الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بقلم سلمى محمد

انت في الصفحة 4 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز


الملايين دي هتبقى بتاعتي انا وقاسم
عزة پغضب تاني بحبه... طب وحكاية انك مفهماه انك بتخرجي من ورايا... كده هتقلي في نظره
سهى ماخلاص مش هخرج من وراكي
عزه اه يانفوخي اومال انا كنت بقول ايه من الصبح
سهى انا مفهمه قاسم اني بخرج من وراكي... عشان كده اقنعته اشتغل في المصنع بتاع فريد ويبقى كده هنشوف بعض كل يوم وكمان الأهم اني افهم الشغل ماشي ازاي... ماهو المصنع هيكون بتاع جوزي في المستقبل... اطمن على ورث جوزي

عزة بابتسامة ده انتي طلعتي مش سهلة.... أومال حړقتي دمي ليه
سهى تربيتك... انا مش هبلة انا بحب قاسم ومش بحب الفقر
قاسم بعد عدة محاولات اقنع والده بمقابلة سهى
وفي يوم اللقاء وبداخل مكتب فريد بيه
سهى السلام عليكم
فريد وعليكم السلام... هتفضلي واقفة ويشير لها بالجلوس
بعد جلوس سهى... فريد بنبرة صارمة... قاسم قالي انك لسه بتدرسي
سهى بدرس في آخر سنه وفاضل كام شهر واتخرج... و بتخرج كل سنه بامتياز
فريد وعايزه تشتغلي ليه مش تهتمي بدارستك أولى
سهي عشان اساعد نفسي والشغل عند حضرتك فرصة بالنسبة ليا
فريد
يتكلم وعيناه لا تحيد عنها ويقوم بتأمل ملامح وجهها الرقيقة ... وعرفتي ازاي بموضوع الوظيفة
سهى انا وقاسم زمايل في جامعة القاهرة... و بالصدفة سمعته انك محتاج محاسب شاطر... وطلبت وهو انا مش طلبت بصراحة انا اتحايلت عليه عشان محتاجة الشغل اوي
فريد بس انا محتاج محاسب... مش طالبة لسه بتدرس
سهى برجاء انا شاطرة وعندي خبرة.. انا من اول سنه في الكلية وانا بشتغل في مكاتب محاسبة يعني عندي خبرة احسن من أي خريج وقامت باعطائه ملف.... الملف ده حضرتك فيه توصيات من كل مكتب اشتغلت فيه بيثبت خبرتي وكفاءتي وتأكد حضرتك لو اشتغلت هنا اني هكون كفء وعلى قد المسئولية
فريد كان بيتصفح الأوراق واندهش من التوصيات واجتيازها العديد من الدورات بالرغم من صغر سنها
وبعد لحظات من التفكير قرر تعيينها وإعطائها اسبوع لكي تثبت كفاءتها
فريد بنبرة حازمة عندك اسبوع لو اثبتى كفاءتك هعينك...انا رافض اشغل اي جنس لطيف في المصنع بس هعمل استثناء المرة دي وياريت ظني ميخبش فيكي
سهى بنبرة سعيدة أن شاء الله هكون عند حسن ظنك
يقوم فريد برن جرس.. ويدخل عم يحيي
عم يحيي نعم يافريد بيه
فريد ودي الانسه سهى في مكتب المحاسب.. هتبقى المحاسبة بتاعتنا
عم يحيي بذهول نعممم
فريد بلهجة صارمة الانسه المحاسبة الجديدة وريها مكتبها وأقفل بؤك شوية
عم يحيي مازال مصډوم... فريد بنبرة عاليه... يحيي اتحرك
عم يحيي حاااضر... وخرج ومعاه سهى
بعد خروج سهى مباشرة شرد مع أفكاره والابتسامة زينت ملامح وجهه عندما تذكر ابتسامتها وملامح وجهها الرقيقة وثغرها الممتلئ... هز رأسه پعنف عندما وصلت أفكاره لمنحنى آخر ليس له علاقة بالعمل
.قاسم بابتسامة هطلع للعروسة ابلغها الخبر السعيد
فريد أنت جبت العروسة معاك بره 
قاسم بنبرة سعيدة أنا مجبتهاش ....هى اللى مقيمة هنا ..
