزه
ازاى بس الواد ده مخه طول عمره تاعبنى يا حسين ومش قادر عليه
[[-]]قال حسين مهدئا خلاص يا ابراهيم يخطبها هو حر هو اللى اختار سيبه على راحته علشان ميجيش بعد كده يقولك انت غصبت عليا
هتدخل العيله ازاى دى هي واختها طب وعبد الرحمن
أبتسم حسين وقال بتفهم عبد الرحمن بيحب مراته يا ابراهيم ووجود هند من عدمه مش هيفرق معاه بلاش نعاند مع وليد وانا متأكد انه هيسيبها لوحده
[[-]]جلس وليد بجوار علا وأمسك يدها وألبسها خاتم الخطبة الذهبى والذي حرصت علا على أن تنتقيه بسيط لتعطى انطباع لوليد عنها أنها قنوعة ولا تطمع في أمواله وانما وافقت على الخطبة من أجل مشاعرها تجاهه فقط لا غير!
ابنك اټجنن باين عليه بقى دول ناس نناسبهم
[[-]]وخزها بلطف قائلا مالناش دعوة يا فاطمة أحنا
جينا بس علشان منسيبوش لوحده لكن كده ولا كده كان هينفذ اللى في دماغه
مالت وفاء عليها قائلة بس يا ماما الناس بتبص اسكتى
نظرت علا لوليد بدلال وقالت اومال عمك مجاش ليه هو وولاده هما مش موافقين على خطوبتنا
نظر لها نظرة جانبية وقال مفيش هو بس غلط غلطة كبيرة أوى في شغله حملنا بيها خساير كتيرة وكان لازم يتعاقب أصله مش صغير يعنى علشان يغلط غلطة زى دى ميغلطهاش موظف لسه جديد
قالت بصوت أشبه بالبكاء تعاطفا مع ولدها كلنا بنغلط يا ابو يوسف مش معقول علشان حاجة حصلت ڠصب عنه يتعامل بالشكل ده ده بقى لا بياكل ولا يشرب لحد ما خس وعدم
رسم ابتسامة رضا على محياه قائلا خلاص يا عفاف علشان خاطرك انت هسامحه علشان تعرفى بس غلاوتك عندى ولو انى مبسامحش في الشغل أبدا
أبتسمت برضا قائلة ربنا يخاليك لينا يا حسين
وخرجت بغير الوجه الذي دخلت به منذ قليل
كانت مريم تمسك بجهاز التحكم وهي تشاهد التلفاز وتتقلب بين قنواته في ملل شديد أطفأته ونهضت لتذهب للشرفة لتجلس فيها قليلا رأته يتجول في الحديقة ويدور حول نفسه يدور كالنمر المحبوس بين قضبانه لا يجد مخرجا ظلت تنظر إليه بشرود وهي تتذكر كلماته اقعدى مع نفسك وانت تعرفى ان سمعتك كانت مټشوهة لوحدها اه صحيح انا نسيت اقولك انى كنت ماشى وراكى بالعربية انت وصاحبتك السفلة وشفتكوا وشفت كنتوا رايحين فين ومع مين
جلست على المقعد في وجوم وهي تقول كنت ماشى ورايا ليه يا يوسف ولما شفتنى وانا طالعة معاهم ليه مجتش تاخدنى كنت همشى معاك والله
فى نفس اللحظة كانت إيمان تتقلب في فراشها يجافيها النوم لقد تعودت على وجوده في المنزل كيف تنام بدونه نهضت ودخلت الغرفة التي ينام فيها دست جسدها تحت غطاءه
وتدثرت به وأغمضت عينيها وهي تستنشق عبيره الذي يملاء فراشه ووسادته وبدأت بالفعل في الاسترخاء حتى سمعت صوت هاتفها ألتقتت الهاتف ونظرت فيه وابتسمت عندما وجدت أسمه تضىء به شاشته ردت بلهفة
السلام عليكم
أتاها صوته عبر الهاتف بشوق كبير
وعليكم السلام وحشتينى يا حبيبتى وحشتينى أوى
لم تستطع كلماتها أن تعبر عما يحمله قلبها فصمتت في خجل وشوق أتاها صوته مرة أخرى بشوق أكبر
هو انا كل ما اقولك حاجة تتكسفى كده أنا قلت وحشتينى يا حبيبى يعنى مش قصدى حاجة عيب انت دايما كده تفهمينى صح
أبتسمت ابتسامة كبيرة فتابع وكأنه