رواية رائعة بقلم الكاتبة سارة مجدي
! الفرق بيني و بينك اقل من اربع سنين
قالها يوسف ببعض الڠضب المصطنع
ليقول راغب
خلاص بقا يا چو بهزر معاك ما بتهزرش
رفع يوسف حاجبه ببعض التقزز و قال بقرف مصطنع
اخلص قولى عايز ايه
عايزك فى خدمه ضرورى جدا و محدش هيقدر يساعدني فيها غيرك
قالها راغب بجديه شديده جعلت يوسف يلتفت اليه و يستمع الى كلماته بتركيز شديد حين بدء فى سرد ما يريد
صعدت رقيه الى غرفتها لتجد مصطفى يقف امام النافذه ينظر الى الحديقه الكبيره شعرت بالقلق و الاندهاش مصطفي ملتزم دائمابدوامه فى العمل ما السبب خلف بقائه فى المنزل اقتربت منه بهدوء و وضعت يدها على كتفه و قالت
غريبه ! مرحتش شغلك ليه
نظر اليها بعيون تحمل الكثير من القلق و الذنب لتتراجع خطوه الى الخلف بقلق انها المره الثانيه التى ترى فيها تلك النظره من وقت وفاهدلال انقبض قلبها و قالت بقلق
خاېف يا رقيه خاېف من اليوم اللى هقف فيه قدام دلال و تقولي ضيعت حقي و حق بناتي
اجابها بصوت يحمل الكثير من القلق و التوتر و الخۏف لتقول هى باستفهام
ايه اللى بيخليك تقول كده ايه اللى حصل
نظر اليها نظره تعنى
ما انت عارفه كل حاجه
عاد بنظره الى النافذه و قال
انا و ابويا مذنبين فى حق دلال و بناتها زى ما احمد مذنب بالظبط و كلنا لازم نتحاسب
هو محدش فيكم بيفكر فيا و فى ولادى الكل بيفكر فى احمد و بنات احمد و اللى بيحصل من احمد طيب مش بتفكر فى ابنك اللى متعلقببنت اخوك المعقده و التاني اللى لسه مخلفة فكر فى ولادك شويه و فيا
الټفت اليها ينظر اليها باندهاش انها المره الاولى التى تتحدث فيها رقيه معه بتلك الطريقه اول مره تظهر كره مستتر داخل قلبها تجاه زوجاتاولادها و حلم
منك لله يا احمد منك لله
وصل الى المكان و ظل ينظر حوله فى كل الاتجاهات و كانه يبحث عن شىء حتى وقعت عينيه على المكان المقصود ابتسم بانتصار و توجهاليه ينظر اليه بتفحص حتى و قعت عينيه على النافذه الوحيده المفتوحه ليبتسم بانتصار و هو يقترب ينظر منها الى الداخل و اخرج هاتفهمن جيب بنطاله يلتقط بعض الصور و الابتسامه المنتصره لم تختفي عن وجهه
جهزى نفسك انا جاى اخدك علشان نروح للدكتور زى ما وعدتك
و اغلق الهاتف و هو يصعد الى سيارته فى طريقه اليها خطوه جديده لا يعلم هل ما يحدث صواب ام خطىء و لكن ليس بيده شىء اخر
الفصل الحادي عشر من سقر عشقي حلم
تجلس و هى تفرك يديها بتوتر و قلق امام الطبيب الذى ينظر فى الاوراق و التحاليل بتفحص شديد و كان غسان ينظر اليها بترقب و بداخلهيعتصره الالم من كثره لومه لنفسه و ضميره ينبهه الى الخطىء الكبير الذي يقترفه فى حقها من جديد يحاول منعه قبل حدوث ما سيهدمحياته كاملتا و لكنه لم يدرك بعد ان تلك الخطوه لا رجوع فيها ابدآ و ها هو بيديه يقطع جسر الرجوع و حين ينكشف امره سوفيخسر كل شىء و لكنه سوف يبذل كل ما بيده و ما يقدر عليه حتى يظل الآمر سرا
تحاليل استاذ غسان كلها سليمه و مفيهاش اى
مشكله
ابتسمت نوار بسعاده كبيره بسبب قلبها الطيب الحنون الذي ينحر قلبه الان دون ان يقطر منه قطره ډم واحده
و قالت بصدق
الحمد لله يا غسان
ثم نظرت الى الطبيب و قالت بأمل كبير
طيب و التحاليل بتاعتي
نظر الطبيب اليها و قال بوضوح
