رواية غمزه الفهد حب بالمصادفه بقلم ياسمين هجرس
على جبهتها وربت على رأسها بحنو جابرا لقلبها قائلا
متزعليش منى بس اللى عملتيه عيب فى حق تربية ماما هنيه
رفع ذقنها يداعبها يفك عبوس وجهها
ابتسمت بسعاده لمرضاة أخيها
لها وأومأت له بسرور وفرت تجرى كالفراشه فى الحقول
هبط سعد على مقعده بإنهيار حاله كالجبل المتصدع من ضړب الزلازل لاستقراره الراسخ منذ سنين فلذة كبده لا يتهاون فى قذفه بكلمات وتصرفات مؤلمھ حدثه يخبره من فتره أن به شئ غير طبيعى وها قد صدق سجائر ملفوفه وما خفى كان أعظم
يعلم الله أنى لم أقصر معه فى شئ ولم أفرق يوما بينه وبين أخيه ولكن هو دوما مستقطب لسماع أحاديث أمه الواهيه
رسم الحزن على محياه خطى يجاوره فهد يهون عليه فعلة أخيه مسد على ساقه يطالعه بمسانده أن كل شئ سيمرء وسيعود لسابق عهده
زفر نفسه يمنى حاله بالتغيير والإصلاح ورمقه برويه قائلا
استقام يستند بساعديه على ولده هاتفا بشحوب
عن أذنكم تصبحوا علي خير بس مش قادر أقعد سامحوني
عقب عليه الحاج عبدالجواد الراوى ملتمس له العذر قائلا
ربنا يهونها عليك ياحبيبى ويصلح لك حاله اطلع ارتاح يا ابني
وأنت كمان يافهد يابنى اطلع ارتاح زمانك تعبان
من السفر من ساعة ما وصلت وانت مجعدتشمقعدتش بسبب الناس اللى جت تحمدك السلامه
أومأ له فهد وخطى بجوار أبيه كلا صاعد لغرفته
بخطوات متهدله منكسره يسير عابس الوجهه مر من أمامهم بصمت يثير القلق والريبه فى نفوسهم استأذنت منهم وهمت تهرول وراءه ترى ما خطب عبوس وجهه وانطفاء لمعة عينيه ولجت لغرفتهم لتجده متسطح بجلبابه الذى كان يرتديه غص قلبها لرؤيته مغمض العينين يلف صعدت لمخدعهم وچثت بركبتيها تجاوره رتبت على ساعديه بقلبها ليس بكفها هتفت بقلب عاشقه يختلج فؤادها خوفا على ملاذها
سعد أنت فيك أيه مش طبيعى قلبك بيدق بسرعه كده ليه أيه حصل واصلك للحاله دى وحياة هنيه عندك لتتكلم ھموت لو فضلت على سكوتك كده
فك عقدة ساعديه وجذبها من يدها لتقع على صدره وبنبره مستكينه همس لها
ترقرق الدمع ليسيل على وجنتيها كتمت شهقاتها حتى لا تزيد عليه آلام روحه واستنتجت ما تسكنه أضلعها لتأخذ عنه كل آلامه مسحت على رأسه بحب وحنو وظلت تقرأ آيات الذكر الكريم حتى غفوا اثنتيهم ليعم السكون الغرفه إلا من انتظام أنفاسهم
أخذت الغرفه ذهابا وأيابا تصيح پغضب
بجي جاعدين قاعدين ولا هممكم ولا حاسبينى فى لمتكم أن ما حرجت حړقت جلبك قلبك يافهد زى ما كسرت ابني جدام قدام الكل
قبضت على هاتفها واتصلت علي أحد الرجال الخاضعين لسيطرتها والموكلين بتنفيذ طلبتها المشپوه أدارت الاتصال عدة مرات ولكن لم ياأتيها الرد
هتفت بحنق
انت مبتردش ليه يا مخفي يا رماح
حاولت مره أخرى وبعد عدة رنات أتاها الرد
معلش يا
ستهم أصل اللحمه اللي بعتها أبويا الحاج كبست علي قلبي
ردت عليه باستهجان تلقى عليه أوامرها
فوق كده واسمع إللى هجولكهقولك عليه عاوزه أسطبل الخيول يبجييبقى فحمه والحصان صخر عاوزه فهد جلبه يتجطع عليه من اللي أنت هتعمله فيه وعايزك تفوق كده وتصحصح مش تقولي اللحمه كبست علي نفسى بدل ما اطلع انا بروحك
بتوجس وخيفه هتفرماح
بس دي مجزفه كبيره قوي يا ستهم وكمان عاوز حصان فهد هنموته
ردت عليه مكيده بشړ
أطاعها رماح قائلا
حاضر أمرك يا ستهم
