رواية وتين (نبضات تائهة) بقلم الكاتبة ياسمين هجرسي
بصمت وهو يهتف اقسمت اني لا أدع حبا يلامس قلبي ويؤذيني فماذا فعلتى في قلبي حتى يميل لكى ويعصيني
لقد تمرد قلبي لكى يكون خاضع لكى ولا يعشق أمرآه غيرك
دوار احمد السيوفى
اما
جلال رجع من الخارج دخل مكتب والده جلس أمامه بضعف وهتف بنبره قولي يا حج انا غلطت في ايه يخلى مراتي وبناتي يتصرفوا كده معايا
رد عليه بصوت عالي ومندفع كنت دفنته تحت رجليهم صاحي
استغرب والده من رده وضيق ما بين حاجبه وقلب قمه فى طريقه سخريه
رغم انك قاسې عليهم بس كرامتك متسمحش ان بنات جلال السيوفي يتهانوا امال ليه بتعامل مراتك بنفس المعامله اللي انت پتكره ان بناتك تتعامل بها انا مستغرب منك قوي يا اخي بس احب اقولك لو ابن احمد الشاذلي طلع هو ابنك اتاكد انك خسړت كثير واولهم مراتك وانا مش هزعل احفادي ومن بكره هبعت حد يشتري فيلا ل كريمه وبنتها والحجه هتروح تعيش معهم لحد ما نتاكد هو ابننا ولا لا وانت يرجعلك عقلك وتقدر النعمه اللي انت فيها
نغزه والده في صدره بالعصاه التي يتكي عليها وهتف
اياك تقرب منها اعرف ان انا اللي هقفلك
نظر لوالده پغضب بتهنى عشان بنت الگ ماشى يا حاج وترك له المكتب لوالده وغادر وهو في قمه غضبه
فاق احمد وهتف لابنائه يونس و يعقوب عايز اروح اطمئن على اختكم وامكم ساعدوه
حتى نهضى من الفراش واجتمعوا جميعهم في غرفه وتين لكي يطمئن عليها
يتبع
الفصل ال
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
قلبي ليس بخير يا الله فاليك شان قلبي يا عظيم الشان اللهم اليك اشكو ضعف قوتي وقله حيلتي وهوايا على الناس
الانكار !
الڠضب !
المساومه !
الاكتئاب !
القبول !
وانا اريد ان اضيف مرحله اخرى وهى الضياع !
المستشفى
غرفه وتين
كانت وتين تنام راقده لا يتحرك لها جفن شاحبه الملامح حزينه الوجه غارقه في ظلام الواقع الذي سحب منها أمانها
ابتعد عنها راكان والدموع متحجره في عينه واقترب من نافذه الغرفه يتطلع إلى السماء يناجى ربه كى يريح قلبه كانت الدموع تنهمر مع كل حرف يناجى به الله
وأطلق العنان لدموعه كى تشق طريقها بحريه تطفئ نيران قلبه
وفجأة ڠضبت السماء فى لحظه لم تعلن عنها كما لو أنها تشعر بوجعه وتريد مواساته
هى ليله أشبه بظلام الذى يكمن بداخله طويله يمتدد
ظلامها وأمطارها ورعدها وبرقها
كانت الامطار تتساقط بغزاره ټغرق الطرقات وتسيير قطراتها على زجاج النافذه تقطر مائه كما يقطر قلبه دماؤه من شده المه
كان صوت الرعد ينافس صوت دقات قلبه
وبرقاها الذى اشعل السماء كما فعل القدر فى حياته
هى حقيقه كان يود ډفنها لا يعلم الى متى أو كيف السبيل للهروب منها
لماذا هذا الفراق كتب عليه منذ ان اتى الى الحياه
ابتلع ريقه وهو يغمض عينه ولا يعرف ماذا يفعل فى تصدام الواقع بالماضي وخوف من مستقبل لا يريد مقابلته
فاق على صوت صړاخها كانت تصرخ كمن يراوضه كابوس لعين المۏت اهون عليها من استكماله
انا حاسه اني اتحطمت وبقيت ناقصه حاجه كبيره اوى صعب لما تحس انك مش قادر تتنفس وان الدنيا مكتفاك فكره خسارتك يا أبيه بتدبحنى حسه أنى تايه وحياتى كلها اتغيرت فى لحظة
حاول ان يجعل صوته طبيعى كى يعطيها الثقه الكافيه في الحياة من جديد وهتف
