الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية حافية على الهاوية بقلم سما سعيد

انت في الصفحة 21 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

 

 

 

 


بقلقها
حيث انة وجدها تفرك قبضتيها بتوتر شديد وصوت تنفسها كاد مسموع لدية
فتحدث بخفوت قائلا اية مالك اتوترتى كدا لية هو فية حاجة احكيلى
لاذت آيات بالصمت فحروفها قد تجمدت بداخلها آبت الخروج من بين شفتيها
فعلى الفور تحدث اليها قائلا انتى حكتلها عن حاجة تخصك مش كدا
فرفعت بصرها الية وقالت بصوت متهدج ايوة تفتكر انها

فقاطعها إياد بصوت شجي قائلا متقلقيش انا جمبك ومش
هسمحلها تأذيكى طول ماانا موجود
فعادت تلك القشعريرة تشملها وقد ازدادت خفقات قلبها بشدة
فخفضت بصرها
ومن ثم اسطرد إياد قائلا وهو ينهض عن مقعدة 
انا هسيبك دلوقت علشان تنامى وترتاحى
ومتقلقيش خالص زى ما قلتلك
فتحدثت آيات قائلة هتقول لحد انى موجودة هنا
إياد بإصرار لاء طبعا هستنى لبكرة
وبعد صلاة الجمعة هتكلم مع بابا وماما ومصطفى
ماهم اكيد هيكتشفوا غيابك
وبالتأكيد مصطفى دلوقت مفكر انك نزلتى عندنا
ولما الصبح ميلئكيش هيبتدى يدور
وماما وبابا هيعرفوا ان فية حاجة حصلت
فأبتسمت آيات بخفوت من خلف نقابها او بالاحرى من خلف حجابها
التى تحجب به وجهها
تقدم إياد نحو باب المرسم ليغادر ولكنة استدار لانة تذكر شئ ما
فتحدث قائلا اة كنت هنسى انتى جعانة تحبى اجبلك عش
قاطعتة آيات بخفوت قائلة لالاء انا مش جعانة انا بس تعبانة وعايزة انام
فقال إياد مبتسما طيب زى ما تحبى
ومن ثم اردف وهو يشير نحو البراد الصغير المتواجد بجوار الفراش 
عندك الثلاجة اهى فيها عصائر ومية
ومن ثم اشار الى زاوية اخرى وقال وهنا التواليت
اومآت آيات برأسها بالايجاب دون تعليق منها
فتحدث بابتسامتة المعتادة تصبحى على خير
وبصوت ناعم شجي آجابتة تلاقى الخير
تتبعته عينيها بغير ارادة حتى توارى عن ناظرها
توجهت نحو الباب وقامت بغلقة بإحكام من الداخل وتركت المفتاح بة
ومن ثم توجهت نحو النوافذ وقامت بإغلاقها بإحكام واستلت الستائر
وبعد ان تأكدت ان من بالخارج لن يشاهدها 
نزعت حجابها التى تحجب به وجهها
ازدردت لعابها فشعرت بغصة بحلقها
تنهدت بعمق ومن ثم توجهت الى الفراش جلست على حافتة
وانحنت ومدت يدها تفتح البراد الصغير واخرجت منه
قنينة تحتوى على المياة الباردة تجرعت منها القليل
ومن ثم ادخلتها ثانيتا الى البراد
استلقت على الفراش فى الوضع الملكي حيث استلقت
على ظهرها وامتدت قدماها الى اخر الفراش
وكانت ذراعيها ممددة بجانبهاوظلت تحملق بسقف الغرفة
اغمضت عينيها البندقية تأهبا للنوم
ولكنها بعد ثوان قليلة فتحت عينيها المغدقة بالدموع
فقد عاد إلى ذكراها كل ما مضى عليها من أحداث عصيبة بذاك اليوم
اطلقت تنهيدة حارة مفعمة بلهيب يأتى من داخل قلبها
هبطت دموعها فبللت الوسادة
ومن ثم تحركت حتى اصبحت فى وضع نصف الجنين
