الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة نور زيزو الجزء الأول

انت في الصفحة 32 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز

سعيد به وأخبره بصدور أمر أعتقاله والشرطة تبحث عنه ففر هارب بعيدا عن أنظار الجميع وهو يتواعد بالأنتقام من إلياس بعد أن فقد كل ما يملك حبيبته وأطفاله ولا يوجد ما يخسره 
بحث عنه في كل شركته وفيلته ومزرعته ولا يوجد أثر له رن هاتفه بأسم أثير فأجابها بملل 
أيوة يا أثير
إلياس دموع مرجعتش من المدرسة لحد دلوقتي وماما بتقول أنها مركبتش الباص مع البنات 
أتسعت عيناه على مصراعيها پصدمة وهو ينظر لساعته يجدها التاسعة مساءا وموعد عودتها الثانية ظهرا مر سبعة ساعات ولم تعود أنزل يده بالهاتف پصدمة وهو يتذكر هروب معتصم وأنتشار خبر انه مطلوب القبض عليه 
تاااابع 
البارت التاسع عشر تحت عنوان وفأة قلب 
خرج من مكتبه كالمچنون بعد أن أخبرته أخته بتلك الکاړثة أوقفه صديقه وهو يقول 
إلياس باشا أنا جمعت الأدلة زي ما طلبت وطلعت قبض بالقبض عليها
أجابه إلياس بأستعجال دون أهتمام وهو يسرع للخارج قائلا 
ماشي
وركب سيارته وقاد پجنون لا يعلم أين يذهب للبحث عنها ولكنه لا يستطيع الأنتظار والتوقف عن البحث
عنها يريد عودتها سالمة فقط 
هتفت جميلة بهدوء وهي تجلس علي الأريكة قائلة 
برضو مش هتتصل تطمن عليها وتشوف أبنك لاقاها ولا لا
ترك فنجان الشاي الساخن من يده بزفر وهتف بضيق 
هو أبنك كان أستأذني لما راح خطبها ولا حتي وهو بيقول للناس دي خطيبتي رايح يخطب عيلة
هتفت أثير بشفقة عليه قائلة 
بس بيحبها يا بابا لو شوفت عيناه وهي بتبص عليها مش بتقول بحب بس دي بتقول بحب وعاشق ودايب حرام نقف قدام سعادته بعد ما رجع للحياة ومتنساش أن محدش عدله وبعده عن الخمر والسهر غير دموع
قهقه ضاحكا بسخرية ثم هتف وهو يرمقها بنظرة حادة قائلا 
اه عشان رقاصة وأخوكي أهبل مش فاهمة آن كل ده هي بترسمه عليه عشان يتجوزها بس ده بعدها
حرام عليك ياحبيب البت بريئة جدا وعمرها ما أختلطت بالعالم وشاطرة في دراستها جدا بقالها سنة
في المدرسة مفيش مدرس ولا طالبة أشتكي منها وكلهم بيشكروا في أدبها وهدوءها غير تفوقها 
قالتها جميلة بحزم شديد مدافعة عن هذه الطفلة في غيابها ثم هتفت تكمل حديثها قائلة 
وبصراحة
كدة آنا موافقة أجوزها لأبني أنا متعلمة ومتحضرة وفاهمة أن طبيعيتها طيبة وقلبها أبيض وكل اللي حصلها مجرد تواجدها في ظروف نشأة زي دي والدليل آن
البنت عندها طموح أنها تبقي دكتورة وبدأت تصلي مع أثير وأن شاء الله ربنا هيهديها أكتر وتلبس الحجاب ومتأكدة بقي أنها تستاهل إلياس وكفاية عليا سعادته وفرحته بوجودها
عقد حاجيبه بضيق وقال بضجر 
قصدك آني انا اللي متخلف عشان معارض الجوازة دي أنتي مش فاهمة آن البنت لسه في سن المراهقة واحتمل تعلقها بيه كل ده بدافع حنان الاب مش شايفه كرجل
أبتسمت أثير بسعادة وهي تعطيه فنجان الشاي مجددا وهتفت بعفوية 
لا يا بابا صدقني دموع حبها لإلياس حب نقي جدا وصادق المشاعر
زفر بضيق من حديث أبنته وزوجته من تكرار طلب موافقته علي زواجهما ثم دلف إلي مكتبه هاربا منهما 
ظلت تبكي وهي جالسة علي الأريكة الخشبية أمام النيل وتمسك بيدها ورقة وتغلق قبضتها عليها بقوة مرتدية ملابسها التي ذهبت للأمتحان بها صباحا بنطلون جينز وتيشرت بكم وبلطو جلدي وحول عنقها وشاح صوف وترتدي علي رأسها طاقية صوف وردية اللون وشعرها مسدول علي ظهرها وتتذكر كيف لم تأتي حنين إلى الأمتحان وحين ذهبت إلي بيتها بعد الأمتحان 
حنين ماټت أمبارح يا دموع 
