الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 127 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


خلف ظهرها وأضاف الحمرة والألوان الصاخبة لبشرة وجهها لتبدوا وكأنها امرأة اخرى امام تلك الجالسة تفترش التخت متربعة وابنها الصفير بحجرها ترضعه حتى اذا الټفت اليها تطلب رأيها
ها ايه رأيك بجى يا عزيزة انا ولا اللي بياجوا في التلفزيون
تطلعت لها المذكورة بانبهار تجيبها بموافقة 

ما شاء الله عليكي لا طبعا يا ست فتنة انتي احلى منبهم كلهم دا كفاية الشعر الصفر ولا الدرعات البيضة زي الحليب دا انتي لهطة جشطة زي ما بيجولوا 
اطلقت فتنة ضحكة مدوية مائعة وقد اطربتها كلمات الغزل لتقترب نحوها بخطوات مائلة تشاركها الجلوس على التخت واضعا قدما فوق الأخرى تقول بزهو
والله كلامك دا ما جديد عليا طول عمري حاسة بنفسي وعارفة اني استاهل دنية تانية غير الدنيا دي وبلد تانية غير البلد دي بس الحظ بجى والجوازة الفجرية هي اللي كانت كابتة طموحي وكابسة على نفسي 
ارتسمت الدهشة على وجه عزيزة تطالعها بعدم استيعاب حتى خرج منها السؤال الملح
جوازة ايه اللي كانت كابسة على نفسك يا فتنة انتي كنتي واخدة الكبير كبير العيلة والبلد كلها دا غازي الدهشان 
رددت خلفها باستهزاء تقلدها
وافرضي يا ختي غازي الدهشان وكبير البلد والدنيا كلها حتى ما انا برضك فتنة 
قالت الأخيرة تترافق مع دفع الخصلات الكثيفة لشعرها للخلف وهزه بكتف ذراعها تتابع في التمجيد بجمالها
ولا انتي مش واخدة بالك انا مفيش مني في البلد كلها يا حبيبتي يعني هو الخسران مش انا 
واصلت عزيزة بعدم تصديق
هو انتي مش زعلانة خالص يا فتنة دا انا جاية النهاردة وحاطة يدي على جلبي لتكوني شايلة الهم ولا تعبانة بعد اللي حصل وجال ايه جاية اخفف عنك
شهقة ساخرة صدرت منها لتردف بتعالي مرددة
أشيل الهم واتعب كمان! ليه يا حبيبتي كنت مېتة في دلاله مثلا طب على ايه يا حسرة دا كل عيشته نكد في نكد ولا بيعرف يتحدت ولا يدلع زي باجي الرجال ولا ممكن ابكي يعني على عشرته معايا في داهية دا انا بكرة اتجوز سيد سيده وهتشوفي بنفسك لما يتحصر عليا العمر كله 
العمر كله!
دمدمت عزيزة بذهول شديد لا تصدق هذه القوة التي تتحدث بها هذه المتغطرسة والتي لا تفعل حساب أي شيء سوى نفسها 
بصراحة يا فتنة لو انا مكانك وربي المعبود لكنت شيلت الطين اهو عزب بيطلع عيني على أجل غلطة ويحاسبني حساب الملكين وامي وابويا لو زمجت بس ساعة في نفس اليوم بيروحوني ڠصب عني وبكون كارهة لكن بصراحة لما اعيد واراجع نفسي بجول كدة احسن برضك الواحدة في بيتها مع جوزها ووسط عيالها تسوى الدنيا 
كانت تتحدث بعفوية وبلاهة لم تتنبه اليها الا بعد لحظات حينما رأت امتقاع وجه الأخرى وهذا الشرر المنبعث من عينيها پغضب نحوها
الكلام دا يسري عليكي انتي يا ماما ابوكي وامك ما صدجوا خلصوا ورموكي في جفا واحد يشيل مسؤليتك انتي وعيالك انما انا لأ يا حبيبتي انا ابويا واجف دايما في ضهري ومبديني على كل اخواتي انا اللي اتجلعت دونا عنهم كلهم 
قاسېة ولا تتوانى عن چرح الآخرين وقد اتخذت منهاج التجربح لكل من يحاول معها بنصيحة لا تتقبلها او التلويح عن خسارتها الفادحة كما فعلت عزيزة والتي شعرت بحجم غباءها لتنهض فجأة تعبر عن رغبتها في الذهاب 
ربنا يخليهولك هو في أحسن من الأب برضوا اما اجوم انا اشوف ورايا ايه
أدركت فتنة لتعمد الأخرى الذهاب بعدما بالغت بحدتها في الرد عليها فتعمدت هذه المرة ان تناديها ببعض اللطف
ايه يا عزيزة هو انتي لحجتي تجعدي ولا احنا لحجنا نتكلم حتى يا شيخة خليكي ونسيني شوية 
جذبتها من كفها تمنعها من النهوض وتابعت تتملقها بالكذب
دا انا ما صدجت اشوفك يا بت وحشتني الجعدة معاكي
وحشتني حكاويكي ودمك الخفيف يا مضړوبة 
ظهر تأثير الكلمات على ملامح الأخرى وقد ارتخت تعابيرها لترد بعتب
ما انا كنت جيالك عشان كدة اصلا بس كمان محبش اكون تجيلة على حد وبرضك اما احس اني غلطت بلم نفسي وامشي من غير كلام 
بامتعاض داخلها اجبرت فتنة نفسها على ترضيتها فهي الوحيدة التي أصبحت تتحملها هذه الأيام بالإضافة لغباء تفكيرها المناسب لواحدة مثلها سوف تحتاجها كثيرا في الفترة القادمة 
انتي عمرك ما كنتي تجيلة يا عزيزة بالعكس وانتي عارفة اني بحبك من زمان يعني حتى غلطتي برضك لازم افوتلك عشان انتي صاحبتي 
كالعادة رضخت عزيزة في الأخير تتجاهل ڠضبها منها حتى تندمج في الحديث وتعود لأسئلتها الفضولية
بس انتي مجولتيش يا فتنة جبتيه منين الفستان ده 
ضحكت الأخيرة تعود لزهوها السابق تجيبها بتفاخر
جيبته من أغلى محل في مصر طلبتهم عن طريج الانترت بعد ما شوفته وكنت هتهبل عليه مجدرتس امنع نفسي ورحت طالباه وجالي عن طريج الشحن بس ايه رأيك يستاهل صح
بتأمل مكشوف عبرت عزيزة عن دهشتها
هو فعلا يستاهل بس انتي شارياه ليه
 

126  127  128 

انت في الصفحة 127 من 181 صفحات