الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة سارة مجدي

انت في الصفحة 9 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز


بقلبه و كأنه لا يستطيع التنفس و لا يجد هواء حوله يتسطيع تنفسه
فى صباح اليوم التالي دلفت الطبية النفسية إلى غرفة حلم التى تجلس صامته تماما تنظر إلى النافذة الكبيرة تتابع تلك السحب البيضاءالكبيرة التى تملىء السماء و تخبىء خلفها زرقة السماء و صفائها غير شاعره بمن معها فى الغرفة و لا بدخول الطبيبة
جلست الطبيبة أمامها لعدة دقائق صامته لم تنظر لها حلم و لا يبدوا على وجهها أنها تعلم بوجودها من الأساس

قالت الطبيبة بصوت هادىء
إزيك النهاردة يا حلم 
لم تتحرك حلم و لم يظهر على وجهها اي معالم تدل على أنها سمعتها و قبل أن تعيد الطبيبة كلماتها نظرت لها حلم و قالت
كويسة
طيب الحمد لله تسمحيلي نتكلم شوية مع بعض
قالت الطبيبة كلماتها بابتسامة بشوشه مريحة إلى النفس لتبتسم حلم إبتسامة حزينة صغيرة و قالت
اه ممكن و هو فيه فى أيدى حاجة تانية غير الكلام
أعتدلت فى جلستها و قربت وجهها من الطبيبة و هى تقول
أنا مش محتاجة أتكلم علشان أنسى الماضي أنا الماضي عايش الحاضر و عمره ما ماټ و لا خلص نقدر نتكلم و أقولك على كلإللى بحس بيه و إللى بفكر فيه بس لا أنت و لا أخواتي و لا أى حد قادر يشيل الكره إللى جوه قلبي لأب عمره ما حبني عمره مكانراجل حقيقي لأمى أو لأخواتي أو ليا عمره مكان مصدر أمان طول عمره هو الشىء الوحيد السىء فى حياتي العلامة السودة إللىشوهت صورة الحياة فى عيوني
أبتسمت بسخرية و
هى تكمل
أمحى الماضي رجعى أمى غيري أبويا وقتها أنا هخف زى ما أنتوا عايزين
كانت الطبيبة تستمع إليها بصمت عيونها ثابتة على تعبير وجه حلم الذى يرتسم عليه التقزز وقت ذكر والدها و ترتسم ضحكه لطيفة حينتذكر والدتها و ظلام حالك داخل عينيها حين تتحدث عن المستقبل و الحياة أنها حالة صعبة و تصل إلى حد أنها ميؤس منها طالما هىترفض العلاج
ظل الأثنان ينظران إلى بعضهم بصمت حتى عادت حلم تنظر إلى السماء من جديد عبر شباك غرفتها لتقف الطبيبة و توجهت إلى الباب وقبل أن تفتحه نظرت إلى حلم و قالت
محدش فينا بيختار أبوه و أمه و أخواته بس الإنسان فى إيده يختار حياته يغيرها و يبدلها زى ما هو عايز و يحقق رغباته كلها الحياةمره واحده بس يا حلم و لازم تتعاش بلاش تبقي ضعيفة كسرى قيود روحك و شوفي راحتك فين و أرتاحي
لم تنظر إليها و لم تحرك ساكنا لتفتح الطبيبة الباب و غادرت لتنظر حلم إلى الباب و أنحدرت تلك الدمعة ثم عادت بنظرها إلى السماء و هىتقول
نفسي أرتاح
قبل ذلك بقليل وصل غسان إلى المستشفى ليجدهم يجلسون بالخارج شعر ببعض القلق و أقترب سريعا من نوار التى تسند رأسها إلىالحائط و مغمضة العينين جلس جوارها وهو يقول
مالك يا نوار حلم فيها حاجة 
فتحت عيونها تنظر إليه و قالت بإبتسامة صغيرة
أنا كويسة الدكتورة النفسية مع حلم علشان كده قاعدين هنا
نظر حوله و قال باستفهام
أمى فين 
أعتدلت فى جلستها و قالت
نزلت الكافيتريا تجيب قهوة و راغب راح يصلي
أومىء بتفهم و عم الصمت عليهم لعدة دقائق كان هو يحتضن كف يديها بين يديه
لتقول هى بأبتسامة متوسله
غسان هو ينفع و إحنا هنا نكشف مره تانية مش يمكن يكون فى علاج تاني