حيث كان وضعها على أحدى جانبيها وساقيها متطابقتين مرفوعة تصل
ركبتيها الى احشائها وذراعيها مضمومة بجوار صدرها
فجأة تسللت الى انفها رائحة عبق لم تكن غير مألوفة بالنسبة اليها
وجهت انفها الى الوسادة فعلمت ان العبق يأتى منها
فأغمضت عينيها الحزينة وهى تتذكر ان هذا العبق يخص إياد
تحولت وضعيتها على الفراش الى
الوضع الجنينى
الكامل حيث انها قربت ركبتيها الى صدرها
واحتضنتهم بذراعيها ووجهت رأسها الى اسفل
وظلت تبكى بشدة حتى ارهقت وغفت لا تعلم متى
صباحا داخل شقة بدر العطار
دلف مصطفى الى شقة والدية مكفهر الوجة ذابل العينين
يبدوا بأنة لم يتمكن من النوم الليلة الماضية
دلف الى حجرة الطعام فوجد كل من والدية وإياد يلتفون حول المائدة
وعند اقترابة اليهم وجلوسة على المقعد رفع إياد بصرة الى وجة شقيقة
فوجدة منهك فعلم انة لم يذق طعما للنوم فانهمك بتناول طعامة بصمت
تحدثت رقية الى ابنها قائلة صباح الخير يا مصطفى اتأخرت ف النوم لية
بدر مبتسما يلا يامصطفى افطر علشان نلحق صلاة الجمعة
ظل مصطفى على وضعة جالس امامهم مطأطأ الرأس لا ينبث ببنت شفة
فتساءلت رقية قائلة مراتك فين ياحبيبى
هى مش هتنزل علشان تفطر معانا
وهنا رفع مصطفى رأسة وظل لبرهة يحدق بوالدتة
وكأنة يسألها بنظراتة عن ماذا تتحدث
فتدخل إياد قائلا بمكر ايوة صحيح يامصطفى هى مراتك فين
احنا مشفنهاش من امبارح هى لسة نايمة
ظل مصطفى فى ذهولة لايعلم بماذا يتحدث
وبدأ يفكر بداخلة ان كانت زوجتة ليست بشقتة ولا شقة والدية
اذا اين هى الان ومن ثم جاءتة فكرة اغضبتة بشدة
هل غادرت من البيت بدون علمة هل ذهبت الى بيت والدتها
وهنا تحدثت رقية قائلة اية ياابنى ما ترد آيات فين هى مش فوق ولا اية
فأزدرد مصطفى لعابة المرير ومن ثم تحدث مضطربا 
لاء يا ماما مش فوق اصلها اصلها اة راحت عند مامتها
وهنا رفع إياد احد حاجبية بأندهاش من قول شقيقة
وذادت دهشتة اضعافا حين سماعة يسترسل بحديثة قائلا 
امبارح استأذنتنى انها النهاردة هتروح تقضى اليوم
عند مامتها وهتيجى على بالليل
قطبت رقية جبينها غير مستوعبة ما تفوة بة ابنها
وعلى الفور تحدثت مستفهمة انت بتقول اية
مراتك راحت عند مامتها مش معقول
لقد انتابها القلق لانها تعلم جيدا ان آيات
تأبى الذهاب الى منزل والدتها لكى لا يحتك بها فتحى زوج والدتها السخيف
فتدخل إياد قائلا راحت عند مامتها طب امتى وازاى ولية
مصطفى بأمتعاض هو اية اللى امتى وازاى ولية 
اهى راحت وخلاص
لم يخال عليها الامر وشعرت بأنة يوجد شئ ما خلف مغادرة
زوجة ابنها بهذة الطريقة وهذا الوقت
فتحدثت قائلة مصطفى انت زعلت مراتك
وهنا شخص الية كل من بدر وإياد فتحدث بدر قائلا 
اوعى ياابنى تكون غضبتها علشان كدا راحت عند والدتها
ابتسم مصطفى بشحوب لكى يخفى حزنة ولكى
يتلافى المزيد من التسائلات 
انا اقدر بردوا ازعل آيات هى بس زى ما قلتلكوا كدا
قالتلى انها هتقضى اليوم عند والدتها وانا هروح اخدها اخر النهار