مدام نوار حضرتك عندك مشكله كبيره فى الرحم و الحمل هيكون صعب جدا بصراحه مفيش امل حتى مفيش علاج اقدر اوصفه ليكى
لتنحدر دموعها بصمت شديد نظراتها المصډومة و التى تحمل انكسار كبير جعلته يود ان ېقتل نفسه الان قالت بصوت مبحوح
يعني يعني ان انا انا تقصد اني
كان قلبه يؤلمه بشده هيئتها دموعها ارتعاشه يديها و شفاهها كل ذلك يؤلمه هذه هى افكاره لماذا الان يشعر بمراره فى حلقه و قبضهقويه تمسك بقلبه تعتصره صوت شهقاتها المكتومه يدها الموضوعه فوق معدتها الخاويه كيف يقبل ان ېجرحها و يكسرها بتلك الطريقه كيف يصل كذبه الى تلك المرحله من البشاعه
صمتها دموعها
نظراتها المصډومة و الغير مصدقه و انكسار روحها
لم تستطع ان تتحدث فقط نظرت اليه و ياليتها لم تنظر اليه لو كانت النظرات ټقتل لوقع الان مقتولا
تجمعت الدموع فى عينيه و لكنها تحجرت داخلها كقلبه الذي اصبح كالحجاره او اشد قسوه كان الطبيب يشاهد ما يحدث امامه بعيونبارده ويده تمسك داخل معطفه ذلك المبلغ المالى الكبير الذى اخذه من غسان حتى يخبرها كڈبا ان العيب منها و ليس منه ناسيا ان مايقومبه خېانه لمهنته و شرفها و ان الله يراه و يعلم ما قام به حتى لو لم تعلم نوار ابدا
كان الصمت هو سيد الموقف داخل سياره غسان الا من شهقات نوار التى تلومه
و لكن لماذا يتألم اليس هذا اختياره اليس هذا ما اراده ان يجعلها تظل بجواره و بداخلها تتمسك به لاحتياجها له و لانه هو اختيارهاالوحيد فقد و ان لا يكون هناك مجال للاختيار بالبقاء او الرحيل لكن لديه عقبه واحده
اذا علمت العائله بما حدث سوف تبدء والدته بعرض فكره الزواج الثاني و هذا ما لن يسمح به ابدا و لم يقبله و يراهن نفسه ان يجعل حياتهمافضل بسبب ذلك الموقف و سوف يصلح الامر بينهم صحيح هو حرمها من ان تكون ام لكنه سيكون طفلها الاوحد و تكون هى طفلتهالوحيده
وقف بها فى احدى اماكن الهادئه و اعتدل ينظر اليها و مد يده يمسك يدها لتنظر اليه و الدموع ټغرق وجهها و بدء صوت شهقاتها التىكانت تكتمها تعلوا و تملىء السياره
اششششش اهدي يا نوار اهدي حبيبتي
وظل يربت على ظهرها برفق و حنان و عيونه تنظر الى السماء بدعاء صامت ان يعينه الله على ما هو فيه و يلهمه الصواب حتى يغلق ذلكالباب الى الابد
مش هخلف يا غسان مش هعرف اكون ام مش هعرف اجيبلك ابن يشيل اسمك مش هسمع كلمه ماما مش هحس بيه و هو بيكبر جوايامش هكون ام يا غسان مش هكون ام
كان يستمع لكلماتها و هو يعتصره الالم لكن قد سبق السيف العزل و لا مجال الان للتراجع و ذلك الالم ما سيجعلها دائما جواره تتمسكبطرف جلبابه الى اخر العمر
ابعدها قليلا عن صدره و هو يقول
انتى بنتي و مش عايز عيال غيرك انا عايزك أنت و بس يا نوار أنت و بس يا حبيبتي
كانت تنظر ارضا و لم تستطع النظر الى عينيه و هى تقول
اكيد هيخلوك تتجوز عليا و الله ھموت لو ده حصل يا غسان ھموت
عاد يضمها من جديد و قال بصدق كبير
و الله ما هيكون ليا زوجه تانيه غيرك ده وعد منى و انا عمرى ما خلفت معاكى وعد انا راجل يا نوار مش عيل بكلمه يهدم ساعدته وحياته أنت عندي اهم من الف عيل
عادت تبكى من جديد و هو يربت على ظهرها بحنان ثم قال
حاولي تهدي يا حبيبتي ده اختبار من ربنا و احنى قد الاختبار ده و ايدي فى ايدك عمرنا ما هنفترق يا نوار عمرنا مش كده !
