الأحد 24 نوفمبر 2024

قصة جميلة جدا كاملة الفصول بقلم الكاتبة سارة الزعبلاوي

انت في الصفحة 20 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

عارف ان قلبك طيب يا حياتي عنيا هخليها تقعد هنا.. المهم انتي بس خدي بالك من البيبي!!
و قالت
متخافش يا حبيبي.. انا واخدة بالي من نفس!!
___________________________________
دقات متتالية علي الباب قطعت شرودها و تفكيرها في شقيقتها..
نهضت من محلها و قامت بفتح باب الغرفة 
لتجد رجل في منتصف الثلاثينات من عمره... طويل القامة.. عريض البنية ذات شعر بني قاتم و عينان بنيتان...
نظرت له باستفهام ليبتسم هو بعملية قائلا
اهلا بحضرتك.. انا مازن الرفاعي وكيل النيابة
نظرت له بتهكم و قالت
افندم !
رفع حاجبه باستغراب علي طريقتها تلك و قال
انا كنت جاي عشان آخد أقوال الآنسة هنا و الأستاذ يوسف بخصوص قضية الخطڤ 
نظرت له
پغضب.. و قالت
هنا واخدة حقنة مهدئة و نايمة و مش وقته اصلا لأنها مڼهارة تماما!!
تمام.. بس احنا محتاجين اقوالها في أسرع وقت
اهلا بحضرتك يا فندم.. اتفضل معايا علي مكتبي
قالها فارس الواقف خلفه ليلتفت له مازن بابتسامة و يتجه معه نحو مكتبه
تحب تشرب اية يا فندم!
تفوه بها فارس بابتسامة عملية ليرد مازن
يا ريت قهوة سادة..
امسك فارس بالهاتف جانبه و قال
اتنين قهوة سادة يا عم محمد..
وضع الهاتف و قال
طبعا حضرتك جاي عشان قضية هنا و يوسف..
اه طبعا.. هو حضرتك الدكتور المتابع لحالتهم!
اه انا الدكتور المتابع لحالتهم حالة يوسف صعبة جدا و لسة مش معروف هيفوق امتي اما بالنسبة لهنا فهي عندها اڼهيار عصبي طبعا حضرتك عارف نتيجة اللي تم!!
طيب انا اقدر آخد أقوالهم امتي!
دخل العامل بالقهوة و وضعها ثم خرج ليقول فارس
شوف يا مازن بيه اول ما هنا حالتها تتحسن شوية عشان مترجعش لنقطة الصفر تاني هتصل بحضرتك أبلغكاما يوسف فأنا مش عارف الحقيقة هو امتي هيفوق.. بس ليا رجاء عند حضرتك!
اتفضل!!
انا عايز اي تواصل بخصوص القضية يبقي معايا انا أو مع حد من أخواتها!!
ممكن بس اعرف حضرتك تقربلها حاجة! 
ابتسم فارس قائلا
انا جوز اختها..
اتشرف بمعرفتك يا دكتور فارس.. بس هي اللي فتحتلي الباب دي تبقي مين!
دي مدام نور أخت هنا..
مدام!
رفع فارس حاجبه بدهشة من رد فعل مازن ليقول
اه.. هي متجوزة علي فكرة!!
طيب تمام.. عن أذنك
ابتسم فارس بدهشة من انسحاب مازن السريع.. ليري باب مكتبه يفتح دون استأذان و ليلي تدلف منه بوجه متشنج
في أية مالك!
شوف كدة يا فارس التحاليل دي..
نظر لها بقلق و أخذ منها الأوراق التي كانت في يدها و هو يقرأها... 
نظر لها قائلا
بتاعة مين التحاليل دي يا ليلي!
بتاعة راجل كبير اسمه سمير جه هنا من اسبوع في حاډثة عربية...
دة عنده سړطان في المخ و النخاع الشوكي!!.. طيب حالته دلوقتي بعد الحاډثة عاملة اية!
حالته اتحسنت تماما بس بيشتكي من صداع دايم و اظن سببه واضح بس برأيك الكيماوي هينفع في حالته دي!
انتي عارفة ان نسبة علاج السړطان مع التقدم في السن بالكيماوي بتكون ضعيفة جدا.. و بنضطر نلجأ للجراحة بس دي برضو كمان نتايجها مش مضمونة!!
جلست و قد تمكن اليأس منها لتقول
الراجل دة حالته غريبة اووي!!
ازاي يعني..
شردت و هي تقول
من ساعة ما جه مفيش حد سأل عليه برغم أن حسابه مع المستشفي بيدفع بانتظام و مش معروف مين اللي بيدفعه لأنه بيدفع اون لاين من برة مصر.. و الراجل ذات نفسه داخل في حالة عزلة مش طبيعية!!
حاجة غريبة
فعلا.. بس انتي لازم تصارحيه بحالته يا ليلي و خدي بالك العملية مش مضمونة.. يعني لو هيعملها لازم يكتب تعهد علي نفسه
هزت رأسها بالموافقة علي حديثه ليردف هو متسائلا
انتي هتعمل اية في موضوع حسام!
