الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية ولكن تحت سقف واحد

انت في الصفحة 53 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز

أحلام بضعف مفيش يابنتى مفيش 
والتفتت إليها قائلة أحكيلى ومټخافيش أخوكى عاوز يطلق مراته ليه
نظرت إيمان إلى مريم التي كانت تنظر إلى امها ودموعها تنهمر في صمت شديد ثم أعادت النظر إلى والدتها وهي تقول
هي مريم محكتلكيش حاجة
ربتت أحلام على ظهرها وهي تقول يابنتى قلتلك قوليلى ومتقلقيش مني أنا خلاص مبقاش مني قلق مش عاوزه حاجة من الدنيا غير سعادتكوا وستركوا وبس 
أختلت أحلام بنفسها في غرفة إيهاب وهي تبكى على حالها وماوصلت إليه مريم بسبب سوء تربيتها وبسبب أهمالها لهم جميعا لماذا ظلت تلك السنين العجاف تكذب وتنمى فيهم كره أعمامهم بالباطل
وهي تعلم أن كلامها غير صحيح هل هو داعى الأنتقام الذي كان يسيطر عليها أم هو غبائها الذي أوقف عقلها في لحظة من اللحظات وصدقت كلام فاطمة وهربت بالأولاد 
عادت بذاكرتها سنوات طويلة وتذكرت لحظة دخول فاطمة عليها هي وعفاف ويظهر على وجههما علامات
الفزع الذي كان مسيطر بشكل أكبر على وجه عفاف التي أخبرتها بأن فاطمة سمعت حوارا بين إبراهيم وحسين وعاملين عندهما في المصنع يخبروهما بأنهما يعلما أن علاقاتها بعصام قائمة من قبل أن يتوفى زوجها علي
بسنوات 
وأنه كان يراه بصفة مستمرة يصعد شقتها في وقت غياب زوجها ولا ينزل إلا بعد ساعات وانه كان عندها بالأمس وغادر بعد حلول الظلام وأكدت فاطمة على أن حسين وإبراهيم صدقا العاملين وبدءا يتشاوران بأمر الأولاد هل هم أولاد علي أم لا وقالت فاطمة بړعب عندنا في الصعيد اللى بيشكوا فيها بېقتلوها هي وولادها ومحدش بيعرفلهم طريق ومتنسيش ان علي كان بيشك فيكى في حياته وكان بيقول كده لحسين علشان كده كان سهل ان حسين وابراهيم يصدقوا العمال دول 
تذكرت وجه عفاف الذي كان يحمل كل معانى الخۏف والذعر على زوجها وهي تقول انا مش عاوزه جوزى يروح في داهية انا ماليش غيره في الدنيا أرجوكى يا أحلام خدى الفلوس دى واختفى شوية زى ما فاطمة اقترحت لحد بس ما براءتك تبان وبعدين ابقى ارجعى هنا تانى 
لو لم تكن فاطمة أعطتها أمارة بأن عصام كان عندها بالأمس فلم تكن لتصدق ولكنه بالفعل كان عندها بالأمس وغادر بعد حلول الظلام معنى هذا انها مراقبة ولكن هي بريئة لم تكن هذه العلاقة قائمة قبل ۏفاة زوجها كان مجرد شك من زوجها فقط ربما كانت هي التي زرعت الشك بتصرفاتها لتجعله متعلق بها دائما ولتشعل ڼار غيرته بشكل دائم كانت تظن انه بذلك سيظل يحبها وسيظل بقربها ولكنها لم تخنه أبدا تعرفت على عصام قبل ۏفاة علي ولكن كانت علاقتهما عادية نعم هو صارحها بحبه ولكنها كانت تصده بطريقتها التي تجعله يتشبث بالأمر اكثر نعم لو كانت بريئة مائة بالمائة لكانت دافعت عن
نفسها بكل ما تأتى لها من أدلة فهى بطبيعتها ليست ضعيفة ولا مستكينة ولكنها هي نفسها تشك ببراءتها الكاملة فكيف هم سيصدقونها 
وفى الحال جمعت ما لديها من متاع وأموال وهربت مع عصام الذي أخبرته الأمر في عجالة وخاف هو ايضا على حياته وهرب معها قالت أمام البواب بصوت مسموع اطلع على المطار يا اسطى وحجز لها عصام التذاكر على بلد لم يفكرا بالذهاب إليها أبدا في يوم من الأيام وكان كل هذا تدبير الخۏف لا تدبيرهم هم 
[[-]]أستفاقت من ذكرياتها وهي ټضرب الفراش بقبضتها وتقول لو كنت سليمة ساعتها وواثقة من تصرفاتى ومن أنى ست محترمة بجد مكنتش صدقتها بغبائى 
