الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 132 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


جميلة تعالي 
تقدمت لتجلس على أحد الصناديق لتكن بالقرب منه وظلت تتمعنه للحظات بصمت مترددة في فتح الحديث معه حتى
مل هو ليبادرها القول
طلعي اللي في بطنك يا جميلة عارفك ھتموتي لو متكلمتيش 
تلقت الدعوة لتنطلق على الفور تبوح بما يدور داخلها
والله انت اكد حاسس باللي داير جوايا انا خاېفة عليك يا عمر طول الوجت جاعد سرحان وموجف حالك عن 

عن ايه
عن انك تشوف نفسك يا واد ابوي متزعلش مني بس الدنيا مبتوجفش على حد وانت يدوب تلحج تدور على عروسة عشان تتجوز انت كمان وتفرح أهلك بيك ابوك وامك ليهم حج عليك نفسهم بجى يشوفوا خلفتك ولا انت ناسي ان انت الواد الوحيد فينا 
تجاهل عن عمد كل ما أسهبت به ليخبرها وكأنها لا تعلم
النهاردة كتب كتابها وحنتها يا جميلة 
اخرجت تنهيدة متعبة لتطالعه صامتة وهو يتابع
مش دا برضوا كان هيبجى يومي انا معاها 
عقبت بما يشبه الرجاء
كل شيء نصيب يا واد ابوي هنفضل نجولها كام مرة بس 
ردد بتصميم وكأنه يحدث نفسه
كانت نصيبي يا جميلة كانت نصيبي 
خالة جميلة انتي جاعدة هنا
اجفلت المرأة تستفيق من حالة الحزن التي تلبستها على حال شقيقها لتتبدل للحنق الشديد مع انتباها لهذه الخفيفة كما تلقبها وقد اخترقت داخل المنزل حتى جاءت الى هنا بجرأة تذهلها في توجيه الحديث لها وعينيها مسلطة عليه
اصل انا كنت مروحة بس جولت اشوفك لو عايزة مني حاجة جبل ما امشي عامل ايه يا استاذ عمر
رمقها بنظرة فاحصة من أعلى الى الاسفل قبل أن يجيبها بتمهل
اهلا يااا هدير عاملة ايه انتي
انا زينة والله والحمد لله تشكر على سؤالك وزوجك يا استاذ عمر 
تبسم يبتعد بوجهه عنها ونهضت شقيقته تنهرها بلطف
روحي يا هدير وانا لما اعوذ حاجة منك هندهلك أكيد انا مش عايزاكي تتأخري عن امك وتيجي بعد كدة هي تلومني 
همت لتزيد من تلكأها باختلاق أي حديث برأسها قبل عن ان يقطع هو بأن انتفض فجأة بعد أن القى بنظره على شاشة الهاتف ورأى محتوى الرسالة التي أتت له من احدهم 
رايح فين يا عمر 
هتفت شقيقته تسأله ولكنه تجاهل ليتخطى الأخرى وكأنه لا يراها وذهب سريعا نحو وجهته 
بداخل مدافن القرية
وبعد ان أنهت زيارتها لقبر والديها وجدها الأكبر وبعض الراحلين من العائلة فلم يتقبى سوى زيارة الساحة الكبيرة لشيخ القرية الراحل والتي تبقى مفتوحة دائما لإطعام المحتاجين وذلك من تبرعات المحسنين واولهم هي لا تفوت زيارة للمدافن بدون ان تعطي من مالها الخاص 
توقفت امام الباب الاخضر الكبير الخاص بمدخل النساء فخرجت تستقبلها المرأة القائمة برعاية الساحة بابتسامة امتنان وحب لها
يا اهلا يا اهلا دا ايه النور ده الست روح بنفسها مشرفانا
تبسمت لها تبادلها التحية وجاء الرد من شقيفتها
ايوة يا ست حفصة عشان تعرفي بس غلاوتكم عندها جاية تزوركم النهاردة في يوم حنتها وكتب 
على الرغم اننا متأخرين والله 
وه يا نادرة جات يعني ع الخمس دجايج دي
تفوهت بها عاتبة نحو شقيقتها قبل ان تتجه مباشرة للمرأة
انا جاية احط اللي فيه النصيب يا خالة هتاخدي انتي بجى ولا لازم ادخل بنفسي
يا بنتي وانا من امتي باخد بيدي بس ادخلي حطي بنفسك في الصندوج الدنيا فاضية دلوك دا وجت صبحية 
ادخلي انتي وانا هجعد هنا وهستناكي مع الست حفصة مشوار المدافن هد حيلي 
عقبت بها نادرة على قول المرأة لتدلف هي وحدها داخل الساحة الشاسعة التي اعتادت عليها حتى وصلت الى المكان المعروف وضعت حزمة كبيرة من النقود بعد ان قرأت الفاتحة على روح الشيخ الراحل ثم استدارت لتتخذ طريقها نحو الخروج ولكنها تفاجأت به أمامها
عمر 
تفوهت بالأسم وقد توسعت عينيها بجزع لتردف بتخوف
انت ازاي جيت هنا 
القى بنظرة نحو السور الصغير للساحة الشاسعة فهمت منها انه قفز من الخلف ليأتي اليها الان ويفاجئها 
ازيك يا عروسة النهاردة كتب كتابك وحنتك جال 
ابتعلت غصتها وچرح رؤيته بهذه الهيئة اضاف على چروح قلبها اضعاف لتجيبه بتماسك واهي رافضة ان تعطيه أي أمل كاذب
ايوة فعلا النهاردة حنتي وكتب كتابي ع العموم كتر خيرك ع المجازفة الكبيرة اللي جومت بيها دي عشان تباركلي عجبالك انت كمان 
قالتها وتعمدت الذهاب لتنهي نقاشا
لا طائل منه ولكنه أجفلها حينما اوقفها جاذبا اياها من مرفقها مردفا پغضب استوحشت به ملامحه
استني عندك انتي هتمشي وتسيبني كدة بڼاري من غير ما ترسيني ع الحجيجة مفيش مرواح من غير ما تجاوبي على سؤالي يا روح دا انا ما صدجت عثرت فيكي 
نفضت ذراعها عن قبضته لتزجره بقولها
فوج لنفسك يا عمر انا مش واحدة هينة ليك ولا لغيرك عشان اسمحلك تتصرف معايا كدة
رفع يده عنها ليردف متقدما نحوها مما جعلها تتراجع هي للخلف
يديا الاتنين جدامك اها ممكن بجى تفهميني يا ست يا ام شخصية قوية كيف واحدة زيك مجدرتش تسد
 

131  132  133 

انت في الصفحة 132 من 181 صفحات