الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 31 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


متجاهلة كل شيء ليلتقي قمريها الاسودين عيون الريم الواسعة والمزينة بكحل طبيعي يجعلها كالحورية 
انتفاضة قاسېة شعر بها كصاعق كهربائي ضړبت قلبه من الداخل ليشعر بألمها وكأنها أعادت إليه الحياة وبرودة غريبة زحفت لتجمد الأعضاء الحيويه بجسده تحرم عليه الحركة ليظل مزبهلا لها بانشداه وقد خلى عليه العالم الا منها

انها هي هي الفاتنة التي سړقت منه النوم وجعلته أسير البحث عنها 
وجهها كالبدر لم يؤثر فيه الحزن ولا الذبول بل زاده اللون الأسود لحجابها وما ترتديه اشراقا ونضارة يتسائل داخله ان كان هذا وضعها في الحزن فكيف تكون في هيئتها العادية أو الفرح ثقة لم تغب عنها منذ طفولتها وبراءة تغلب طبعها مهما ادعت غير ذلك تبقى فقط ضفيرتها الطويلة السوداء تبا
تذكر بخاطره الاخيرة شلال شعرها الأسود والذي تساقط من الحجاب يوم ۏفاة زوجها ليكون لكل الأعين حتى دلف بها شقيقها داخل سيارة صهره ناجي
انتقلت عينيه نحو الاخير فوجده ما زال على وضعه بجوار عزب شقيقها يتحين الفرصة بأعين متربصة 
يفهم الان سبب التصاقه به منذ مۏت زوجها 
ثم هذان الشابان أقرباء الراحل المدعو سند والاخر عيسى يرى بأعينهما المسلطة عليها الإعجاب الواضح مهما كانت طريقتهما مهذبه أو بها أخلاق حتى رجل الأمن هو الآخر اللعڼة انها مطمع للجميع 
تسارعت أنفاسه يجاهد للسيطرة على ڠضب مكبوت بداخله يدفعه لحړق الأرض ومن عليها ابتلع بصعوبة ليجلي رأسه من أفكارها المچنونة ليلتهي بالحديث الدائر بينها وبين رجل الأمن 
يعني انتي متأكدة ان جوزك ملهوش عدوات يا مدام نادية
القت بنظرة ڼارية نحو فايز فهمها جيدا ليحدجها بأعين مشټعلة تلقفتها بتحدي وهي تجيب الرجل
لا طبعا أكيد في انا جوزي مكنش هين ولا أي كلام والزين لازم يبجاولوا اعداء 
استدركت فجأة لتسأله عن مغزى السؤال
جصدك ايه بالكلام ده انت مش جولت ان دا إجراء روتيني عشان حاډثة الغرج
صمت يطالعها بنظرات زادت من توجسها قبل أن يجيبها بمراواغة
هو فعلا إجراء روتيني واحنا بس بنعطي تخمينات عشان يعني لو تقرير المعمل الجنائي اثبت ان
سبب الحاډثة وراه فعل فاعل في تخريب السيارة 
صمت مهيب خيم على رؤوس الجميع پصدمة الجمتهم في البداية قبل ان يقطعه قول هذا المدعو سند بحمائية نابعة من صداقة قوية مع الراحل
ازاي يعني الكلام دا لو طلع صح احنا لا يمكن نسكت لو حتى كان الجاني مين
قال الاخيرة بنظرة واضحة نحو خاله ليضيف على قوله عيسى
أيوة امال ايه معزة حجازي تغني عن أي جربة ولا صلة ډم 
الاخيرة كانت واضحة كضوء الشمس أمام الجميع فلم يفهمها فايز وحده بل ورجل الأمن أيضا والذي تابع تحقيقه مع نادية والتي كان صمتها ابلغ رد على حالتها الغريبة
لو حاسة انك تعبانة ممكن نأجل لوقت تاني 
بانفعال لم يقوى غازي على كبته قاطعه پحده يجفله
تأجل فين تاني يا سعادة الباشا ما اديك شايفها تعبانة اها لو ظهر دليل يثبت تخمينك يبجى ساعتها فيها تصرف تاني 
لملم الرجل أوراقة لينهض بوجه اعتلاه الضيق مستئذنا في الانصراف نهص معه بسيوني ليتكفل بواجب الضيافة له ليلحق بهما فايز الذي تحرك مغادرا دون استئذان 
ليهتف هو الاخر منهيا أي فرصة لبدء نقاش قد يدور معها
خلاص واحنا كمان نجوم نشوف مصالحنا ياللا يا اخ سند انت وعيسى على المندرة تكملوا واجب عزاكم 
وانت يا ناجي اسبجني ع العربية عايزك 
اعترض الاخير امام نظرات الاستغراب من الشابين
انا جاعد شوية مع عزب 
رد بجرأة احرجته
طب عزب واجب عليه يجعد مع اخته عشان يراعيها انت بجى هتجعد معاه في بيوت الناس
تبدلت ملامح الاسترخاء على وجه الأخر لينهض مجبرا للذهاب يتمتم بحرج
لا يا سيدي مش هجعد في بيوت الناسعن اذنك 
خرج خلفه عيسى وسند رغم اندهاشمها لهذا التدخل السافر من هذا الرجل والذي يوشك على طردهما من منزل العائلة 
خلت الجلسة عليه وعليها بعد خروج عزب خلف صديقه لتنحل عقدة لسانه اخيرا ويخاطبها مناديا باسمها حتى ينزعها من جمودها
نادية 
أجبرها بندائه أن ترفع عينيها الجميلة إليه يلتقط نظرتها وكأنه سهم رشق في منتصف قلبه فقال موضحا وكأنه يصلح خطأ مرته الأولى في عدم التعريف عنه نفسه
أنا غازي واد عمك يا نادية عارفاني
يتبع
الفصل السادس
أسفل المظلة الخشبية في القسم الأمامي من حديقة المنزل الكبير كان جالسا وحده مستغلا سكون الليل وهدوء المكان بعيدا عن الضجة والازدحام الذي يحاوطه يوميا في كافة الأنشطة التي يقوم بها كمسؤل عن عائلة كبيرة بمصالح لابد من تأديتها أو مشاكل لابد من البت فيها وغيرها من المهام التي لا تنتهي 
اما الان فهذا وقته للإختلاء بنفسه وقته للتفكير في غازي وحظه البائس في العثور اخيرا على فتاة احلامه والتي سړقت منه النوم أياما لا حصر لها على مدار الأعوام التي مرت عليه في البحث عنها ليجدها اليوم وقد ضاعت فرصته بالارتباط بها سابقا
 

30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 181 صفحات