الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 168 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


هجوم اصحيهولك
في صالة منزله الجديد وبعد انتهاء الزفاف امام المراة التي تتوسط الحائط وقف يتطلع لنفسه الان بها في انتظار خروج العروس اليه الى حين أن تنتهي من تبديل ملابسها يتسائل داخله
أين هي فرحة العرس 
لقد فعل كل شيء ليلة حناء صاخبة شهد عليها القاصي والداني وقد ذاع صيتها على كل ارجاء البلدة وما حولها واكثر نظرا للشهرة الواسعة التي يتمتع بها النجوم الذين أحيوها والفرقة والفقرات المتنوعة والذبائح ثم اليوم وهذا الزفاف الاسطوري في القاعة الفخمة في المحافظة

انه لم يترك شيء للتفاخر والزهو حتى انه اندمج مع ما يحدث بالأمس وظن انه قد نسي وعاش ليلة الأمس بفرحها وصخبها ولكن ومع بزوغ الصباح ورؤيته بالصدفة لها اثناء مرور السيارة التي كانت تقلها مع هذا المدعو زوجها وابن عمها لقد كانا يضحكان يعيشان السعادة التي كان يوعد نفسه بها معها
انتفض يستفيق من شروده مع صوت فتح الباب ثم خروج هذه الصغيرة والتي تقدمت حتي وصلت اليه
كانت كالكتاب المفتوح أمامه ليس بها الخجل الذي يتوقعه الرجل الشرقي من عروسه في ليلة كهذه بل هي امرأة راغبة نظرتها مشبعه بإعجاب قادر على ارضاء غروره كرجل بدعوة صريحة للغرق معها في بحر العسل ولكنها ليست هي
ليست عروسه التي تمناها ودفع ثمن الوصال بها من عمره ليست هي الحلم الذي عاش من أجله ليست هي من كسرت قلبه الذي ذاب عشقا بها حتى أصبح خيال رجل في انتظار اكتمال لن يحدث 
ولكنه الان على أرض الواقع والمفروض به ان يفرح ان يتجاوز ان يكون عريسا لهذه العروس
صدرت شهقة مجفلة منها بعد أن طوقها فجأة بذراعه بوجه متجهم ليس له أي صلة بما كانت ترسمه في خيالها ازدردت ريقها بتوتر تحاول السيطرة على خفقان قلبها وسبابته تمر على ثغرها يحدثها بصوت وكأنه يأتي من البعيد بعد أن تاهت بهذا الوجه الغريب منه
لتكوني خاېفة مني
ها 
تمتمت بها بعدم تركيز ثم سرعان ما حركت رأسها نافية رغم فزعها بالفعل منه 
يبجى أحسنلك تخافي
امممم دوج يا واد الحلاوة دوج يسلم ايدين اللي عملته اول مرة اكل محشي كرنب بالحلاوة دي 
عقبت جليلة ضاحكة وكأنها تلبست الدور هي الأخرى تسلم ايديها هي بجى ما هي نادية هي اللي عملاه وانا والنعمة ما اعرف اعمله بالحلاوة دي زيها
نقل بنظره نحوها بغزل مبطن
رغم ان جدتي كانت حاكيالي عن طعامته بس والله حسيت بنفسها فيه 
حسيت كيف يعني
سألته بتحفز رافعة حاجبا واحدا بشړ قابله بعبث ابتساماته المستفزة لها وتباسط والدتها معه يجعل عقلها على وشك الانفجار فما يجري حولها الان يشعرها وكأنه 
نفضت رأسها رافضة الفكرة ان تطرا بعقلها من الأساس لتضع همها في الطعام ولكن كيف لها التناول وسهام انظاره المتربصة لها منصبة عليها ولا تتركها
كفاية يا ولدي دا باين النوم غلبه من تاني ومعدتش فيه نفس للوكل اساسا 
هتفت بها جليلة بالإشارة نحو معتز الذي غفى بالفعل على صدره قبل ان تنهض من محلها مردفة
هات اخده اغسله وشه وخشمه جبل ما احطه يكمل نومه ع السرير من تاني 
خليكي انتي كملي وكل انا اللي جايمة عشان شبعت 
لا انتي استني يا ناادية 
تفوه يوقفها بكف يده التي صدرها امامها لتلتزم محلها على مضض يكتنفها احساس انه قد تجاوز بالفعل ولابد لها ان توقفه انتظرت حتى ذهبت والدتها بصغيرها لتبادره السؤال
نعم كنت عايزني استنى ليه
لم يكترث لحدتها بل ادهشها بتحول ملامحه فجأة لتغلف بتجهم تناقض تماما مع هيئته منذ قليل يجفلها هامسا بأعين تطلق شررا من الچحيم
طلعتي ليه من غير ما تبلغيني ولا تبلغي حد من الرجالة بسيوني دا اللي رازعه تحت امرك وامر معتز مكنتيش جادرة تديله خير
اكتنفها فزع كاد ان يوقف
قلبها في البداية من هيئته لكن سرعان ما تمالكت لتغلبها روح العند في الرد عليه
وافرض يعني معملتش كل اللي جولت عليه دلوك انت مالك عشان تيجي وتحاسبني كدة
لم يكن متوقعا لهذا الرد منها على الاطلاق حتى ارتدت رأسه للخلف بمفاجأة ليستوعب قليلا فينحي هذا الجزء الصارم في شخصيته ليخفف من حدته قليلا حتى يقتنع رأسها العنيد وليعطيه الله القوة حتى لا يضعف امام العيون الساحرة تلك
يعني انتي معرفاش بحاسبك ليه ولدك دا اللي مسؤلية امنه في رجبتي لو حصله حاجة لا قدر الله ساعتها هيبجى ايه وضعي انا الزفت ناجي كان هيقدر يجرب منك لو ماشية مع حد من رجالتي
انتي مغلبة عندك ليه على مصلحة وأمان ولدك
رددت خلفه پصدمة محتجة
انا مغلبة عندي على مصلحة ولدي ليه ان شاء الله عايزه اذيته يعني
رد موجها لها سؤاله المباشر
بعد اللي حصل النهاردة معترفة ان اللي عملتيه صح ولا غلط
عملت إيه وانا ايه ذنبي لو الزفت 
قطع مانعا عنها الجدال او التبرير مرددا
معترفة باللي عملتيه صح ولا غلط
اجبرتها حدته هذه المرة على الرد
 

167  168  169 

انت في الصفحة 168 من 181 صفحات