رواية أصقلها الشيطان بقلم سماح سماحه
ماما مكنش لازم يصدق لأن هو كان شايف وشاهد أن بقالي أكتر من سنة قدامة معملتش أي غلطة فيهم والندم كان بيموتني كل يوم وبقيت عايشة عشان أكفر عن ذنبي في حقه وكنت بتمنى رضاه وحاولت أقرب منه بدل المرة مېت مرة عشان نعيش زي اي زوجين بس هو اللي كان رافض يسمعني وقافل عقله وقلبه ورفض يسامحني ومقبلش توبتي وكان بيتلكك ليا عشان يطردني وما صدق جت له الفرصة.
هو كان خاېف عارفة يعني أيه كان بيحاول يتقبلك تاني بس جواه كان خاېف يصدق ليرجع يتجرح منك تاني زي ما ټجرح أول مرة وجرحه المرة دي كان هيكون أصعب وعقابه مدمر زي ما حصل والظروف كلها أتجمعت ضدك عشان تباني أنك أنت اللي بعتيه لزاهر يمكن لو هو كان أهدى وحكم عقله كان عرف أنك مش ممكن تعمليها بس الترسبات اللي أترسبت في عقله الباطن عن أنك ممكن تبعيه عشان الفلوس خلته صدق وعمل اللي عمله لو شوفتيه وشوفتي حاله السنة اللي أختفيتي فيها كنت عرفتي قد ايه هو بيحبك دا عمره متقبل فكرة أنك لا قدر الله جرالك حاجة وكان بيأكد ديما أنك عايشة دا راح لزاهر وجواه كان هيفديكي بروحه لو أضطر لكده هارون بيحبك يا سدرة وكفاية بعد بقى كفاية تعذبوا في بعض أرجعيله وعيشوا حبكم اللي أتحرمتوا تحسوا بسعادته مع بعضكم.
أنت عارفة أني مش هحب حد قدك عشان كدا عايزاك تسامحيه وتعيشي معاه أحلى أيام عمركم قبل العمر ما يفوت منكم.
تنفست سدرة بعمق وأومأت ببطئ.
يمكن بعدين أقدر أسامحه لكن دلوقتي مش قادرة.
تفهمت ميسرة حزنها وربتت على كتفها برفق ثم أبتسمت لها بحنو وسحبت رأسها برفق تريحها على ساقها مرة أخرى.
أغمضت سدرة عينيها وأسترسلت تسرد باقي الأحداث.
تاني ليلة كنت عاملة نفسي نايمة عشان أتجنب مضايقة زاهر ليا
وسمعته وهو بيجمع حرسه وواخدهم ورايح لبيته في السر يجيب فلوس منه بعد ما مراته رفضت تدي لرجالته من فلوسه اللي مخبيهم في فيلته لما راحوا يطلبوا منها مبلغ كبير ليه وطردتهم بعد ما مشيوا بشوية سمعت الراجل اللي كان زاهر سايبه يحرسني وأسمه يونس بيتكلم مع واحدة في التليفون عرفت من كلامهم أنها مراته كانت بټعيط وهى بتترجاه يبعد عن الغلط والحرام وميعرضش نفسه للخطړ عشان يجيب فلوس لعلاج بنتهم الوحيدة وقالت له لو ربنا رايد ليها الشفا هيشفيها ولو لأ هى هتحتسبها عند ربنا لأن مش فلوسه الحړام هى اللي هتنقذها من المۏت لقيت يونس دا بيعيط ويقولها سامحيني ولو جرالي حاجة خلي بالك من نفسك ومن بنته ساعتها يا خالتي دموعي نزلت ڠصب عني وحسيت قد ايه الدنيا دي صغيرة ومتستهلش أننا نحارب عشانها يونس قفل السكة في وش مراته قبل ما كلامها يصحي ضميره ويرجع ليها من غير فلوس لعملية بنته.
ساعتها حسست على الدبلة اللي حطاها في السلسلة اللي في رقبتي الدبلة اللي عم هارون جابهالي يوم جوازي منه كنت محتفظة بيها كذكرى منه مش أكتر وقررت أني أديها ليونس هى والحلق بتاع ماما يروح يبعهم ويعالج بنته بتمنهم كنت خاېفة أقوله كدا يفتكرني بعمل كدا عشان يهربني في المقابل فطلبت منه أروح الحمام وافق وفك إيديا ووقف بره على بابه وانا لما خرجت مسكت إيده وحطيت فيهم الدبلة والحلق فبصلي وأستغرب فانا قولت له.
