الإثنين 25 نوفمبر 2024

قصة جميلة جدا كاملة الفصول بقلم الكاتبة سارة الزعبلاوي

انت في الصفحة 27 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

عيزاني الف حوالين نفسي.. خصوصا بعد ما عرفت حقيقة حسام و انها مش السبب في مۏت زين بيه!!
صمتت مفكرة في حديثه ليستطرد هو قائلا
و انتي لازم تبقي مع احمد لأنه بيحبك جدا صدقيني..
بس انا مش بحبه..
شوفي يا فاطمة انتي زي اختي... و مليش مصلحة في اللي بقولهولك دة.. بس مجرد نصيحة انتي بتحبي أحمد.. انتي بس محتاجة تفضي دماغك شوية من الدوشة اللي انتي فيها دي و انتي فعلا هتتاكدي من حبك ليه..
انت شايف كدة!!
ايوة طبعا.. و بعدين حتي لو مش بتحبيه.. حبه ليكي و اهتمامه بيكي كفيل انه يخليكي تحبيه!!
_______________________________
أصوات كثيرة و صور لأشخاص تعرفهم جيدا و مشاهد منفصلة تمر بذاكرتها و هي في حالة بين الوعي و اللا وعي...
فتحت جفونها بثقل و هي تنظر حولها مستكشفة المكان
نظرت بجانبها لتجد زهرة جالسة..
ابتسمت زهرة و هي تقول
حمد الله علي سلامتك يا حبيبتي.. كدة بردو يا هنا
عايزة ټنتحري يا حبيبتي!!
اغمضت عينيها پألم و هي تتذكر ما فعلت بعد تلك الوصية التي عقدت الامور
مهما حصل يا هنا دة اختبار من ربنا ليكي لازم تبقي قوية و تواجهي!!
خرج صوتها ضعيفا و هي تقول بارهاق
تعبت يا طنط.. و الله تعبت جدا مبقتش قادرة استحمل كل اللي بيحصل دة!!
و الله ربنا هيعوضك يا حبيبتي!!
احتضنتها زهرة بحنان استشعرت فيه حنان والدتها الراحلة..
دلفت ليلي و قد تهللت اساريرها و قالت و هي تمنع حالها من البكاء
الف سلامة عليكي يا هنا..
و بعد الكثير من أحاديث العتاب قالت هنا بتردد
يوسف فاق و لا لسة يا ليلي!!
امتعضت ملامح ليلي و قالت بإشفاق علي حالته
لسة يا هنا.. حالته مستقرة و مفيش ما يمنع انه يفوق لكن عقله رافض للي بيحصل و رافض انه يفوق!!
ليلي انا عايزة اروحله..
انتي لسة تعبانة مينفعش
سيبيها تروحله يا ليلي و تتكلم معاه يمكن يكون سبب في أن حالته تتحسن مش المړيض الي بيبقي في غيبوبة بيحس باللي بيتقال حواليه!
تشدقت بها زهرة لتردف ليلي
ايوة.. استريحي طيب شوية انتي لسة فايقة و بكرة هوديكي ليه
انتي عملتي اية في موضوع مروان يا ليلي!
تساءلت هنا لتقول ليلي
اتنازلت عن القضية و جبتله محامي عشان قضية يوسف!!
يعني قرب يخرج من السچن!
قالتها هنا پخوف مبتلعة ريقها... لتردف ليلي
ايوة.. لازم تكوني مستعدة يا هنا عشان الفرح هيتعمل اول ما يخرج من السچن!!
______________________________________
كان جالسا بمقر شركته و قد انهكه العمل تماما نظر في الساعة ليجدها قاربت علي الثانية صباحا...
نهض من محله و هو يرتدي معطفه استعدادا للرحيل.. خرج و هو ينظر نحو السكرتيرة الخاصة به و قد نسي أمرها تماما..
وجدها واضعة رأسها علي المكتب أمامها و قد غطت في ثبات عميق و الإرهاق يبدو عليها...
اقترب منها و هو يهزها برفق قائلا
مني.. يا مني!!
غمغمت بكلمات غير مفهومة.. ليهزها مرة أخري قائلا
يا مني يلا عشان تروحي الفجر قرب يأذن!!
انتفضت من محلها و هي تدرك وضعها و تحلل كلماته
معقول.. انا أتأخرت جدا!!
تنهد بضيق.. فهو السبب في ذلك فقد ظل يعمل و قد نسي أمرها تماما فهي لا ترحل الا بإذنه
طيب يلا عشان اوصلك..
لا لا شكرا لحضرتك يا فهد بيه!!
انا مش باخد اذنك يا مني يلا عشان اوصلك.. الفجر هيأذن و مينفعش تروحي لوحدك في الوقت دة!!
يا فهد بيه اصل...
يلا يا مني بلاش كلام كتير!!
وافقت علي حديثه بمضض و هبطت معه مستقلة سيارته و هي ملتصقه بمقعد سيارتها پخوف
انتي خاېفة مني و لا إية يا مني!
