رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر
وتزوج وأنشأ حياة تعيسة مع امرأة ذات واجهة جميلة وقلب فارغ وكأن القدر يسخر منه
الان فقط علم بصلة قرابتها به! الان فقط بعدما توفى زوجها وأصبحت لقمة سائغة تدعو الجميع للطمع بها يالحظه التعيس يعيد برأسه لقاءه القصير بها منذ ساعات حينما خلى المنزل عليه وعليها ليحدثها بقلب يرتجف بصدره وكأنه مراهق صغير وليس رجلا ناضجا بل وقائد لعائلة كبيرة تحجب عين الشمس بأعداد أفرادها ومصالح تهتز لها بلادا لثقلها
انا واد عمك غازي يا نادية عرفاني
طبعا عارفاك هو انت في حد ميعرفكش
خرجت منها عادية جوفاء لم يبدوا عليها ولو لمحة واحدة حتى من مشاعر هوجاء كتلك التي تعبث بداخله وكأنها وحش يتغذى على عزيمته فيجعله يجاهد بصعوبة للثبات على شخصيته الجادة أمامها ولكن ماذا كان ينتظر منها وهي امرأة في عز حزنها الان على زوجها الراحل انه بالفعل أحمق بالغوص في أوهامه
تمام طب عايزك تعرفي زين بجى ان عيلتك في ضهرك وانا كبيرها أولهم يعني أي طلب تعوزيه تجولي عليه على طول ولو عندك أي مشكلة عمرنا ما حنسيبك تواجهي لوحدك
أومأت رأسها بتفهم رغم شرودها في حضرته مما اثار الحنق بداخله ليعود بقوله مشددا
رمقته بنظرة خاطفة من التعجب قبل ان تحجبها مرة أخرى مع قولها بخجل
انا زينة والحمد لله مفيش حاجة تستدعي الكلام ده لما اعوذ حاجة هبجى اجول
تتحدث بعزة رغم ضعفها رقيقة حتى في ادعائها القوة أمامه حديثه معها في هذه المسافة القصيرة زاد على تأكيد نظرته الأولى لها جميلة حد الفتنة للدرجة التي تزيد من عڈابه في الخۏف عليها
احنا عارفين ان انت زينة بس احنا بنسأل ع اللي جاي لازم تعرفي ان عيلتك كبيرة ولا يمكن هتفرط فيكي ولا
تسيبك لوحدك انتي بتنا
عادت تومئ برأسها بتململ وكأنها تدعوه للإنصراف لن يلومها فهو بالفعل قد اطال رغم قصر الوقت ولكن ماذا بيده ود لو ظل العمر كله يتأملها وقد زادها الان حمرة جميلة اللهبت وجنتيها لتبدوا كطقعة للتفاح ناضجة تبا
ع العموم دلوك هي فرصة عشان اعزيكي جبل ما أمشي البجية في حياتك ومتنسيش اللي جولتلك عليه
استجابت تبادله المصافحة برد روتيني
في حياتك الباجية مش هنسى ان شاء الله
كان سلاما عاديا كفها فقط لامست كفه سريعا ولكنها مرت كشرارة كهرباء سرى مفعولها على جميع جسده لتجعله يقبض على اثرها حتى الان لا يصدق ليونتها ورقتها لا يصدق كم هذا اللطف والجمال المتمثل بها وحدها ليته لم يتركها أبدا ليتها كانت من نصيبه
روح
الټفت على النداء تجفل على جلسته في الظلام وقد أطفا انوار الأعمدة الصغيرة من حوله ارتدت بخطواتها لتغير الاتجاه نحوه تبادره بسؤالها
جاعد عندك في الضلمة بتعمل ايه اقسم بالله ما خدت بالي منك وانا جاية
ابتسامة خفيفة شقت زاوية جانبية لفمه قبل أن يتود لجلسته ويدعوها هي الأخرى
يا ستي انا عايز الضلمة والهدوء تعالي اجعدي معايا بس ونسيني شوية تعالي
فكت طرف حجابها في الأمام لتجلس به مغطيا شعرها فقط وقالت توافقه
بصراحة عندك حج الهدوء هنا مع صوت الليل وريحة الخضرة اللي جاية من الشجر والزرع كمان مع نسمة الهوا اللطيفة حاجة تسحر يا عم غازي تصفي النفس وتهدي الروح
ردد خلفها بتفكه وقد راقه حديثها
يا حلاوتك انتي يا روح بتجولي شعر يا بت
تبسمت لتعقيبه ترد بخجل
يا عم مش شعر انا بس كدة اتأثرت بالجو اللي عامله لكن مجولتليش يعني ايه اللي مخليك منزوي مع نفسك كدة مش برضك دا وجت جعدتك مع شباب العيلة في المندرة ولا انت جفلت منهم
ايوة يا اختي جفلت منهم
قالها متبسما لتخمينها قبل أن يردف بتردد
ما انتي كمان جاية متأخر من واجب صاحبتك كل ده حتى بعد ما جطعوا التلات تيام برضك مش سايباها
اعتلى وجهها طيف من الحزن تجيبه بتأثر
واسيبها ليه بس هي مصيبتها جليلة يعني امشي واعمل اني عملت اللي عليا وخلاص دي اترملت في عز شبابها حبيبتي خمسة وعشرين سنة الله يكون في عونها
اومأ برأسه بشيء من الأسى يردد خلفها
ياللا بجى محدش بياخد أكتر من نصيبه لكن معني كلامك كدة انها اصغر منك ومع ذلك اها مش سيباه دي المحروسة اللي كانت معاها في نفس الفصل مش سائلة
فهمت بمقصده عن زوجته