رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر
بإبهامها الدموع التي أصبحت تسيل منها بغزارة ودون توقف لترتمي بثقلها على الفراش مفرغة كبت حزنها بالبكاء بحړقة
خط بإمضته على الورقة الأخيرة بهذا الملف الذي راجع على بنوده جيدا لهذه الصفقة الهامة التي على وشك تنفيذ عقودها بفضل شريكه الهمام في العمل على الرغم من تواضع شخصه في الواقع والذي كان يهلل له في هذا الوقت
تبسم غازي رغم وعيده وتهديده ليردف محذرا له
احترم نفسك يا يوسف انت عارفني مجبلش بالمياصة
هتف الاخير معبرا عن حنقه
يا عم وهو احنا لقينها المياصة ما انت اللي وش فقر ومانع نجيب الأنثى اللي ترطب علينا الدنيا الناشفة دي سيب الواحد يتوهم مع نفسه
مشكلتي معاك ان بحبك يا يوسف دا غير ان اساسا مش عايز اعكر مزاجي
ما انا كمان ملاحظ
ملاحظ ايه
ملاحظ ان وشك منور بقالك فترة كدة من ساعة ما جيت معايا من البلد البوز اللي كان بيقفل لنا اليوم من اوله المرة دي مش شايفه ايه يا عسل تكونش بتحب جديد
وافرض بحب جديد هجولك انت يا يوسف دا انت تنشرها في الجرانين هو انا معرفش لسانك الفالت يا حبيبي
رد يوسف بدراما
لدرجادي انا صورتي وحشة في نظرك مكنتش اتوقع المعاملة الۏحشة دي منك يا صاحبي
لا اتوقع اللي اوحش منها كمان جوم ياا
اردف بها ناهضا عن محله يدعي الخۏف ترافقه ابتسامة الاخر ولكنه توقف فجأة ليسأله بجدية
الا قولي صحيح هو انت إمتى مسافر البلد
انعقد حاجبيه يرد على السؤال بسؤال
ليه السؤال ما انا جولتلك هما كام يوم ع اللي فاتوا عشان اشيل عنك الضغط شوية وبرضوا عشان حاجة في دماغي
اه ع اللي في دماغك اموت انا واعرف اللي فيها المهم انا بسألك يعني عشان لما تقرر الرجوع تقولي اعمل حسابي
ليه ناوي تسافر معايا
اومأ على عجالة متهربا
اه يا
سيدي ما انا قولتلك ع الحاجات اللي ناوبة انفذها هناك عشان مشروعنا الجديد اسيبك بقى واروح اكمل الشغل اللي ورايا
حاجات ايه اللي جالي عليها هو انا اللي مش فاكر ولا هو اللي بيبلفني يا ما انت غريب يا يوسف
نفض رأسه ليتناول هاتفه مقررا التخلي عن أي شيء يصرفه عنها الان اخرج اسمها من سجل المكالمات وما هم ان يضغط يهاتفها حتى ضغط مغيرا ليتصل من الخط الاخر
التلفون بيرن يا نادية يا بتي شوفي ليكون اخوكي بيتصل
هتفت جليلة منادية لها لتجبرها على الخروج من مطبخها تاركة ما تعده من طعام لتسألها وهي تبحث بعيناها عن مصدر الصوت
امال هو فين انا مش فاكرة في اي حتة سندته
ردت جليلة بنعاس وقد كانت نائمة على الاريكة في هذا الوقت تريح جسدها المتعب
روحي شوفيه في اوضة معتز اصله كان بيلعب بيه من شوية
بووو عليا وعلى سنيني تاني برضوا مش كذا مرة انبه عليكي انه مضر عليه بتسيبي يلعب فيه ليه يس
ياما
ظلت تفمغم متذمرة حتى وجدته على الفراش بجوار صغيرها الذي لعب عليه حتى غلبه النعاس
انت كمان هتشلني
غمغمت بها نحوه قبل ان تجيب على الرقم الغريب
الووو السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
انتبهت للصوت لتبعد الهاتف عن اذنها تعيد على رؤية الرقم الغير مسجل فوصلها صوته بتسلية
أيوة يا نادية انا غازي متستغربيش
كتمت بكفها على فمها صوت اجفال منها لتستوعب ببطء كي تجيبه برسمية
اهلا يا غازي بيه بس دي مش نمرتك
اجابها ببساطة
لا والله نمرتي بس دا الخط التاني اصل لاحظت بصراحة انك بتردي بصعوبة على الخط المسجل يارب ما تعمليها كمان مع ده
وكأنها تسمع شخصا آخر لا تصدق هذه الجرأة منه تمالكت لتذكره باتفاقه
يا غازي بيه ما انت بتتصل كذا مرة فشيء طبيعي ان مكنش جمب التلفون دايما
لتكوني شيفاني جاصد يا نادية
رفرفت اهدابها بصمت لا تعرف بما تخبره تود لو استطاعت التأكيد على قوله ولكن خجلها منعها ليستغل هو ويواصل
طب يعني انا غلطان اني بسألك على جدتي ولا يمكن عشان بحب اطمن على حبيبي معتز لا اوعي تجوليها دي عاد إلا معتز انا جبل ما بتصل بكون مكلم البنات وهما اللي بيسألوني عليه وانا في كل الحالات بشتاجلوا اصله حبيبي ونور عيني من جوا بس خليكي فاكرة انا مش بضغط عليكي يا نادية
والنبي امال اللي بتعمله دا اسمه ايه
ودت لو تستطيع الرد بها عليه ولكنها كالعادة لم تجد بدا من التغاضي لتردف باستسلام
ماشي يا