رواية شيقة بقلم ذكية محمد
يا لعجب العجاب !
ابتسم هو على فعلتها ليردد بمرح أقفلي بوقك في حملة دبان جاية .
أغلقت فمها بحرج لتقول لا أنا مش جعانة مليش نفس .
أردف بإصرار يا ستي نفتحهالك الواد اشتكالي منك وقالي إنك مجوعاه.
ردت بغباء وتساءل واد مين دة
أردف بغيظ من غبائها ذلك واد الجيران يا سبيل ربنا يستر عليه ما يخدش جينات الغباء منك .
نظرت له بحزن وقد ظنت انه يعايرها بأن آخر مراحل تعليمها هي الاعداديه بينما هو دكتور جامعي وله شأن كبير هكذا ظنت .
أردفت بمبالاة مش هتفرق كتير .
زفر بضيق ووجد أنه أسلم حل هو أن يدخل يعد لها الطعام بينما ظلت هي في مكانها لا يصدر منها أي شيء سوى عينيها التي تتأمل الفراغ بشرود .
تقف تقى تتحرك بالصغير جيئة وذهابا فهو
كادت أن تشاركه البكاء ولم تجد حلا سوى أن تنزل به عند ندى ريثما يأتي سفيان وأثناء نزولها قابلت عاصم ليرى الصغير يبكي ليسألها باهتمام ماله صهيب
هزت رأسها بعدم معرفة لتقول مش عارفة ماله مش راضي يسكت مش جعان وغيرتله وكل حاجة بس بردو پيصرخ.
لتهدأته ليقول له مالك يا بطل بټعيط ليه بس تيجي نشوف طنط تقى يمكن تسكت معاها .
استدار لتقى ليقول بتوتر ممكن ندخل جوة عند تقى يمكن يسكت معاها
وكأنها قرأت ما في لبه لتقول بتأكيد أكيد طبعا يلا يا صهيب نروح عند حسناء .
دلفا للداخل ليدخل عاصم وهو يحمل الصغير ويتوجه لحسناء وهو يقول تعالي يا حسناء شوفي الأستاذ صهيب مش راضي يسكت ليه كدة
ضحكت حسناء لتقول حبيبي صهيب والله خليه معايا شوية يا تقى .
أردفت بضحك ما إحنا جينا نقعد معاكي شوية .
طالعها عاصم بامتنان ليقول بتهذيب طيب أنا هدخل جوة أخلص شوية شغل ليا.
في نفس ذات اليوم ليلا وقف طه يلهث بقوة إثر ضربه لهذا الخسيس في محاولة منه لمعرفة من قال له على مكانها وأخبارها ليهرتل الآخر بأنها هي من أخبرته بمكانها ولكنه لم يصدقه البتة مال عليه ومسكه من تلابيب ملابسه پعنف وهو يقول بقوة بردو مش هترد وماله أدينا ورانا الليل بطوله مش ورانا حاجة للصبح.
أردف بزمجرة لا مش كفاية لو طولت إني أخلص عليه مش هتأخر دة داس على عرضي عاوزني أسقفله ! بقلم زكية محمد
ردد بمهاودة ماشي خلاص هنعرف منه كل اللي أنت عاوزه من رأيي ندخل أبوك في الموضوع.
نظر له بتمعن ليقول بس أنا مش صغير أعرف أجيب حق مراتي كويس.
تدخل أحمد ليقول بموافقة عدي عنده حق يا طه لازم نبلغ بابا علشان يتصرف.
وبالفعل أخبروا أبيهم ليأتي ويعرف هوية ذلك الفتى كما يعرف أبيه ليفكر بتعقل في الخطوة القادمة .
في اليوم التالي اجتمع أكرم برفقة ياسين وامامهم يجلس الأميري والد قاسم والذي ينكس رأسه بخجل من فعلة ابنه فقد أخبروه بما فعله ابنهم وتصرفاته التي زادت عن حدها ليقول ياسين بحدة ابنك مش هتشوفه إلا لما يعتذر عن اللي عمله ومش بس كدة ميتعرضش لينا تاني ولا نشوف وشه وإلا سمعتك في السوق صدقني كلها كام ساعة وهتعلن افلاسك.
نظر له بهلع من هذه الفكرة ليقول بسرعة لا متقلقش يا ياسين بيه أنا ابني هربيه بمعرفتي وصدقني مش هيتعرض ليكم كلكم .
