الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 161 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


بإبهامها الدموع التي أصبحت تسيل منها بغزارة ودون توقف لترتمي بثقلها على الفراش مفرغة كبت حزنها بالبكاء بحړقة 
خط بإمضته على الورقة الأخيرة بهذا الملف الذي راجع على بنوده جيدا لهذه الصفقة الهامة التي على وشك تنفيذ عقودها بفضل شريكه الهمام في العمل على الرغم من تواضع شخصه في الواقع والذي كان يهلل له في هذا الوقت

برافوا برافوا ايوة كدة شطور يا بيبي 
تبسم غازي رغم وعيده وتهديده ليردف محذرا له
احترم نفسك يا يوسف انت عارفني مجبلش بالمياصة 
هتف الاخير معبرا عن حنقه
يا عم وهو احنا لقينها المياصة ما انت اللي وش فقر ومانع نجيب الأنثى اللي ترطب علينا الدنيا الناشفة دي سيب الواحد يتوهم مع نفسه 
دفع غازي الملف من يده ليرد على قوله بضحك 
مشكلتي معاك ان بحبك يا يوسف دا غير ان اساسا مش عايز اعكر مزاجي 
ما انا كمان ملاحظ 
ملاحظ ايه
ملاحظ ان وشك منور بقالك فترة كدة من ساعة ما جيت معايا من البلد البوز اللي كان بيقفل لنا اليوم من اوله المرة دي مش شايفه ايه يا عسل تكونش بتحب جديد
قالها يوسف بفراسة قابلها الاخر بعدم انزعاج
وافرض بحب جديد هجولك انت يا يوسف دا انت تنشرها في الجرانين هو انا معرفش لسانك الفالت يا حبيبي 
رد يوسف بدراما
لدرجادي انا صورتي وحشة في نظرك مكنتش اتوقع المعاملة الۏحشة دي منك يا صاحبي 
لا اتوقع اللي اوحش منها كمان جوم ياا 
لا اله الا الله هو انت ع القهوة يا عم ولا في وسط الغيط بتنده ع العمال يا ساتر عليك لما تقلب 
اردف بها ناهضا عن محله يدعي الخۏف ترافقه ابتسامة الاخر ولكنه توقف فجأة ليسأله بجدية
الا قولي صحيح هو انت إمتى مسافر البلد 
انعقد حاجبيه يرد على السؤال بسؤال
ليه السؤال ما انا جولتلك هما كام يوم ع اللي فاتوا عشان اشيل عنك الضغط شوية وبرضوا عشان حاجة في دماغي 
قال الأخيرة بابتسامة متسعة ليعقب الاخر بمكر
اه ع اللي في دماغك اموت انا واعرف اللي فيها المهم انا بسألك يعني عشان لما تقرر الرجوع تقولي اعمل حسابي 
ليه ناوي تسافر معايا 
اومأ على عجالة متهربا
اه يا
سيدي ما انا قولتلك ع الحاجات اللي ناوبة انفذها هناك عشان مشروعنا الجديد اسيبك بقى واروح اكمل الشغل اللي ورايا 
قالها وذهب على الفور ليغمغم غازي في أثره بتفكير متسائلا بحيرة
حاجات ايه اللي جالي عليها هو انا اللي مش فاكر ولا هو اللي بيبلفني يا ما انت غريب يا يوسف 
نفض رأسه ليتناول هاتفه مقررا التخلي عن أي شيء يصرفه عنها الان اخرج اسمها من سجل المكالمات وما هم ان يضغط يهاتفها حتى ضغط مغيرا ليتصل من الخط الاخر 
التلفون بيرن يا نادية يا بتي شوفي ليكون اخوكي بيتصل
هتفت جليلة منادية لها لتجبرها على الخروج من مطبخها تاركة ما تعده من طعام لتسألها وهي تبحث بعيناها عن مصدر الصوت
امال هو فين انا مش فاكرة في اي حتة سندته
ردت جليلة بنعاس وقد كانت نائمة على الاريكة في هذا الوقت تريح جسدها المتعب
روحي شوفيه في اوضة معتز اصله كان بيلعب بيه من شوية 
بووو عليا وعلى سنيني تاني برضوا مش كذا مرة انبه عليكي انه مضر عليه بتسيبي يلعب فيه ليه يس 
ياما
ظلت تفمغم متذمرة حتى وجدته على الفراش بجوار صغيرها الذي لعب عليه حتى غلبه النعاس 
انت كمان هتشلني 
غمغمت بها نحوه قبل ان تجيب على الرقم الغريب
الووو السلام عليكم 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 
انتبهت للصوت لتبعد الهاتف عن اذنها تعيد على رؤية الرقم الغير مسجل فوصلها صوته بتسلية
أيوة يا نادية انا غازي متستغربيش 
كتمت بكفها على فمها صوت اجفال منها لتستوعب ببطء كي تجيبه برسمية
اهلا يا غازي بيه بس دي مش نمرتك 
اجابها ببساطة
لا والله نمرتي بس دا الخط التاني اصل لاحظت بصراحة انك بتردي بصعوبة على الخط المسجل يارب ما تعمليها كمان مع ده 
وكأنها تسمع شخصا آخر لا تصدق هذه الجرأة منه تمالكت لتذكره باتفاقه
يا غازي بيه ما انت بتتصل كذا مرة فشيء طبيعي ان مكنش جمب التلفون دايما 
لتكوني شيفاني جاصد يا نادية
رفرفت اهدابها بصمت لا تعرف بما تخبره تود لو استطاعت التأكيد على قوله ولكن خجلها منعها ليستغل هو ويواصل
طب يعني انا غلطان اني بسألك على جدتي ولا يمكن عشان بحب اطمن على حبيبي معتز لا اوعي تجوليها دي عاد إلا معتز انا جبل ما بتصل بكون مكلم البنات وهما اللي بيسألوني عليه وانا في كل الحالات بشتاجلوا اصله حبيبي ونور عيني من جوا بس خليكي فاكرة انا مش بضغط عليكي يا نادية 
والنبي امال اللي بتعمله دا اسمه ايه
ودت لو تستطيع الرد بها عليه ولكنها كالعادة لم تجد بدا من التغاضي لتردف باستسلام
ماشي يا
 

160  161  162 

انت في الصفحة 161 من 181 صفحات