انا سمعت كلامك مع مراتك لأن صوتك كان عالي وانا مكنتش نايمة.
فأومئ لها يونس وأمسك يدها يضع فيها حاجتها.
ومين قالك اني هقبل منك مساعدة أتفضلي حاجتك.
لمعت عين سدرة بعبرات سرعان ما فاضت من عينيها پألم.
دول مش مني أقسم بالله دول مش بتوعي صاحبت الحلق دا تبقى ماما الله يرحمها وصاحب الدبلة جوزي الله يرحمه وانا لما قررت أديهم ليك مساعدة فا مش عشاني دا عشان ثوابهم يروح ليهم ويبقى في ميزان حسناتهم أظن دي أقل حاجة أعملها عشانهم صدقني انا مش عايزة منك حاجة مقابل ليهم اسمع كلام مراتك ومتعلجش بنتك بفلوس حرام خد دول فلوسهم حلال عالج منهم بنتك عشان ربنا يشفيهالك ومتبتلاش فيها وخلي بالك الدبلة دي ألماظ يعني هتجيب ليك مبلغ كبير يكفي عملية بنتك ويلا تعالى قيدني تاني وروح بسرعة فرح مراتك.
معلش انا حاسة بيك بس حاول تتمالك نفسك وتمشي بسرعة قبل ما زاهر ورجالته يرجعوا.
أنزل يونس يديه عن وجهه ونظر له وعيناه تشعان ڠضبا وأمسك يدها بقوة وصړخ فيها.
ليه بتساعديني وعايزة تنقذي بنتي ليه لدرجادي أنت طيبة ولا أنت ملاك نازل من السما يساعدني.
أنتحبت سدرة بقوة وهى تهز رأسها بنفي.
لأ انا مش ملاك ولا طيبة زي ما أنت فاكر مش يمكن بعمل كدا عشان أكفر عن ذنب كبير عملته وندمت عليه.
هز يونس رأسه بحيرة وكأنه لم يسمعها.
ليه في الوقت اللي المفروض أقتلك فيه بتساعديني في أنقاذ بنتي من المۏت.
أنقبض قلب سدرة پخوف لكنها أسلمت أمرها لله وأبتسمت له تطمئنه.
مش يمكن ربنا عايز كدا عشان أروح له نضيفة وهو غافر ليا ذنبي متأنبش نفسك بسببي اللي ربنا كاتبة ليا هشوفه المهم تلحق تروح تنقذ بنتك قبل زاهر ما يرجع.
ضمت ميسرة سدرة لها وهى تزفر براحة.
ياه سدرة ياه يا حبيبتي شوفتي أن الدنيا فعلا متستهلش ولما زهدتي فيها جاتلك راكعة الحمدلله أن ربنا ألهمك أنك تعملي كدا ويكون سبب في أنقاذك من المۏت.
لم تكن ميسرة وسدرة يعلمان أن هارون وحسان كان يقفان خلف الباب ويستمعان لكل حرف قالته سدرة فقد رجع هارون مرة أخرى لكي يعطي ميسرة وحسان بعض الملفات التي نسيها في سيارته لمراجعتها والتوقيع عليها ويخبرهما بضرورة ذهابهما غدا لدار الأيتام فهناك عدة أمور عالقة تخص أدارة الدار وعليهما حلها خاصة أن خالته زهرة مازالت في الإسكندرية وهو يجهل وحده كيف يحلها وعندما توجه حسان لطرق الباب لكي ينادي ميسرة توقفت يداه وهو يستمع لصوت سدرة الذي يغلب عليه البكاء وهى تتحدث وعندما رأه هارون يقف هكذا أقترب منه وأستمعا سويا لكل ما قالته سدرة فأشار هارون لحسان وأمسك يده وأبتعد عن باب الغرفة.
عم حسان ياريت سدرة متعرفش أني سمعت حاجة من اللي قالته.
عقص حسان حاجبيه متسائلا.
ليه يا هارون وفيها أيه لما تعرف.
زفر هارون بقوة وهو يشير له بكفه.
انا هقول ليها بس مش دلوقتي وياريت كمان طنط ميسرة متعرفش لغاية ما أقولها كمان.
أومئ حسان له.
خلاص يا أبني زي ما تحب مش هعرفهم.
أبتسم هارون له ثم أستأذنه.
ربنا يبارك فيك يا عم حسان بعد أذنك لأني مستعجل.