مش عارفة... اسيبه يكمل مع نور و هو السبب في مۏت بابا و لا اقلب عليه الترابيزة و افضحه بس ساعتها مش هيكون معايا دليل حتي علي كلامي عشان آخد حقي منه
قالتها بشرود و ضياع ليقول هو
انا من رأيي تصبري لحد ما نعدي مشكله هنا و بعدين تفوقيله
اه يا ربي.. و كمان مشكله هنا دي مش عارفة اعمل فيها اية انا تعبت.. المشاكل كلها فوق دماغي!!
و هو يقول
انا جمبك يا ليلي.. مش هسيبك غير لما تخرجي من المشاكل اللي انتي فيها دي كلها
مقابل اية يا فارس!
مش مقابل حاجة يا ليلي حتي لو مش هترجعيلي.. بس مش عايز اشوفك كدة في يوم من الايام..
_________________________________
مر اسبوع 
تحسنت فيه حالة هنا و خرجت من المشفي أما يوسف فقد دخل في غيبوبة عميقة.. رافضا لذلك الواقع المرير حزينا علي حبه الضائع!!
و خطة فاطمة تسير بامتياز فاليوم هو عقد قرانها الوهمي علي أحمد
الذي بالرغم من حزنه الشديد و تمنيه أن يكون ما يحدث هذا حقيقي و ليس وهمي.. لكنه جعل كل شيء
حولهم اسطوري
فقد كان عقد القران في فندق شهير من فنادق وسط القاهرة فندق إيطالي ذات تصميم معماري رائع يطل علي النيل
و أتي لها بفستان من اختياره من فرنسا 
فتلك معاملة الأميرات... و فاطمة مهما حدث و سيحدث ستظل أميرته
بعد عقد القران سار معها في حديقة الفندق المطلة علي النيل و هو يقول بسخرية
مبروك يا عروسة.. عجبتك التمثيلية!!
تزينت عينيها بطبقة من الدموع الرافضة للهطول
لو سمحت يا احمد... كفاية بقي انا تعبت!!
تعبتي!! .. انتي تعبتيني انا معاكي كان نفسي فعلا ابقي جوزك دلوقتي.. بس للأسف يا فاطمة انتي محبتنيش..
أبعدت نظراتها عنه و قالت بضيق
انا طالعة الاوضة يا احمد!!
تركته و اتجهت نحو غرفتها الذي قام بحجزها لها خصيصا دلفت بهدوء حيث لم يشعر بها أحد و استمعت إلي حديث ليلي مع هنا و نور
يعني اية يا ليلي.. هتجوزيها للبني آدم المړيض دة ازاي!
قالتها نور پصدمة من حديث ليلي لتردف ليلي
اكيد هي حكيتلك عن الفديو اللي وراه ليوسف و رد فعل يوسف.. فبلاش نعيش في الخيال و نقول ان يوسف هو البطل الشجاع اللي هينقذها من البني آدم المړيض دة.. لأن يوسف مش هيبقي طايق يبص في وشها اصلا.. و الحل الاسلم لينا عشان نتخلص من الڤضيحة دي اننا نجوزها لمروان كام شهر و نخلص من البلوى دي و
بعدين يبقي يطلقها
هتجوزيهولها ازاي و هو في السچن و التحقيقات شغالة و التهمة ثبتت عليه
تفوهت بها فاطمة التي كانت واقفة خلفهم لترد ليلي پصدمة من معرفتها بالأمر
انا هتصرف.. المهم نعرف نداري علي موضوع دة قبل ماما ما تعرف احنا مش ناقصين دي ممكن تروح فيها!!
صمتن جميعا و هن يفكرن في حديث ليلي.. 
و المنطق يبدي رأيه و يقول أن الحل الأمثل لهذه الکاړثة هو زواج هنا من مروان
طيب تفتكري هو هيرضي يتجوز هنا و لو رضي.. هيرضي يطلقها بعد الجواز!!
قالتها فاطمة بتفكير لترد ليلي مسرعة و كأنها رتبت كل شيء
هيرضي لما يعرف اني هخرجه من السچن و حكاية الطلاق دي سيبيها لبعدين...
انتي مش بتتكلمي ليه يا هنا.. اللي هتتجوز دي انتي علي فكرة!!
اللي ليلي هتقول عليه هعمله...
قالتها هنا بشرود مجيبة علي تساؤل نور فقالت ليلي باستغراب
أحمد اللي قالك علي موضوع هنا يا فاطمة و بعدين انتي سيبتيه لية و طلعتي!
كادت فاطمة أن تجيب ليلي و لكن صوت اصطدام شيء ما خارج الغرفة بقوة.. جعلهم يهرولن للخارج...
و كان المشهد أمامهن قادر أن يحبس الانفاس و يسيل الدموع و يلجم اللسان!!
