الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية كاملة ورائعه للكاتبة ولاء رفعت كاليندا

انت في الصفحة 13 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز


الكرسي أمام مكتبه وقال
أنا عارف وقت حضرتك ضيق فمش هطول عليك كتير 
تنهد الأخر فأخبره
يبقي أحسن أتفضل هات اللي عندك 
تبدلت الابتسامة من السماجة إلي
المكر والدهاء
اللي عندي يساوي قيمة ولي عهدك أو نقدر نقول حريته وسمعته وسمعة عيلة السفوري 
رجع الأخر بظهره إلي المسند الخلفي وقال
مش لما أشوف اللي معاك يستحق ولا تكون اشتغاله وأبقي زي اللي بصطاد سمك في ميه 

وضع الأخر حقيبته أمامه علي الطاولة الصغيرة وقام بفتحها وأخرج منها هاتف مغلف بكيس بلاستيكي ذو
سحاب ضاغط وظرف ورقي مغلق ووضعهما علي المكتب لكن في قبضة يده 
هز الأخر رأسه وسأله
إيه ده
أجاب الآخر بثقة بالغة
نظر الآخر إلي الظرف وسأله
كام دول
أجاب حماد بعنجهية
خمسين ألف جنيه وليك زيهم لما أتأكد أنك مش تكون ناسخ من الفيديو اللي علي الموبايل نسخ تانية 
نصف ابتسامة علي ثغر الأخر الذي قال
أبقي مغفل ومچنون لو عملت حركة زي دي لأن أنا مش عايز فلوس أنا عايز أكون المحامي الخاص لسيادتك 
قهقه حماد حتي تردد صدي ضحكاته
وتوقف لتتحول ملامحه إلي الجدية قائلا بتهكم
وأنت بقي يا محامي بير السلم عايزني أخليك المحامي بتاعي!
ابتلع الأخر الإهانة وأظهر عكس ما بداخله رمقه بثقة يخالطها نبرة ټهديد قائلا
أنا سامع أن حضرتك ناوي ترشح نفسك نائب في البرلمان وموضوع زي موضوع المحروس ابن سعادتك لو وصل للجهات العليا هيحطوا علي اسمك علامة إكس بالأحمر 
وأختتم كلماته ببسمة انتصار وتشفي فأحتقن وجه الآخر ليكشر عن أنيابه وقال
طيب واللي بلغك المعلومة دي مقالكش إن بنفوذي ممكن أخلي أسمك الجميل ده يتشطب من نقابة المحامين
نهض ووقف فوضع يديه في جيوب بنطاله قائلا بزهو وفخر
يبقي حضرتك ما تعرفش مين هو رأفت متولي 
أطلق الأخر زفرة كدليل علي نفاذ صبره
خلاصة الموضوع ده وكلمة وما فيهاش نقاش تاخد مليون جنيه وما سمعش صوتك تاني ولو عايز تكون محامي لحد واصل ممكن أعرفك علي رجال أعمال وأنت وشطارتك بقي 
أنشقت بسمة عارمة علي وجه هذا الذي يشبه الثعلب في مكره ودهائه وكالعقرب في غدره جلس علي الكرسي بأريحية قائلا
يبقي كدة متفقين والموبايل والتقرير بين أيديك 
خلي محمد نصار يبقي يروح يدور علي مين اللي عمل كدة في بنته 
دوي رنين جرس المنزل وكانت زينب تقف أمام الموقد تطهو فتركت ما بيدها وأدارت المقبض فانطفأت الڼار ثم مسحت يديها في منشفة جافة قائلة بصوت جهوري
حاضر ياللي بترن الجرس 
ذهبت لترتدي خمارها وفتحت الباب فوجدته شقيق زوجها قالت له بترحاب وحبور
يا أهلا وسهلا أتفضل يا كريم 
دلف وبيديه يحمل أكياسا معبئة بالفاكهة المختلفة
السلام عليكم 
أجابت الأخرى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ليه التعب ده ده أنت جاي في بيتك مش عند حد غريب 
وضعهم علي المنضدة المجاورة لباب المنزل وقال
دي حاجه بسيطة عشان شمس 
أنت ابن حلال لسه مخلصة الأكل أدخل أغسل إيديك وبعدها ادخل صحي أخوك عقبال ما أغرف 
قالتها واتجهت نحو المطبخ فسألها
أومال فين شمس
تنهدت بحزن وأجابت
كالعادة حابسة نفسها يا قلب أمها في أوضتها الموضوع بقي صعب أوي خاصة بعد ما عرفت بحملها اللي ما كان علي البال ولا الخاطر 
ده إبتلاء من ربنا وعليها بالصبر أنا عارف الموضوع صعب جدا بس مش بإيدينا غير نقف معاها ونجيب حقها من إبن ال اللي عمل فيها كده وعقبال ما ده يحصل معدش ينفع تقعدوا هنا في البلد 
قصدك نسيب بيتنا زي اللي عاملين عملة ونهرب!
