الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 114 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


يخليني استغرب اكتر هو انت بتطلع اساسا من بيتك يوم اجازتك دا انت ما بتصدج تاخد اليوم كله نوم يبجى أكيد دا مشوار مهم اللي خلالك تلبس وتتأنتك كدة على وش النهار 
قالت الاخيرة بإشارة نحو الجلباب الجديد المنشي الذي يرتديه بالإضافة لرائحة العطر الذي تفوح منه بقوة وذقنه الحليق باهتمام يلفت الانظار نحوه ليتنشي هو من داخله لهذا الإطراء الغير مباشر مستشبرا داخله بانتباه والدته لهذه الهيئة الجديدة منه 

عدل من ياقة جلبابه في الأعلى ليردف بزهو
لا يا ستي مفيش اي مشوار انا جايلك النهاردة مخصوص اشوفك يا غالية عشان اطمن على صحتك خصوصي بعد ما عرفت ان جوز الحربيات بنتتك هجوا على بلادهم مع عيالهم التيران 
ردت بشبه ابتسامة ساخرة لاحت على جانب فمها
والله وفيك الخير يا سيدي بس عشان تعرف يعني خواتك روحوا لأجل ما يخلصوا مصالحهم بس هناك لكنهم كام يوم كدة وراجعين اهم ع الحال ده بجالهم مدة يروحوا وياجوا الحمد لله الطربج بجى سهل معاهم بعد العربية اللي جابها عيسى 
يعني واخدين الطربج سويجة 
عقب بها باستنكار رافعا طرف شفته ليستطرد بحنق
ما تجوليلهم يتلموا بجى في بيوتهم ومع عيالهم لزومها ايه الشحططة والخيلة الكدابة دي ولا هما ما صدجوا السكة خليتلهم وافتكروا انهم اصحاب بيت صح ايه نسيوا اللي عملوه لما مضوا بالتنازل على حجهم فيه 
اغتمت ملامحها المتجعدة لتشيح بوجهها عنه ناظرة للخارج متمتمة باستياء
والله هما مش محتاجين حد يفكرهم بس ع الأجل بيعملوا بأصلهم مع امهم وبيجوا يرعوها ويراعوا مصالحها مع عيالهم ولا عايزنا انا وبت عمك نبجى محتاجين للناس
بحماس مفاجئ رد فاردا اصابع كفه الكبرى على صدره أمامها
وتحتاجوا ليه للناس وانا موجود انا سداد ياما وان كنت بعدت نفسي السنين اللي فاتت عشان ما ازعجكمش فدا لسبب انتي عارفاه زين لكن خلاص عاد مفيش بعاد تاني والواحد لازم يشيل المسؤلية اللي عليه مش يسيبها للغريب
مين الغريب
رددت بها غاضبة وقد بدات تتستشف الان داخلها السبب الحقيقي لتبدل حال
ابنها وتعمده الان لتحسين صورته والتي طال ټشوهها حتى لم يعد هناك فرصة للتصحيح لتردف كلماتها بقوة عله يستفيق
خواتك مش اغراب ولا حتى عيالهم برضوا اغراب دول بيعملوا اللي عليهم معانا حتى لو هما ملهوش مكان زي ما بتجول ودا عشان ما نعوزش لحد 
اما انت بجى هتعمل معانا ايه وانت مكانك سيبتوا بخطرك من غير ما حد يكلمك ولا يجيرك خلاص معدتش ينفع يا ولدي الاماكن عشش فيها الدبيب والخړاب ومعدتش ينفع ليها تصحيح 
زفر رافعا حاجبه لأعلى يعتلي تعابييره رفض واضح لكل ما تفوهت به ولكنه صمت عن الرد عليها كي يتجنب سيجالا معها قد يجبره على كشف جميع مخططاته وهو الان في مراحل البداية لا يصلح معه الاستعجال 
انتبه وتحفزت حواسه ينصت لصوت الخف الذي كان يطرق على درجات السلم بهبوطها من الطابق الثاني يزداد وضوحا مع اقترابها حتى حطت على الارض متوجهة مباشرة نحو جلسة المرأة لتقع عينيها عليه يبرم طرف شاربه وهذه الابتسامة القميئة يستقبلها بها 
ازيك يا سليمة عاملة ايه يا بت عمي 
ازاحت وجهها على الفور للناحية الأخرى تتمنم بسباب قبل ان تلتف ذاهبة للمرأة بملامح ممتعضة تخبرها
ميعاد الدوا يا مرة عمي 
ازداد اشتعال عينيه وهي تجثو على عقبيها لتناول اقراص الدواء لولداته مع كوب الماء الذي ارتشفت منه على الفور تتجرع الاقراص دفعة واحدة قبل ان تعود لابنها ونظراته المتفحصة لزوجته وهو يخبرها بشرود تفضحه عينيه
طب ردي السلام دا حتي بيجولوا السلام لربنا 
زفرت سليمة ببطء تنهض مخاطبة له بضجر
معلش مخدتش بالي مرحب 
قالتها وتحركت عائدة لطابقها على الفور تتبعها عيناه وهذه الضحكة المتحشرجة معقبا خلفها
وه يا بوي لدرجاي انا مش باين جدامك 
توقف بعد لحظات على قول والدته
مخدتش بالها من الجلبية الجديدة المكوية ولا حتى وصلها ريحة العطر بتاعك 
تطلع اليها ليرى تجهما يعلو قسماتها وكأنها تخبره باستحالة مهمته غلبه العند كالعادة في الرد عليها 
معلش ياما شوية شوية تاخد بالها المكنش النهاردة يبجى بكرة الصبر الطيب 
اغلقت الباب فور خروجها والټفت لتبحث عن صغيرها لتذهب به الى وجهتها وقعت عينيها عليه على الفور وقد كان قريبا منها محمولا على ذراعيه يتحدث معه بأريحية وكأنهم أصدقاء بالفعل كما يخبرها دوما 
عمو خازي ساحبي 
وبرغم كل شيء وكل ما حدث في الأيام الفائتة برغم الانطفاء به وهذا الحزن الذي اثقل هامته وهجرانه للجميع الا هو لم تتأثر العلاقة بين الاثنان كل ما راه يرفعه اليه يبادله ابتسام لا يصدر الا له يتحدث معه وكأنه رجل كبير يشتكي اليه همه والعجيب هو استجابة صغيرها معه ينصت اليه ولا يمل الاستماع حتى وهو لا يفهم منه شيء لكنه تجده يربت بكفه الصغيرة على كتفه يهون عليه انه بالفعل
 

113  114  115 

انت في الصفحة 114 من 181 صفحات