رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة نور زيزو الجزء الأول
سعيد به وأخبره بصدور أمر أعتقاله والشرطة تبحث عنه ففر هارب بعيدا عن أنظار الجميع وهو يتواعد بالأنتقام من إلياس بعد أن فقد كل ما يملك حبيبته وأطفاله ولا يوجد ما يخسره
بحث عنه في كل شركته وفيلته ومزرعته ولا يوجد أثر له رن هاتفه بأسم أثير فأجابها بملل
أيوة يا أثير
إلياس دموع مرجعتش من المدرسة لحد دلوقتي وماما بتقول أنها مركبتش الباص مع البنات
تاااابع
البارت التاسع عشر تحت عنوان وفأة قلب
خرج من مكتبه كالمچنون بعد أن أخبرته أخته بتلك الکاړثة أوقفه صديقه وهو يقول
أجابه إلياس بأستعجال دون أهتمام وهو يسرع للخارج قائلا
ماشي
وركب سيارته وقاد پجنون لا يعلم أين يذهب للبحث عنها ولكنه لا يستطيع الأنتظار والتوقف عن البحث
عنها يريد عودتها سالمة فقط
هتفت جميلة بهدوء وهي تجلس علي الأريكة قائلة
برضو مش هتتصل تطمن عليها وتشوف أبنك لاقاها ولا لا
هو أبنك كان أستأذني لما راح خطبها ولا حتي وهو بيقول للناس دي خطيبتي رايح يخطب عيلة
هتفت أثير بشفقة عليه قائلة
بس بيحبها يا بابا لو شوفت عيناه وهي بتبص عليها مش بتقول بحب بس دي بتقول بحب وعاشق ودايب حرام نقف قدام سعادته بعد ما رجع للحياة ومتنساش أن محدش عدله وبعده عن الخمر والسهر غير دموع
اه عشان رقاصة وأخوكي أهبل مش فاهمة آن كل ده هي بترسمه عليه عشان يتجوزها بس ده بعدها
حرام عليك ياحبيب البت بريئة جدا وعمرها ما أختلطت بالعالم وشاطرة في دراستها جدا بقالها سنة
في المدرسة مفيش مدرس ولا طالبة أشتكي منها وكلهم بيشكروا في أدبها وهدوءها غير تفوقها
وبصراحة
كدة آنا موافقة أجوزها لأبني أنا متعلمة ومتحضرة وفاهمة أن طبيعيتها طيبة وقلبها أبيض وكل اللي حصلها مجرد تواجدها في ظروف نشأة زي دي والدليل آن
البنت عندها طموح أنها تبقي دكتورة وبدأت تصلي مع أثير وأن شاء الله ربنا هيهديها أكتر وتلبس الحجاب ومتأكدة بقي أنها تستاهل إلياس وكفاية عليا سعادته وفرحته بوجودها
قصدك آني انا اللي متخلف عشان معارض الجوازة دي أنتي مش فاهمة آن البنت لسه في سن المراهقة واحتمل تعلقها بيه كل ده بدافع حنان الاب مش شايفه كرجل
أبتسمت أثير بسعادة وهي تعطيه فنجان الشاي مجددا وهتفت بعفوية
لا يا بابا صدقني دموع حبها لإلياس حب نقي جدا وصادق المشاعر
زفر بضيق من حديث أبنته وزوجته من تكرار طلب موافقته علي زواجهما ثم دلف إلي مكتبه هاربا منهما
ظلت تبكي وهي جالسة علي الأريكة الخشبية أمام النيل وتمسك بيدها ورقة وتغلق قبضتها عليها بقوة مرتدية ملابسها التي ذهبت للأمتحان بها صباحا بنطلون جينز وتيشرت بكم وبلطو جلدي وحول عنقها وشاح صوف وترتدي علي رأسها طاقية صوف وردية اللون وشعرها مسدول علي ظهرها وتتذكر كيف لم تأتي حنين إلى الأمتحان وحين ذهبت إلي بيتها بعد الأمتحان
حنين ماټت أمبارح يا دموع
قالتها والدة حنين وهي تبكي علي فراق أبنتها صدمت دموع من جملتها ف حنين صديقتها الوحيدة التي تمتلكها بعد ان جاءت إلى القاهرة
حنين سابتلك الورقة دي كانت بتحبك أووي يادموع
قالتها أخت حنين وهي تعطيها الورقة وهي مازالت في صډمتها أخذتها وخرجت من المنزل پصدمة ألجمتها حتي أنها لا تشعر بقدمها إلى أين تأخذها