ظل
يردد سؤاله الاخير عده مرات حتى اومئت بنعم و هى داخل حضنه تخبىء وجهها فى صدره ليقول بهمس
عمرنا ما هنفترق ابدا
مرت دقائق كثيره و هم على نفس الوضع حتى هدأت نوار تماما ليقول هو
يوسف عمال يتصل بيا مش عارف فى ايه خلينا نروح و الموضوع ده سر بنا محدش هيعرف عنه حاجه ماشي
نظرت اليه بعيونها الحمراء من شده البكاء ثم اومئت بنعم دون ان تنطق بحرف ليدير محرك السياره و انطلق بها و هو يفكر اليوم اصبحتنوار اسيره فضله عليها و تكرمه بالبقاء معها و هى العقار التى لا تنجب عليه الان ان يطمئن هى لن تتركه ابدا
فى نفس وقت حدوث ذلك كان يوسف يتصل بوالدته يطلب منها ان تساعد حلم فى ارتداء ملابسها و تحضر بها الى العياده حتى يفحصهازميل له حضر من العاصمه حتى يطمئنوا عليها لتقول له رقيه
طيب يا ابني ما تجيبه و تيجى محدش من اخواتك هنا و هى كمان تعبانه
يا امى فى كذا حد هيكشف عليه و كمان هو معندوش وقت كتير
اجابها يوسف و هو ينظر الى راغب پغضب شديد الذي ابتسم له بسماجه
ماشي احنى جايين
قالت رقيه ببعض الاستسلام و اغلقت الهاتف ليقول هو لراغب
بقا انا تخليني اكذب يا
و لم يكمل كلماته خاصه و هو يلقي اخيه بحامله الأقلام ليضحك راغب و هو يقول
معلش بقا يا دوك خدمه لاخوك الصغير
نفخ
يوسف الهواء ببعض الضيق المصطنع ثم قال
غسان مش بيرد على التليفون
رفع راغب كتفيه بمعنى لا يعلم و القلق واضح على ملامحه ليكمل يوسف قائلا
تفتكر اللى هتعمله ده صح يا راغب !
معنديش حل تاني دى اخر فرصه
اجابه راغب باستسلام و ضيق ليومىء يوسف بنعم ثم قال
خلينا نشوف
مرت نصف ساعه و ها هم قد وصلا امام العياده لكنها مغلقه اتصلت عائشه بيوسف الذى اجابها
ايوه يا عائش
لتقطب جبينها بحيره و اندهاش كيف يناديها بهذا الاسم و معه صديقه لكنها قالت
انت فين يا يوسف احنى عند العياده و انت مش موجود
معلش يا عائش اطلعوا استنوني فوق ما انت معاكى المفتاح يا حبيبتي
اجابها يوسف سريعا و هو ينظر الى راغب شرزا ثم اكمل
يلا هكلمك تاني
نظرت الى حماتها و قالت ما قاله لها يوسف لتنفخ حلم بضيق لتقول رقيه ببعض الهدوء
خلونا نطلع محدش عارف ظروفه ايه
اغلق مصطفى السياره و اقترب من باب حلم و فتحه يساعدها على النزول و يدعمها فى صعودها الى العياده
مر اكثر من ساعه حين حضر يوسف الي العياده و هو يقول بأسف
انا بجد اسف جدا بس حصل ظرف طارق لصاحبي و اضطر يمشي
ليقول مصطفي ببعض الضيق
يعني تعبت بنت عمك على الفاضي يا يوسف و هي لسه خارجه من المستشفي
نظر يوسف ارضا و هو يقول
انا بجد