رواية ولكن تحت سقف واحد
انا مش هطلق
نظرت له بدهشة وتساؤل فأردف على الفور بارتباك
قصدى يعنى مش هطلق دلوقتى المفروض اننا نعمل فرح ونعيش مع بعض قدام الناس وبعدين نبقى نطلق وبعدين فى حاجة مهمة عرفتها عن سلمى والبيت اللى قلتى انه بيتها لازم اقولك عليها
قاطعته رافضة لحديثه
لو سمحت ده مش موضوعنا دلوقتى ومن فضلك توافق علشان
أيه يابنى فينك من بدرى
إيهاب
معلش كنت مع واحد صاحبى أنت هنا من أمتى
قالت مريم بسرعة
عمى
حسين هنا وقاعد جوه مع ماما
طرق الباب المفتوح ودخل إليهما رحب به عمه وعانقه وعاتبه قائلا
أنا زعلان منك أوى يا إيهاب كده برضة متعمليش اعتبار وتاخد اخواتك وتمشى
معاك حق يا عمى انا غلطان معلش انا أصلى كنت ڠضبان جدا ساعتها مقدرتش استنى وبعدين انا مشيت لوحدى وهما جم ورايا
[[-]]ربت حسين على كتفه قائلا
أنا عذرك يابنى بس مراتك ملهاش ذنب دى برضة لسه صغيرة واتفاجأت زى ما يوسف قالك كان لازم تديها فرصة تتكلم مش تمشى كده وتسيبها
توتر ايهاب قليلا فهو مخطأ فعلا ولكن هذا لا يغير شىء فى الأمر فقال
وهنا نهضت أحلام واقفة قبالته وقالت
لا يا ايهاب لو اللى بتحكيلها صورتلها الموضوع على أنكم عارفين وعارفة كويس أوى هى بتعمل أيه الكلام هيخيل على بنت صغيرة ملهاش خبرة زى فرحة مراتك
[[-]]نظر لها حسين متعجبا منها لقد كان يتوقع أن تدافع عن هذه الزيجة بكل ما تملك ولكن طريقة حديثها هى التى أدهشته كانت تتكلم كما لو كانت امرأه عاقلة تريد أن تحافظ على بيت ولدها لا لشىء إلا لرأب صدع حياته الزوجية فقط
الكلام ده لو هى متعرفش طنط فاطمة كويس لكن هى عارفاها
قالت والدته بثقة
لا يابنى إذا كنت انا كنت كبيرة وواعية وعندى خبرة كفاية فى الدنيا وصدقت فاطمة من أكتر من عشرين سنة
وأشارت للحاج حسين وقالت
واسأل عمك
نظر لها إيهاب بدهشة قائلا
أنت مقلتلناش حاجة عن الموضوع ده
نظر لها حسين بحدة قائلا
من فضلك يا ام ايهاب مش عاوز كلام فى أى حاجة فاتت ده لا من صالحك ولا من صالح أى حد فينا ولا هيحقق أى نتيجة
لاء يا حاج هيحقق وانا متأكدة ان إيهاب هيعذر فرحة لما يعرف ان اللى ضحكت عليها هى نفسها اللى ضحكت على امه من سنين
ألتفتت إلى إيهاب وقالت بحسم
من غير دخول فى تفاصيل مالهاش لازمة فاطمة حطت السم فى ودن مراتك وخلتها متلخبطة زى ما حطت السم فى ودانى من سنين وخلتنى اخدكوا واهرب
قال فى حيرة
كادت نظرات حسين أن تخترقها محذرة إياها من الدخول فى تفاصيل فقالت
ولا حاجة فهمتنى ان اعمامك هيخدوا ولادى مني ومش هيخلونى اشوفكم مدى الحياة وادتنى فلوس اهرب بيها منهم وانا صدقتها بمنتهى الغباء
ربت حسين على كتفه بحنان قائلا
مراتك بتحبك يا إيهاب حتى يا سيدى لو غلطت سامحها ده ربنا بيسامح مش من أول غلطة كده تسيب البيت وتمشى
أطرق برأسه متفهما هو يعلم أنها تحبه بل تعشقه لاحظت أحلام بوادر
الأقتناع على وجهه فقالت بهدوء
مراتك فى اوضتك جوه ادخلها عاوزه تتكلم معاك أديها فرصة تتكلم براحتها
خرج ايهاب ونظر إلى يوسف ومريم يقفان أمام بعضهما وكأن على رؤوسهما الطير صمت مطبق
تركهما وتوجه إلى غرفته وقف مترددا بعض الشىء
ثم فتح الباب ودخل تعلق بصره بفرحة وهى نائمة على فراشه كانت ترتدى ملابس نومه فوق ملابسها وتلف ذراعيها حول نفسها وكأنها تتخيله يعانقها تبدو كمهرجين السيرك بالملابس الكبيرة التى تتدلى منها لفرق الطول بينهما ووجنتيها وأنفها حمراء للغاية من