فريد بعدم استيعاب مين اللى مقيمة هنا 
قاسم أصل العروسة بتشتغل هنا ....سهى 
فريد مجرد ماقاسم نطق اسمها شعر ببرودة تجتاح جلده وسرعة فى دقات قلبه وحبيبات العرق لمعت فجأة على جبينه ...وفى داخله يحدث صراع وحرب ضارية من أجل حبه لسهى وحب أبنه لها...وفى النهاية تفوز الانانية وحب النفس 
قاسم بقلق باااااباااااا
فريد تمالك أعصابه بصعوبة وبنبرة حادة مفيش جواز 
قاسم جواز ايه اللى مفيش 
فريد بنبرة غاضبة انت مش هتتجوز سهى
قاسم هز رأسه حائرا من رد فعل والده ورفضه الزواج بعد الموافقة انا مش فاهم حاجة ..ايه اللى غيرك مرة واحدة ...أنت كنت لسه موافق
فريد عشان سهى متنفعش ليك 
قاسم بحيرة ومتنفعش ليه .. انت كنت لسه موافق ...ايه اللى حصل
فريد متنفعش عشان انا فكرت فيها
قاسم هز رأسه برفض لا يريد تصديق ايحاءات والده 
لسانه عجز عن الكلام خائڤ من السؤال لكنه اجبر نفسه على النطق فكرت فيها أزاى 
فريد بقسۏة أنا قررت أتجوز سهى وانت المفروض تنسى خالص انك كلمتنى عليها 
قاسم دموع الالم تأبى النزول ...لا يصدق مدى قسۏة أباه 
قاسم بالم انت متاكد انك أب ...تعرف حاجة اسمها مشاعر الابوة ...دى الحيونات پتخاف على مشاعر عيالها اكتر منك ...أنا جاى أقولك عايز اتجوز البنت اللى بحبها ...بسهولة كده عادى ...تقولى انسى انك تتجوزها وېصرخ بالم عشان ابويا ابويااااا انا هو اللى عايز يتجوزها ...أنت متأكد انك أب ...قولى هو انت بجد أبويا ...الدموع تنهمر بغزارة على وجنتاه ...أنطق اتكلم هو أنا أبنك بجد ...يضحك قاسم بسخرية ....ده أنا عبيط فى سؤالى ...ده انا نسخة منك بس على اصغر ويدخل فى نوبة ضحك هسترية...قااال ايه اب والاب الحنية كلها
فريد بلامبالاة خلصت كلامك 
قاسم مسح دموعه پعنف بكلتا يديه ووجه لفريد نظرات حاړقة خلصت يافريد بيه ويضغط على كل حرف ينطقه بكره 
فريد خلاصة الكلام سهى متنفعش ليك خالص عشان انا فكرت فيها وقررت اتجوزها 
قاسم بسخرية وأيه اللى يمنع جوازى منها 
فريد بقسۏة انا اللى همنع ..سهى مش هتكون لحد غيرى ولا حتى لأبنى 
قاسم متقولش أبنك عشان ملهاش طعم وماسخة اوى...أنتى باللى قولته دلوقتى قطعت الصلة دى وسهى مش هتكون لحد غيرى وعمرك ماهتقدر تمنعنى أنى أتجوزها ...أحنا الاتنين بنحب بعض
فريد مين دى اللى بتحبك ...سهى مش بتحب حد
قاسم سهى بتحبينى أنا ...وأتفقنا مع بعض على الجواز 
فريد بنبرة چنونية أنسى أنك تتجوزها ...سهى بتاعتى انا 
قاسم بحزن أنت مش طبيعى ..أنت انسان مريض ومحتاج تتعالج...وأنسى ان ليك ابن ...الكلمة دى خساره فيك ويخرج قاسم بخطوات غاضبة من المكتب ويتجه الى مكتب سهى ...