أومأ بضجر ليقول بصوته العالي طه هات اللي معاك وتعالى .
دلف طه وهو يجر قاسم الذي ظهر عليه الوهن لينهض أبيه على الفور ويمسك ابنه وهو يسنده ليقول أكرم بحزم ها يا أميري بيه
هتف الأميري بسرعة وهو يقول لابنه أعتذر ليهم يا قاسم يلا وأنا عند وعدي مش هخليه يتعرض ليكم تاني .
وتحت ضغط وافق قاسم بأن يعتذر ليأخذه أبيه ويغادرا على عجالة وها هو نفذ أول وعد لها يتبقى الأخير إذ تركهم وتوجه لها على الفور ليجدها تجلس مع أمه ليستأذن منها ويأخذ تلك التي ظهرت على ملامحها الدهشة وسار بها للأعلى.
وعندما رأت هذه الغرفة انقبض قلبها وذكريات ذلك اليوم قد تجسدت أمامها ثانية كلما اقتربت من الباب خطوة شعرت وكأن هناك ما ينتظرها خلفه وسيقوم بالقضاء عليها تعثرت في المشي حتى أنها رفضت أن تعبر معه ولكنه أبى أن يترك يديها ليدلفا الغرفة سويا لتزداد ضربات قلبها بقوة وهي تنظر له بتوجس .
الاخير
وقف ينظر لها بتمعن ويراقب ردود أفعالها المختلفة إذ شعر بالڠضب من نفسه لأنه هو المسؤول عن الحالة التي عليها الآن يا ليته عجل بالقرار ولكن لا ينفع الندم الآن فما حدث قد حدث ولا يمكن تغييره .
هتفت پاختناق ونفور من هذه الغرفة والتي تحمل ذكرى وأد قلبها هنا عاوزة أمشي من هنا .
هتف بهدوء مش قبل ما تسمعيني يا سبيل أديني فرصتي اللي مستنيها منك .
جلست على إحدى المقاعد وهي تنتظر ما سيلقيه على أذانها والأهم هل ذلك سيكون في صالحها أم سيكون مسمار آخر يدق في نعشها بينما هتف وهو
يتنهد بعمق الكلب اللي اتعرضلك دة أخدت حقك منه تالت ومتلت وللأسف عرفنا منه أن اللي وراه هو جارتك دي اللي اسمها نهلة هي اللي حرضته.
شهقت پصدمة وهي تضع يدها على ثغرها لم تكن تتصور أن تكون نهلة بهذه البشاعة ولكن ماذا تنتظر من شخصية هكذه فالغدر يجري في دمائها.
أكمل طه بتوضيح متقلقيش محدش يقدر يتجرأ يقربلك وأنا موجود ودة وعد مني .
نيجي بقى للمهم أنا لما طلبت منك تديني فرصة قبل كدة وتسمعيني كنت عاوز اوضحلك حجات مهمة جدا.
صمت قليلا قبل
أن يفصح عما بداخله مش هنكر اللي عرفتيه يا سبيل أيوة كنت بحبها وكنت على أمل إني اخطبها ونكمل مع بعض بس اللي حصل طلعت إني كنت بحلم هي بتحب غيري واتجوزته كنت مجروح جدا وۏجعي لسة مخفش .
ماما أصرت إني أتجوز وافقت على أساس انتقم منها بس مكنتش أعرف نهائي إنك أنت العروسة ولما طلعوا بيت أنكل فادي افتكرت أنهم هيجوزوني آسيا وأنها رجعت في كلامها وحصل اللي حصل .
أنا مش عاوزك تحاسبيني من قبل ما أعرفك أيوة غلطت في الأول في حقك بس حسبتها صح وإن اللي بعمله دة هبل وعبط وكان لازم افوق من الوهم دة .
عاهدت نفسي إن أول حاجة اعملها إني أتخلص من أي حاجة تخصها سواء في عقلي أو حواليا بس للأسف جيت متأخر.
تعالي شوفي كدة عملت إيه علشان تتأكدي.
قال ذلك ثم خرج بها إلى حيث منطقة لم تكن مسقوفة لتجد كومة من الحطب وتلك اللوحة التي مزقت قلبها ولدهشتها وجدته يشعل النيران فيها ليقول من اللحظة دي عاوزين نقفل الموضوع دة ومنجبش سيرته تاني .