فتحت الورقة مجددا وهي جالسة علي النيل وتري هاتفها بجوارها يرن بأسمه وهي تبكي بقوة دموع حبيبتي طالما أنتي بتقرأي الورقة دي دا معناها أني مشيت وسيبتك أنا عارفة أنك مصډومة جدا من الخبر وأتصدمتي أكتر لما عرفتي مرضي اللي خبيته عنك ايوة فعلا آنا كان عندي سړطان مټخافيش كدة آنا دلوقتي في مكان جميل أووى وهراقبك من هناك لازم تحققي هدفك وحلمك وتبقي دكتورة قد الدنيا وتعالجي الناس عشان أنتي بقلبك ده مينفعش تكوني غير دكتورة أوعي تتنازلي عن حبك يادموع حتي لو باباه معارض والدنيا كلها معارضة مادام أنتوا الأتنين بتحبوا بعض وعايزين بعض أوعي تسيبيه عشان ترضي الناس ارضي قلبك ونفسك أوعي تظالمي نفسك آو تيجي عليها أنا هكون معاكي في كل لحظة يادموع عايزة أشوفك بالأبيض في بلطو الدكتورة وفستان فرحك متزعليش يا دموع أني مشيت
من غير ما أودعك ڠصب عني مكنتش أعرف أن الوقت جه خليك مع إلياس يادموع وحققي حلمك معاه دي أمنيتي الوحيدة أنا كمان أنك تحققي كل أحلامك حنين
ظلت تبكي وهي تقرأ الرسالة أكثر من مرة حتي أنفجرت باكية بصوت عالي والجميع ينظر عليها بشفقة وتساؤل ماذا حدث وفضول شديد
ظل يتصل بها مرارا وتكرارا وهي لا تجيب عليه فتح برنامج التعقب وتعقب تليفونها وقاد مسرعا الي مكانها
أوعي تتنازلي عن حبك يادموع ظلت تكرر تلك الكلمة علي لسانها وهي تنظر للورقة وضعت هاتفها في جيبها مع الورقة ووقفت من مكانها تركض بسرعة چنونية مع خفة جسدها تريد الذهاب له الأن وتتشبث به ولا تتركه حتي لو طلب والده والعالم بأكمله ذلك فهي لن تتركه ولن تتنازل عنه مهما حدث فهو وحده من تبقي لها لا أب ولا أخ ولا أم ولا صديقة ولا عائلة ولا أحد سواه هو ظلت تمسح دموعها بأنامله وهي تركض
وصل إلى مكانها ولم يجدها تتبع الهاتف ورأها قريبة منه ركض كالمچنون وهو ينظر بهاتفه عن طرق مختصر ليصل لها سريعا وقفت دموع علي حافة الطريق تنتظر الاشارة لكي تتوقف السيارات وهي تضع يديها الأثنين علي ركبتها وتتنفس بصعوبة من الركض فتحت الإشارة للمشاة ورأته يقف علي الحافة الأخري ينظر لها نظرت له وهي تخطي نحوه خطوات ثابتة محدثة نفسها بسرية
أنا مستحيل أسيبك همسك فيك وهفضل في حضنك مستحيل أبعد عنك أنا بحبك ومقدرش أعيش
وصلت لمنتصف الطريق وهي تنظر عليه وتحدث نفسها ثم ركضت فجأة بسرعة نظر عليها وهي تركض نحوه كاد أن يتحدث ظل ذراعيه مفتوحين في الهواء أمامه بذهول من فعلتها وهو ينظر حوله على الناس وهم ينظروا عليهم ويبتسموا هتف بخفوت شديد
دموع
بترت الحديث من فمه وهي تردف بترجي
خلينا كدة شوية بلييييز متبعدش عني
سألها بخفوت شديد
هنا في الشارع ياحبيبتي
هزت رأسها فوق صدره بقوة بإيجاب ثم هتفت بطفولية
آه عمه متسبنيش زي حنين
سألها بهدوء شديد وهو يربت على ظهرها برفق قائلا
هي حنين مشيت راحت فين
عادت للبكاء مجددا وبدأت ترتجف بين ذراعيه وهي تروى له ما حدث فأربت عليها بحنان يدري أنها الأن تحتاج بأن يطمئنها بأنه لم يرحل بعيدا عنها ويحتوي خۏفها وحزنها ويداويهم بمؤاساتها
نزلت نارين من البوكس مع العساكر والأصداف الحديدية في يديها تكبت