قاسم بنبرة غاصبة سيبى اللى فى ايدك وتعالى معايا
سهى ترفع رأسها عن الملف على صوته الغاضب وعندما ترى و ملامح وجهه الثائرة لسانها ينعقد عن الكلام 
قاسم بصياح بقولك سيبى اللى فى أيدك وتعالى 
سهى بقلق مالك ياقاسم 
قاسم مليش انا...أسمعى كلامى ويلا بينا نمشى من هنا 
سهى طيب أهدى الاول ...وحاضر همشى معاك 
قاسم پغضب بقولك يلا ...أنتى هتقعدى تتكلمى كتير
سهى بنبرة تحذيرية متتكلمش معايا بالاسلوب ده ياقاسم ...أنا قولت ليك حااضر ماانا مش هطلع معاك جرى واسيب اللى فى ايدى كده ولازم كمان استئذن باباك 
قاسم متقوليش الكلمة دى تانى ويلا معايا وسيبى كل حاجة زى ماهى 
سهى باين عليك اتخانقت معاه ...أهدى كده واستعيذ بالله ...والامور ان شاء الله هترجع أحسن من الاول
قاسم أمور أيه اللى هترجع زى الاول ..أنت مش فاهمة حاجة ...يتحدث مع نفسه أقولها أيه ...أقولها ابويا عايز يتجوزك وبيهددنى 
سهى طب فهمنى اللى حصل
قاسم لو ينفع اتكلم كنت اتكلمت وحكيت ليكى ...أنتى بتحبينى 
سهى تهز رأسها بالايجاب
قاسم نبرة حزينة يبقى تسمعى كلامى وتعالى معايا 
تمسك سهى حقيبتها وتخرج مع قاسم من المكتب ويمسك يدها بتملك فى العلن ...تحاول نزع يدها لكن قبضة يده كالفولاذ ... ويخرج بيها من باب المصنع ومازال قابض على يدها 
سهى بنبرة خافته سيب ايدى ياقاسم ....لو سمحت ...تجاهل كلامها واستمر فى المشى حتى وصلو لباب سيارته ...بلهجة أمرة أدخلى 
سهى حاضر هدخل ياقاسم عشان مش عايزة فضايح قصاد الناس
تدلف سهى للداخل وبمجرد جلوسها ينطلق بالسيارة بسرعة رهيبة تاركا ورائه زوبعه من الغبار
سهى بالرغم من خۏفها من تعبيرات وجهه المرعبة انت أزاى تمسك أيدى كده واشدها ومترضاش تسيبها ...منظرى كان شكله وحش وكل عامل يشوفنا يبصلنا من تحت لفوق...أنا قدرت اللى انت فيه وقولت أكيد حصلت حاجة جامدة تخليك تتصرف كده... مش معنى كده انى موافقاك على اللى حصل والموضوع عدى عادى بالنسبة ليا 
قاسم تجاهل كلامها هجى البيت النهاردة اخطبك
سهى نست ضيقها وڠضبها وبنبرة سعيدة بجد ياقاسم ...بجد هتيجى تخطبنى 
قاسم ايوه والجواز هيكون علطول بالكتير شهر 
سهى من شدة فرحتها تريد القفز والتنطيط وأخيرااا هتجوز .... وعندما تذكرت وضع الشقة المخزى ...هتيجى النهاردة النهاردة
قاسم أيوه 
سهى بلجلجه خليها على يوم الخميس بليززززياقاسم ...أنت لو جيت النهاردة من غير ماما ماتنضف الشقة ممكن تمسك فيا وتفشكل الجوازة وكمان لازم نبلغ عمامى الاول عشان يحضرو ويقرو الفاتحة معاك ...متزعلش أنت عارف أنى فرحانة اوى وعايزه الموضوع يتم النهاردة قبل بكرة ....بس بجد ماما هتزعل لو مقلتش قبلها عشان نبقى أد المقام لما تيجى بكرة انت وباباك
بمجرد ذكرها أسمه تملكه ڠضب عارم وبنبرة ثائرة انا هاجى لوحدى 
سهى انكمشت خائڤة ليه حصل ايه
قاسم من غير ليه انا حر ....أنا هاجى لوحدى ينفع ولا مش ينفع
سهى طبعا ينفع ...بس ممكن تقولي حصل ايه لكل ده يمكن اعرف اساعد
قاسم بنبرة ساخرة عمرك ماهتعرفى تساعدى اللى حصل مع فريد صعب يتصلح 
سهى احكى مايمكن اعرف اساعد ...يوضع سره فى اضعف خلقه
قاسم بنبرة حزينة لو ينفع كنت حكيت ...
