الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 130 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


انتي وجدتي 
راقها العرض سليمة حتى سرحت باشتياق تتمنى ان يحدث هذا الأمر وعلى الفور ان تنعم بقرب حفيدها وحبيبة الراحل 
كان هذا مجرد طيف مر بذهنها قبل ان تعود لوعيها سريعا ترفض قاطعة
لا يا نادية اياكي تاجي خليكي مكانك احسن لزوموا ايه تسيبي هنا من الأساس
أمام صدمة الاخيرة سألتها جليلة بحيرة

ليه بتجولي كدة يا ست سليمة ما هي الحال اتصلحت زي ما جالت نادية 
مين اللي جالكم انها اتصحلت
هتفت مقاطعة بحدة لتستطرد بحزم
هو احنا عرفنا باللي اتسبب في اللي فات عشان تدي امان لي جاي انا هنا مطمنة عليكم أكثر معتز امانة ولازم تحافظي عليها زي عنيكي 
اتجهت بالاخيرة نحو نادية التي ردت بدفاعية رغم تعجبها لهذا التصلب المبالغ فيه والذي تجده منها
ويعني انا مجصرة في حاجه مثلا هو انتي بتوصيني على ولدي ياما 
على عكس المتوقع رددت خلفها سليمة بإصرار
ايوة هوصيكي يا نادية وانتي مش من حجك تزعلي مني تبعيني وريحي جلبي ومتخطيش اي خطوة خارج البيت ده غير بحساب 
طب لحد إمتى لحد امتى هنفضل كدة انا وولدي بعيد عن بيوتنا زي بجيت الخلج اللي عايشة عيشة طبيعية 
لحد ما يحلها الحلال 
خرج الرد من سليمة كإجاية عن سؤال الأخرى وداخلها تستكمل مغمغمة
ويبان اللي عليه الامان انا واثقة انه هيبان!
جلست معه على طاولة جمعتهما الاثنان وحدهما في هذا المطعم الفاخر بعد اصراره على تناول وجبة الغذاء به قبل العودة إلى البلدة وتصميم شقيقته وشقيفتها الا يكونا كعزولين بينهما ليتخذا جلستهما بطاولة أخرى بعيدة في الجانب الاخر بالمطعم
لتعقب ساخرة على موقفها
عليا
النعمة اختي واختك الاتنين اجن من بعض يارتني كنت جيبت وجدان اهي كبيرة وكانت وردة هتخاف منها مش نادرة اللي اخف منها اصلا 
انتي بتسمي الأدب والزوق خفة
تراجعت برأسها تعطيه انتباهاها حتى ردت مصححة حينما التمست هذه الحدة في قوله
انا مش جصدي اغلط فيهم يا عارف انا شايفة بس اني تصرفهم فيه مبالغة 
مش محتاجة توضحي انا فاهم جصدك في ان وضعنا مش زي اي خطاب على وش جواز عادي 
كان مائلا بجسده نحوها مستندا بمرفقيه على سطح الطاولة عينيه منصبة على خاصتيها بوضع أربكها في البداية قبل ان تتدارك لتردف باحتجاج
عارف بلاش اسلوبك ده انا مش هعيد وازيد عشان ااكدلك على اتفاجنا جولتلك ان هبدأ معاك صفحة جديدة يبجى انت كمان حاول معايا متجوفليش ع الواحدة 
اومأ راسه بهزة غير مفهومة مع ابتسامة بزغت بزواية شفتيه الممطوطتين وكأنه يقصد ان يستفزها همت ان ټنفجر به حتى يخفف عنها ضغطه يكفيها ما تعانيه بداخلها 
ولكن مجيء النادل اوقفها والذي دفع بكراسة قائمة الطعام امامها وأمامه بعد القاء التحية عليهم بزوق
سأله عارف في البداية
روحت للچماعة اللي هناك وخدت طلباتهم 
تطلع الشااب نحو الطاولة التي يشير نحوها عارف بذقنه فخرج رده على الفور
روحت يا فندم ودونت على كل اللي أمروا بيه 
تمام 
غمغم بها ليعود الى القائمة ينتقي من الأصناف ما يريده واتجه النادل نحوها
الهانم اختارت ايه
رفعت ابصارها اليه تجيبه بابتسامة عفوية منها
بصراحة مختارتش انا شايفة اصناف كتير بس الظاهر كدة ان مليش نفس من الأساس 
تشجغ النادل ليتناول منها القائمة يخاطبها بحماس مبالغ فيه
يا فندم حتى لو ملكيش نفس احنا نجيبلك الأصناف اللي تفتح نفسك طب عندك مثلا 
اشار لها على احد الاسماء المدونة بداخل القائمة التي رفعها امامها
اهو دا بقى نوع مكرونة إيطالي بتتسمى باستا ودي بتتعمل مع 
هاااي 
صدرت الزمجرة الغاضبة من الناحية الأخرى ليتوقف النادل على الفور امام امر الاخر
ملكش دعوة بالهانم انا هديك انواع الأصناف اللي هتجيبهالنا احنا الاتنين وبس على كدة فااااهم
طيعا يا فندم فاهم 
دمدم بها الشاب بطاعة قبل ان يدون الأصناف اللي اشار عليها الاخر ثم انصرف ليأتي بهم فخرج صوتها باعتراض
انت مش ملاحظ انك مزودها يا عارف المرة التانية هتشبط في ناس غلابة عشان بس بتتصرف معايا بعفوية 
عفوية مين
تسائل مقاطعا لها ليكمل بحدة
ياريت متاخديش الحديث ما بينا في الاتجاه ده عشان اللي انتي بتجولي عليهم ناس غلابة دول لو ناس محترمين هيراعوا لجمة عيشهم ومش هيرفعوا عينهم فيكي وعشان نبجى واضحين العفوية بتاعة حضرتك والابتسامة لأي حد مهما كان صفته متنفعش من أساسه حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض 
يناقشها بالهدوء والمنطق بكلمات مقصودة على قدر ما تشعل رأسها بالڠضب على قدر ما تشعرها بالعجز في البحث عن رد مناسب 
اشاحت بوجهها لنناحية الأخرى تزفر بضيق
لم يخفى عليه فعلها ومع ذلك لم يكترث او يتراجع فيما ينتوى عليه برأسه
رووح بصي في وشي عيب تبصي للناحية التانية وانا بتكلم 
الټفت نحوه تقارعه 
انا بس بعمل هدنة أو اعتبره وقت مستقطع عشان ما نشبطتش في بعض يا عارف 
راقه ردها لتلوح على جانب فمه ابتسامة ماكرة يعقب لها
حلو حكاية الهدنة دي
 

129  130  131 

انت في الصفحة 130 من 181 صفحات