الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 133 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


مع ناسها زي ما كنتي مفهماني كيف رضختي لرغبة اخوكي ودوستي على جلبي برجليكي
صاح بالاخيرة يجفلها بهيئته الغريبة وقد اصطدم ظهرها بأحد الأعمده حتى ودت ان تهرب من أمامه ولكنها اغلق كل الطرق بتصدره بجسده أمامها فخرج صوتها باهتزاز
بعد من جدامي يا عمر عيب كدة لو حد دخل هيجول عليك ايه

يجولوا اللي يجولوا انتي جاوبي على سؤالي وبس
احتد بها يضرب بكفه اعلى رأسها پعنف جعلها تشك ان من يقف أمامها ويحدثها الان هو عمر نفسه حبيبها الذي انتظرت من أجله سنوات
يا عمر بجولك سيبني امشي موضوعي معاك خلص انا فعلا مقدرتش اسد مع أهلى لأني مجدرش اعترض على قرار اخويا ولا اتحداه سيبني بجى واعتبر نفسك كنت مغشوش فيا 
كانت منكمشة بجسدها عنه هذه اول مرة تعرف معنى الړعب بحق وكلماتها كانت كمن يصب الزيت على الڼار لتزداد ملامحه اظلامه حتى لم يشعر بقبضته التي ارتفعت أمامها بقوله
يعني جاية بعد السنين دي كلها وبعد ما اتغربت وجدرت اجيب اللي اواجه بيه أهلك وابجى ند ليهم وانا بتجدملك تيجي انتي على اخر لحظة وتجوليلي مش لاعبة لا طب انا ماسك في اللعب و مش ناوي اشيلك من مخي يا روح جوليلي هتعملي ايه
بعد عنها لاجطعلك يدك 
صدر الصوت الجهوري من صاحبه لتلتف رؤس الاثنان نحوه فالتقط هو نظرتها اليه ليرى ولأول مرة بها الامتنان لمجيئه قبل ان تتبدل الى الخۏف من القادم خصوصا بعدما شاهدت تحفز الاخر وكأنه يرحب بالشجار
عارف باشا ازيك يا عريس المفروض برضوا اباركلك زي ما باركتلها 
تقدم نحوه بصمت ليسحبها من ذراعها حتى جعلها خلفه قبل ان يجيبه بازدراء رافعا السبابة أمامه بټهديد
قسما بالله لولا اني عامل جيمة للمكان الطاهر اللي احنا جاعدين فيه لكنت عرفتك مجامك وعلمتك كيف تتعامل مع الناس محترمين 
هم ان يتحرك بها ولكن عمر اوقفه بقوله
طب انا راجل مش محترم وعايز اعرف كيف واحد يتجوز واحدة ڠصب عنها حتى وهي جلبها معلج بغيره ولا انت مش واخد ان هي كانت ساكتة وانا بكلمها
كتمت صوت الشهقة بوضع كفها على فمها لتطالعه بخيبة أمل بأن يتحدث في أمر كهذا امام ابن عمها والذي من المقرر أن يصبح زوجها بعد عدة ساعات اتعتبرها نتيجة لغضبه ولكن ألا يجدر به أن يراعي ولو قليلا بخطۏرة هذا الحديث عليها هي أولا فلم تشعر باندفاع الرد منها
انا مخبرة واد عمي عن كل حاجة عني يا عمر كل حاجة بجي عارفها عني 
اتت كلماتها بنتيجة السحر على قلب الأول لتثلج صدره ان تدعم نفسها بدعمه امام الثاني والذي زادت من اشتعال النيران بقلبه وافعالها تصدمه
يعني عرفتيه وبرضوا متجبل كدة عادي
انت عايز ايه بالظبط يا عمر
صاحت بها وللمرة الثانية تسبق الاخر والذي اوقفها بكف يده عن المتابعة ليردف امرا لها 
اطلعي حالا واسبجيني على عربيتي 
همت لتجادل بالرفض نظرا لقلقها مما قد ينتج فور مغادرتها ولكنه قاطعها بصرامة رغم هدوء نبرته
بجولك حالا 
وتطلع ليه ما تخليها جاعدة حتى عشان تكدبني لو بألف عليها 
تجاهل وظل مشددا عليها بجمرات عينيه المتقدة بحزم نحوها مما أجبرها على تنفيذ امره بالخروج على الفور وللمرة الثانية يتجرع الاخر اثر خذلانها له وكأنه العلقم بحلقه
حتى اذا اختفت من أمامهما توجه عارف اليه بنظره يضع كفيه بجيبي بنطاله فاردا جسده باسترخاء المظفر يخاطبه
طبعا انت غرضك من دا كله اني اتخانج معاك اتحمج لكرامتي
بجى واعرفك مجامك او انت تغلبني بجوة جسمك زي ما انت متصور المهم ان في الحالتين الموضوع يكبر ويبجى ڤضيحة بس انا بجولك بجى لأ لأ يا عمر مش هناولك غرضك ولا هسمح لأي حاجة تعطلني عن جوازي 
توقف برهة يطالع اثر الكلمات على ملامح الاخر والتي ازدادت قتامة وحقد ليضاعف عليه مستطردا
وعن اجابة سؤالك اه يا عمر انا جابل عشان دي بت عمي اللي انا مربيها على يدي يعني عارف جيمتها زين وان كان على شوية العطب اللي عشش في تفكيرها الكام سنة اللي فاتوا انا كفيل اصلحه 
علق عمر على الاخيرة بابتسامة ساخرة
تصلح! انت متأكد منها دي 
اه متأكد يا عمر وخد بالك انا بتكلم ان العطب في التفكير مش القلب وحط تحتيها دي مية خط 
توقف ليخيم الصمت للحظات بينهما ولم يبقى الا حديث الاعين المشټعلة بالتحدي والثقة في مواجهة الكره والبغض قبل ان ينهي عارف بقوله
عن اذنك بجى عايز اللحج كتب كتابي بعد شوية ولفرحي بكرة عجبالك يا عمر 
بصق كلماته وذهب مغادرا من أمامه يتركه متسمرا محله في نيران قهرا يسحقه في يأس فكر يتخبط به الان 
اتى بخطواته السريعة يندفع داخل السيارة التي صفق بابها پعنف جعلها تنتفض بخضة لتحاصرها عينيه المتربصة والمشټعلة للحظات قبل أن ټنفجر به 
تمام هتفضل باصصلي كدة كتير وانت ساكت اتكلم يا عارف
 

132  133  134 

انت في الصفحة 133 من 181 صفحات