بس عاوزه التنفيذ مېته
بغل هتفت مكيده مؤكده
الليله يارماح عايزة الاسطبل رماد الليله انت سمعت نفذ
لم تمهله الرد وأغلقت الخط بوجهه جلست على مخدعها وألقت بالهاتف على المنضده تهز رأسها باستمتاع من حبكة خطتها الشريره وحدثت نفسها
لما نتفرج بجى يافهد هتعمل أيه لما تجتل حصانك بيدك الحصان اللي كنت بتنزل مخصوص بس عشان تشوفه واشتريته بملايين على نجاوةنقاوة عينك وجهرت جلبقلب ابنى وهو بيطلعلك ديما مميزينك عنه بس خلاص كفايه عليك كده عاد
استقامت بزهو تنظر لنفسها بالمرآه بخيلاء تهاتف حالها بغرور
طول عمرك مصېبه يامكيده أيوه كده اصبروا عليا وهتشوفوا مني كتير أما خلصت عليكم وأنا أخذ كل حاجه وأنتى الدور الجاي عليكى ياهنيه استلقى أول مسمار في نعش عيله الراوي اندج اندق الليله ولاحقى بجى على المصاېب
فى نفس الأثناء صعد غرفته منهك فمنذ ان وطأت قدمه البلده ولم يمهله القدر لالتقاط أنفاسه كل الأحداث توالت بدون هواده زفر بتعب ما بها درجات السلم استطالت وزاد عددها مرهق للغايه يتخيل فراشه يود التسطح لاراحة عقله من التفكير فاليوم كان عكر فى بدايته وختامه دلف للغرفه فتح بابها لتصطدم قدمه بحقائبهفالخادمات غير مسموح لهم بدخول غرفة الشباب زفر بقلة حيله من تعليمات أمه بعدم السماح لأى أحد غيرها هى وأخوته البنات بلولوج لغرفته
تنفس الصعداء وحدث الحقائب بنعاس
تعالوا أوديكم لصحابكم عشان ارتاح من هم كركبتكم وصداع البنات بتاع الصبح عايزين هديتهم لما يصحوا ميقفوش على راسى ويصحونى وأنا مېت من التعب ماهصدق أنام
استمال بجذعه وقبض على الحقائب واستقام يذهب لغرفهم لاعطائهم هداياهم
أمام غرفة الفتيات وضع هديتهم امام الباب ودق دقتتين وغادر نظرا لتأخر الوقت
للمخدع ليتثنى له أن يراها بعيدا عن كومة الملابس المنثورة عالفراش وبخطى ثقيله بارح المكان ذاهبا غرفته
قصد غرفة حمامه يستحم يزيل من على عاتقه إرهاق اليوم وتعبه تحمحم وارتدى بنطال ترينج رياضى أسود اللون وخرج عارى الصدر يلف على عنقه منشفه نفس اللون وقف أمام المرآه يجفف خصلات شعره ويتعطر
هبط بجزعه العارى على المخدع يجذب اللاب توب الخاص به لكى يتابع سير عمله بالخارج توسط الفراش بجسد منهك يبسط ساقيه يضع عليهما اللاب مكث قليل من الوقت ليشعر بتشنج عضلاته ليقوم بغلق الحاسوب ويتسطح على المخدع يحاول النوم
أغمض جفونه باسترخاء ليلوح طيفها بمخيلته شق ثغره ابتسامه تعجب فصدفتها بمذاق وبعدين معاكي يا قزمه دى تالت مره أشوف طيفك في خيالي كل ما أغمض عينى اطلعي من دماغى عايز أنام بس أجيبه منين النوم وأنتى زى البسكوته وعاوزه تتكلي أكل بصراحه أنتى عجبتيني أوووووى
أرهقه إنعكاسها كلما انضجع يمينا ويسارا ذهب النعاس من عينيه تنفس بنزق واعتدل يتسطح على ظهره وضع ساعديه أسفل رأسه واتكئ يسترجع صدفة لقائهم الغريب دهش من حاله كيف سمح لفتاه مثلها التفوه معه هكذا تبجحت كثيرا وبدلا من نهرها ظل مستمتع بعصبيتها
صفع رأسه ضاحكا من حاله واستقام ينهض من الفراش ثم أخذ لفافة دخانه ودلف الشرفه يرتشفها ويستنشق بعض الهواء المنعش وقف يستند بجزعه على سور الشرفه يزفر أنفاس السېجار والأحاديث الجانبيه مازالت تعبث برأسه تهمس له أحاسيس يحاول تجاهلها
عندما ترتبط بعائلة حقيقية تجدهم الملجأ الوحيد والدفء