زعلانه منك أوى زعلانه زعلانه زعلانه
وهو يضحك
كان الحاج حسين يقول لأحلام بثقهة فى تلك اللحظة
عارفة لو كنت كلمتينى وقولتيلى على مكانهم وقولتيلى جوزهم لولادى كنت هقولك وانا كمان ناوى على كده من غير ما تتعبى نفسى وتدفعى فلوس لهند وتقعدى تتجسى علينا عن طريقها
أشاحت أحلام بوجهها وقالت
معلش يا حاج تفكيرى كان مختلف ساعتها مكنتش اعرف انك هتستقبلهم كده ولا هتعاملهم المعاملة دى
ضړب حسين الأريكة بجواره بخفة وهو يقول بسخرية
ومخفتيش بقى لما تقوليلى على مكانهم انى أقتلهم ولا قلتى الراجل كبر وعجز
قالت فى شرود
لا يا حاج أنا متابعة أخبارك كويس متنساش انى كنت عايشة فى مصر لحد ما ايهاب وإيمان خلصوا ثانوى وكنت متابعه كل حاجة من بعيد بس مكنتش عارفة أوصل للى كنت بتفكر فيه من ناحية ولادى حتى لما اتأكدت انك مش هتفكر تأذيهم مقدرتش اقولك على مكانهم ولما جوزى جاتله سفرية وأضطرينا نسافر والولاد مرضيوش يسافروا معايا كنت مطمنة انك حتى لو لقيتهم مش هتأذيهم كل اللى كنت خاېفة منه ساعتها انك تشوه سمعتى قدامهم وتحكيلهم على عصام
تابع هو بتهكم
وكنت عاملة حسابك ساعتها انى حتى لو شوهت صورتك فانت من قبليها وانت مشوها صورتنا وقايله علينا اننا سرقنا ميراث ابوهم يعنى شىء طبيعى اننا نفترى عليك مش كده يا أحلام
أومأت برأسها وقالت
مش هكدب الكلام ده حصل لكن دلوقتى الوضع اختلف
حسين
وأيه اللى خلاه اختلف
قالت فى امتنان
موقفك مع مريم انت وابنك يوسف وشهامتكوا معانا
قال فى شك وحذر
موقف أيه
قالت فى ضعف
انا عارفة انك مبتحبش تفتح
كلام فى الحكايات اللى زى دى
علشان كده انا مش هتكلم أكتر من انى اشكرك انت وابنك اللى عملتوه مع بنتى محدش يعمله
قاطعهم دخول يوسف وهو يقول حائرا
عبد الرحمن نزل من غير ما يقول لحد وبكلمه مبيردش
خطى الحاج حسين خطوات للخارج وهو يبحث بعينيه عن إيمان قائلا
[[-]]اومال فين إيمان
قالت مريم وهى تستدير
هشوفها فى المطبخ
دخلت مريم على اختها فوجدتها تبكى وقد أغرورقت عيناها بالدموع فقالت فى قلق
كفاية بقى يا ايمان كفاية تعالى عمك عايزك ضرورى
جففت دموعها وخرجت بجوار مريم وقفت أمام عمها وقالت
[[-]]نعم ياعمى حضرتك عاوزنى
قال فى حنان
انت كنت بتعيطى بس خلاص انا كده عرفت
رفعت رأسها إليه بتسائل فقال
عبد الرحمن خلص كلامه معاكى ومشى مش كده
أومأت برأسها وهى تمنع نفسها من البكاء مرة أخرى فقال
خلاص هو تلاقيه روح البيت أصله جاى من سفر وزمانه هلكان عاوز يرتاح
[[-]]قالت أحلام فى حسم
طيب يالا يا إيمان روحى بيتك مع عمك
والتفتت إلى مريم قائلة
ولو عاوزه تروحى معاهم يا مريم روحى
حركت رأسها نفيا وقالت
لا يا ماما انا هقعد معاكى شوية لو إيمان عاوزه تروح تروح هى
ايمان
لا انا كمان عاوزه اقعد مع ماما شوية انا هدخل اشوف ايهاب
تحركت ايمان ودخلت إلى غرفة أخيها ونسيت أمر فرحة تماما فتحت الباب فجأة ثم أشاحت بوجهها وهى تبتسم فى خجل فدفع إيهاب فرحة بعيدا عنه وهو يقول بمرح
أبتسمت إيمان رغم ما تعانيه وقالت بمكر
ها هتروح مع عمى وفرحة
تصنع ايهاب التفكير وهو يقول
بصى يا ايمان أنت اختى وكل حاجة بس بصراحة يعنى هروح طبعا
أوقفته فرحة وهى تضحك وتقول
طب استنى لما اقلع الهدوم دى بدل ما انا عاملة