سهى حاول تتكلم 
قاسم مش هينفع ولا هيفيد الكلام وخلاص أنا من طريق وهو من طريق
سهى أنا مش فاهمة حاجة 
قاسم كده اريح ليكى انك بلاش تفهمى .... سهى أنا قررت ان يوم الخميس بدل مايكون خطوبة ...يكون كتب كتاب ...هبقى اتفق مع المأذون وهديله العنوان والفرح بعدين اكون ظبطت أمورى ....موافقة 
سهى طبعا موافقة ...طب مفيش أمل تتصالح مع باباك ويجى معاك يوم الخميس
قاسم پغضب متجبيش سيرته تانى ...أنا هقطع صلتى بيه تماما هسيب الشغل معاه فى المصنع وهسيب الفيلا وهسيب ليه كل حاجة 
سهى پصدمة حصل ايه لكل ده ...أكيد الموضوع كبير أوى 
قاسم اللى حصل مينفعش الكلام فيه وبلاش تفتحى السيرة دى تانى 
سهى بس ياقاسم ...لما نتجوز هنعيش ازاى وانت قلت انك سبت كل حاجة
قاسم انا عندى مبلغ كويس ورث من أمى الله يرحمها ...من الفلوس دى هشترى ورشة وشقة ومن مكسب الورشة هقدر افتح بيت...فى الاول الوضع هيكون صعب علينا احنا الاتنين هكون لسه فى اول الطريق
سهى تحدث نفسها ..ياميلة بختك ياسهى ....هيشترى ورشة ويسيب العز والفيلا وهسكن فى شقة ياعالم هتبقى فى أنهو منطقة ...اكيد المشكله اللى بينه وبين ابوه هيجى يوم وتتصلح ويرجعو مع بعض زى الاول ...اتعبى معاه دلوقتى هترتاحى بعدين ...توجه كلامها لقاسم وانا معاك ..لو متعبتش معاك دلوقتى هتعب امتى ..
قاسم ربنا يخليكى ليا ...قام بأيصالها لاول مرة حتى باب بيتها وعندما دلف من السيارة 
قاسم بحبك ...هاتى بقى نمرة خطك الجديد عشان أعرف أتصل بيكى واقولك المأذون هيجي ليكم البيت أمتى 
سهى وأنا كمان وقامت بأعطائه رقمها 
وينطلق قاسم بسيارته ....شارد مع أفكاره وقسۏة والده ...أخذ يزفر بحرارة وحزن...يشعر أنه على حافة الانفجار ...أين يذهب ولمن يشكو همه يريد الفضفضة لعل وعسى ترتاح أعصابه قليلا ...واول شخص خطرعلى باله عم يحيى الرجل الحنون ...الموجود دائما بجواره وقت ضيقه وحزنه ...قاسم لف المقود بسرعة وغير اتجاهه لبيت عم يحيى
تعالت صوت الطرقات على الباب 
عم يحيى افتحى الباب ياكريمة ...الباب بيخبط 
كريمة
 

انت في الصفحة 4 من 45 صفحات