الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية حافية على الهاوية بقلم سما سعيد

انت في الصفحة 34 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

 

 

 

 


الجميع الى المتحدث بينما انقبض قلب كاميليا بشدة
وزمت شفتيها خوفا اما عن منى ففغرت فاها بقول بببابا
كان عبد الرحمن عائدا بصحبة بدر شقيقة من الجامع
حيث كانوا يقومون باداء صلاة التراويح فغدا هو اول يوم بالشهر الكريم
فلذم الجميع الصمت ولم يستمعون سوى صوت شهقات مريرة تصدر من آيات

فأقترب عبد الرحمن من ابنتة وقال شزرا اعتذريلها
وعند صمتها واندهاشها صفعها بقوة على وجهها وهو يقول 
بقولك اعتتذرى
فتحدثت منى بصوت محتقن متهدج قائلة آآآنا آآنا آآسفة
فتوجة عبد الرحمن بحديثة الى زوجتة قائلا بحنق 
وانتى خدى بنتك واستنونى تحت لحد ما انزلكوا واشوف شغلى معاكوا
فأنصاعت كاميليا لما قالة زوجها وجذبت منى من يدها
ومضوا على الفور من امامهم
فأعتذر عبد الرحمن من آيات لما بدر من ابنتة ومن ثم غادر هو الاخر
دلف
عبد الرحمن الى حجرة ابنتة على الفور وهو يشعر بالحنق الشديد
ولم يترك منى الا بعد ان توجة اليها بالضړب المپرح
واقسم على انة سوف يقوم بتزويجها فى القريب العاجل
اما عن بدر ورقية فقد اخذوا حديث منى بعين الاعتبار
فبالفعل كيف ستعيش آيات برفقتهم بمفردها بعد ۏفاة زوجها
وبعد تفكيرا دام لايام استقروا الاثنان على قرارا هاما ومصيريا
داخل شقة بدر العطار
كان الوقت بعد منتصف الليل
حيث كانوا يلتفون على المائدة كل من رقية وبدر وإياد وآيات
يتناولون وجبة السحور ودار هذا الحوار بينهم
بدر مبتسما تسلم ايدك يابنتى الاكل حلو اوى
آيات بحياء بالف هنا وشفا ياعمى
ربتت رقية على كتف آيات وهى تقول الحمل كلة عليكى يا بنتى وانتى صايمة
آيات بود متقوليش كدا ياماما رقية انا اخدمكم برموش عنية
انا تعبى كلة بيروح لما بشوف ابتسامتك
فأبتسمت رقية بشحوب قائلة ربنا يباركلك ويديكى على اد نيتك
فتدخل إياد قائلا اوعى تكونى لسة زعلانة
من المخبولة اللى اسمها منى
آيات بخفوت انا مزعلتش بس
إياد مستفهما بس بس اية 
آيات بحزن عميق هى عندها حق فى كل اللى قالتة
انا فعلا مبقاش لية مكان هنا بعد ۏفاة مصطفى الله يرحمة
فردد الجميع ورائها پألم الله يرحمة ويحسن الية
فتدخل بدر قائلا انتى ليكى كل الحق يابنتى ولا اية يارقية
ابتسمت رقية بفتور قائلة عمك عندة حق يا آيات
انتى بنتنا قبل ما تكونى مرات ابننا الله يرحمة
وخروجك من البيت دة مش ممكن يحصل ابدا
فنظرت اليها آيات بعيون باكية قائلة انا عارفة والله ياماما رقية
بس خلاص انا اول ما اطمن عليكى هرجع تانى لبيت بابا الله يرحمة
فشهقت رقية قائلة ترجعى وتعيشى مع جوز امك دا مستحيل
فتحدثت آيات بصوت محتقن قائلة مفيش قدامى حل غيرة
فنهض بدر عن مقعدة وهو يقول اظن هو دة الوقت المناسب يارقية
فأيقنت رقية مقصدة وأمأت رأسها بالايجاب
فحزنت آيات بشدة لانها ايقنت بجملة والد زوجها