قالها ووقف إلى جوارها يراقبان اشتعال النيران في اللوحة وبعض المقتنيات الأخرى وما إن شبعت النيران وتحولت إلى اللوحة إلى رماد ودلفا مجددا للداخل فتعجبت هي من ذلك ليرفع الستار عن لوحة لتتطلع إليها بانبهار وهي ترى ملامحها هي مخطوطة في هذه المرة .
أردف بابتسامة عريضة أول حاجة رسمتها في اللوحة دي عيونك لقيتني برسمك من غير ما احس الظاهر كدة إن ليهم سحر خطېر أنا مش هكدب عليكي واقولك بحبك سيبيني أقولهالك لما أحسها أنا ومش معنى كدة إني رافضك عاوز أبتدي معاكي من جديد من أول السطر يا سبيل .
أخذت تتطلع إليه بتيه ودهشة أهذا طه هو من يقول ذلك يا ليته يعرف كم تهواه على الرغم مما فعله يظل قلبها ينبض باسمه فكيف تمحي الأيام ما رسخته السنوات وجعلته متينا في قلوبنا
هزت رأسها بعدم معرفة لتقول أنا... أنا مش عارفة أعمل إيه يا طه أنا تايهة بجد بس اللي عارفاه مش قادرة أصفالك عادي كدة وأقول ماشي أنت وجعتني فوق ما تتخيل.
ردد بندم أنا آسف يا سبيل وقولتلك اللي قبلك مش تحاسبيني عليه ليكي اللي معاكي وبس وأنا غلطان وهصلح غلطتي بس أديني فرصة لدة ممكن بقلم زكية محمد
أردفت بهدوء ربنا يسهل سيبني على راحتي .
أومأ بموافقة ليقول تمام ماشي وأنا هحترم رأيك بس بردو مش هتسيبي البيت وتروحي أي حتة تمام
هزت رأسها بموافقة لينشرح صدره وتنمو بذرة أمل جديدة في أراضيه وأنها وافقت على إعطائه هذه الفرصة وعليه أن يغتنمها جيدا وأن يطلق السراح لقلبه هذه المرة .
في منزل عدي إذ عاد من عمله حيث يعمل إلى جوار أبيه في الوكالة بجانب كونه محاسب في إحدى البنوك دلف للداخل لينشق قلبه حينما رأى ابتهال تبكي لم تبك وقد عاهدها بأن لا تزورها تلك الدموع مرة أخرى طالما هو على قيد الحياة أسرع يجلس نحوها والتقط كفيها يقول بلهفة وخوف ابتهال مالك بټعيطي ليه
لم ترد عليه لينظر لأذنها ليجدها لا تضع السماعة ليكلمها بلغة الإشارة بلماذا تبكي ولماذا لا ترتدي السماعة
أجابته بنفس الإشارة بأنها لا مزاج لها بأن ترتديها فلا تود أن تسمع أي شيء فيكفي ما تشعر به مخاۏف وهواجس زرعها عقلها بداخلها لتصبح أكبر عدو لها تطاردها أينما ذهبت .
مسح دموعها برفق ليقول لها بأنه سيذهب للداخل ويحضر لها السماعة لأنه يود أن تسمعه فيما سيقوله وبالفعل عاد بعد ثوان وهو يساعدها في وضعها بإحكام ليقول بعدها برفق ابتهال فهميني دلوقتي حالا كنت پتبكي ليه في حد ضايقك
هزت رأسها بلا فقال بحنو طيب ممكن تقوليلي مالك بقى
همست
بتلعثم خاېفة .
قطب جبينه بعدم فهم ليقول من إيه
ترددت بأن تخبره ولكنها لا تستطيع أن تنام بسبب هذه المخاۏف التي تطاردها في صحوها ونومها أردفت بخفوت خاېفة ليجي البيبي شبهي ويعاني اللي عانيته وكمان خاېفة ما أخدش بالي منه لما يجي خاېفة ما أسمعهوش في مرة وتحصله حاجة ساعتها مش هعرف أعيش أبدا.
قالتها لتعود لنوبة البكاء التي كانت عليها في السابق
وهو يتفهم شعورها تجاه هذه الأمور ليقول بمرح وهو يحاول أن يخفف عنها طيب يا ريت يجي شبهك هو أنا هكره يعني يكون ابني أو بنتي زي القمر كدة .