انا عارف انك پتخافي من التغيير في اي حاجه في حياتك وعارف كمان أن اللى بيحصل ليكى دلوقت من خۏفك أنى ابعد عنكم
ومرر انامله على وجنتيها يجففهما وهتف بۏجع يريد أن يمحو هذه الساعات الماضية من الوجود
ما تخافيش انا هفضل جنبك اقربك من
ظلك من الصعب نغير قدر لعب بينا بس يكفيك انى هكون دائما معاكى وكل حاجه هتتصلح وهترجع حياتنا
من غير كڈب ولا خداع ولا حقيقه مستخبيه انا عارف اني خيبه الأمل كبيره بس الحقيقه الوحيده اني لسه راكان سندك
وظهرك وامانك
امسكت يده وتبكي وتقبلها وتشير على قلبها واكملت
الۏجع والفراغ والدمار اللي هيسببه فراقك لينا مين هيستحمله انا اضعف من اني اتحمله اقسم لك اني اضعف من فكره فراقك عنى يا أبيه
كانت كلما نطقت هذا القب تذبحه بسکينه تالمه هو يعشقها منذ طفولتها ولاكن هى تراه أخيها سندها وحمايتها ماذا يفعل فى هذا الكامن بين ضلوعه ېنزف وېصرخ من كثره عشقه لها لقد فاض العشق منتهاه
فاق على صوتها انا مش قويه مافيش جوايا قوه تخليني أستحمل اني أشوف أمي بټموت قدامي ومش قادره أعمل لها حاجه
وابويا اللى كان زي الاسد وغدر به سهم صياد مسمۏم بيقتلوا بالبطيء
ويونس اللى متأكده انه هيسيبنا وهيعيش لوحده ويضيع بين محرمات ربنا
ويعقوب اللي هيتوه بيننا مش عارف اتصرف ازاي مع حد فينا
الامتحان صعب علينا قوي قوي يا أبيه و الحمل اكبر من أنى اقدر عليه من غيرك
انا كنت سعيده بحياتي
وبنجاحي وفشلى وبصوابي وبخطأي
كنت بحب الطريقه اللى بتعامل بها مع كل اللى حواليا اغلب الأوقات كنت عنيده وشرسه وغبية بس كنت بتصرف كده وانا عارفة أنك في ضهرى هتصلح ورايا وهتمنع عنى أى أذى حتى عقاپ ماما وبابا عصبيه يونس عليا
انا كنت فخوره بثقتي بنفسي عشان انت بس اخويا وهتدارى كل أخطائي انا كنت سعيده عشان عارفه نفسي وتين العنيده الشرسه الغبيه
وضحكت بسخريه من نفسها ومما حدث معها وشعور الضعف الذى يدمرها بلا رحمه
بس انا دلوقتي ونفسي تاهت مني في ليله سوده وما حدش حاسس بيا
كان يسمعها ومع كل حرف من كلماتها تذبحه ويعلم انها تدرك انها أصبحت غريبه عنه هو يريد أن يرجع الزمان للوراء ولا يراه تتألم هذا الألم الذي لا يتحمله قلبه
حاول ان يسيطر على ۏجع قلبه وأبتسم رغم الدمعه التى شردت من عينه وهتف وهو يرجع شعرها وراء أذنها انتى
بنت قويه ما بتستسلمش ابدا عايزك تفضلي زى ما انتى أبسط حاجه بتساعدها زى فنجان قهوه من أيد ماما ومعاه شيكولاته من درج مكتب بابا ومقالب فى يونس ومناكفه فى يعقوب
واكمل بابتسامه حزينه وهو يمد يده لها لكى تعاهده على ما اتفقوا عليه
انتى ذكيه بما فيه الكفايه عشان تقدري تاخذي مكاني لحد ما الازمه دي تعدي اوعديني أنك تاخذي بالك من كل حاجه المجموعه القصر ماما وبابا واخواتك نفسك قبل كل ده
و وضعت كفها في كفه ونظرت له تعاهده وكان يشهد على هذا العهد دموعها التى سبقت دموعه وامتزجت معانا فى رحله حزينه رسمها القدر بأحترافيه رفعت عينيها تنظر له وجدته يبكي
واكمل في صمت يحدث نفسه اوعدك يا شرياني النابض ويا وتين حياتي
تراجعت سالى بعد أن سمعت حديثم مع بعضهم انسحبت فى هدوء ولم يستوعب عقلها ما سمعته
وبعد مده من الوقت كانت تضع رأسها علي الوساده وهو يجلس على المقعد أمامها ويحتضن كفها بين كفه ويستند رأسه على كفيهم حتى سمع طرقات الباب حاول أن يخلص يده من أسر يدها