ردت عليه قائلة بتلعثم
لا و الله يا فهد بيه مش خاېفة من حضرتك بس يعني حضرتك فاهم انا ساكنة في منطقة شعبية و خاېفة حد يشوفني معاك و يتكلم عليا كلمة كدة أو كدة!!
متقلقيش... هتلاقي الناس كلها نايمة دلوقتي!!
اومأت له بالموافقة و ظلت صامتة.. 
وصلوا نحو منزلها قالت قبل أن تهبط
شكرا لحضرتك يا فهد بيه..
بتشكريني علي اية.. انا السبب في تأخير و مكنش ينفع اسيبك تروحي لوحدك الوقت دة
ابتسمت له و قالت
عن اذنك يا فهد بيه
اتفضلي...
كادت أن تهبط من السيارة و لكنها وجدت مرعي يدخل رأسه من نافذة السيارة و هو يقول بصوت صادح
مين دة يا هانم رجعالي وش الفجر مع راجل غريب في عربيته يا مني... انا هربيكي يا بنت 
صړخت مني پخوف و هو يفتح باب السيارة مخرجا اياها و هو يمسك بذراعها پعنف... 
هبط فهد من السيارة بعصبية و هو يبعدها عنه قائلا
انت مچنون يا جدع انت ابعد بعيد عنها احسنلك
ارتفع صوت مرعي قائلا
اصحوا يا أهل الحارة.. تعالوا شوف مني بنت شيخ عبد الرحمن الله يرحمه راجعة في وش الفجر مع راجل غريب في عربيته تعالوا اشهدوا الراجل بېتهجم عليا علشان بسأله انت مين!!
ذهل فهد و مني من افتراء مرعي بينما بدأ الجميع يجتمعون حولهم ليشاهدوا...
قالت سيدة في منتصف الأربعينات
مش عيب يا مني ترجعي مع راجل غريب في عربيته لوحدكم في وش الفجر!!
هبطت والدتها و
هي تبكي بوهن صاړخة بهم
قطع لسان اللي يقول كلمة علي بنتي.. انا بنتي أشرف منكم كلكم
هه.. شريفة اووي ما هو واضح!!
قالها مرعي باستهزاء ليقبض فهد علي رقبته قائلا
و انت مال اهلك انت.. مني مراتي و اللي مش عجبه يخبط دماغه في الحيط!!
مراتك!... اتجوزتي في السر يا مني انا مش هسيبك انا لازم اشرب من دمك!!
اتجه مرعي نحوها لتتراجع هي پخوف محتمية ب فهد الذي لكم مرعي مرات متتالية ليقع أرضا و هو يقول
ماشي يا مني.. انا مش هسيبك!!
جذبها فهد إليه قائلا بصوت مرتفع ليسمعوا جميعهم
مني مراتي علي سنة الله و رسوله و اللي هيتجرأ و يتكلم كلمة عليها هقطع لسانه!!
اخرسهم جميعا ثم سحب مني و والدتهم متجها نحو منزلهم
اتفضل يا ابني اتفضل
دلف فهد مستجيبا لطلب ناهد والدة مني ..
انا آسفة جدا يا فهد بيه و الله آسفة.. لو مكنتش وصلتني مكنش حصل كدة
نظر فهد حوله الي ذاك المنزل المتهالك و الي والدتها الذي نال منها المړض..
قالتها مني پبكاء ليردف فهد
متتأسفيش يا مني.. هو اللي بني آدم حقېر مين دة اصلا
صاحب البيت اللي احنا ساكنين فيه.. عايز يتجوزني و انا رافضة و حاول يعتدي عليا اكتر من مرة بعد مۏت بابا!!
تحسس فهد شعره و هو يضغط عليه قائلا ل ناهد
طيب ممكن اتكلم معاكي يا حاجة لو سمحتي..
أة طبعا اتفضل يا ابني اعمليلنا حاجة نشربها يا مني!!
اومأت مني بالإيجاب منصرفة الي المطبخ ليجلس فهد أمام والدتها.. فتقول هي
انت مشكور يا ابني علي اللي انت عملته.. بس انت مش ملزم بأي حاجة.. لو عايز مني تسيب الشغل عندك مفيش مشكلة..
لا طبعا... بصي يا حاجة انا مش قصدي حاجة باللي انا هقوله بس منعا للكلام الكتير اللي هيحصل في الحارة انتوا هتيجوا تقعدوا معايا في البيت و متقلقيش انا مش لوحدي انا معايا اختي..
ايوة يا ابني بس بصفتنا اية!!
انا لسة قايل قدام الناس دي كلها أن مني مراتي فترة بس مؤقتة علشان اللي اسمه مرعي دة ميضيقهاش.. بس بعد فترة تقدروا ترجعوا و تقولوا انها أطلقت و متقلقيش انا هقدر احميها كويس من مرعي!!