قالتها والدة حنين وهي تبكي علي فراق أبنتها صدمت دموع من جملتها ف حنين صديقتها الوحيدة التي تمتلكها بعد ان جاءت إلى القاهرة 
حنين سابتلك الورقة دي كانت بتحبك أووي يادموع 
قالتها أخت حنين وهي تعطيها الورقة وهي مازالت في صډمتها أخذتها وخرجت من المنزل پصدمة ألجمتها حتي أنها لا تشعر بقدمها إلى أين تأخذها 
فتحت الورقة مجددا وهي جالسة علي النيل وتري هاتفها بجوارها يرن بأسمه وهي تبكي بقوة دموع حبيبتي طالما أنتي بتقرأي الورقة دي دا معناها أني مشيت وسيبتك أنا عارفة أنك مصډومة جدا من الخبر وأتصدمتي أكتر لما عرفتي مرضي اللي خبيته عنك ايوة فعلا آنا كان عندي سړطان مټخافيش كدة آنا دلوقتي في مكان جميل أووى وهراقبك من هناك لازم تحققي هدفك وحلمك وتبقي دكتورة قد الدنيا وتعالجي الناس عشان أنتي بقلبك ده مينفعش تكوني غير دكتورة أوعي تتنازلي عن حبك يادموع حتي لو باباه معارض والدنيا كلها معارضة مادام أنتوا الأتنين بتحبوا بعض وعايزين بعض أوعي تسيبيه عشان ترضي الناس ارضي قلبك ونفسك أوعي تظالمي نفسك آو تيجي عليها أنا هكون معاكي في كل لحظة يادموع عايزة أشوفك بالأبيض في بلطو الدكتورة وفستان فرحك متزعليش يا دموع أني مشيت
من غير ما أودعك ڠصب عني مكنتش أعرف أن الوقت جه خليك مع إلياس يادموع وحققي حلمك معاه دي أمنيتي الوحيدة أنا كمان أنك تحققي كل أحلامك حنين
ظلت تبكي وهي تقرأ الرسالة أكثر من مرة حتي أنفجرت باكية بصوت عالي والجميع ينظر عليها بشفقة وتساؤل ماذا حدث وفضول شديد 
ظل يتصل بها مرارا وتكرارا وهي لا تجيب عليه فتح برنامج التعقب وتعقب تليفونها وقاد مسرعا الي مكانها 
أوعي تتنازلي عن حبك يادموع ظلت تكرر تلك الكلمة علي لسانها وهي تنظر للورقة وضعت هاتفها في جيبها مع الورقة ووقفت من مكانها تركض بسرعة چنونية مع خفة جسدها تريد الذهاب له الأن وتتشبث به ولا تتركه حتي لو طلب والده والعالم بأكمله ذلك فهي لن تتركه ولن تتنازل عنه مهما حدث فهو وحده من تبقي لها لا أب ولا أخ ولا أم ولا صديقة ولا عائلة ولا أحد سواه هو ظلت تمسح دموعها بأنامله وهي تركض 
وصل إلى مكانها ولم يجدها تتبع الهاتف ورأها قريبة منه ركض كالمچنون وهو ينظر بهاتفه عن طرق مختصر ليصل لها سريعا وقفت دموع علي حافة الطريق تنتظر الاشارة لكي تتوقف السيارات وهي تضع يديها الأثنين علي ركبتها وتتنفس بصعوبة من الركض فتحت الإشارة للمشاة ورأته يقف علي الحافة الأخري ينظر لها نظرت له وهي تخطي نحوه خطوات ثابتة محدثة نفسها بسرية 
أنا مستحيل أسيبك همسك فيك وهفضل في حضنك مستحيل أبعد عنك أنا بحبك ومقدرش أعيش
وصلت لمنتصف الطريق وهي تنظر عليه وتحدث نفسها ثم ركضت فجأة بسرعة نظر عليها وهي تركض نحوه كاد أن يتحدث ظل ذراعيه مفتوحين في الهواء أمامه بذهول من فعلتها وهو ينظر حوله على الناس وهم ينظروا عليهم ويبتسموا هتف بخفوت شديد 
دموع 
بترت الحديث من فمه وهي تردف بترجي 
خلينا كدة شوية بلييييز متبعدش عني
سألها بخفوت شديد 
هنا في الشارع ياحبيبتي 
هزت رأسها فوق صدره بقوة بإيجاب ثم هتفت بطفولية 
آه عمه متسبنيش زي حنين
سألها بهدوء شديد وهو يربت على ظهرها برفق قائلا 
هي حنين مشيت راحت فين 
عادت للبكاء مجددا وبدأت ترتجف بين ذراعيه وهي تروى له ما حدث فأربت عليها بحنان يدري أنها الأن تحتاج بأن يطمئنها بأنه لم يرحل بعيدا عنها ويحتوي خۏفها وحزنها ويداويهم بمؤاساتها 
نزلت نارين من البوكس مع العساكر والأصداف الحديدية في يديها تكبت
31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 46 صفحات