الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 180 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


بغيظ
اهو انا مش غايظني من الصبح غير نبرك ما تهمد ياد انت كمان وخلي الليلة تعدي على خير 
قالها وانطلقت ضحكات الاثنان ليعلق يوسف بمرح 
دا باينه متوتر بجد والله مش تخمين زي ما انا شكيت ايه يا كبير هي دي اول جوازة ليك ولا ايه يا عم 
انت بتجول فيها انا عن نفسي بعتبرها اول جوازة ليه والله 

قالها عارف ليزيد من تأفف الاخر ليدفعهم بخشونة من أمامهم
شكلكم جاين بغرض تحفلوا عليا مش تباركوا امشي ياد انت وهو انجروا جدامي 
تلقا الاثنان الدفعة لينصاعا للأمر معبرين بالتفكه عن استسلامهم لينساقا امامه بخنوع
يا ساتر يارب شكلنا زعلاناه 
ما انت برضوا يا عم عارف كان لازم تقدر برضوا ان ابن عمك فعلا متوتر بس يا ترى متوتر ليه اااه
تأوه بالاخيرة تأثرا بقبضة قوية حطت على كتفه ذراعه من الخلف ليفمغم على اثرها ساخطا وهو يدلك عليها
ايه يا عم انا جاي ابارك مش جاي اڼضرب والله
تابع غازي يزجره بابتسامة مستترة
بارك الله لكما وجمع بينكم في خير 
ختم بها رجل الدين لتصدح اصوات الزغاريد من شقيقاته وبناتهن لتعج بالمكان وتملأه بالمرح والابتهاج ترافقها المباركات والتهنئة للعريس من الحاضرين القلائل من وجهاء العائلة وابناء عمومته والشباب الأصدقاء
والذي كان يتلاقاها بابتسامات يجاهد الا تفضحها اللهفة في التطلع نحو قمره الذي توسط الجلسة بالقرب منه في الناحية الأخرى بين النساء من أقاربها وسليمة المرأة القوية التي تزيده يوميا اعجابا بها يقسم ان يرد اليها أفضالها يوما ما وقد اتخذ هذا الأمر عهد عليه 
عانقه يوسف ليهمس بجوار اذنه بمشاكسة
الف مبروك لحبيبي اللي وشه نور بعد ما كتب الكتاب يارب يكون التوتر خف
قالها وتلقي بقبضة قوية على خصره يناظره غازي بخطړ
بطل جلة الحيا واتعدل بدل ما اعدلك 
خلاص يا عم انت محدش يهزر معاك ابدا 
قالها متوجعا يخفي تأوها لينزاح من أمامه باستسلام مغمغما
ربنا ع المفتري 
ضحك عارف المتابع لهما قبل ان يأخذ دوره في معانقة صديق طفولته بفرحة تنبع من قلب ذاق لوعة العشق ويعلم بحجم ما يكتنفه الاخر في هذه اللحظة
حبيبي يا صاحبي الف مليون مبروك ان جلبك خلاص ارتاح 
لا والله يا عارف لسة ادعيلي انا يدوب في بداية
الطريج حتى حطة جدمي مش على أرض ثابتة 
قالها بصدق شعر به الأخر فرد على قوله مطنئما
بكرة تثبت وتوصل انا واثق منها دي 
يا سيدي ربنا يطمن جلبك 
غمغم بها بتمني من القلب قبل ان يندمج في المباركات والتهنئة من الباقين
والى جمع النساء الاتي الټفت حولها ليباركن ويهنئنها واولهم كانت روح التي تعلقت بضمتها لها يغمر قلبها شعور تعدى الفرح تعدى الابتهاج تعدى كل المفاهيم التي قد توصف حتى حالتها الان
اقسم بالله ما جادرة اعبر ع اللي حاسة بيه دلوك جلبي بيرفرف جوا صدري وحاسة نفسي عايزة اتنطنط كيف العيل الصغير حبيبة جلبي اتجوزت اعز حاجة ليا في دنيتي اخويا وابويا وسندي اخيرا سره هيرتاح مع اللي اختراها جلبه
لم تفهم على مغزى عبارتها الأخيرة لتفسرها في الأخير ان التعبير المجازي من فرط فرحها بزواج شقيقها فخرج الرد منها بدبلوماسية 
الله يبارك فيكي يا روح دا بس من جلبك الأببض ونفسك الصافية انتي ربك خصك بالجمال من جوا ومن برا
وانت خصك بكل حاجة حلوة 
او تدي فرصة لغيرك انا بجالي ساعة كمان عايز ابارك لعروسة اخويا العسل
تمتمت بها نادرة الشقيقة الوسطى أثارت بها الضحكات من البقية لتعقب فاطمة الجدة الكبرى تدلي بدلوها هي الأخرى
وهي برطمان عسل عايزين تلحسوه ما تسيبوا العسل لصاحبه خبر ايه
قالتها بإشارة واضحة من كفها نحو المقصود لتعلوا اصوات الصخب من الجميع وتتكفل وجدان بالرد هامسة بتحذير امام العروس التي كتمت بكفها على فمها وقد اكتسحها خجل شديد وسط الغمزات واللمزات الضاحكة من النساء وحياء الفتبات الصغيرات
ما تهدي شوية يا فاطنة كسفتي العروسة والبنتة يا مرة دا انا مردتيش اجيب ام ايمن مخصوص عشان متفضحناش تجومي انتي تاخدي دورها النهاردة 
اعترضت فاطمة بسجيتها 
وه وانا جولت ايه يا به مش هو دا اللي هيحصل و لا هما هيخشوا و 
بووو 
تمتمت نادرة تقاطعها مقهقهة كي لا تستفيض بعفويتها
فحسمت وجدان بندائها
طب احنا نفضها احسن بجى وننده على صاحب الشأن تعالي يا عريسنا تعالي لعروستك لبسها شبكتها يا كبير ناسك
تقدمت بخطوات مترددة نحو الجلسة التي تجمع زوجها مع الضيف الغريب الهام تحمل عدد من اصناف الحلوى على صنية فضية باهظة الثمن اخرجتها من نيشها الغالي من أجل عيون زوجها العزيز كي تشرفه امام ضيفه العزيز والذي بدا لها من الوهلة الاولى صدق الوصف وذلك من ملابسه الغالية كزوجها وحذائه الامع بشدة كفيه الناعم بشدة لرجل لم يعرف معنى الشقاء في حياته رغم تباسطه في الحديث مع زوجها والذي انتبه لها الان ليقف يستقبلها بابتسامة ادهشتها
تعالي يا
 

179  180  181 

انت في الصفحة 180 من 181 صفحات