الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 175 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


ولا يهزنا كلام حد احنا صفحتنا بيضة وسمعتنا محدش يقدر يمسها 
عقبت على قوله بانفعالها محتجة
انت بتجول كدة عشان انت راجل والكلام ما يلطكش زي ما يلطني انا اللي الكلام يخصني 
وانتي تخصيني يعني اللي يمسك يمسني 
هتف بها بصرامة لا تقبل الجدال ليعتلي الزهول ملامحها وصدمة احتلت تفكيرها تصيبه بالشلل تخشي التصديق بالمقصود خلف المغزى من كلماته حتى صدح الصوت الانثوي يجفل الجميع ناحية المدخل

معناها واضح جوي دي يا غازي يا دهشان دا على كدة اللي سمعته وشايع في البلد يبجى صح
امي سليمة 
تمتمت بها بزعر تطالع وقفتها المتحفزة بمدخل الاستراحة تحمل على ذراعها معتز الذي ترك كف والدته منذ بداية الشجار ومن هيئتها بدا واضحا انها قد سمعت معظم الحديث على الاقل مما زاد عليها تشعر بقدميها كالهلام وغصة تشق حلقها في الدفاع عن موقفها 
كلام كدب احلفلك بإيه انه كدب وتأليف من ولاد الحړام انما انا جدامك اها لا اتخطبت ولا عمري كون زوجة لحد تاني غير حجازي الله يرحمه 
ضغط على نواجزه يحدجها بشرار عينيه حتى ود ان يمسك بلسانها الأحمق بيده يعيد على تهذيبها من جديد حتى تكف عن التفوه بتلك الحماقات وأذيته ثم ما لبث ان يعود للمرأة مخاطبا لها بشجاعة
انا عايز اجعد معاكي لوحدينا يا ست سليمة افهمك اللي حاصل وارسيكي على كل شيء
داخل الشرفة بعيدا عن عروسه بسبب الزيارة المفاجئة من الأقارب الذين أتو للزيارة من عائلتها وبعض الفتبات الصديقات 
الله يبارك يا صلاح عجبالك يا سيدي لما ربنا يهديك انت كمان 
لمااا ربنا يهديني بقى ع العموم انا فرحتلك اوي يا صاحبي عشان انت طلعت شاطر بجد نفذت اللي في مخك واتجوزت في وقت قياسي حتى وانت مغير العروسة شابوه 
زفر بتنهيدة مثقلة بما يحمله بداخله رغم ادعائه المرح مع صديقه الذي تابع بمشاكسة
رغم ان برضوا زعلان منك عشان طلعت ندل وما قولتليش ولا ادتني خبر ع الميعاد بس اشطة ملحوقة لازم اردوهالك 
ضحك عمر معقبا لقوله
ماشي يا سيدي ردهاللي لما تعملها انت وانا عند فيك هاجي واجوم بالواجب ما انا اصلا مش محتاج عزومة بس انت مجولتليش عرفت منين جابلت حد من اهل البلد وبلغك
لا يا سيدي مقابلتش حد من اهل البلد هناك لأن انا أصلا في البلد هنا 
اصلا في البلد ازاي يعني
ساله بفضول عاقد الحاحبين وجاء رد الاخر 
قي البلد يعني نزلت مصر يا عم عمر حضر نفسك بقى بالمحمر والمشمر عشان خلال كام يوم كدة هتلاقيتي طابب عليك 
تزورني فين
تمتم يعتدل مستقيما بجسده ليعيد على سؤاله مستفسرا بانتباه شديد 
انت يا بني ادم انت ياللي واخدني كدة على مشمي انا مش فاهم حاجة امتى جيت من السفر يا صلاح
لا اله الا الله يا بني بقولك جاي ازورك معناه اني في البلد بجد مش هزار بقالي اسبوع اهو بس انت طبعا مشغول وكمان مبتسألتش يبقى هتعرف منين
خلاص عرفت يا صلاح تعالى يا سيدي واحنا نشيلك فوج راسنا 
ايوة كدة اتعدل
وسمعني الكلمتين دول عشان اجي ازورك بقلب جامد 
أنهى عمر المكالمة بشرود شديد فيما اردف به الأخر انه بالفعل قد قرر زيارته اذن لابد بالتصرف منذ الان والتنسيق مع شقيقاته لعمل الازم بالتحضر الجيد حتى يظهر امام الاخر بأبهى صورة 
وصل لأسماعه اصوات التوديع المرافقة للأحاديث والضحكات قرب مخرج المنزل ف انتظر حتى غادرن جميع الزائرات حتى خرج هو من الشرفة نحو تلك التي وقفت بوسط المنزل تنتظره بابتسامة تنير وجهها الجميل من الأساس ولكن 
اخيرا مشوا بجالهم ساعة في اللت والسؤلات معايا امي كانت بتخمس وشهم كل شوية عشان العين والحسد 
تفوهت بلهفة اعتاد عليها كأسلوب لها للتعبير عن فرحها الدائم منذ ارتباط اسمها بأسمه 
عشان مجابلة الحريم اللي من ناسنا مش انا لازم ابان جدامهم عروسة والعروسة لازم تتزوج 
دنى برأسه نحوها يردد خلفها بما يقارب الاستهزاء
وهي العروسة متتعرفش غير بكيلو دهان على وشها 
ابتعلت الباقي من كلمات كانت تود ان تجادله بها ولكنه أللجمها بمنطقه القاسې لتصمت مبدية الطاعة والإنصات لانتقاده حتى انه تناول محرمة ورقية يمسح بها على بشرتها
الواحدة جبل ما تحط اي شيء في وشها تبجى فاهمة وعارفة باللي يناسبها مش تسيب امها تمشيها على اسلوب الناس والستات اللي لا فاهمة في الموضة ولا حتى فاهمة في اي حاجة بالجهل والتخلف بتاعهم 
توقف على استكانتها منتبها لهذا الغشاء الرقيق بمقلتيها ليستدرك لحالتها على الفور ويلطف من لهجته
حبيبتي انا بتكلم ان انتي حلوة مش محتاجة مكياج 
القى بالمحرمة الورقية من يده ليكوب وجهها بين كفيه مواصلا استرضائها
انا عاذرك يا هدير عشان انتي صغيرة ولسة متفهميش الدنيا يبجى انتي كمان تعذريني لما انبهك عشان اعلمك وتعرفي ولا انت عايزة تبجى زي الحريم الجاهلة
بدا عليها التردد بالتركيز
 

174  175  176 

انت في الصفحة 175 من 181 صفحات