ومن ثم نهض واقفا وهو يستأذن للمغادرة
فتحدثت رقية بأندهاش اية ياابنى انت مش هتفطر
اجابها مصطفى بفتور لاء ياماما انا مليش نفس
تحدث إياد على مضض لان كڈب شقيقة ازعجة بشدة فقال 
اومال انت قايم رايح على فين
أجابة مصطفى بتلعثم قائلا هة انا انا رايح الجامع
فتحدث بدر بعدم استيعاب جامع اية ياابى لسة بدرى على صلاة الجمعة
فرك مصطفى جبينة دلالة على التفكير او بالاحرى
اختلاق كڈبة اخرى ومن ثم تحدث قائلا 
اة ماانا هروح من دلوقت وهستناكوا هناك
يلا سلام عليكوا وبالفعل مضى من امامهم
هبط الدرج على عجل واستقل سيارتة الصغيرة وقادها
متوجها حيث منزل والدة زوجتة
وترك لعائلتة الحيرة والقلق
اما إياد فقد استاء جدا من افعال شقيقة الاكبر
وعلى الفور تدارك بان شقيقة ذاهب الان الى منزل
والدة زوجتة للبحث عنها
ولكنة بالتأكيد لن يجدها فعند اذ ماذا سيفعل وكيف سيتصرف
وبأى مبرر سيختلقة امام والدية
وبعد ان اصبح إياد بمفردة حيث ان والدتة تعد الشاى بحجرة الطهى
ووالدة يبدل ملابسة استعدادا للذهاب لتأدية صلاة الجمعة
اخذ بعض الطعام وتسلل الى اعلى حيث المرسم
الخاص بة والمتواجد بداخلة آيات
التى تمكث بداخلة منذ الليلة الماضية
داخل المرسم الخاص بإياد
كانت آيات جالسة على سجادة الصلاة التى وجدتها بالمرسم
تتضرع الى الله باكية خاضعة مستكينة لكى تمر محنتها على خير
وبتلك الاثناء سمعت صوت طرقات خفيضة على باب المرسم
فتوجست رهبتا بأنة يكون زوجها من يطرق عليها
وعندما لم يجد إياد اى صوت اعلن عن شخصيتة بصوت خفيض
فتنهدت آيات بقوة وشعرت بشئ من السکينة
قامت بإخفاء وجهها بذاك الحجاب
الذى آتى به إياد اليها بالليلة الماضية
وبعد دقيقة واحدة كانت آمامة فأعطاها إياد طعامها ومن ثم
قال لها بأنها سوف تظل هنا اليوم بداخل المرسم
وعندما سألتة عن السبب
اكتفى بقول ان مصطفى لم يقل لهم عن ما فعلة بهامج
وبأنة يحبذ فكرة بقائها حتى يشاهدون
بماذا سوف يتصرف مصطفى حيال غيابها
امام الجميع
البارت السادس عشر 
عندما يتوارى الحقد خلف الوجدان
تتصدع الروح وتندثر القلوب
داخل شقة سهير والدة آيات
طرق مصطفى عدة طرقات حتى فتح الية احد الصغار
فسمع مصطفى صوت والدة زوجتة عن بعد وهى تتساءل قائلة 
مين يااولاد اللى بيخبط
فأجابها الصغير بهتاف لكى تسمعة دا مصطفى جوز اختى آيات
فقالت بهتاف لكى يصل لهم صوتها قولة يتفضل ياعلى
فأبتسم على ذو الخمس سنوات وادخل مصطفى
الى حجرة المعيشة
جلس مصطفى على المقعد وهو يشعر بالتوتر قلقا
منة بأن زوجتة تأبى العودة معة الى منزلهم
فأقبلت علية سهير وهى مبتسمة ورحبت بة بحرارة
ومن ثم انتابها الاندهاش من مجئ زوج ابنتها بمفردة
على غير عادة فتحدثت قائلة 
الله اومال آيات فين مجتش معاك لية
فقطب مصطفى جبينة دلالة عن اندهاشة من سؤالها
فأردفت سهير قائلة خير يامصطفى فية حاجة آيات فيها حاجة
فشعر مصطفى بالقلق وتسللت هذة الافكار بداخلة
هل بالفعل زوجتة ليست هنا 
