الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 128 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


دا مينفعش تطلعي بيه اساسا 
عارفة يا ختي 
تمتمت لتمصمص بشفتيها مرددة بغرور
بلد فجرية ملهاش في الموضة بس انا جيبته عشان ادلع نفسي يا حبيبتي ولسة كمان لما تخلص العدة الزفت هطلع واعيش حياتي بالطول والعرض انا خلاص حصلت على حريتي 
المبالغة في الأخيرة جعلت عزيزة تزبهل بنظرها اليها لتعقب خلفها باستدراك

انتي بجيتي تتكلمي زي اللي بياجوا في التلفزيون يا فتنة 
ايوه يا اختي فاكراني مش مثقفة اياك لا يا ماما انا مفتحة وعارفة كل حاجة في الدنيا 
من خلف الزجاج الداخلي للنافذة وقفت على غير اردتها تتابع المشهد الغريب غازي الدهشان الرجل المهيب مرتديا ملابسه رياضية العادية مشمر البنطال حتى الركبة ويسابق الأطفال الصغار من أبناء نادرة ووجدان شقيقات روح وبناته اللاتي أتين في هذا اليوم الاستثنائي لتعح الحديقة بصرخاتهم الصاخبة 
وقد جمعهم جميعهم في فريق واحد وهو ومعتز في فريق اخر
يناورهم ويدابعهم مع طفلها الذي كان ينطلق ويركض بتوافق معه يثير الضحكات من القلب حركته الصغيرة مع الخطوات العملاقة من الاخر والذي كان يرفعه عن الارض في تسديد الضربات الناجحة بحصد الاجوال في جولات عبثية هدفها هو الضحك وتقضية الوقت الجميل مع الأطفال والذي بدا ولأول مرة امامها وكأنه طفل مثلهم بهذه الروح الجديدة منه
وبعدما كانت تريد فقط القاء نظرة على طفلها تسمرت تتابع وتبتسم لضحكاتهم وكأنها معهم تشاركهم الصخب الدائر في ارض الملعب او أرض الحديقة على الأصح
وفي موقع الحدث نفسه
كان صياحه في التشجيع بين الاثنان الذان حصرت الكورة بينهما بأمر منه اصغر فتياته ضد معتز نظرا لتقاربهما في العمر 
ياللا يا معتز يا للا يا دنيا ياللا يا بابا حركي رجلك شوية يا بت 
يواصل التشجيع جالسا على ركبتيه غير عابئ بنظافة الملابس او مظهره امام رجاله يصفق للصغيرين يتجاهل عن قصد همهمات البقية وضجرهم 
يا بابا عايزين نلعب العيال دي معرفاش تلعب اساسا 
هتفت الوسطى من صغاره ليعقب على قولها بضحكة ساخرة
لا وانتي اللي حريفة يا شروق اصبري يا مضړوبة ولا اعتبريها فترة راحة ياللا يا عيال 
زاد بالتصفيق مع ازدياد الحماس بحركة الأطفال التي تقدمت قليلا حتى قطعها معتز بترك الملعب راكضا نحو جدته التي وصلت للتو
تيتة 
اعتدل غازي لينتفض منتصبا بحرج امام المرأة التي تلقفت حفيدها ترفعه عن الارض بضمة قوية له
ااهلا يا حجة سليمة نورتينا 
ردد مرحبا بها يكتنفه خجل شديد لمظهره المذري أمامها ولكنها قابلت فعله بابتسامة جميلة منها تقول
والله يا ولدي دا نورك انت والعيال الحلوة ومعتز باشا ياريتني كنت اعرف بالمبارة الهامة كنت بدرت عشان اشجع معاكم
اجبرته بعفويتها على الابتسام حتى اشرق وجهه يجاري
دا انتي كنتي هتنبسطي خالص معتز باشا دخل كذا جون 
سمعت منه توجه سؤالها للاخير بمرح 
صح يا واد وجيبت كام جون على كدة
وكان رد الصغير هو أن رفع كفيه الاثنان أمامها
تدة يا تيتة تدة 
بفعله الطريف اجبر جدته على الاندماج مهللة له
عشر اجوان جيبت عشر اجوان يا بطل 
شاركها
غازي المزاح بالحديث عن بطولات حفيدها الهمام بمساعدته في القضاء على الفريق الاخر باكتساحهم بعدد الاجوال التي دخلت في مرماهم بالإضافة لصد الھجمات المرتدة والمضادة 
البساطة كانت بين الاثنان وكأن المعرفة التي تجمعهما منذ زمن وليس بفترة لا تتعدى الشهور يحمل لها احتراما وتحمل له امتنانا بلاد حدود وقد رفع عن كاهلها الهم الأكبر وهو حفظ أمان حفيدها ووالدته والتي ظهرت فجأة أمامهما وقد خرجت تستقبلها بوجه مضيء نافس الشمس بنورها وورد الوجنتين خجلت منهما زهور الحديقة وابتسامة الفرح بالترحاب بسليمة زادت على الجمال جمال 
لترهق قلبه المعذب وهو لا ينقصه 
صدرت صوت حمحمنه المفاجئة ليترك الاثنان بلقائهم عائدا للإطفال واستكمال اللعب معهم وكي يشغل هذه الأحمق بصدره يرهقه باللهاث ركضا خير من تفكير لا طائل منه
يا للا يا عيال هنستأنف اللعب مين هياخد مكان معتز معايا
نجي اللي تعجبك يا روح 
تنتقي ما يعجبها وما هو الذي يعجبها مجموعة من المصوغات وضعت امامها داخل الإطار المخملي كل قطعة تغلب الأخرى بجمالها المختلف والمميز والمطلوب منها أن تختار وهي بالفعل اختارت تعود لنفس الرباط الذي التف حول رسغها منذ الصغر 
ليس هذا الذي دفعت من أجله سنوات من الصبر قبل أن يضيع كل شيء منها على اخر لحظة ويتسرب الحلم الذي عاشت عليه طويلا من بين يديها وكأنه لم يكن والمطلوب منها الان ان تختار 
حديث نفسها وشرودها الذي طال حتى انها لم تعد تشعر بالوقت ولا بملل شقيقتها وابنة عمها شقيقة عارف حتى التهيا بالحديث مع بعضهما إلى حين أن تنتهي العروس من الأنتقاء من المجموعة التي أمامها 
فلم تنتبه لنظرات عامل المحل الذي كان قريبا منها بحكم عمله المكلف به في عرض القطع امامها فشرد هو الاخر يهيم بحسنها الافت غافلين بمن دلف عائدا من الخارج
 

127  128  129 

انت في الصفحة 128 من 181 صفحات