صمتت والدتها مفكرة في حديثه ليقول هو
كلامي مش محتاج تفكير.. و بعدين متقلقيش مني يا أمي مني زي اختي!!
ابتسمت والدتها و قالت
انت ابن حلال ربنا يحميك يا ابني!!
يبقي تقوموا تحضروا الشنط يلا..
خرجت مني حاملة المشروبات لتقول والدتها
حضري شنطتك يلا يا مني!!
شنطة اية يا ماما انا مش فاهمة حاجة!!
تعالي معايا يا حبيبتي و انا افهمك!!
جلس فهد ينتظرهم و هو ينظر الي تلك الصور المعلقة علي الحائط... صور ل مني في جميع مراحل عمرها مع والدها و والدتها...
قالها فهد و هو يشير لهما بالدخول.. لينادي قائلا
يا داليا.. داليا
أتت شقيقته مهرولة.. فهي لا تنام الا عند مجيئه 
نظرت لهم باستغراب ليقول
تعالي يا داليا... مني سكرتيرتي و والدتها هيقعدوا معانا هنا لفترة..
اه طبعا يشرفوا.. اتفضلوا اتفضلي يا طنط!!
قالتها مرحبة ثم قالت بصوت خاڤت
هو في أية!
هفهمك بعدين..
____________________________________
انتهي عملها و الآن يجب أن تذهب الي المنزل لتطمئن علي بعض الأمور فيه و تعود لتبقي مع نور و هنا..
اتجهت نحو المكان الذي تقف به سيارتها... 
نظرت بضيق و هي تقول
يا دي النيلة.. يعني دة وقته!!
آية العجلة نامت و لا إية!
التفتت لتجد فارس يستقل سيارته..
تعالي اوصلك
لا شكرا انا هتصرف...
هتتصرفي فين الساعة 4 الفجر.. يلا و بطلي دماغ الصعايدة دي!!
رفعت حاجبها الأيمن و هي تضع يدها في خصرها و قالت
و مالهم الصعايدة يا سي فارس إن شاء الله.. انت ناسي أن انا ابويا صعيدي و
لا إية!
ضحك و هو يضرب كفيه ببعضهما و قال
يا ستي مقولتش حاجة.. بس يلا مش هتلاقي حد فاتح دلوقتي يعملك العجلة يلا يا ليلي ربنا يهديكي!!
ذهبت مضطرة معه و كان الصمت هو المسيطر
لكن كانت هناك حفلة للسيدة أم كلثوم... و في مقطع معين قام فارس برفع صوت المذياع و كأنه يعيد ذكريات الماضي التي دفنت مع الزمن!!
كان لك معايا اجمل حكايه في العمر كله
سنين بحالها مافات جمالها على حب قبله
سنين ومرت زي الثواني في حبك انت
وان كنت اقدر احب تاني احبك انت
كل العواطف الحلوه بيننا 
كانت معانا حتى في خصامنا
وازاي تقول انساك واتحول
وانا حبي لك اكتر م الاول
واحب تاني ليه واعمل في حبك ايه
دا مستحيل قلبي يميل ويحب غيرك ابدا
اهو ده اللي مش ممكن ابدا
ابتسمت و هي تشعر أن الماضي يعيد حاله من جديد
فاكرة الأغنية دي!!
مقدرش انساها و الكوبلية دة بالذات..
عاد بذاكرته للماضي
منذ خمس سنوات 
كانت علاقتهما تتوطد يوما بعد يوم.. أصبحت قريبة إليه بشكل خاص 
حبها يشكل خطړا عليه يوما بعد يوم يحتل قلبه ليوشم اسمها داخله!!
حتي انه يوما قام بدعوتها للعشاء... بالفعل كان عشاء رومانسي رائعا...
كان المطعم محجوز لهم خصيصا تفنن
في اسعادها... 
كان ضوء الشموع يتزامن مع موسيقي رومانسية للسيدة أم كلثوم و مع هذا المقطع الذي عشقته قال لها
تحبي ترقصي!!
ابتسمت له و قالت
معنديش مانع!!
لف يده حول خصرها الممشوق و امسك يدها بيده الأخري لتضع هي يدها الأخري علي كتفه.. 
شعر بارتجافتها اقترب من أذنها و قال بهمس
بحبك..
عودة للواقع 
عارفة يا ليلي كل ما بسمع الأغنية دي... بحسك جنبي و دلوقتي و انا بسمعها معاكي للمرة المليون بقولك بحبك و هفضل احبك لحد ما اسيب الدنيا دي!!
ابتسمت و لكنها ظلت صامتة.. فهو يعبث بمشاعرها بطريقة غير مقبولة يجعل قلبها يحلق في السماء سعيدا بذلك الحبيب العائد!!
و انتي كالعادة كل ما اقولك بحبك بتفضلي ساكتة بس عنيكي بتتكلم.. و دة لوحده كفاية بالنسبالي!!
نظر لها و هو يتابع تدرج لون وجنتيها الي اللون الوردي ثم
26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 43 صفحات