الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 112 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


دي عارفة نفسها لو نضجت بحرف تاني يوم لسانها هيبجى برا خشمها عشان تخرص للأبد وانتوا كل واحد فيكم هيدني تلفونه عشان امسح الصور بنفسي 
علت اصوات الاحتجاج ولكن عارف قطعها بفطنته
كمل يا غازي احنا كلنا موافجين ولا ايه يا جماعة 
لم يقوى أحد على الاعنراض فتبسم هو بانتشاء وعينه لم تفارقها وقد تبدلت تعابيرها الان لأخرى مرتابة تحدج المرأة بټهديد فهدر حازما لها

تمام جوي اتكلمي يا نفيسة 
بجوار النافذة كانت تقف خلف الستار تراقب بقلق تشعر أن هناك أمر ما خلف هذا الاجتماع في هذا الوقت من المساء وحدسها يخبرها بيقين تام ان ما يحدث له صلة ما بروح وتقرير مصيرها بعد هذه المصېبة التي حلت فوق رأسها 
تنهدت بأسى لحال الفتاة رقيقة القلب الطيبة والتي تعلقت بها في الفترة الأخيرة بعد مجيئها هنا وسكنها في هذا المسكن وقد حظيت منها بمعاملة طيبة وكأنها من أهل المنزل أو كأنها شقيقتها بالفعل 
تتمنى من الله أن يمر الأمر على خير وأن تنال ما ترغب به رغم يقينها باستحالة حدوثه الان
واجفة عندك ورا الشباك بتعملي ايه
هتفت بالسؤال جليلة بعدما عادت من الخارج وزيارتها اليومية لمتابعة احوال منزلها هناك 
تطلعت نادية اليها بإشفاق تقول
تعباكي ياما في الروحة والجية مشندلة ما بين هنا وبين بيتنا هناك 
تبسمت جليلة بعزوبة ترد بمزاح
يا خيتي وانا من امتى كنت مرتاحة يعني وهي اللي تخلف البنتة تشوف الراحة واصل ادعيلي بس ربنا يشدني وافضل ناصبة طولي معاكي انتي واخواتك على طول 
يارب ياما يديكي الصحة وما تحتاجي لحد فينا ابدا 
تمتمت جليلة تأمم خلفها قبل ان تعود لنفس السؤال 
اللهم آمين يارب مجولتيش بجى واجفة عندك بتعملي ايه
بتصف ابتسامة ردت تجيبها بمغزى وكأنها تخاطب نفسها
بتفرج ع الدنيا ياما بشوفها واخدانا على فين وهي بتوطحنا من موجة عالية لتانية واطية لواحدة عالية تانية وبعديها العكس وهكذا 
قطبت جليلة تعقب بعدم فهم قبل ان تحرك قدميها وتذهب للداخل
وه انتي هتتكلمي بالالغاز امك فاهمة الكلام العادي عشان تفهم غيره يا محروسة امام عجايب دي يا ولاد
تبسمت تتابع انصرافها نحو غرفتها ثم عادت للنظر الى خارج النافذة تتابع بخقوت 
ربنا يعدلها بجى ويعديها على خير 
انتهت نفيسة بعد ان قصت جميع ما حدث باختصار فرضه هو ليحفظ سمعة شقيقته من اللغو والمزايدة 
انكمشت المرأة محلها بأدب في انتظار أمر منه ليخرج قوله موجها خطابه للجميع بشجاعة يحسد عليها
اولا كدة من غير لوم ولا جيب وحط في الكلام انا اختي ومسؤلة مني يعني مش هسكت لأي حد يجيب كلمة واحدة عليها فما بالكم بجى باللي اتعمد انه يشوه صورتها او يتسببلها بڤضيحة بالعملة السودة دي 
التف برأسه نحو تلك التي كانت تناظره بتحدي هذه المرة وقد انكشف الغطاء التي كانت تتستر من خلفه وأصبحت المواجهة بينهما مباشرة بعد تعمده كشفها بارتداد الأمر عليها 
ها يا فتنة إيه رأيك
سألها وضجيج انفاسه العالية يكاد أن يصم الأذان يلجم نفسه بصعوبة عن الفتك بها وقد تعدت بفعلتها كل الخطوط الحمراء وقبح طبعها الذي قصد هذه المرة أن يطعنه بأذية أقرب ماليه
ما تردي يا هانم ولا البسة كلت لسانك كدبي البت دي لو معاكي الحج برئي نفسك جدام عمك وابوكي اللي شادد حيله على بت اخوه عشان يربيها وناسي بته اللي هي مشافتش رباية من أساسه 
لم نفسك يا ولد كامل واعرف انت بتخربط على مين
صاح بها سعيد ضاربا بعصاه فوق الأرض لتصدر صوتا قوي 
تجاهل غازي لينقل بأنظاره نحوها لن يلتفت لأي أحد غيرها ولن يثتيه شيء عن كشف حقيفة هذه الأفعى زوجته والتي خرج ردها أخيرا
بجبروت أدهشه ناقلة بنظرة ازدراء نحو المرأة المنكمشة على نفسها بزعر
وانا ايه اللي يجبرني ارد على كلام واحدة ملهاش جيمة ولا سعر زي دي ايه جيمتها دي عشان تصدجوا كلامها عليا ولا انت عايز تزيح من اختك وترمي عليا طب حرك دمك الحامي ده ع اللي جابلت الراجل الغريب عنها والصور تشهد 
لمي لسانك يا فتنة وانتبهي انك بتتكلمي على بت عمك 
خرجت من عارف يسبق زوجها في الرد وقد اظلم وجهه امامها واكفهرت معالمه ليستطرد بصرامة
وردي ع السؤال عشان الكلام ده يدينك على فكرة ويثبت كلام البت دي عليكي 
صاحت به بجرأة أمام الجميع
والم ليه وانتو كلكم عايزين تطرمخوا على عملة المحروسة وجايين تحاسبوني بدالها البت دي اللي جاية تجول بالفم المليان ان انا ادلتها الارقام عشان تبعت عليها الصور جبرها أكيد متجولش الكلام الاولاني في ان الصور دي حجيجية والبت دي هي اللي صورتهم بالفعل 
فتنة 
صاح بدوره يوقف استرسالها بعد ان صرف المرأة التي تدعي نفيسة بإماءة خفيفة بذقنه ليتفرغ لمواجهتها
جاوبي ع السؤال اللي يخصك محدش غريب وسطينا اللي جاعدين عمك وبنات عمامك انا جمعتهم مخصوص
 

111  112  113 

انت في الصفحة 112 من 181 صفحات