انهم قرروا عدم بقائها اكثر من ذلك وسوف يرسلوها الى بيت والدتها
اذا تلك هى النهاية وسوف تعود الى حيث زوج والدتها الغليظ لا محالة
اما عن إياد فترك فنجان الشاى الساخن ومن ثم تحدث مندهشا 
اية الالغاز دى انا مش فاهم حاجة
فربت والدة على كتفة وهو يقول تعالى معايا وانا افهمك
فنهض إياد وهو يقول على فين يابابا !!
بدر مبتسما هنتمشى شوية عقبال الاذان ما يأذن
ومن ثم الټفت حيث آيات قائلا وانتى يابنتى خليكى بايتة النهاردة مع رقية
لحد ماجى على الاقل ولا انتى تنامى لوحدك فوق ولا هى تنام لوحدها هنا
فأنصاعت آيات الى رغبتة ومن ثم غادر الابن بصحبة ابية
فى احدى المقاهى الليلية التى ينتشر بها 
عبق هذا الشهر الكريم
كان إياد يجلس مع والدة شاخصا الية بكل انتباة
وفجأة نهض إياد عن مقعدة وهو يقول پصدمة بالغة اية اتجوزها
جذبة بدر حتى اجلسة ثانيتا وقال بحنكة بالغة بص ياابنى
انت عارف الناس وكلامها محدش هيسكت على قعاد
مرات اخوك الله يرحمة ف بيتنا من غير مبرر
لانها مخلفتش من اخوك لو كانت خلفت
كنا سكتنا الناس بأنها قاعدة بتربى عيالها ف وسط اهل جوزها
وخصوصا مينفعش تفضل هى وانت موجود وكمان امك متقدرش
تستغنى عنها ولا ينفع اننا نتخلى عنها ونخليها ترجع بيت امها تانى
لاسباب انا وامك بس اللى نعرفها
البنت دى غلبانة وهدية ربنا بعتهالنا جوهرة محدش يقدر يستغنى عنها
فتحدث إياد بإعتراض قائلا حرام عليكوا انتوا ازاى فكرتوا ف كدا
انا اتجوز مرات اخويا مرات اخويا طب ازاى ولية
بدر بخفوت لانك اولى بيها من الغريب
وانت عارف ان الموضوع دة بيحصل كتير
إياد بحنق ايوة بيحصل ان الاخ بيتجوز ارملة اخوة
دا علشان يربى ولاد اخوة ف حضنة بدل الغريب
لكن انا هتجوزها لية بس يا بابا مدام مخلفتش
هى ممكن تمشى وتعيش مع مامتها وتبقى تيجى تزورنا عادى
بدر بصرامة مينفعش ترجع بيت امها من تانى
إياد بعدم استيعاب ولية بقى
بدر بنفاذ صبر قلتلك لاسباب قهرية انا وامك بس اللى عارفينها
ومن ثم تحدث بخفوت قائلا فكر ياابنى واستخير ربنا وان شاء الله
ربنا هيرشدك للصواب
إياد بحنق انت عايزنى استخير ربنا ف حاجة انا مش قابلها
ومن ثم تحدث بحزم قائلا يا بابا انا اسف مش هقدر اعمل كدا
بدر مستفهما بعد كل اللى قلتهولك
إياد بإمتعاض ياناس حرام عليكوا انتوا مفكرتوش ف مشاعرى
ملهاش عندكوا اى اعتبار ازاى بس انا 
انا اتجوز مرات اخويا الله يرحمة
بدر بخفوت مبقتش مرات اخوك بقت ارملتة
إياد بحدة يابابا ماهو الاتنين واحد ارملة كانت مرات اخويا
ومن ثم اردف بصرامة قائلا متحاولش تقنعنى يابابا
انا اسف مش هقدر اتجوزها
بدر بإستياء يعنى دة اخر كلام عندك
إياد بححزن شديد سامحنى يا بابا ڠصب عنى
بدر بنبرة غاضبة ڠصب عنك ازاى يعنى
إياد مندفعا لانى بحب واحدة تانية
بدر بإندهاش اية بتحب ودى مين بقى!!
إياد بخفوت واحدة اعرفها من آيام الكلية
بدر بأندهاش ياااة طب متكلمتش لية طول السنين دى
إياد بحزن شديد لانى مشفتهاش من وقتها