ام انها تكذب علية وتخفى ابنتها حتى تؤدبة وتجعلة يشعر بخطأة !
لكنها قد رحبت بة بحرارة وهى لا تكن لة اى ضغينة !
فيبدوا بأنها لا تعلم شيئا
هل ابنتها لم تسرد عليها ما فعلة بها
ام انها بالفعل ليست هنا !
ولكن كيف ذلك فهى غادرت منزلة بوقت متأخر
وان لم تكن بشقتها ولا بشقة والدية ولا بشقة والدتها ايضا
اذا اين هى الان اين ذهبت مساء امس اين قضت ليلتها
فبرر مصطفى مجيئة بأعذار واهية
حيث قال الى والدة زوجتة بانة كان يؤدى فريضة الصلاة بمسجد قريب اليهم
فأتى للاطمأنان على الصغار وطمأنها كڈبا
بأن ابنتها على خير ما يرام
ومن ثم غادر منزل والدة زوجتة واستقل سيارتة
وقادها الى لا مكان فهو لا يعلم اين سيذهب للبحث عنها
كيف سيبرر غيابها الى والدية
كيف سيعيش من دونها وهو يشعر بالقلق عليها
داخل منزل عائلة العطار
ترجل مصطفى من سيارتة ودلف الى باب العمارة
شرع بصعود الدرج بخطوات متثاقلة وهو يشعر بالهموم
تتصاعد بداخلة
وعندما كان مارا من امام شقة عمة عبد الرحمن
فتحت منى الباب لتمضى واختلقت هذ التصرف وكأنه مصادفة
فأستوقفتة قائلة مساء الخير يامصطفى اذيك
استدار اليها بوجهة المكفهر قائلا الحمد لله
ابتسمت منى بخبث عندما شاهدت علامات الحزن بادية على ملامحة
فعلمت بأن خطتها نجحت فتحدثت قائلة اخبار آيات اية
اصلى مطلعتلهاش النهاردة
اغمض مصطفى عينية بأسى ولم يعلق
فتحدثت منى بتغنج مقصود مالك يا مصطفى فية حاجة
اقدر اساعدك ف حاجة قوللى داانا بنت عمك اللى اتربت معاك من صغرها
اندهش مصطفى من جملتها ومن ثم اكتفى بقول 
لاء مفيش حاجة عن اذنك
فتحدثت بلهفة قائلة الله مالك مستعجل كدا لية ما تتفضل تشرب شاى
مصطفى بصوت حزين لاء متشكر سلمى على عمى ومرات عمى
منى مبتسمة لاء دا هما مش هنا بس مؤكد لما ييجوا هبلغهم سلامك
فتحدث مصطفى بأستنكار طب لما هما مش هنا بتعزمينى ادخل
عندكوا اشرب الشاى ازاى
تلبكت منى بشدة ومن ثم قالت هة اة صحيح
لا مؤاخذة معلش يظهر انى نسيت انى لوحدى بالشقة
وفى
تلك اللحظة كان سامح عائدا من بيت احد اصدقاءة
لقد كانوا يدرسون سويا وعندما شاهد مصطفى امامة بوجهة العابس الحزين
طأطأ سامح رأسة الى اسفل لشعورة بالخجل
نظر الية مصطفى شزرا حتى كاد ان ينقض علية
ولكنة تمالك من حالة واستدار ليصعد الدرج
ولكن صوت سامح استوقفة وهو يقول انت لسة زعلان منى يامصطفى
استدار مصطفى ورمقة بمضض
فتحدث سامح بخفوت والله منى كانت معانا بس سابتنا ونزلت
لم يستطع مصطفى كبح جماحة اكثر من ذلك فأنقض
على سامح ېصفعة ويلكمة عدة لكمات فتعالت اصوات الصړاخ والهتاف
فهبط إياد اولا من شقة والدية ومن خلفة والدة ووالدتة
فوجدوا مصطفى ينهال على سامح بالضړب المپرح ومنى
تقف تصرخ بهم لكى يتوقفوا
ضړبت رقية بكفها على صدرها مذهولة من هول ما تراة
اما عن بدر فصړخ بهم لكى يتوقفوا
استطاع إياد ان يوقف
 

 

 

 

 

20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 69 صفحات