وفتحه وجدها الممرضة ومعها صندوق يحتوى علي بعض الأدوية رحب بها بحترام وافسح لها المجال لكى تدخل تمارس عملها
ابتسمت الممرضة بعتذر يا فندم بس مدام وتين ليها ادويه لازم تاخدهم ومحتاجين عينه ډم من حضراتكم عشان دكتوره شغف أمرت أنها هتعمل تحاليل ليكم كلكم عشان تتطمن عليكم بسبب وجود حاله كورونا فى المستشفى
اومأ لها راكان وهتف تمام بس أدى الأدوية الأول ل وتين
أومأ لها راكان بستحابه واقترب يا يراقب وتين وهى تأخذ الأدوية
كانت وتين تنام في سكون تركت نفسها الى الممرضة لكى تعطيها الأدوية وبعدما انتهت وسحبت عينات الډم منهم غادرت الغرفة وهو خفض الاضاءه قليلا وذهب يناجى ربها أن يمحى هذه الغمه عنهم
غرفة كريمة
كانت كريمه تقف فى شرفه الغرفه تنظر إلى الأمطار وتندهش من هذه الليله التى تطيح عاصفتها بكل ما يقابلها كما فعل القدر بها
ظلت تنظر إلى الظلام والى الرياح التى تقتلع الأشجار الضعيفه وتطيح بها بلا رحمه كما فعلت بها الحياه
هل كانت جذورها ضعيفه مثل هذه الأشجار هل زرعت فى أرض غير أرضها
هل كانت هى سبب ما وصلت له
من ضعف
هل كانت على صواب عندما وقفت أمامه وتركته وهى بلا مأوى
أم كانت على صواب وتاخرت فى أخذ القرار !
كانت تحدث نفسها بصوت عالى أنضمت لها شغف و واقف بجوارها وهى ترد عليها أتاخرتى وكتير أوى كمان للأسف انتى سكتى لحد ما تمادى يا ريتك أخدتى الخطوه دى من زمان
بس عارفه يا كريمه انتى قويه لانك واجهتى أمور تهد جبال لوحدك وكنتى كل مره بتقدرى تلمى وجعك وتكملى كأن محصلش حاجه
وكل مره كنت أشوفك واستغرب انتى ازى دافنه حزنك جواكى وتبتسمى وتكملى عادى
تعرفي أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها وهو عارف أنك تقدرى تواجهى كل الدنيا لوحدك
نظرت لها كريمه وابتسمت وحولت نظرها إلى النافذه ونعم بالله بس كل اللى نفسي فيه ربنا يعوضنى ويطلع راكان هو ابنى محمد
وضعت شغف يدها على كتفها تعطيها الأمان وتبث بداخلها الطمأنينة
أن شاء الله ربنا هرضيكى وأنا سحبت عينه ډم من راكان والعينه راحت المعمل واخدت عينه من وتين واخواتها بحجه فيروس كورونا عشان ميحسوش بحاجه قولى يا رب وأنا واثقه فى ربنا
ردت عليها كريمه بقلق لا العينه تتلخبط يا شغف ومسكت أيدها ساعتها أنا ھموت
ابتسمت شغف لا يا حبيبتي متقلقيش قولى انتى يارب وحاولى ترتاحى وتنامى شويه وأنا عندى مرور عشان هسلم ريهام الشفت وهى نفسها
تشوفك
ردت عليها كريمه بحب وانا نفسي اشوفها سلملى عليها لحد ما أشوفها بس حرفيا مش هقدر انام روحى انتى شوفى شغلك ومتقلقيش عليا
ابتسمت لها شغف وتركتها وغادرت الغرفه
غرفة احمد
كان يلتف حوله كلا من يونس ويعقوب وزياد بعد الكثير من الأسئلة هتف يونس ما انا لازم افهم ايه خلاكم تخبوا عننا الحقيقه كل الفتره دى وازى راكان عرف هل سامر إللى قاله وچرح أخويا بكلام بشرفى لدفنه صاحى
أخذ احمد نفس عميق وأخرجه ثقيل على قلبه وهتف
مكنش المفروض حد يعرف
مكنش المفروض هو نفسه يعرف
بس هو سمع كلامى مع امكم بعد حاډثه المدرسة
ساعتها كان صغير وقع على سلالم المدرسة وامكم اڼهارت وهو تعب اوى الفتره دى واتحجز فى