بدر بعدم استيعاب يعنى اية يعنى انت مشفتهاش من ايام الكلية
يعنى من قبل ما تسافر طب وبعدين
طأطأ إياد رأسة الى اسفل وهو يقول انا بدور عليها
واول ما الاقيها هتقدملها على طول واتجوزها
بدر بحنق ياسلام يعنى انت كمان متعرفش مكانها
ومشفتهاش من 3 سنين وجاى تقوللى بحبها
دى زمانها اتجوزت
إياد مندفعا لاء مستحيل
بدر بصرامة ولية بقى مستحيل دول 3 سنين
مش 3 ايام ولا 3 شهور
وبعد طول مجادلة آبى إياد الانصياع الى رغبة والدة
وبعد تأديتهم الى صلاة الفجر
عاد الاثنان الى المنزل وكانت رقية وآيات يقرآون بالمصحف الشريف
نظرت رقية الى ملامح وجة زوجها لتستشف منها نتيجة حديثة مع ابنة
ولكنة اومأ بالنفى فايقنت ان ابنها رفض الزواج من آيات
بينما ظل إياد يرمق آيات بشدة والهواجس تنهش عقلة بلا توقف
فغادرت آيات الى شقتها لتنال قسطا من الراحة
بينما دلفت رقية الى حجرة ابنها
لتعلم منة لما رفض هذة الزيجة
وبعد طول مجادلة معة استمرت لساعة كاملة
وكانت تتضرع الية بنثيث دموعها حتى وافق على
انة سوف يفكر بالامر بينة وبين حالة
فأستخار الله قبل ان يخلد الى النوم
وفى الصباح شعر بإسترخاء غريب
فغادر الى عملة وتفاجأ ببشرة سارة بإنتظارة
الا وهى ترقيتة لمنصب اعلى وبمرتب اكبر
وقد اعطتة الشركة سيارة لتقلة يوميا من منزلة الى عملة
نظرا لكونة اصبح مديرا لفرع الشركة الرئيسى بالقاهرة
واصبح المسئول الاول والاخير عن قسم الديكور
فعاد الى منزلة والتقى بوالدية بعد ان فكر مليا طوال ثلاثة آيام
رتب افكارة وبإبتسامة شاحبة قال بابا امى
انا موافق انى اتجوزها
البارت الخامس والعشرون 
على هوى القدر بلا إرادة نخطو 
فيتلاعب بنا كما إلية يحلو
فى صباح اليوم التالى داخل شقة مصطفى العطار
كانت آيات تستعد للمغادرة فوجدت رقية تقابلها
فتقدمت اليها قائلة اية ياحبيبتى رايحة فية
آيات بخفوت انا كنت نازلة عندك ياماما رقية اقعد معاكى شوية
واشوفك محتاجة حاجة قبل ما آدم يبعتلى عم حسين السواق
علشان ياخدنى عند ولاء فى الفيلا
فدلفت رقية الى الشقة وقد شعرت بالحزن
عندما لم تجد ابنها بداخلها فتمالكت من حالها وآبت البكاء
ومن ثم قالت اقفلى الباب وتعالى عايزاكى ف حاجة
فأنصاعت آيات الى رغبتها وجلست برفقتها على الاريكة المتواجدة ببهو الشقة
فتحدثت رقية قائلة قبل ما افتح معاكى ف الموضوع احب اقولك
ان آدم لقى مربية واتصل بية وقاللى انة مش هيبعت عم حسين
وخليكى مرتاحة النهاردة لانة اخد اجازة وهيقعد مع ولاء
علشان يلاحظ تصرفات المربية الجديدة
فنزعت آيات نقابها وهى تقول ربنا يوفقهم وان شاء الله تكون
مربية كويسة وامينة وعندها خبرة
ابتسمت رقية قائلة سيبك منهم دلوقت وخليكى معايا
آيات مبتسمة خير ياماما رقية اؤمرينى
رقية بخشوع الامر لله وحدة
ومن ثم
استطردت بجدية قائلة بصى بقى يا آيات
انتى عارفة انا بحبك اد اية
وعمك بدر كمان
توجست آيات ان تلك الجملة هى مقدمة لجملة مغادرتها من المنزل