حيث صرخن و هن يرون والدتهن فاقدة للوعي ملقاة علي الارض و وجهها شاحب..
ماما.. ماما!
____________________________________
الفصل العاشر
أسرعت ليلي نحو مرفت بهلع و هي تري شحوب وجهها
تحسست نبضها بأيدي مرتعشة... و تجمد محله
بينما شقيقاتها بجانبها يتساءلون عن ما حل بوالدتهن...
و هي تري المشهد حولها بالتصوير البطيء.. و جميعهم منعدمين الأصوات أفواههم تتحرك فقط..
تساقطت دموعها بهدوء و هي تترك أثر 
أفاقها من تلك الصدمة مظهر فارس الراكض نحوها مناديا باسمها...
نظرت له و كأنها ترجوه أن ينجدها من تلك المصېبة التي ستلحق بهم قريبا
مرفت لتقول ليلي بصوت يكاد يسمع
مفيش نبض!!
النبض ضعيف يا دكتورة.. يلا مش هنقعد نتفرج و نعيط!!
نظرت له ببلاهة و كأنها لا تعي حديثه...
راوده القلق و بدأ عقله ينسج سيناريوهات من صنع خياله هو فقط!!
ليتفاجئ بحنو قائلا
آية يا فهد.. واقف هنا لية!
مفيش يا داليا معلش يا حبيبتي ارجعي انتي لخطوبتك انا هعمل مشوار مهم و هرجع علطول..
قطبت حاجبيها و هي تنظر له باستفهام و قد قالت
مالك يا فهد.. في أية!
حوار مهم كدة في الشغل هظبطه بسرعة و آجي..
ثم و هو يغمز بإحدي عينيه قائلا
مبروك
يا دود.. مش هتأخر يا حبيبتي!!
تركها و ذهب لتقف هي مفكرة في أمره و هي لا تعلم مخزي لتلك التصرفات!!!
______________________________
كانت الدقائق تمر ببطء و كأن الانتظار خلق لهذة اللحظات فقط...
تبا لك أيها المړض فمن أعطاك الحق أن تسرق منا لحظات عمرنا..
من أعطاك الحق أن تسلبنا أعز الأشخاص علي قلوبنا..
كان الفتيات ينتظرن خارج غرفة العمليات حيث دخلت ليلي مع فارس منذ ساعتين و لم يخرج أحدا منهما إلي الآن!!
نهضت فاطمة و الرؤية مشوشة أمامها من فرط الدموع المغلفة لعينيها...
سارت لتجد و سمعت صوته قائلا
رايحة فين يا فاطمة!
هزت رأسها و بكائها يتزايد و هي لا تعلم اية ستتجه بالفعل فقد قټلها الانتظار..
اقعدي بس كدة و هي إن شاء الله هتبقي كويسة...
لا يا احمد ماما مش هتبقي كويسة.. ماما سمعتنا و احنا بنتكلم عن موضوع هنا!!
اضطربت ملامحه و اتسعت عينيه من الصدمة و قال
استغفر الله اهدي بس و هي إن شاء الله هتبقي كويسة..
يا رب.. يا رب
دعت فاطمة پقهر و قد أوشكت علي الاڼهيار.. تلك الآلام فهو يتألم مثلها تماما!!
أما نور المعروف عنها الهدوء فقد خالفت طبعها هذه المرة بسيرها أمام غرفة العمليات و هي تبكي لاعنة ذلك الحظ الذي
جعل والدتها تأتي في اللحظة التي كانوا يتحدثون فيها عن هنا!!!
أوقفها حسام ا و هو ينظر في عينيها بثبات ليجعلها تهدأ قائلا
اللي انتي بتعمليه دة ملوش لازمة يا نور هي هتبقي كويسة لكن قلقك و عياطك دة مش هيجيبوا نتيجة!!
حدقت فيه بحزن ليست هذا ما تحتاجه منه الآن..
هي تحتاج حبه في هذه اللحظات.. تحتاج الشعور بخوفه عليها!!
تحتاج يشعرها بالأمان كالذي منحه
أحمد إلي فاطمة!!
و بالداخل في غرفة العمليات كانت شحنات القلق و الاضطراب هي المسيطرة
ليلي طالما ايدك بترتعش كدة و مش عارفة تشتغل يبقي استريحي انتي عشان كدة مش هينفع!!
قالها فارس بحدة و هو ينظر لها.. لم تستجيب بينما ظلت تنقل نظراتها بينه و بين والدتها الملقي أمامها
و بإشارة ثانية من عينيه جعلها تبتعد و هي تقف متابعة للمشهد من حولها بينما بدأت الممرضات يتهامسن عن حالة ليلي تلك و عن تحكم فارس الغير مفهوم بها!!
ليصدح صوت فارس پغضب و بالطبع قد سمع تلك الهمسات اللعېنة ليقول
انا مش عايز اسمع صوت واحدة فيكم.. اشتغلوا و انتم
ساكتين!!
التزم
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 43 صفحات