كانت واجمة وهي تقول مكفاكيش يا فاطمة اللى عملتيه كمان جاية تخربى بيت ولادى لا ده انت حسابك تقل اوى 
[[-]]هى التي دفعته دفعا إليها واتخذت نفس سبيل والدتها التي اتخذته منذ سنوات لجأت إلى أشعال الغيرة في قلبه وحرثت قلبه بعناية وبذرت فيه بذور الشك وروتها بطريقتها الخاصة حتى نبتت فكانت هي أول من أكلت حصاده المر 
[[-]]وفى المساء وبعد صلاة العشاء بقليل طرق حسين بابهم وبصحبته أبناؤه جميعا عبد الرحمن يوسف و فرحة لم يكن إيهاب قد عاد من الخارج بعد أستقبلتهم إيمان ومريم وكاد عبد الرحمن أن يعانق زوجته ولكنه تماسك أمام أبيه وأخوته وصافحها بحرارة ولكنه لم يستطع أن يترك يدها طواعية ولكنها سحبت يدها بهدوء وأقبلت على فرحة وعمها خرجت أحلام إليهم وقف حسين وهو ينظر إليها
وكأنه قد عادت به السنوات في لحظة واحدة وكأن تلك اللحظات لم يمر عليها سوى شهور قليلة قطعت هي صمته قائلة بترحاب 
اهلا وسهلا يا حاج نورت 
أومأ برأسه في وقار اهلا وسهلا حمد لله على السلامة
أشارت لهم وهي تقول أتفضلوا يا جماعة البيت بيتكم
لم يتحدث حسين معها كثيرا ولكنه شعر بتغير قد طرأ عليها نظرتها بها الكثير من الأمتنان
هذه ليست أحلام المتجبرة وكأنها قد كسرت غطرستها فجأة هل هو تقدم العمر أم شيئا آخر!
لم يكن عبد الرحمن يجلس بينهم بل كان يغوص في عيون زوجته وكأنه يتحدث معها بلغة العيون وهنا قالت فرحة بلهفة
اومال فين ايهاب
قالت إيمان وهي تحاول تحاشي نظرات زوجها خرج ولسه مرجعش
نهضت فرحة وقالت لمريم عاوزاكى شوية يا مريم وهمست لها ممكن تودينى أوضة ايهاب
أومأت لها مريم موافقة وأخذتها وأدخلتها غرفته طلبت منها فرحة أن تتركها في غرفته قليلا وحدها وأغلقت الباب خلفها 
تحدث الحاج حسين إلى أحلام قائلا أخبارك ايه يا أم ايهاب
أحلام الحمد لله يا حاج أحنا كويسين طول ما انتوا كويسين
ثم نظرت إلى يوسف وقالت پانكسار وكانها ترجوه إن شاء الله الفرح في معاده
قال يوسف بحسم إن شاء الله في معاده
نهضت إيمان
وهي تقول ثوانى هعمل الشاى يا عمى
وتوجهت إلى المطبخ تبعتها نظرات عبد الرحمن وتحرك في مكانه في لهفة ولكنه لم يقم بعد لاحظت أحلام ذلك فقالت له بأبتسامة 
أدخل لمراتك يابنىه
أقترب منها مرة أخرى قائلا يعنى ينفع تسبينى انا 
أبتعدت مرة أخرى وهي تقول بعتاب وبعدين
يا عبد الرحمن ممكن مريم أو ماما يدخلوا فجأة
نظر في عينيها في تمعن قائلا لا الحكاية مش كده أنت اللى مش عاوزانى أقرب منك طب انا عملت أيه مزعلك مني قوليلى
شعرت إيمان بالإحراج من أن تتحدث في الموضوع مرة أخرى فقالت صدقنى مفيش حاجة أنا بس مش هينفع أسيب اخواتى لوحدهم
قال عبد الرحمن بضيق يعنى مش هترجعى معايا إلا بيهم 
أومأت برأسها قائلة متزعلش بس كمان ماما لسه واصلة النهاردة مينفعش أمشى واسيبها
أطرق برأسه وقال بحنق براحتك يا ايمان
تملكت الدهشة من يوسف عندما سمع مريم تناديه وتقول له بارتباك لو سمحت يا يوسف عاوزاك لحظة
خرج إليها ووقف أمامها متسائلا فقالت في خفوت وبملامح هادئة أنا بعفيك من جوازك مني 
الفصل السادس والعشرون
أنا بعفيك من جوازك مني 
تفحص ملامحها الهادئة فى سكون يحاول أن يستشف ما خلفها وقال
مش فاهمك
أحتفظت بملامحها الهادئة وهى تقول له
زى ما سمعت أنت عملت اللى عليك وكتبت كتابى مش مطلوب منك اكتر من كده أنا خلاص بقى معايا قسيمة جواز ولما تطلقنى هيبقى معايا قسيمة طلاق وكل واحد فينا يبدأ حياته صح أعتقد انك فهمتنى
مسح على رأسه وقال فى توتر بالغ
بس
52  53  54 

انت في الصفحة 53 من 74 صفحات