مش هروب بس ما ينفعش تفضلوا قاعدين هنا أولا زمان المحامي اللي وكلته بدأ في الإجراءات وطبعا زمان حماد عرف فشيء طبيعي مش هايسيبك في حالك وتجنبا للمشاكل والأمر التاني كلها شهرين ولا تلاتة وبطن شمس هاتظهر وأنت عارف أهل البلد
ماورهمش حاجة غير الكلام وبنتك حالتها النفسية مش متحملة كلمة من حد ومحتاجة رعاية و دكتور يتابع حالتها تقدر تقولي هاتخرج وتدخل إزاي والبلد كلها أوضة وصالة!
وقبل أن يجيب شقيقه سبقته زوجته
جلس محمد علي أقرب كرسي بقلة حيلة ويأس قائلا
وأنا أجيب فلوس لسكن تاني منين كل مرتبي يا دوب نصه أقساط والنص التاني أكل وشرب ومصاريف البيت 
ربت شقيقه عليه بمؤازرة وقال
ماتشلش هم وأنا موجود 
ارتفعت زاوية فم الآخر بتهكم وقال
عايزني أروح أقعد مع أخواتك اللي باعوا واشتروا في ضنايا كأني مت 
أخرج من جيب بنطاله سلسلة مفاتيح خاصته وقام بأخذ مفتاح منها قائلا
عندي شقة كنت شاريها السنة اللي فاتت في إسكندرية بأجرها كل موسم صيف 
تفهم شقيقه مقصده فسأله
و شغلي اللي هنا
أجاب الآخر
خليك أنت هنا أيام
الشغل وفي يومين الإجازة أطلع علي إسكندرية أقعد معاهم 
تدخلت زينب قائلة
وأنا موافقة 
رمقها زوجها بضيق فأردفت
كلام أخوك كله صح ولو عندك حل تاني شور علينا وإسكندرية غير هنا علي الأقل ما أصتبحش بوش العالم اللي هنا وأسمع تلسين من اللي يسوي واللي ما يسواش 
قال كريم
ولما تجهزوا حالكم عرفوني وما تقلقوش الشقة مفروشة من كل حاجة وفيه سوق قريب وأنا هابقي معاكم بس
ياريت يكون الكلام ده قبل ما الأسبوع
ده يخلص عشان كلموني من الشغل ولازم أسافر 
نهض محمد وتوجه إلي المرحاض أشار بيده بعدم اكتراث وقال
أعملوا اللي تعملوه 
زفرت الأخرى بامتعاض وقالت
شوفت يا كريم أهو كده من ساعة لما قام بالسلامة وأنا مش عارفه هو عايز إيه بالظبط 
أجاب عليها
ما تقلقيش أخويا وأنا عارفه أعذريه الصدمة مشوشه علي تفكيره ومع الوقت هايرجع أحسن أنتي بس خليكي جمب بنتك هي محتاجة لك أنتي أكتر واحدة وربنا يطمنا عليها ويقومها بالسلامة 
آمين يارب وينصرها علي الظالم ابن هدي وېحرق قلبهم زي ما قهروا بنتي وحرقوا دمنا كلنا 
وقبل أن يعدوا للرحيل ذهب محمد إلي مكتب المحامي لمتابعة الإجراءات لكنه تفاجئ بالباب مغلق قام بالاتصال عليه فتلقي رسالة مسجلة بأن الهاتف مغلق أيضا تعجب لأن هذا الوقت هو موعد عمله في المكتب أخذ يضغط علي زر الجرس ويتبعه بطرق الباب عدة مرات حتي ظهر له من خلفه رجل ذو مظهر بسيط يقول له
الأستاذ رأفت مش موجود 
عقد الأخر حاجبيه و سأله والقلق يساوره بداخله
أومال هو هيجي إمتي
أجاب الرجل
هو ساب المكتب لصاحب البيت وسافر بلاد برة 
أزدرد ريقه وهو يشعر بجفاف حلقه من ما يسمعه للتو
إزاي
أجاب الرجل
والله يا أستاذ كل اللي أعرفه قولتهولك 
و يشاء القدر وتأتيه مكالمة هاتفية من رقم غريب أجاب علي الفور
ألو مين معايا
أجاب المتصل
مش مهم تعرف أنا أبقي مين بس حبيت أقولك أبقي فكر مليون مرة قبل ما تقف قدام حماد السفوري أنت و بنتك و المحامي اللي أنت وكلته باعك و الأدلة كلها خلاص بح 
صاح محمد پغضب
أنت مين
لكن لم يتلق أي إجابة سوي إغلاق الخط في وجهه فأطلق الآخر السباب والشتائم 