خجلت من غزله بها ليكمل بجدية بصي بقى اسمعيني كويس شيلي المواضيع دي من دماغك ومتفكريش فيها ليه بتحكمي لحاجة سابقة لأوانها إن شاء الله مفيش حاجة هتحصل من اللي بتقولي عليها دي هي دي بقى الأسباب اللي مش مخلياكي تعرفي تنامي .
نظرت له بدهشة كيف علم بذلك فهي ظنته يكون نائم ليقول بثقة أنا قلتلك قبل كدة متخبيش عني حاجة أي حاجة تيجي
تقوليلي عليها نحلها مع بعض مش تقعدي شايلة في نفسك كدة ممكن حبيبي ياخد باله من نفسه شوية علشان خاطري أنا اللي ممكن يحصلي حاجة لو أنت بعدتي عني أو حصلك حاجة خلي بالك من نفسك على قد ما تقدري ممكن
هزت رأسها بنعم ليقول بحب وهو يمسد بيده على شعرها شطورة ابتهال حبيبتي ها بقى عاملة إيه في المذاكرة أنا عاوز امتيازات الترم دة مليش فيه .
ابتسمت باتساع لتقول أنا مذاكرة كويس متقلقش .
ردد بټهديد واهي مرح عارفة لو جبتي كحك هعمل فيكي إيه
أخذت تضحك على جملته تلك لتقول بغرور مصطنع لا على فكرة أنا مش هجبلك كحك أنا هجبلك قرصة كبيرة كدة .
ضحك عاليا وهو يقول ابقي جيبي حاجة من دي وأنا هعلقك.
رددت بتذمر وأهون عليك يا عدي
أردف بنفي قاطع لا يا روح وقلب عدي متهونيش أبدا عليا أنت أغلى حاجة في حياتي أصلا.
أحمرت وجنتيها بخجل ليقول بمكر ليلتنا فل إن شاء الله.
رددت بتوبيخ عدي أتلم.
أردف بخبث من ناحية هتلم فأنا هتلم أوي حتى شوفي .
قال ذلك ثم اقتطف شهدها الذي بات يدمنه هي روحه وملتقى شريان قلبه إن انقطع عنه فلا توجد للحياة فائدة أو طعم .
تحمل الصغير وهي تسير به في رواق المشفى وهي تبتسم باتساع في طريقها إلى متيم قلبها ولنكن صريحين أنها أتت فجأة مثلما تفعل الشرطة كي تقبض صاحبها بالجرم المشهود فسفيان حبيبها لا ېخونها ولكن لا تثق فيمن حوله لذا فلعت هذه المداهمة كى تعرف ما يدور خلف ظهرها .
سألت عنه لتعرف أنه في اجتماع ولكن ما جعل السعير يضرم صدرها هو معرفته أنه يجلس برفقة امرأة وبمفردهما عندما سألت إحدى الطبيبات لتقابلها سالي والتي ابتسمت بخبث ووجدت أنها فرصة لأن تفعل بينهما مشكلة إذ اقتربت منها ملقية عليها التحية لتردها تقى بفتور لتجلس الأخرى أمامها وهي تقول بغطرسة أنت أكيد جاية للدكتور سفيان بس مش فاضي حاليا معاه اجتماع مهم جدا.
ردت عليها من تحت أسنانها أيوة عارفة ما هما قالولي . بقلم زكية محمد
رددت بخبث وقالولك بردو أنها واحدة ست وصغيرة وحلوة كمان سوري أنا عارفة إنك غيورة بس الدكتور سفيان مش صغير يعني .
انتبهت حواسها لكلامها لتقول صغيرة وحلوة .
أومأت سالي بخبث وها قد وقعت الفريسة في أول شباك الخدعة لتقول مكملة المسلسل الذي اختلقته وهذه البلهاء صدقته بسذاجة أيوة الدكاترة كلهم بيحكوا عنها هنا وكمان مستنيين تطلع من عند الدكتور بفروغ الصبر .
نظرت في ساعتها لتقول ببراءة مصطنعة دلوقتي الساعة تلاتة المفروض يكونوا خلصوا من ساعة مش عارفة ليه أتأخروا جوة .
بدأ عقلها يصور لها أن هذه الطبيبة التي برفقة زوجها تتمايل وتغريه