فنهضت واقفة وهى تقول متتعبيش نفسك وتكملى ياماما رقية
انا خلاص اطمنت عليكى ومن بكرة هلم هدومى وهمشى من هنا
فإنزعجت رقية من حديثها جذبتها لتجلس ثانيتا الى جانبها وهى تقول 
واهون عليكى يا آيات اهون عليكى تسيبينى لوحدى ف البيت
بعد ما اتعودت عليكى وعلى وجودك معايا
فبكت آيات قائلة لاء ياماما رقية متهونيش بس انتى عارفة كويس
ان قعادى هنا مبقاش يصح والناس مش هتسكت
فضمتها رقية بحنان وهى تقول عايزة ترجعى تعيشى مع جوز امك بعد
كل اللى عملة فيكى زمان
انتفضت آيات پذعر وهى تفكر بكلماتها فقالت 
لاء مش عايزة بس هعمل اية ماهو مينفعش اخد شقة لوحدى
الناس برضوا مش هتسيبنى ف حالى وماما مش هتوافق اكيد
فجففت رقية دموع آيات بأناملها وهى تقول واللى يسكت كلام الناس
آيات بعدم استيعاب يعنى اية مش فاهمة !!!!
رقية بخفوت يعنى تتجوزى
شهقت آيات بذهول قائلة ياخبر اتجوز ياماما رقية
انتى اللى بتقولى كدا
رقية مبتسمة ايوة انا اللى بقول كدا وهو فية حد غيرى هنا
آيات بتلعثم طب طب ازاى ماهو انا كدا برضوا هبعد عنك
تحدثت رقية وهى تربت على ظهر آيات ومين اللى قال كدا
انتى هتتجوزى وهتفضلى عايشة ف الشقة دى وف البيت دة
واستحالة اسيبك تبعدى عنى
صمتت آيات لثوان لشعورها بالاضطراب الفكرى ومن ثم قالت 
انتى عايزانى اتجوز ف شقة ابنكوا هتتحملوا ان واحد غريب يعيش
فيها معايا وتشوفوة داخل وخارج 
لالاء دا مش ممكن يحصل ابدا انا مش ممكن اقبل الوضع دة
انا افضل انى امشى ولا دة يحصل مستحيل
فضحكت رقية بخفة وهى تقول ومين برضووا اللى قال انة غريب
تنهدت آيات وهى تقول انا مبقتش فاهمة فهمينى ياماما رقية الله يخليكى
مين دة اللى هتجوزونى لية وهتسمحوا انة يعيش ف بيت ابنكوا الله يرحمة
ومش هيكون غريب
فأندفعت رقية قائلة بإبتسامة خاڤتة إياد
فغرت آيات فاها ذهولا ومن ثم قالت بعدم استيعاب إياد مين ياماما رقية!!!!!
احتضنت رقية وجة آيات بحنان وهى تقول إياد ابنى ياحبيبتى
انا عايزة اجوزك لإياد ابنى هاة قولتى اية
تضاربت مشاعرها وتلعثمت بداخل مقلتيها العبرات فجف حلقها بشدة
وتصببت عرقا وكأنها بصحراء قاحلة لا تعلم اين وجهتها
فأنفرجت شفتيها الجافة وهى تقول انا انتوا انتوا عايزين تجوزونى لابنكوا
اومأت رقية برأسها علامة على الايجاب
ازدردت آيات لعابها المضطرب قائلة وهو هو عارف
اومأت رقية ثانيتا بالايجاب
فتلعثمت نبضات قلبها بشدة وهى تقول طب طب وقال اية
ابتسمت رقية قائلة هيقول اية طبعا وافق
آيات بأندهاش بالغ اية وافق مش معقول مش ممكن ابدا !!!
فتحدثت رقية بخفوت قائلة مالك مستغربة كدا لية
وهو قيلاقى احسن منك وبعدين احنا اقنعناة انة اولى بيكى من الغريب
فأندهشت آيات قائلة اقنعتوة هو مكنش موافق !!!
زمت رقية شفتيها بندم فقد زلف لسانها وتفوهت بتلك الكلمة
وعلى الفور صححت خطأها قائلة بصى ياحبيبتى انتى عارفة
ان الموقف
 

 

 

 

 

33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 69 صفحات