عاد خالي الوفاض يشعر وكأن الدنيا تهبط عليه بسوطها دون رحمة ذهب إلي الطبيب الذي دون له التقرير فأنكر معرفته به وبابنته وكاد يجن جنون الآخر تأكد أن يد حماد الفاسدة قد وصلت إلي الطبيب أيضا ما هذا يا الله أراد أن يجلب حق ابنته بالقانون وها هو الذي ردد القسم بنصرة المظلوم و تحقيق العدل قد خالف وعده ونصف الظالم مقابل المال فما أبشع أن ترتكب مثل هذا الذنب بل في حد ذاتها كبيرة من الكبائر فهي فتنة هذا العصر وآخر الزمان الذي نعيشه حاليا قد انقلبت الموازيين عبثا فالظالم هو من صاحب الحق والمظلوم هو الجاني الباطل من يمسك باللجام ويقود بلا هوادة لكن هيهات رب الحق يترك ما يحدث ليري مدي إيمان وصبر المؤمن اختبار دنيوي للظفر بالجائزة الكبرى و هي جنات الفردوس فيا صاحب الحق لا
تيأس ولا تكل ولا تمل عدل الرحمن أقوي من جبروت أي ظالم كان علي وجه الأرض و التاريخ يشهد علي مر الزمان علي نهاية كل جبار عتي وفاسد لا تنسي فرعون وكسري و النمرود و كل ذي نفوذ وسلطة تجبر علي الخلائق دون خوف من خالقه فكان مصيره محتوم جزائه العڈاب الأبدي دنيا وآخره فكن علي ثقة بربك وأذكره دائما وقت الشدائد قم بمناداته من أعماق قلبك و سيهديك إلي طريق الحق والنور وتجد إنصاف يجعلك تخر ساجدا باكيا من فرط سعادتك الحق نور والنور صفة الرحمن فلا تخاف 
وبعد يومان عاد والد شمس من عمله بوجه مكفهر و كأنه يحمل من الهموم جبالا غير الکاړثة التي حلت بابنته 
استقبلته زوجته و سألته عن حالته المزرية
خير يا محمد حصل إيه تاني
جلس أمامها علي الأريكة مجيبا بخزي
و هيجي منين الخير طول ما أمثال حماد مالين البلد من ظلم وقرف 
جلست بجواره وهي تعقد وشاحها علي رأسها قائلة
هو المحامي قالك حاجة جديدة حصلت في قضية البت
وضع كفيه علي رأسه المنكس إلي أسفل من الحزن والوهن أجاب بحسرة أب يشعر بالظلم
المحامي ربنا ينتقم منه أو يبتليه بمصېبة طلع بيضحك علينا وباعنا لحماد السفوري وأداله الدليل اللي كنا هنقدمه للنيابة عشان يجيبوا لنا حق بنتنا حتي تقرير الطب الشرعي اللي قالي هيستلمه بنفسه روحت أسأل عليه لاقيت الدكتور بينكر كل حاجة فهمت إن حماد والمحامي أشتروه بالفلوس هو كمان 
شهق پألم ليردف بصوت مخټنق
بنتنا ضاعت يا زينب حق بنتي ضاع ومش عارف أعمل إيه مش عارف هارفع راسي إزاي قدام الجيران ولا البلد ولا في الشغل 
ربتت علي ظهره بمواساة قالت
ماتقولش كده يا أبو شمس ما عاش ولا كان اللي يخليك تحني
راسك بنتك مظلومة ومجني عليها بنتي العالم كله يشهد بأخلاقها 
رفع رأسه وحدق بنظرة خذل وتقهقر قائلا
معدتش قادر أستحمل نظرات الناس ليا في الشارع ولا كلامهم اللي من تحت لتحت اللي يقولي ربنا يقويك ويعينك يا محمد واللي يقولي أنا عندي عريس لبنتك يستر عليها و 
قاطعته بصياح وهي تبكي في آن واحد
قطع لسان كل اللي يجيب سيرة بنتي بكلمة كدة ولا كدة واللي يقولك حاجة أقف قدامه وأقوله أخرس بنتي أشرف بنت في البلد كلها وبإذن الله هناخد حقنا من حمزة الكلب هو وأبوه وعيلته اللي فاكرين نفسهم بلطجية و محدش قادر عليهم 
كان هذا الحوار الذي يقطع نياط القلوب تحت مرأي وسمع التي تقف خلف باب غرفتها الموارب و بصيص من نور الردهة ينعكس علي عبراتها المنسدلة تمسك بمقبض الباب وكأنها تعتصره بقوة حتي أبيضت مفاصل أناملها الرقيقة 
كان المسيطر عليها أمر واحد لابد عليها التخلص من الذي يكسر والدها 
صعدت فوق السرير ووثبت علي الأرض فعلت هكذا عدة مرات وإذا يداهمها ألم لم يحتمل أسفل معدتها أخذت تصرخ وتصرخ شعرت بسائل دافئ ينسدل من بين ساقيها 
ولجت والدتها مسرعة إليها شهقت عندما رأتها في تلك الحالة صاړخة
ألحقني يا محمد البت شكلها بتسقط 
و لدي أحمد ومروة الذي مر علي زواجهما أكثر من شهرين كان الحال
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 15 صفحات