غادر هارون بيت سدرة وصوت بكائها وهى تقص لخالتها ما حدث معها يتردد داخل عقله يجعله يغلي ڠضبا وغيظا ولولا أن زاهر قتل في السچن لكان قټله عقاپا على ما مرت به حبيبته فقرر أن يعوضها عما مرت به وظل يخطط داخل عقله كيف يفعل ذلك دون أن ترفضه سدرة وفي نهاية يومه كان في طريقه لقصره لكنه أمر سائقه بالتوقف وطلب منه ترك السيارة له والذهاب لمنزله ثم قادها هارون لمنزل سدرة فقد مل من بعدها عنه وقرر قضاء الليلة بجوارها حتى وأن کرهت ذلك وفي طريقه أبتاع لها ورد الجوري الاحمر والياسمين اللذان تعشقهما كما أبتاع لها الشكولاتة التي تفضلها ووقف يطرق بابها وهو متوترا بعض الشيء من وجود ميسرة وحسان لكنهما سهلا عليه الأمر وأقترحا عليه أن يذهبا للدار لكي يتفقدا أمورها وأكمال ما ينقصها بعدما تغيبا عنها ليومان بسبب رجوع سدرة لهما أخبرته ميسرة أن سدرة نائمة وأقترحت عليه أعداد طعاما لها لأنها نامت دون أن تتناول شيء أومئ هارون لها بأبتسامة وأغلق الباب خلفها ودخل لغرفة أعداد الطعام يقف أمام المجمد يختار منه ما يعده وقرر صنع شاورما الدجاج مع البطاطس المقلية والمعكرونة بصلصة الطماطم وأستغرق ما يقرب من الساعة حتى أنتشرت رائحة الطعام الشهية تتغلغل في زوايا المنزل ألتقطت أنف سدرة الرائحة فجعلت معدتها تقرقر جوعا وتوقظها من ثباتها فنهضت تفرك عنقها وتمسح على وجهها ثم وقفت تتجه لغرفة أعداد الطعام حتى تخبر خالتها أنها جائعة لتضع لها الطعام فصدمت حين وجدته يقف يقلب الطعام ونظرت حولها باحثة عن خالتها أو زوج خالتها لكنهما غير متواجدان فعادت تنظر له وتدقق النظر فهى تشعر أنها في حلم ألتفت هارون ليضع الطعام في الأطباق فوجدها تقف والدهشة على وجهها فأبتسم لها وغمز لها بطرف عينه.
صح النوم يا قمر كل دا نوم.
أوبس في حبة صوص من الفراخ جت على شفايفك....... ممممم تصدقي طعمه بقى أحلى.
مفيش هروب تاني يا حبيبتي فاهمة لازم تتغلبي على غضبك وخۏفك وضعفك وتوجهي وجهيني وقولي ليا كل اللي مزعلك مني خلينا نصفى لبعضينا ونبدأ حياة جديدة تكون مليانة بحبنا وشوقنا وخوفنا على بعض.
شهقت سدرة باكية فضمھا هارون لصدره.
بلاش ټعيطي عشان خاطري لو بتحبيني متخلنيش أشوف دموعك دي تاني.
أستجمعت سدرة قوتها ودفعته عنها وصړخت به.
يبقى تبعد عني ومتخلنيش أشوفك تاني لأني بكرهك وكل ما هشوفك هفتكر اللي عملته فيا لو صحيح مش عايز تشوف دموعي خليك بعيد عني.
أغمض هارون عينيه مټألما من أجلها.
مينفعش يا سدرة تطلبي من البعد وأنت عارفة أن عمر راحتنا ما كانت في بعدنا عن بعض سدرة انا بحبك ومش عايز أبعد عنك انا حاسس بيك ومقدر كل اللي مريتي بيه بس اللي حصلك كان ڠصب عني ومش بإيدي.
هزت سدرة رأسها والعبرات تتساقط من عينيها.
وانا عمري ما هنسى صوتك وأنت بتقول لزاهر أقتلها هى
متهمنيش لأنها خاېنة زيك ولا يمكن متفق معاها تعملوا النمرة دي عليا.
أقترب منها هارون يمسك ذراعيها.
أنت عارفة كويس أني قولت كدا وانا في وقت ڠضبي وعارفة كمان أني مكنتش هتخلى عنك ليه بتحاسبيني على فعلي اللي كان رد فعل طبيعي لأفعالك معايا.
نفضت سدرة يديه وصاحت به.
هز هارون رأسه پغضب وأمسكها يهزها بقوة.
اسمعيني كويس يا سدرة بعد مفيش بعد فاهمة لا انا هعرف أعيش من غيرك ولا أنت كمان هتعرفي