أخفض عينيه ينظر أرضا و الذنب يعود ليؤنبه من جديد لكنه قال
حاضر يا نوار هنروح لدكتورة تانية بس نطمن على حلم
أومئت بنعم و هى تقول
إللى تشوفه يا غسان
طاعتها هدؤها نظرات الأحترام و التقدير العشق الواضح فى عيونها و الحب الكبير الذي تكنه له يزيد من ألم قلبه و يزيد من تأنيب ضميره و أحتقاره لنفسه
مر بعض الوقت فى صمت
عادت رقيه و معها قهوة لها و لنوار جلست جوار غسان تطمئن منه على البيت و على والده و جده
حين غادرت الطبيبة وقف الجميع أمامها فى نفس اللحظة التى أقترب فيها راغب منهم يسأل بأهتمام
خير يا دكتور
نظرت الطبيبة لهم بأسف و حركت رأسها يمينا و يسارا بيأس
للأسف الحالة رافضه أى تدخل الحالات إللي زي دى الطب بيقف قدامها عاجز طول ما المړيض رافض أنه يعترف أنه محتاج مساعدة
خيم الصمت
على الجميع لعدة ثواني حين قالت الطبيبة
لازم تفهموا أن الشخصيات دى مش هتكون مؤذيه لحد قد ما هتكون مؤذيه لنفسها
نظروا جميعا إلى بعضهم پصدمه لتقول نوار بقلق
ممكن ټموت نفسها
حركت الطبيبة رأسها بلا و قالت
مش للدرجة دي بس قرارتها ممكن تتسم بالحده و زيادة العند و التحدى حتى على حساب نفسها
عاد الصمت يكون سيد الموقف بين نظرات حزن و خوف و بين إحساس يزداد كل يوم بالخسارة
أنا مستعده لأعطاكم أى نصيحة أو معلومة أو حتى دوا أتمنى أنها تكون بخير
قالت الطبيبة كلماتها و غادرت و ظلوا جميعا واقفين يخيم عليهم الصمت يحتضن غسان نوار التى تبكى بحزن شديد و ڠضب و كره يزدادتجاه والدها الذي دمر حياتهم دون أستثناء
و عند تلك النقطة نظرت إلى راغب الذي يستند إلى الحائط بأحباط و حزن شديد
أستيقظ أحمد من نومه بتثاقل كأسد تناول وجبه دسمه و نام و هو سعيد
نظر إلى حسن النائمة كملاك بريء ينقصه أجنحة بيضاء
غادر السرير برفق و هو يعدها بينه و بين نفسه أن يعطيها أفضل صباح مر فى حياتها بعد تلك الليلة الڼارية و التى شعر فيها أنه ملك منملوك العصور الوسطى و ليس معه أمرأة واحدة فقط بل شعر أنه يجلس داخل حرملك كبير مليء بالجواري الذين لا يريدون شىء فى الحياةسوى رضاه
وقف يعد الطعام و عصير طازج و عقله سرح فى كلماتها عن عدنان
أنت عارف إنه بيجبرني على الشغل فى الكبارية و أنا تعبت من الزباين و هو كل يوم ياخد فلوسي و بس
كان يستمع إلى حديثها و هى تجلس فوق قدميه يداعب خصلات شعرها المموجه أكملت هى بدلال يفقده كل خلايا عقله و قلبه
أنت عارف نفسي أطلق منه و أبقى ليك أنت بس أنا و أنا معاه بحس أنى بخونك أنت لأنى مش بحب حد غيرك و لا بحس أن ليا جوزغيرك
عاد من أفكاره و هو قد وصل لحل
لها سوف يرضيها و أيضا يرضي رجولته
أمسك هاتفه و أتصل بأحد أصداقه محامي لكنه متخصص فى قضايا الخلع و الطلا 
الفصل العاشر من سقر عشقي حلم 
صعد احمد درجات السلم الداخلى للشاليه و هو يحمل الفطار بين يديه بعد ان انهى حديثه مع صديقه المحامي الذى اخبره بمايستطيعوا فعله
كانت الابتسامه الواسعه ترتسم على ملامح احمد الذي يقضي الان اسعد لحظات حياته بين ذراعى حسن و ايضا بعد كلمات صديقه التي طمئنته بشد
ليغرقوا سويا فى المتع المحرمه ناسين الله و عقابه
قررت حلم العوده الى البيت
لا تريد ان تظل فيها تشعر بالاختناق و ايضا لا تريد ان ترهق باقى العائله معها بالجلوس فى المستشفى جوارها
كان الصمت هو سيد الموقف طوال طريق العوده الى البيت فى جميع السيارات
رغم اصرارها على الركوب فى سياره زوج اختها و رفضت الصعود فى سياره راغب
و تقبل راغب كل ذلك بصمت تام منذ حديث الطبيبه و هو صامت بشكل مريب
يفكر فى كلمات الطبيبه و كلمات امه يفكر فى حقيقه الامور التى كانت واضحه طوال الوقت امام عينيه و هو يرفض ان يراها لا احديعرف
ولكن رقيه كانت تشعر پخوف كبير على ابنها تشعر بقلبه و بالم روحه لكن ليس بيدها شىء عليها ان تنير له طريقه بالحقيقه حتى لوكانت مؤلمھ يتألم الان افضل من ان يضيع حياته
نظرت اليه لتراه يمسك بمقود السياره بيديه الاثنان و كأنه متشبث بها مقطب الجبين مزموم الشفتين و تعلم جيدا ان بداخله يأس كبيرو حزن و الم
انا
قولتلك قبل كده يا راغب
نظر اليها نظره خاطفه دون ان يفك تلك التقطيبه عن حاجبيه و لم يجيبها و عاد ينتبه الى الطريق حين مرت من جواره سياره اخيه لتتعلقعيونه بها و عقله يصور له فكره سوف تختصر الكثير من الوقت
و كانت رقيه تشعر بالضيق و لم تمرر الموقف ابدا سوف تتحدث مع مصطفى حتى يضعوا حد لتلك القصه
وصلوا جميعا الى البيت و ساعدت نوار و رقيه حلم للذهاب الى غرفتها و ساعداها فى تبديل ملابسها و تركاها لترتاح و غادرا الغرفه
كان البيت بكل ما فيه صامت تماما و كأن على رؤسهم الطير الجميع يحمل بداخل قلبه قلق و خوف و احساس بالذنب
الجميع يشعر ان هناك امر لابد من ايجاد حل له لكنهم لا يعلمون كيف السبيل لذلك الحل
او كيف يستطيعوا تغير ما حدث فى الماضي حتى يصبح الحاضر افضل من مما هم فيه
خاصه بركات الذي و منذ ما حدث مع حلم يجلس فى غرفته و يرفض الحديث او رؤيه اى شخص
من وقت وصوله الى البيت صعد الى غرفته ابدل ملابسه و غادر و حين سألته رقيه اجابها قائلا بابتسامه صغيره
رايح الشغل يا ماما هو انا صايع معنديش شغل
لوت فمها ببعض المرح و قالت
لا يا قلب ماما عارفه انك مش صايع و عندك شغل و مش بس وراك شغل انت وراك مستقبل كمان لازم تفكر فيه
اختفت ابتسامته لكنه اومىء بنعم و اقترب يقبل اعلى راسها ثم وضع نظارته الشمسيه و غادر
كان يوسف يستمع الى حديث والدته و اخيه يتفهم موقف والدته و ايضا يشعر بأخيه اضافه الى ذلك هو يدرك مخاۏف حلم و يدرك ماتشعر به و تخبئه روحها و قلبها المچروحه
اقترب من امه و حاوط كتفها بحب و قيل جانب راسها و هو يقول
عارف انك خاېفه عليه بس بلاش تضغطي عليه اكتر من كده راغب دلوقتي زى الريشه فى مهب الريح ضايع و محتاج بس فرصه سيبيه يعيش فرصته و صدقيني هو ما يتخفش عليه
كانت تستمع الى كلمات ابنها و هى تفكر فيها تحاول ان تطمئن قلبها
اومئت بنعم ليكمل هو بابتسامه صغيره
انا هتكلم معاه و مش هسيبه لوحده
ربتت على كتفه بحنان و دعت له بقلب ام
ربنا يخليكم لبعض و يقوم مراتك بالف سلامه
تذكر راغب حين كان فى غرفته يبدل ملابسه و بعد انتهائه جلس السرير و ارسل رساله الى اخيه يخبره انه سوف ينتظره فى السياره و يريدهبأمر هام
صعد يوسف الى السياره و هو يقول
خير يا طير اومر يا استاذ راغب انا تحت الامر
ليضحك راغب و هو يقول بمرح
ايه يا ابيه يوسف مينفعش اطلب من اخويا الكبير طلب
ابيه !! ابيه يا واد انت
 

10 

انت في الصفحة 9 من 28 صفحات